أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - جوانب من تاريخية صراع الهوية في العراق :















المزيد.....



جوانب من تاريخية صراع الهوية في العراق :


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4857 - 2015 / 7 / 5 - 16:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جوانب من تاريخية صراع الهوية في العراق :
رصدنا في دراساتنا السابقة، كانت هوية العراق، تمثل أحد أهم المعاضل التي وسمت تاريخ العراق المعاصر طيلة القرن العشرين، ولا تزال تتفاعل لانها انها غير مكتملة ولم تنته بعد في سياق صيرورات بناء الأمة-الدولة الحديثة ، إذ وجد " في غمار عملية بناء الأمة هناك نموذجان متنازعان فيما يتعلق بالمجتمع السياسي: أحدهما هو النموذج العراقوي والآخر هو القومي العروبي. وكان هذان النموذجان يتصارعان فيما بينهما من أجل الهيمنة... ". المتمحورة في التساؤل الأرأس: { لمن الأولوية لعراقية العراق أم لعروبة العراق ؟ }
وتاسيسا على تاريخية الصراع هذا، يمكننا رصد، حسب رأي المستنبط والمستنتج من تاريخية الحركة السياسية لعراق القرن العشرين وإلى الوقت الراهن، ظهور مدرستان وسمتا هذا الحراك السياسي وصراعاته مع ذاته أو/و مع السلطة أنطلقت:
- الأولى : من أولوية عراقية العراق ذو المكونات الاجتماعية والاثنية المتعددة ؛
- الثانية : قد أنطلقت من أولوية عروبة العراق .
في البدء من الضروري التأكيد والتنويه على أن هذا الصراع منذ بداياته في المرحلة الملكية"... حول مسألة الهوية، التي تتراوح بين (العربية) و (العراقية) كانت محصورة على نحو رئيس ضمن المستوى النخبوي السياسي، فعلى مستوى الطبقات الفقيرة والأمية، التي شكلت السواد الأعظم من السكان، فإن مسألة الهوية كانت موضوعاً نخبوياً بعيداً عن نطاق اهتماماتهم الحقيقية ولا يعطونه أهمية كبيرة ناهيك عن المزيد من الولاء... ".
لقد نشبت صراعات بين هاتين المدرستين على أمتداد تاريخ الظاهرة العراقية المعاصرة، كتناقض ثانوي في البدء منذ تأسيس الدولة العراقية طيلة المرحلة الملكية، وبرز بحدة واضحة بعد انقلاب بكر صدقي 1936، ذو النزعة العراقوية، كما اشتد اوارها المقترن بالعنف في الزمن الجمهوري وبخاصة الأول منه (14 تموز1658- شباط 1963) حتى أمسى تناقضا رئيسياً للعوامل الداخلية، بخاصة بعد تطور المجتمع السياسي نسبيا واتخاذه شكلاً مؤسساتيا في صيغة تنظيمات وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، حتى وإن أُلبس لبوسات أخرى، لكن بقى احد أوجهها، هو الصراع بين المدرستين.
وهنا لا بد من التأكيد على أن هذا النزاع، وبخاصة في الجمهورية الأولى، كان"... الأكثر خطورة بكثير والأكثر واقعية فقد جرى على أرض العراق بين الشيوعيين والقوميين العرب. ولقد كان هذا النزاع حقيقة مركزية في التاريخ العربي المعاصر، كما كان مأساوياً حقاً، وحاسماً إلى حد كبير. وخلف هذا النزاع وراءه عراقاً يحمل ندوباً لا تمحى، وعراقا منقسماً بحدة وبعمق على نفسه كما لم يحصل أبداً في الذاكرة الأخيرة... كذلك فقد أدى هذا النزاع إلى الإساءة إلى الأحزاب الشيوعية العربية خارج العراق، وخنقهم سياسياً في معظم الحالات وأنهى دورهم بالمعنى العملي- وربما إلى الأبد ... وأكثر من هذا فإن هذا النزاع عمل بوضوح إلى جانب المصالح التي عارضها الطرفان، إذ سهل كثيراً مهمة الدبلوماسية الامبريالية البريطانية التي خشيت انعكاس مضامين أمة عربية موحدة على المصالح النفطية فسعت، منذ الأشهر الأولى للثورة، إلى إيجاد صدع بين العراق الجديد والقوة العربية الرئيسية في الشرق الأدنى.
ولا شك في أن النزاع كان محنة للطرفيين، ومع ذلك كان متأصلاً في الوضع التاريخي وجزء منه لا يمكن تجنبه. ولقد نبع هذا النزاع من قلب المسار الداخلي لتطور الشيوعية والقومية العربية - بشقيها الناصري والبعثي- على حد سواء، ومن اللا تسامح في أي تنافس، في مجال الأفكار كان أم في مجال السلطة، وهو اللا تسامح الذي توازى فيه الجميع، ولكنه كان أساساً مشروطاً زمنياً، وأخيرا فإنه كان نابعاً من كل نتائج الظروف التي أدت إلى خلق الجمهورية العربية المتحدة، والتي أملت دفع البعثيين للعراق بإتجاه وحدة لم يكن العراق مستعداً لها، لا موضوعيا ولا نفسيا... ". ( التوكيد منا-الناصري)
وعليه أتخذ الصراع بين المدرستين طيلة القرن العشرين اشكالا متباينة ففي فترة تراه صراعا سياسيا نخبويا، وفي ثانيةٍ لم يبرز كتناقض أرأس، وفي ثالثةٍ نراه صراع اجتماسياسيا/ فكريا ذات صيغة عنفية كما وسم العقود الثلاثة الأولى من قيام الدولة.. ومن ثم التعاون الحذر في الخمسينيات، ثم اشتد النزاع طيلة الجمهوريات الثلاث ، وبخاصة في الأولى حيث أمسى تناقضاً رئيسياً إذ احتدم تزامنياً بقمة سلطة 14 تموز (بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف) والقوى الطرفين، بعدها تسلل هذا الصراع إلى الشارع وتلقفته القوى الاجتماعية وأحزابها السياسية بغية فرض هيمنتها وتصوراتها وأستمر على حدته في أوج انقلاب شباط 1963، مرةً متخفيا وأخرى مكشوفة، لغاية الاحتلال الثالث (9 نيسان2003- 31 كانون أول 2011) ما عدا فترات هدنة في السبعينيات1973-1978 ليعاد الصراع بصورة مكشوفة وقاسية.
ومن الواضح ان السلطة السياسية، مركز الصراع وغائيته المنشودة، بصيغتها التسلطية قد استولت عليها المدرسة القومية المتمذهبة منذ تأسيس الدولة العراقية في آب1921 ولغاية 9 نيسان 2003، بإستثناء مرحلتين:
- الأولى: حكومة الانقلاب الأول، بكر صدقي (29/10/1936- 17/8 /1937) ذات العشرة أشهر؛
- والثانية: المرحلة التموزية/القاسمية (14/7/1958-9/2/1963 ) ذات 1666 يوماً .
في البدء لابد من التنويه من أن هذا الصراع قد بدأ مع تأسيس الدولة العراقية المعاصرة، وقد ظهر على السطح، واصبح مكشوفا بعد أن كان مستترا، بعد انقلاب بكر صدقي حيث تحول من صالونات النخبة السياسية وتلك المتعلمة إلى الحياة السياسية النخبوية وتبلور باعتباره "... صداماً فكرياً حاداً بين الطبقات السياسية والفكرية، الذي، ولا عجب في ذلك، وجد طريقه إلى صفوف الجيش، متحموراً حول هوية العراق الوطنية. أن الصراعات التي اكتنفت حقبة بكر صدقي التي أفضت في نهاية الأمر إلى زوال حكومة حكمت سليمان لم تظهر مجموعات السلطة والتنافس بين الأعضاء المختلفين للنخب السياسية والحاكمة وحسب، بل أظهرت أيضاً المفاهيم المختلفة لما شكل هوية العراق الوطنية: هوية عراقية إعترفت وقدمت الدعم لمجموعات البلاد العرقية والطائفية المختلفة، وهوية عربية لم ترَ في العراق جزءاً لا يتجزأ من العالم العربي وحسب بل قائداً أولاً... ".
كما اختلفت المدرستان في الماهيات والمناحي الطبقية والرؤى السياسية وجذرية التوجهات الاجتصادية لواقع العراق الصعب المراس، والمرجع الفكري لحراكمها السياسي كما في تحالفاتها السياسية، أي من حيث: نواحي القضايا المتبناة ؛ القوى الطبقية المستهدفة منها ؛ الافق التاريخي لصيرورات مشروعها ؛ سعة قاعدتها الاجتاعية المستند عليها.
وكان كل عاملا مما ذكر، متأثر بتلك الظروف المادية المحسوسة وايضا بالتغيير المبتغى تحققيه بحكم انتماءه الطبقي واستعداده الفكري وسعة افقه وغائية القوى اجتماعية المستهدفة. وبالعاقبة كانت خسارة لكلا المدرستين إذ ساهمتا، مع الاختلاف بالنسب، بفقدان أهم تجربة في العراق المعاصر(تجربة 14 تموز)، كما أن صراعهما قد عبَّدَ الطريق نحو جلد الذات، إن لم يكن شلها وفكرها وأوالياتها ( ميكانزمياتها )، وعبد العنف المتبادل المسالك نحو الدكتاتورية المقيتة طيلة اربعة عقود منذ الرحيل القسري لثورة 14 تموز.. نقول ذلك لأن تأريخية هذا الصراع ليس بالعراق وانما في الوطن العربي برمته وبالاخص مشرقه قد أوضحت:"... حقائق سياسية أساسية لن يمل المرء من تكرارها، ملخصها أن هناك خطيئة كبرى قد أرتكبت على أرض العراق في فترة معينة، من قوى سياسية يفترض فيها أنها تملك الوعي الوطني والقومي والإخلاص وحسن التقدير، مع القدرة على قراءة الواقع وتحليله واستشراف المستقبل. وبالتالي أن ندرك - ولو كنا متأخرين كثيراً- أننا مشينا جميعا إلى الفخ الذي أعده لنا أعدؤنا بعد أن أغرقنا أنفسنا في الدم الوطني والقزمي منذ أواخر الخمسينيات في القرن العشرين وحتى اليوم. ولقد كان الجذر هو ذلك الهوس السياسي والعاطفة الطائشة والعداء المجنون الذي تبادلته القوى السياسية المختلفة، وخاصةً المعسكرين القومي والشيوعي، فكانت محصلة ذلك كله أن تحطمت قوانا كلنا وأوصلنا أنفسنا إلى الهزائم المتبادلة لينتصر أعداؤنا فتحقق لهم الكثير مما ارادوا... ".
وعليه يمكننا استنتاج بعض من السمات الخاصة، وغير المكتملة، بهذا الصراع، غير المبرر في الكثير من اوجهه ومن سياقاته التاريخية، ونقول :
اولا : أرى أن المدرسة التي انطلقت من أولوية عروبة العراق، قد تكونت رؤيتها الضبابية والعاطفية واللا واقعية والمغشوشة بالامنية والمنال البعيد عن الواقع الاجتماعي المادي للعشائر المتشظية، في البدء، قبل تأسيس الدولة العراقية المعاصرة وبالتحديد من قبل فئة اخصائي العنف المنظم (الضباط) العاملين في الجيش العثماني بعد عام 1908، والذين تعاون بعضهم مع قوى الاحتلال الأول (1914-1932) التي أسست الدولة وسلمت مفاتيحها الأراسية الى هؤلاء الضباط وبالاخص الشريفيون منهم، الذين عملوا بالتنسيق مع جيش الاحتلال البريطاني تحت إمرة فيصل الأول فيما يسمى بـ (الثورة العربية) والتي رافقها التوصيف القومي العروبي للعراق ، حيث امتلكوا الدولة من خلال تسنمهم وأدارتهم لمؤسساتها ومراكزها المفصلية .
بمعنى أخر أن هذه المدرسة قد ولدت في رحم الدولة الوليدة وتمسكوا بها وبمؤسساتها والسياسية على الأخص، طيلة العراق المعاصر بإستثناء مرحلتين اساسيتين كما مر بنا. لذا تمتعت المدرسة العروبية بتأييد السلطة التي كانت ذات بُعد قومي مُمذهب في الغالب، ملكي كان أو جمهوري. في حين أن المدرسة الوطنية العراقويةفقد ظهرت وأرتبطت بمعارضة الاحتلال البريطاني وانتافضة ( ثورة) العشرين، وقد مثلت الأساس الشعبي للمكونات العراقية حيث كانت تضم في احشائها مختلف التكوينات الاجتماعية والدينية في العراق، بمعنى آخر كان تحركها ذات طابع عراقي صرف مستنبط من ماهيات تكونه ؛
ثانيا : أن المدرسة العروبية في البدء برزت واشتد عودها وتأثيرها من خلال ما امتلكته السلطة والمال، من قوة مادية ومعنوية ضمن مؤسسات السلطة الجديدة منها المؤسسة العسكرية منذ بداية العشرينيات، دون ان تكون لها امتدادات مؤيدة كبيرة ضمن التكوينات الاجتماعية السياسية،وكانت تتجنب التطرق إلى المكونات الاجتماعية وإلى قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية ودخلت في صراع مع القوى المنادية بأولوية عراقية العراق وبالاخص مع الجناح العسكري لها. وقد تجلى ذلك بوضوح ما بعد الانقلاب الأول لبكر صدقي عام 1936. وعليه كان للتيار القومي تأثير كبير على النخبة العسكرية من الضباط، لكن دون المراتب- قاعدة المؤسسة العسكرية. أما الجناح المدني لهذا التيار فقد بدأ بفعل التشجيع والمؤازرة من قبل مؤسسة العرش والسلطة التنفيذية وبعض المثقفين القوميين من أمثال ساطع الحصري ومشروعه التعليمي والمدرسين العرب الذين تم استخدامهم في المدارس في البدء ، وماهية اهدافهم العروبية البعيدة والمختفية ضمن هذا التوجه الذي هو، حسب رأي، هروب إلى الأمام وكنتيجة منطقية لمضمون العقد الاجتماعي المثلوم المبرم أنذاك والذي لم يُعبر عن مشاركة جميع المكونات الاجتماعية في سلطة الدولة وبخاصة السياسية والتشريعية منها.. ومن ثم تلاقفته القوى القومية في الثلاثينيات وأسسوا النوادي الثقافية ذات النزعة الشوفينية(المثنى مثلا) وكونوا نظام الفتوة الذي ترافق مع فشل الانتفاضة الفلسطينة لعام 1936 وما بعدها، ولجوء بعض من قادتها للعراق وتأثيراتهم على التوجهات السياسية للتيار القومي وبالأخص أمين الحسيني .
فكان اربعينيات حزب الاستقلال، ومن ثم ظهور احزاب قومية على الساحة العراقية من قبيل حزب البعث وحركة القوميين العرب في الخمسينيات. وفي الوقت نفسه برزت رؤى سياسية أكثر تطورا ضمن هذه المدرسة/التيار في زمن الجمهورية الأولى (14 تموز 1958- 9 شباط 1963) مقارنةُ بالمرحلة الملكية. كما تعددت تنظيماته السياسية وتشعبت نشاطاته وما رافقها من تحولات فكرية لبعض فصائلها لاحقاً والتي كانت بالتناقض مع ما بدأوا به (كحركة القوميين العرب على سبيل المثال)، كما اضمحلت احزاب سياسية لم تتمكن لقلة مناصريها من مسايرة التغييرات التي حدثت بالساحة العراقية وعلى النطاقين العربي والعالمي . والانتقاد الرئيسي لهذا التيار انه كان يَخضع برنامجه السياسي الى الأمنية والحلم البعيدين عن الواقع المادي الملموس للتكوين الاجتماعي بكل تعدديته من جهة، والتغني بأمجاد الماضي دون الألتفاف إلى ماهيات البنية الاجتصادية المتغيرة للمجتمع العربي الحديث والعراق على وجه الخصوص، حيث استمرت البنية الزراعية/القبلية التي سادت منذ ايام العثمانيين ولازالت الى الوقت الحاضر في أغلب البلدان العربية. بمعنى آخر واستنتاجا من ذاتية التطور، كقوانين وسنن، والواقع المادي لهذه البلدان التي توضح تاريخيتها إنها لم تسر"... على وتيرة واحدة من حيث تطورها السياسي والاقتصادي والثقافي، الأمر الذي أوجد في كل منها أو بعضها أوضاعا خاصة وظروفا متفاوتة. وهذه الاوضاع والظروف الخاصة، هي واقع لا سبيل إلى إزالته بمجرد الرغبة في تجاهله. والقومي الحق المخلص لعروبته وطموح أمته إلى الوحدة، هو من يسير شطر الهدف سيراً واعياً مضمون النتائج، ويعمل بروية وحسن تدبير على ضوء الواقع وبمعزل عن الهوى والطيش والمصالح الشخصية ". لكن هذا لم يحدث، لأنه مرتبط بقدرة القوى الاجتماعية على تحقيق ذلك وبالظروف الملموسة والتشابه الكبير في مضامين الانماط الاقتصادية وطبيعة تبعية سياستها الخارجية العاكسة جدليا لسياستها الداخلية.
ثالثا : كانت هذه المدرسة/التيار تعول في تحقيق الاماني على افراد وقادة محوريين غير مؤمنين بأن التحرر العربي ظاهرة تاريخية تتحرك على وفق قوانينها الموضوعية وسننها الخاصة بالارتقاء بارتباطها الوثيق مع حركة التطور العام ونتاجها والواقع المادي الملموس ، انها حركة شعوب وتفاعل وليس نتاج أنظمة نخبوية اجتماعية/سياسية وفكرية، تنبثق من الضرورة الموضوعية. كما ان هذه الحركة تنطلق من الممكن والمسموح بما تصيغه ذاتية الحركة الاجتماعية ذاتها، وبخاصة إذا ما استوعبت الطبيعة الموضوعية لمكوناتها وماهياتها ورعت قوانين ارتقائها ومن ثم اختطت منهجها باعتبارها الجوهر الحي المتطور للتوجه التاريخي القادم، مما يؤهل كل حركة لا تنسجم مع ماهياتها الطبيعة ستفشل شكلا ومضمونا. ولهذا تراجعت الحركة القومية العربية عندما ربطت مصيرها بأنظمة وقادة. وعليه نرى أنه بوفاة رائدها عبد الناصر قد انحسرت بدرجة كبيرة وعادت أغلب هذه البلدان ليس للولاء الوطني بل إلى الولاءات الأدني والهويات الفرعية، إذ أنها لم تقم على مؤسسات ثابتة ولا رؤية واقعية لمجتمع قبلي وعشائري يراد به الانتقال إلى الدولة القومية وأسس اقتصاده متخلفة يسودها بعض من العلاقات ما قبل الرأسمالية.. كما لم تنفع (الفكرة الانقلابية بقيادة الطليعة الواعية) والتي بشر بها البعث كمثال على ذلك، طالما البنية الاجتصادية غير ملائمة لهذا الهدف السامي والمتمثلة في ماهية الوحدة العربية للشعوب.
رابعا : ومن سمات هذه المدرسة التي حاولت عبر تاريخيتها ان تستخدم و تحبذ القوة والعنف (المادي والمعنوي) في تحقيق أهدافها من خلال (نخب) اشتراطية من خلال تبني الفكرة الانقلابية العسكرية والفكرية ( كالنموذج البعثي ذو المسحة الرومانسية واللا واقعية ونموذج حركة القوميين العرب وشعارها وحدة - تحرر- ثأر)، دون النظر الى سنن الارتقاء والتطور للبنية الاجتماعية ولتعددية الانماط الاقتصادية لكل مجتمع عربي على انفراد. " إن حقيقة كون القوميين العروبيين، وخصوصاً ضباط الجيش المنحدرين من الطبقة الوسطى ومن قاعها كانوا يعتبرون أن الصراع بينهم وبين الوطنيين العراقويين لا يمكن رأبه إلا بتطبيق معادلة التصفير لطرف على حساب الطرف الآخر ... ".
كما أن حزب البعث المؤمن بالانقلابية حيث يشير دستوره في المادة (6) من أن "... حزب البعث العربي الاشتراكي، انقلابي يؤمن بأن اهدافه الرئيسية في بعث القومية العربية وبناء الاشتراكية لا يمكن ان تتم الا عن طريق الانقلاب والنضال، وان الاعتماد على التطور البطيء والاكتفاء بالاصلاح الجزئي السطحي يهددان هذه الاهداف بالفشل والضياع لذلك... ". وقد فسر السلوك العملي للحزب هذه الانقلابية عامة وبالاخص تبني الاغتيال الفردي والانقلابات العسكرية سبيلا للوصول إلى السلطة، حيث حيث تبين التجربة التاريخية أنهم لم يصلوها إلا عبر الانقلابية العسكرية سواء في سوريا أو العراق.
خامساً: لم تعكس هذه المدرسة/التيار في العراق تحالفاته السياسية، جوهر ومضمون الحركة العربية التحررية وبخاصة في الجمهورية الأولى، إذ تحالف هذا التيار مع نقيض ماهيته التحررية المفترضة.. فكيف نفهم تحالفه مع بقايا النخب السياسية الملكية التي كانت يناضل ضدها وضد تسنمها للسلطة واحتكارها لها؟ وما هو الهدف من تحالفه مع قوى الاقطاع وممثليه السياسيين، وهم من الذين ساهموا بتحليل ماهية النظام الاقطاعي ودرجة تخلفه واستغلاله للفلاحين ومدى اعاقته للفكرة التحررية العربية وحركة التوحيد العربي؟ ألا تعكس هذه التحالفات الفقر الفكري والسياسي وقلة خبرة في فهم قوى التطور؟ وإلا كيف نفهم تحالف هذا التيار مع قوى الماضي(السلف المقدس) وبرامج التيار تعج (باللثغة) العلمانية ؟. مما أدى بالنتيجة إلى أن هذه تحالفات السياسية وحراكه المعادية للقوى التقدمية، قد ساهمت، بقوة، في ضمور الأهداف الغائية لصيرورته السياسية، ووأد روحها الشعبية وتوجهها الديمقراطي (كما هو مفترض) وانتقلوا بها من الواقع الحي للناس إلى التجريد الميت، ومن الشارع إلى الصالونات، ومن لزوميات حراك الفكرة إلى الولاءات الدنيا والعشائرية، كما عكستها التجربة البعثية بالعراق ،
وانطلاقا من ذلك فقد فكانت إحدى غائيات بعض احزاب هذا التيار بالاساس، هو الوقوف ضد التوجهات والأفكار الديمقراطية والعلمانية لحركة اليسار عامةً والشيوعية بالأخص في عموم العالم العربي، مثال ذلك حزب البعث العربي الاشتراكي حيث كانت غائيته، منذ بداية حركة البعث عام 1938 ولغاية بيان تأسيسه في عام 1947، تكمن في"... أن حركة البعث بمجملها كانت تأبى على نفسها أن تكون على يمين الشيوعية، في الوقت الذي كانت تخوض معركة ضارية ضدها، بل على العكس من ذلك كانت تطمح إلى أن تتجاوز الحزب الشيوعي وتنتزع منه مبرر وجوده في العالم العربي. ولكي يتسنى لها ذلك أضطرت إلى أن تأخذ شعاراته و(تكتيكه) السياسي ثم تضفي على هذا التكتيك وتلك الشعارات صيغة قومية ولهجة أكثر عنفاً. على اي حال، لقد ظهر العداء للشيوعية في المنشورات والكتابات الأولى لحركة البعث. يمكننا إذن أن نحدد العلاقات المقبلة بين البعثيين والشيوعيين، فالتصادم الذي كان يأخذ طابعا عنفياً في بعض الأحيان مع الحركة الشيوعية سيطر إلى حد كبير على نشاط البعث منذ بداية نشأته، ونتيجة لذلك تطعمت ايديولوجيته بالعداء للشيوعية...". ( التوكيد من المصدر- الناصري).
والأكثر من ذلك كان "... من الأمور المؤكدة أن الفكرة القومية التي تفوح منها رائحة النازية ، قبل الحرب العالمية الثانية، وفي أثنائها وبعدها بقليل، قد استهوت الأوساط القومية العربية ومن بينها الأوساط البعثية ... أعلن البعثيون أنفسهم، بدون مواربة، في منشوراتهم أن تطرف نظرتهم القومية، خلال المرحلة الأولى من كون الحزب، لم يكن غريبا ًعن التأثر قليلا أو كثيرا بالجو الايديولوجي الذي أشاعته النازية في البلاد العربية... ". وفي الواقع توضح الادبيات السياسية من أن الحركة الشيوعية كانت تعتبر دائماً بنظر مختلف الأوساط القومية العربية، بخاصة في بدء تكوينها كتيارات وأحزاب سياسية، تعتبرها تيارا معاديا للحركة القومية والوحدة العربية رغم بطلان هذا الادعاء من الناحية التاري

الهوامش:

- تتفاعل في الجمهورية الثالثة ( 9نيسان 2003- ولحد الان) رؤية سياسية ذات ابعاد مصلحية زبائنية تنتمي لرؤى الولاءات الدنيا من مذهبية وأثنية ومناطقية، تهدد ليس الكينونة العراقية حسب بل لهذا القوى المذهبية بحد ذاتها، والتي اتخذت من هذه الرؤى الدنيا، مطيتها لتحقيق المصالح الفئوية. ويتحمل النظام السابق (الوحشية البعثية) وقوى الاحتلال الثالث والاحزاب السياسية الإسلاموية التي تخندقت في بوتقة مذهبيتها ومناطقيتها وأثنيتها المصغرة، المسؤولية الكاملة على تفشي هذه النزعة الانفصالية ..طالما أن الاسلام السياسي قد فشل بناء الدولة المدنية وعمق الخلاف في كل بلد إسلامي حكمته، كما يذهب الى ذلك السياسي سالم عبيد النعمان. راجع نص قرن ص. 6، مصدر سابق.
2 - إريك دافيس، مذكرات دولة، السياسة والتأريخ والهوية الجماعية في العراق الحديث، ت. حاتم عبد الهادي،ص. 12، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 2008. أن مفهوم الهيمنة( ص.13) حسب غرامشي، يُدرك على أنه محاولة من قبل النخب السياسية لتعميم مصالحها على الجماهير كافة. وهي، " لا تتحقق عندما تتواضع مكونات كبيرة من الجماهير على تصورات معينة بخصوص المجتمع السياسي والتنظيم الاجتماعي حسب، بل إنها تتحقق أيضاً عندما تتقبل هذه التصورات على أنها أمر طبيعي ومعتاد، حيث تتضمن الهيمنة تقبلاً لنظرة شاملة للدولة تدخل فيها الفلسفة والمثل و الاخلاق. فعند غرامشي لا تنطوي الهيمنة على السيطرة وحسب ؛ بل إنها تشمل أيضاً على الزعامة الفكرية والاخلاقية".
3- د. عديد دويشا، تاريخ العراق، ص. 185، مصدر سابق. علما بأن هذا الصراع قد اكتسب في صيرورة حدته، بعدا اجتماساسياً وفكرياً وبخاصة في زمن الجمهورية الأولى/ المرحلة القاسمية.

4 - حنا بطاطو، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية، ج.3، الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار، ت.عفيف الرزاز، ص.177، مؤسسة الابحاث العربية، بيروت1999، ط. 2. علما بأن هذا الصراع قد تعدى حدود العراق وشمل المشرق العربي برمته وانتشر العداء الحاد بينهما إلى عموم العالم العربي. وقد عكس إلى حد كبير تدني الوعي الاجتماعي وتجلياته السياسية والجمالية وحتى الفلسفية لكلا الطرفيين وغلبة الامنية على الواقع وسيادة المنزع الاستعجالي وحرق المراحل التي باءت بالفشل الذريع، ولوي قوانين التطور وسننه.
5- قسمت المرحلة الجمهورية إلى ثلاث جمهوريات: الأولى 14 تموز1958-9 شباط 1963؛ الثانية 9 شباط1963- 9 نيسان 2003؛ والثالثة 9 نيسان 2003 وإلى الوقت الحاضر. هذا التقسيم قد تم على وفق معايير منها: طبيعة السلطة السياسية وتوجهاتها ؛ القضايا المتبناة ؛ افقها التاريخي.
6- هناك أوجه شبه بين المرحلتين تمثل الأراس في منطلقهما العراقوي وكذلك في دور الجيش في وصولهما (كبقية القوى العروبية) وانهما اعتمدا على وسط اليسار وفي غائيتهما المستهدفة من النهوض بالطبقات الاجتماعية ذات الدخل المحدود وتطوير البنية الاجتصادية للبلد. كما أنهما مختلفان من حيث الزعامة وكيفية إدارتها للسلطة والصراع الاجتماعي/ سياسي وفي غائيتهما المستهدفة وموقفهما من العروبة وفي جذرية المنجز .
7 - د. عديد دويشا، تاريخ العراق ، ص. 181، مصدر سابق.
8- حركة القوميين العرب: نشأتها وتطورها عبر وثائقها 1951-1968، الكتاب الأول1951-1961، تحرير هاني الهندي وعبد الإله النصراوي ، ص. 245، مؤسسة الأبحاث العربية ، بيروت 2001.
9- للمزيد عن هذا الموضوع راجع للمؤلف: الجيش والسلطة في العراق الملكي، دفاعا عن تموز، ط. 2، مديرية الشؤون الثقافية ـ بغداد 2005. كذلك د. رجاء حسين الخطاب، تاسيس الجيش العراقي وتطور دوره السياسي 1921-1941،ط.2 بغداد 1982، جامعة بغداد ؛ محمد طربوش، دور العسكر في السياسة، ت. اللواء الركن محمود أحمد البياتي، بيت الحكمة ، بغداد 2012 ؛ صلاح الدين الصباغ ، فرسان العروبة، ط. 2، دار تانيت للنشر، الرباط 1994.
10 - للمزيد راجع، ماريون فاروق سلوغلت وبيتر سلوغلت، من الثورة إلى الدكتاتورية، ترجمة مالك النبراسي، منشورات الجمل ، كولون 2003. وفي الوقت نفسه يشير سالم عبيد النعمان ما يؤيد هذا الرأي عندما يقول: " ان انقلاب بكر صدقي ضد حكومة ياسين الهاشمي العروبية ومساهمة الاهالي في هذا الانقلاب بحدود أحدث عداء بين القوميين والديمقراطيين عموماً وزاد من تعميق هذا العداء بروز الفاشية في اوربا وانتقالها الى الاقطار التابعة والمستعمرة ومنها بلدنا واستغلال الاستعمار البريطاني لاصدار تشريعات معادية للديمقراطية...". كامل الجادرجي مصدر سابق. ومن الجدير بالذكر فإن الوصي والنخبة السياسية الحاكمة قاموا بـ "... تطهير المدارس والكليات من المدرسين القوميين العرب المناوئين لبريطانيا، وكان قد جرى سحب الجنسية العراقية من ساطع الحصري وطرد ما يزيد على نحو 300 مدرساً مما كان الحصري قد أستقدمتهم لغرس الأهداف القومية في قلوب الشباب العراقيين، إلى الخارج... ". د. عديد دويشا، تاريخ العراق ،ص. 183، مصدر سابق.
11 - يقول الدكتور كاظم حبيب : "...وتكرست هذه الرغبة أكثر فأكثر منذ مجيء الحاج محمد أمين الحسيني , مفتي الديار الفلسطينية , ومعه مجموعة من الفلسطينيين الذين أجبروا على أو اختاروا مغادرة فلسطين , إلى بغداد. وتحت تأثيره ودوره المباشر اتخذت حركة القوميين العرب مساراً جديداً بعدة اتجاهات أساسية , وهي:1 تشكيل لجنة التعاون بين البلاد العربية التي ضمت "رشيد عالي الگيلاني وناجي شوكت وناجي السويدي ويونس السبعاوي والعقداء الأربعة والعقيد إسماعيل حقي من العراق , وشكري القوتلي وعادل أرسلان وزكي الخطيب من سورية , ويوسف ياسين وخالد الهود من العربية السعودية" . وهي لجنة علنية اعتبرت قاعدة لنشاطها العلني بين الأوساط العراقية ولتعزيز تحركها الشرعي على الأقطار العربية الأخرى. .."، نقاشات فكرية وسياسية مع السيد الدكتور فاضل ألجلبي حول أحداث العراق التاريخية وحول دور ومكانة الأستاذ الراحل كامل الجادرجي في الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية الحلفة 6/ موقع الناس. واعتقد ان الدكتور حبيب لم يعني هنا ( حركة القوميين العرب التي تأسست في مطلع خمسينيات القرن المنصرم في بيروت ، قدر ما يعني التيار القومي.
12- عامر عبد الله، قضايا عربية ، ص. 8، دار الفكر الجديد، بيروت 1959.
13- يقول بليخانوف عن القادة "... القادرون على التأثير في مصير المجتمع بفضل السمات المحددة في طبيعتهم. كما ان تأثيرهم بالغ في بعض الاحيان. لكن امكانية ممارسته ومداه يتحددان بفعل التنظيم الاجتماعي وحالة القوى. فليس خلق الفرد (مثلا) عاملاً في التطور الاجتماعي إلا حين تسمح به العلاقات الاجتماعية وحيث تسمح به وبقدر ما تسمح به... وبالتالي فالتنظيم الاجتماعي للبلد هو الذي يقرر في أية مرحلة معينة دور الأفراد الموهوبين أو العاجزين وبالتالي ما يتصفون به من أهمية تاريخية...".المؤلفات الفلسفية، ترجمة فؤاد ايوب،ج.2،ص.308،دار دمشق،دمشق 1982. وعليه فالقادة يمارسون تأثيراً كبيراً في مصير المجتمع رغم بقائه مرهونا بالنية الاجتماعية وبعلاقاتها الداخلية والخارجية. كما أنه صحيح جداً أن الجماهير الشعبية هي صانعة التاريخ، لكن هذا لا يقلل من مكانة القائد في صيرورة الصنع هذه. طالما أن فكرة الضرورة التاريخية لا تقلل البتة من دور الفرد بالتاريخ .. إذن هناك علاقة جدلية بين الطرفين.
14 - أريك دايفس، ذاكرة دولة، ص. 233، مصدر سابق . وقد تجلى هذا المبدأ بصورة جلية عندما أصدر العروبيون من انقلابيي 8 شباط 1963، بيان الإبادة سيء الصيت رقم 13في يوم 8 شباط مساءً. للمزيد حول هذا الاخير ، راجع للمؤلف ، عبد الكريم قاسم في يومه الأخير، ط. 2، بثلاثة أجزاء، دار الحصاد دمشق 2015.
15- راجع :موقع http://www.albasrah.net الخاص بحزب البعث.
16 ذات الانتقاد ممكن توجيهه إلى بعض القوى الرديكالية ( الحزب الشيوعي) من التيار الوطني (العراقوي) التي حاولت التحالف مع بعض العناصر القريبة منها في الحزبين الوطني الديمقراطي والديمقراطي الكردستاني في حزيران من العام 1959 كبديل عن جبهة الاتحاد الوطني واحزابها المؤتلفة.. مما ادى الى اضعاف التوجه اليساري في كلا الحزبين وخسر الحزب الشيوعي ظهيرا له فيهما.. لهذا فشلت كل التحالفات السياسية الجمعية اللاحقة او على الاقل لم تضم الاحزاب المؤثرة كما كانت عليه في المرحلة الملكية..انها تحالفات آنية مبنية على رد الفعل وبالتضاد مع الهدف الاستراتيجي البعيد وانسجاماً مع الافعال المادية للحركة السياسية.
17- مصطفى دندشلي مساهمة في نقد الحركات السياسية في الوطن العربي حزب البعث العربي الاشتراكي، الايديولوجية والتاريخ السياسي، تعريب يوسف جباعي ص, 42 و 44، ". ط. الأولى 1979دار النشر بلا بيروت . والدراسة في الأصل رسالة دكتوراه في علم الاجتماع السياسي. كذلك راجع ناصر الناصر، لنحدد المسؤولية في البدء ، جريدة الغد الديمقراطي ، العدد 113 لندن 1993.
18- نضال البعث ، الجزء الأول، ص. 169، مستل من مصطفى دندشلي، حزب البعث، ص. 52، مصدر سابق. ليس هذا فحسب بل شمل هذا الموقف كل الاثننيات القومية ( الأقليات)المتعايشة " من خلال استحضار نظريات المؤامرة للارتياب بولاء الاقليات التي صُورت على أنها عميلة للمصالح الأجنبية المصممة على تجزءة العراق سياسياً واجتماعياً، فإنالثوريين القوميين ( من العرب السنة في أغلب الأحيان) قد شجعوا على العنف من خلال حرمان الغالبية من الشعب ، وخصوصاً الشيعة والكرد ، من المشاركة السياسية والثقافية



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز ومعضلة قدوم العسكر للسلطة( 5-5) دفاعا عن تموز
- تموز ومعضلة قدوم العسكر للسلطة (4-5) دفاعاً عن تموز
- تموز ومعضلة قدوم العسكر للسلطة ( 3-5) دفاعاً عن تموز
- تموز ومعظلة قدوم العسكر للسلطة (2-5) دفاعاً عن تموز
- تموز ومعظلة قدوم العسكر للسلطة ( 1-5) دفاعا عن 14 تموز
- من ماهيات ثورة 14 تموز ( 6-6) مفاصل التغيير وملازماتها في ا ...
- من ماهيات ثورة 14 تموز ( 5-6) - مفاصل التغيير وملازماتها في ...
- من ماهيات ثورة 14 تموز ( 4-6)
- من ماهيات ثورة 14 تموز (3-6) مفاصل التغيير وملازماتها في الو ...
- من ماهيات ثورة 14 تموز: (2- 6) - مفاصل التغيير وملازماتها ف ...
- من ماهيات ثورة 14 تموز: (1-6)
- الساعات الأخيرة من معركة وزارة الدفاع :(2-2) ن ...
- الساعات الاخيرة من معركة وزارة الدفاع
- - ثورة 14 تموز ومسارات التدخل الغربي في عراق الجمهورية الأول ...
- ثورة 14 تموز ومسارات التدخل الغربي في عراق الجمهورية الأولى ...
- من رواد الفكر الديمقراطي **: هديب الحاج حمود وجدلية التغيير
- حوار حول الفكر السلفي
- بمناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (3-3)
- مناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (2-3) عبر الثور ...
- بمناسبة الذكرى السادسة والخمسون لثورة 14 تموز: (1-3)


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - جوانب من تاريخية صراع الهوية في العراق :