أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - بمناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (3-3)















المزيد.....

بمناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (3-3)


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 12:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بمناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (3-3)
عبر الثورة ودروسها

ويشير إسماعيل العارف أيضاً إلى واقعة ذات دلالة حول الموضوع ذاته فيقول: [...وعلى أثر توقيف المقدم الركن صالح مهدي عماش اتصل بي الزعيم عبد الكريم قاسم صباح يوم 4 شباط (فبراير) بوزارة المعارف، وقال بحالة عصبية، (قلت لك عدة مرات أن صالح مهدي عماش، الذي تدافع عنه دائماً سوف يقتلك ويقتلني، لقد ألقيت القبض عليه لأنه يتآمر للقيام بانقلاب ضدنا). كان صالح مهدي عماش يزورني في بيتي في فترات متقطعة، فزارني خلال الاسبوع الأخير من كانون الأول (ديسمبر) 1962، وخلال تناولنا المرطبات كنت أناقشه في بعض الأمور السياسية العامة فقلت له: صالح إنكم تتهيأون للقيام بحركة ضد الحكومة، وانني أعرض عليك أمراً أرجو أن تبلغه إلى جماعتك. ان القيام بأي حركة سوف يؤدي إلى خسائر فادحة بالارواح، الوضع استقر وعبد الكريم قاسم مستعد أن يتعاون مع جميع القوى المعارضة، لإقامة حكم دستوري، وأنني أضمن حريتكم في العمل السياسي ويمكن إجراء بعض التغيرات بدون اللجوء إلى مجازفة تهدد كيان البلد. فسكت صالح ولم يجب. وقد أخبرني بعد ذلك أنه عرض ما قلته له على جماعته فلم يوافقوا... ]
- ويشير العضو المرشح آنذاك للمكتب السياسي في الحزب الشيوعي العراقي، باقر إبراهيم الموسوي، في رسالةٍ منه إليَّ، حول هذ الموضوع وموقف الزعيم قاسم من الصراعات الحزبية، بالقول:
[... إيمان عبد الكريم قاسم بضرورة الحد من تطرف الاحزاب والمنظمات العقائدية وتعصبها ضد بعضها، ولجوئه إلى نوع من الموازنة بينها ومحاولة شمل الجميع برعايته. وبخلاف ذلك، لو سمح بإطلاق العنان للتطرف والعصبيات الحزبية، لشهد العراق مجازر مبكرة أوسع نطاقاً وأشد أذى مما حدث بما لا يقاس. ولو رأت تلك الاحزاب والمنظمات، نزعته المعتدلة، تجاه الصراعات الحزبية، وأفادت منها، لأمكن تجنب الكثير من المآسي أو تحجيمها، خاصةً لو استطاعت الاحزاب الوطنية، التغلب على تعصبها، ولو أستطاعت العودة إلى الطريق المضمون، باحياء جبهة الاتحاد الوطني مجدداً... ].
- في الوقت ذاته بدء الزعيم قاسم بإجراء اتصالات مع العسكرين التقدميين خاصةً الذين تم إحالتهم على التقاعد، حسب ما ذكره الضابط الشيوعي حامد مقصود عندما ذكر في صلب تحليله لنجاح انقلاب 8 شباط بالقول: " وكانت أهم الأمور التي ستستحيل عليهم في تنفيذ مخططهم التأمري وهي الاتصالات الواسعة التي امر الزعيم عبد الكريم قاسم بتنفيذها حيث بدأت مع خزعل السعدي وفاضل البياتي وآخرين لآخذ مواقعهم السابقة في قوات الدروع. ونجحوا في الانقلاب بسبب تباطؤ الاجراءات مما اعطاهم وقت للمجازفة في عملهم... "
- اعتاد الزعيم قاسم أن يلتقي بكثير ممن شاركوا في المحاولات الانقلابية السابقة، حينما يعفو عنهم ويطلق سراحهم. وفي إحداها، خاطب كل من: عبد الكريم فرحان وصبحي عبد الحميد وصالح مهدي عماش بالقول:
[...نحن أخوان وخدمنا في الجيش وتعاونا على تحطيم الملكية في سبيل خدمة هذا البلد، لكن قسماً من الاخوان أخذوا يتآمرون وسببوا شق الصفوف والفرقة بين الاخوان... دعونا نتعاون ونشتغل لخدمة بلدنا... على كل حال نريد أن نصفي القلوب ونفتح صفحة جديدة... ].
ترى هل حقاً أن عقلية كهذه لم تكن ترغب في رأب الصدع بين القوى المتحاربة؟ أم أنها كانت مكتسية بالطوباوية الثورية التي لم تستطع رؤية الواقع المادي بكل تناقضاته، الطبيعية والمصطنعة، وحراك القوى المناهضة لماهيات السلطة وتوجهاتها الأرأسية؟؟. لكن الزعامة القاسمية مع ذلك حاولت أكثر من مرة، تجميع لا تفتيت، القوى السياسية والاجتماعية الفعالة ضمن أهداف تشمل مساحة الوطن الجيوسياسية. لكن النظرات الضيقة لهذه القوى غير المستوعبة للوحدة المتنوعة لواقع العراق، حالت دون بلوغ المستهدف. وهكذا تفرض الحقائق التاريخية نفسها، لأنها تدخل الوعي التاريخي بقوة حضورها الفعلي، الواسع والشامل والذي لا يمكن بعثرته والتمويه عليه. وهذا ما كان مع الزعيم قاسم. الذي وصف وضعه السياسي العالم السيسيولوجي علي الوردي بالقول:
[... يجدر بيّ... أن أُشير إلى موقف الزعيم عبد الكريم قاسم في هذه المرحلة الاجتماعية المهمة من تاريخنا، فلقد أعلن الرجل غير مرة أنه فوق الميول والاتجاهات، واعتقد أنه صادق فيما قال. ولكن مع ذلك لا أستطيع أن أعد موقفه هذا خالياَ من الدقة والحراجة. انه ليس قائد حزب، إنما هو قائد بلد تتصارع فيه الاحزاب، وهو إذن معرض للحيرة أكثر من تعرض أي قائد حزبي لها. وكلما تأملت في حراجة موقفه هذا، شعرت بالثقل الهائل الموضوع على عاتقه، ساعده الله. إنه لا يستطيع تجاهل أهمية الحماس الشعبي في تأييد الثورة التي تكاثر عليها الاعداء، وهو لا يستطيع أن يجاري هذا الحماس إلى الدرجة التي اندفع بها المتعصبون المتحمسون، بين يديه من جهة بلد يحتاج إلى استقرار، وبين يديه من الجهة الأخرى ثورة تحتاج إلى تأييد. ولابد للرجل من أن ينظر إلى هذه الجهة تارة وفي تلك الجهة تارة أخرى. اني أشعر بالعجز في وصف سياسيي صف واحد من الطلاب حيث يشتد الجدل بينهم، فكيف بالرجل وهو يقود ثورة كبرى كثورة 14 تموز وفي مجتمع كالمجتمع العراقي. ومهما كان الحال فاننا يجب أن نحني رؤوسنا اعترافاً بما وهب الرجل من مهارة في قيادة سفينة البلد بين هاتيك الامواج المتلاطمة... ]
إن نظرة موضوعية علمية إلى تلك المرحلة وعقدها السياسية الصعبة والمتشابكة، تجبرنا على ضرورة دراستها واستنباط الدروس والعبر للاستفادة منها في المرحلتين الحالية والمستقبلية للعراق وقواه الحية. ومن أهم هذه الدروس:
1 - ضرورة نبذ العنف بين القوى السياسية كوسيلة بلوغ للحكم. لأن الاحتراب السياسي السابق، والذي عبرت عن أحدى مكنوناته المحاولات الانقلابية، كممارسة عنفية وفكر مأزوم، قد آلت إلى فقدان واحدة من أهم وأصدق التجارب في العالم الثالث عامة ومنطقتنا العربية بخاصةً. كما أدت إلى تهديم مقومات الهوية الوطنية وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من تشرذم مهدت الطرق نحو الهاوية الدموية. إن هذه الخطوة يجب أن يرافقها شيوع فكرة التسامح والعفو والرحمة وسيادة القانون والاعتراف بالآخر والابتعاد عن الثأرية. لكن ورغم تلمس أكثر القوى السياسية الفعالة لمدى التدمير الذي ألحقه العنف وثقافته وممارسته، فإن حجم العبر المستنبطة لا تزال ضئيلة وغير مؤثرة في هذه القوى وهذا ما أثبتته تجربة الصراع الأهلي للفترة التي تلت سقوط النظام القمعي السابق، وقبلها الاحتراب بين الاخوة الاعداء في الحركة الكردية آبان التسعينيات ، ناهيك عن تلمس آثارها السلبية في المستقبل المنظور؛ في الوقت ذاته يجب على هذه الأحزاب نبذ فكرة العنف السياسي والاستيلاء على السلطة واغتصابها بالانقلابية العسكرية، وأول خطوات ذلك، وهو الأهم، حل مكاتبها العسكرية وتنظيماتها المسلحة، خاصةً بعد سقوط النظام الحالي، وتوقيع ميثاق شرف مُلزم بين كتل القوى السياسية والتيارات الحزبية على عدم أستخدام العنف المسلح بين أطرافها، ونبذ التكفير مع الآراء المخالفة.. انها خطوتنا الأساسية نحو المجتمع المدني المنشود، وهو في الوقت نفسه إعادة أهم الماهية المغيبة لثورة 14 تموز.
2 - أوضحت التجربة التاريخية المنصرمة في الجمهورية الأولى، عدم قدرة طرف سياسي واحد على الانفراد بالسلطة، مهما كان وأيا يكون، وبغض النظر عن مبرراته الفكرية ووحدانية تمثيله لهذه الطبقة أو تلك الاثنية أو ذاك الاتجاه السياسي أو/و الديني والمذهبي. إن حكم الحزب الواحد سيعبد الطريق لا محال نحو الاستبداد وما يستنبط منه كوسائل للحكم وعلاقات متبادلة، في مجتمع معقد في تركيبته وغني بتكويناته الاثنية والدينية والاجتماعية. وهذا ما دللت تجربة الحكم في الجمهورية الثانية.
كما تفرض المرحلة الحالية وظروفها شيوع الفكرة الوطنية والانتماء إليها أكثر من المواقف الطبقية، اللامتبلورة، والمصالح الضيقة التي لا تستوعب الأشمل والأوسع. ان تحقيق نظام حكم يستند إلى شرعية دستورية ويرسي سلطة القانون والفصل بين السلطات ويعضد مرتكزات المجتمع المدني ويستهدف القضاء على التخلف بكل أشكاله وأبعاده بدون تمييز، هي مهمة كل القوى الاجتماعية الحية وليس مهمة حزب واحد أو طبقة معينة ، قدر كون مضمون المرحلة الحالية تمثيلها لمصالح طبقات وفئات اجتماعية متعددة، كما تستوجبها ماهية مرحلة الانتقال الاجتصادي التي يمر بها العراق في الظرف الراهن.
3 - إن ظروف البلد السياسية ذات الصوت الواحد والنمط الواحدة، وما مرت عليه من ويلات وحروب، كسبب وماهية، وتعدد أنماطه الاقتصادية وبالتناظر، طبقاته الاجتماعية غير المتبلورة، وعدم نضج، بما فيه الكفاية، الوعي الاجتماعي العام بتجلياته: الفلسفية والجمالية والحقوقية والسياسية بل وحى الدينية منها، كلها عوامل موضوعية تفرض صياغة برامج وطنية عامة، تتواءم وطبيعة الظروف وروح العصر وماهية مرحلة الانتقال المتتوئمة مع تطور القوى المنتجة، وتحترم الخيارات القومية ،الجمعية والفردية، وحقوقها الطبيعية والمكتسبة، بغية بلوغ المجتمع المدني المتحضر، الذي أرست أسسه المادية ثورة 14 تموز، بغية امتلاك ناصية المستقبل الواجب ولوجها وبلوغها.
4 - لعب تفشي الولاءات الحزبية الضيقة في المؤسسة العسكرية دوراً كبيراً في تهيئة المناخ للانقلابات العسكرية وعرقلة صيرورة بناء الحياة الدستورية وابتعادها عن مهمتها الأرأسية. وعليه تقتضي الضرورة الملحة إبعاد هذه المؤسسة عن التناحرات والصراعات الحزبية والولاءات الدنيا والمحاصصة الطائفية وعدم تدخلها، وخاصةً قياداتها العليا، في الحياة السياسية العامة ونشاطات مؤسسات المجتمع المدني بصورة خاصة. كما يجب وقوف المؤسسة العسكرية، في الوقت نفسه فوق الاعتبارات الحزبية ومصالحها الضيقة. ان فكرة الزعيم قاسم الداعية إلى إبقاء الجيش (فوق الميول والاتجاهات)، قد زكتها الحياة والتجربة التاريخية لعراق القرن العشرين وبصورة أخص بعد سقوط النظام السابق، ويجب تبنيها وتطبيقها عمليا من قبل كل القوى السياسية التي اعترف كثير منها بصحتها العملية، لكونها تمثل أحد أسس ترسيخ الدولة المدنية الدستورية المؤسساتية والمجتمع المدني المرغوب بلوغهما؛
لكن ونظراً للإرث التاريخي لدور الضباط العسكريين تاريخياً بصورة عامة ومنذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة على الاخص ومساهمتهم في إدارتها، سواءً في العهد الملكي أو الجمهوري، واستحالة ترجمة الفكرة عملياً في المدى القريب، لذا يمكن إجراء نوع من المساومة تسمح للعسكريين بممارسة نوع من التأثير في مسألتين هما:
- قضايا الدفاع الوطني وما يرتبط بها من المسائل الخارجية، مقابل امتناعهم عن الاستيلاء على السلطة بقوة سلاحهم؛
- وحصر مهمتهم في الدفاع عن سيادة الدولة من الاعتداءات الخارجية حسب.
5 - لعب العامل الخارجي دوراً كبيراً في وأد ثورة 14 تموز وكبح صيرورتها ومن ثم القضاء عليها بشكل دموي. وهذا ما بينته تاريخية الممارسة السياسية في العراق المعاصر وبالأخص في الجمهورية الأولى( 14 توز 1958-8شباط 1973). لقد تصاعد دور هذا العامل في الوقت الحاضر نتيجة العوامل الموضوعية والذاتية للحكم السابق ومغامراته الحربية الداخلية والخارجية، وكذلك ما فرضته ظروف الاحتلال الثالث( 9 نيسان 2003 – 31 كانون أول 2011 ). وكما تستنبط بالأساس من دور العامل الخارجي في إعادة صياغة الجغرافية السياسية للعراق الحالي بعد الحرب العالمية الأولى. ولأجل ضمان عدم تفتيت الصيرورة السياسية لعراق المستقبل، لابد من أخذ هذا العامل بنظر الاعتبار دون المساس بالثوابت الوطنية للعراق المستقل، في حق اختيار الطريق القادم وصيغ الحكم وارتباطاته الداخلية (الفدرالية) وعلاقاته الخارجية القائمة على المصالح المتبادلة؛
6 - هذه الدروس وغيرها مما يمكن استنباطها، ينبغي تعميمها. والخطوة الأولى تبدأ بضرورة قيام كل التيارات السياسية الفاعلة آنذاك بمراجعة نقدية لتاريخية ممارساتها السابقة وتحالفاتها السياسية وبرامجها اللاعملية وبرامجها الثقافية وإلى مدى مساهماتها ، بهذه الدرجة أو تلك، في وأد التجربة الجذرية وإيقاف مسيرتها، التي مهدت السبيل للقوى المتخلفة والمتريفة ذات البعد السلفي للاستيلاء على السلطة وإعادة العراق إلى ما قبل الحضارة الحديثة ومجتمع ما قبل الدولة. ناهيك ما فعله الاحتلال وما نجم عنه من تدمير، هذا النقد الذاتي يجب أن يكون شجاعاً وموضوعياً وضمن، ليس الرؤية الحزبوية الذاتوية الضيقة، بل في نطاق الوطنية العامة والواقع الجيو - سياسي للعراق وامتداده القومي ومكوناته الاجتماعية. كما ينبغي أن تتحلى هذه التيارات بالعلمية والمنطقية في عملية النقد. بغية تحديد الخطل من المواقف والممارسات لأجل تجاوزها وبالنتيجة المساهمة الواعية لبناء العراق القادم.
"...لقد تكالب الجميع بأسم العروبة والإسلام والمصالح الدولية على العراق التموزي في محاولة لذبح عبد الكريم قاسم وإعادة العراق إلى (الحضيرة العربية!)... وافتتحت الولايات المتحدة سلسلة انقلاباتها ضد بلدان العالم الثالث المتحرر بانقلاب 8 شباط في العراق تبعه أنقلاب لإسقاط سوكارنو ثم انقلاب آخر أطاح بنكروما، وبعد أربعة سنوات على مباركة عبد الناصر لانقلاب شباط، دبرت أمريكا وإسرائيل حربها في5 حزيران للإطاحة بهيبة عبد الناصر، وبهذا تخلصت وكالة سي آيه أي الأمريكية من الشيوعيين واليساريين في هذه البلدان الثلاثة على ضوء برنامج الحرب الباردة ثم لحقت بهم عبد الناصر فيما بعد... " .
وفي الختام يجب التأكيد على ما هو إضافة نوعية لاحدى الفصائل من التيار القومي والتي أقرت أن:
[... حقائق سياسية أساسية لن يمل المرء من تكرارها، ملخصها أن هناك خطيئة كبرى قد ارتكبت على أرض العراق في فترة معينة، من قوى سياسية يفترض فيها أنها تملك الوعي الوطني والقومي والإخلاص وحسن التقدير، مع القدرة على قراءة الواقع وتحليله واستشراف المستقبل. وبالتالي، علينا أن ندرك، ولو كنا متأخرين كثيراً، أننا مشينا جميعاً إلى الفخ الذي أعده لنا أعداؤنا بعد أن أغرقنا أنفسنا في الدم الوطني و القومي منذ أواخر الخمسينيات في القرن العشرين وحتى اليوم. ولقد كان الجذر هو ذلك الهوس السياسي والعاطفة الطائشة والعداء المجنون الذي تبادلته القوى السياسية المختلفة، وخاصةً المعسكرين القومي والشيوعي، فكانت محصلة ذلك كله أن تحطمت قوانا كلنا وأوصلنا أنفسنا إلى الهزائم المتبادلة لينتصر أعداؤنا فتحقق لهم الكثير مما أرادوا ... ]
الهوامش:
17- مستل من ثلاثية كتابنا الذي تحت الطبع والموسوم : الانقلاب التاسع والثلاثون - عبد الكريم قاسم في يومه الاخير، دار الحصاد ، دمشق 2014.
18-إسماعيل العارف، أسرار ثورة 14 تموز، ص 327. علما بأن الجادرجي، قد كتب ملخص لهذه المقابلة ووزعه بصورة محدودة على قادة الاحزاب وبعض الشخصيات المستقلة، أورد فيه وجهة نظره الذاتية حول شخصية الزعيم قاسم، والتي كانت تتسم بعدم الود، إن لم نقل العداء، وعلى درجة عالية من الأنوية والنظرة المتعالية، كما الحال مع الجواهري الكبير، رغم أن الزعيم سبق وأن اقترح على الجادرجي عندما كان في السجن في مطلع عام 1958، المشاركة بالسلطة القادمة؟ للمزيد راجع للمؤلف، الجادرجي وتموز/ جريدة الوفاق، العددان 120، 121. كذلك مذكرات العضو البارز في الحزب الوطني الديمقراطي محمد حديد حيث يسلط الضوء على هذه الموضوعة بكثافة موضوعية. كلها مصادر سابقة.


19-المصدر السابق، ص 412. ومن النص أعلاه وتجلياته الداخلية، يبدو أن إسماعيل العارف كان على علم بحركة الانقلاب وقادته الأساسيين لذا كان هذا النص الرمادي في ماهياته. كذلك للمزيد راجع، أوراق حازم جواد ، جريدة القدس العربي والدولي، من 8-28/2/2006 لندن.مصدر سابق.
20- رسالة إلى المؤلف بتاريخ 2000/10/7.
21- حامد مصطفى مقصود، مدارات، ص. 337، مصدر سابق.
22- مقتبس من (الموسوعة)، الجزء 2، ص 94
23 - د. علي الوردي. الأحلام بين العلم والعقيدة، ص 331، ط. الثانية، دار كوفان، لندن 1994

24 - شامل عبد القادر، الاغتيال بالدبابة، ص. 6بغداد 2011، دار النشر بلا.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (2-3) عبر الثور ...
- بمناسبة الذكرى السادسة والخمسون لثورة 14 تموز: (1-3)
- الانتلجنسيا العراقية وصيرورة التكوين والتأثير حوار مع الدكتو ...
- الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر
- أوجه الكمال في كمال**
- صفحات من تاريخية نضال الحزب الشيوعي العراقي صور من مقاومة ال ...
- صفحات من تاريخية نضال الحزب الشيوعي العراقي صور من المقاومة ...
- صفحات من تاريخية نضال الحزب الشيوعي العراقي (2-2) مقاومة ان ...
- صفحات من تاريخية نضال الحزب الشيوعي العراقي (1-2)
- خطة انقلاب شباط 1963 وواضعوه 1 (3-3):
- - خطة انقلاب شباط 1963 وواضعوه (2-3):
- - خطة انقلاب شباط 1963 وواضعوه (1-3):
- الثقافة الجديدة وجديد الثقاف
- جوانب من ثورة تموز و شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم
- قوائم التيار الديموقرطي وتعديل مسار العملية السياسية
- قراءة في رواية التيس الذي انتظر طويلا
- عامر عبد الله - مثقف عضوي
- الابداع والهم النضالي - ابراهيم الحريري نموذجا
- إعادة ترميم صورة الزعيم تعقيب الباحث عقيل الناصري
- القطار الأمريكي 1963 وسباق المسافات الطويلة (الأخيرة)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - بمناسبةالذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 تموز: (3-3)