أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية














المزيد.....

ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 18:29
المحور: المجتمع المدني
    


تمر علينا في هذه الأيام ، الذكرى الخامسة والتسعين ، على ثورة العراق العظمى إذ يروي لنا التاريخ القريب ما حدث في مطلع القرن الفائت ، حين انتفض العراقيون في جنوب العراق ضد الاحتلال البريطاني ومخططاته اللئيمة الرامية إلى احتلال العراق بالحجة الشهيرة التي لا تنطلي إلا على السذج من البشر ، إذ صرح قائدهم الماكر" جئنا محررين لا فاتحين " . ولكن تلك الحيلة لم تنطل على النجباء من العراقيين ، مع أنهم كانوا قد ذاقوا الأمرين من الاحتلال العثماني وعلى مدى أربعة قرون لكنهم أدركوا أن الشيطان لا يأت بخير مطلقا ، فانتخت العشائر العراقية ملبية داعي الغيرة العراقية المعهودة لتذيق العدو المحتل الويلات من ضربات ماحقة بأسلحة بدائية سخر منها البريطانيون في حينها ، وما الهتاف الذي هتف العراقيون به حينها " الطوب أحسن لو مكواري " إلا تجسيد لحقيقة المفارقة التاريخية حقيقة أن الشعوب الحية إذا أرادت شيئا وصممت على تحقيقه باتحادها وتعاونها فلن يستطيع أحد أو شيء أن يقف في طريق تحقيقه وقد أحسن الشاعر العربي إذ قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلا بد يوما أن يستجيب القدر
ولم يكن الشعب العراقي في ذلك الوقت يمتلك الوسائل الحديثة التي تؤمن الاتصال السريع والمباشر بين فئاته لكنه ومع ذلك استطاع أن يتواصل بالطرق البدائية الصعبة ليؤمن التعبئة المادية والمعنوية والعسكرية ، لإدامة زخم المعركة وقد حدث أن انتشرت الثورة الشعبية انتشار النار في الهشيم ، فمن جنوب العراق العربي الأصيل ، إلى شمال العراق الكردي الأصيل حيث الشيخ محمود الحفيد الذي أجج الثورة العراقية الشعبية في شمال البلد الحبيب ، مرورا بالمنطقة الوسطى والغربية، فلبى نداء المرجعيات الدينية شعب بأسره دون أن يسألا من الذي أفتى بالجهاد شيعيا كان أم سنيا ، عربيا كان أم كرديا أم تركمانيا ، أم شبكيا مسلما كان أم مسيحيا أم يهوديا أم آيزيديا . خلاصة القول أن شعبا بأكمله ، اتحد وتوحد منصهرا في بوتقة الحدث لينتج عراقا واحدا يزهو بأبهى الألوان وأجملها ، لا يسأل فيه عراقي أخاه عن دينه ولا عن مذهبه أو قوميته ، أو عشيرته ، فالعراقي أخوه أيا كان انتماؤه ، شعبا متوحدا متلاحما لا تفرقه الأهواء والانتماءات والنزعات العرقية والطائفية ، متوحدا على كلمة سواء تجمعه حين تلم به الملمات وتنوبه النوائب ، لا يخشى عدوا ولا يتمكن منه مغرض خبيث ، واع لما يحدث من حوله من مؤامرات تستهدف النيل من وحدته وأخوته . فكان لثورة العشرين الدور الأكبر في توحيد الشعب العراقي وإظهار معدنه الحقيقي النقي المتحد ، فكان أن توحد العراقيون على رأي واحد و هدف واحد لثمانين عاما كاملة لم تنل من وحدته مؤامرة ، حتى حدث ما حدث من الاحتلال البغيض للعراق في عام ألفين وثلاثة ، إذ عاد " أبو ناجي " وبتحالف شيطاني ضم تحت عباءته القذرة كل أعداء الإسلام والسلام والعروبة ، حاملا معه كل المخططات اللئيمة والشريرة التي استهدفت وحدة العراق الوطنية متمثلة في محاولته زرع الفتنة الطائفية بين أطياف الشعب العراقي لتمزيق وحدته التي كانت العائق الأكبر في طريق تحقيق غاياته ذاتها قبل مائة عام مضت . لنستفد أيها العراقيون الشرفاء من دروس تلك الثورة العظيمة ونتحد في وجه هذه المخططات الخبيثة لنثبت للعالم أجمع أننا أمة حية متحدة تستحق الحياة ، فلا داعش ولا غيره من أدوات الصهيونية والامبريالية العالمية يستطيع أن يحول بيننا وبين أخوتنا المتماسكة الصميمية الأزلية فنحن شعب العراق الجبار الذي تكسرت كل رماح الغزاة على صخرة صموده على مر التاريخ القديم والحديث .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام سلاح ذو حدين
- الأسرة العراقية 00 التحديات الراهنة
- المرجعيات الدينية والمصالحة الوطنية
- دور الفن في المصالحة الوطنية
- المجتمع الدولي والمصالحة الوطنية
- رمضان المحبة والتصالح والسلام
- سبني 00 فأسبك 00 وفي المساء نلتقي
- تحرير الأنبار وفرصة المصالحة
- الطيبة والمحبة في المجتمع العراقي
- الثقة المتبادلة أساس المصالحة الحقيقية
- الجامعة العربية والمصالحة الوطنية
- إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
- المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
- التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
- تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
- المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
- دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
- إياك أعني فاسمعي يا جارة
- المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
- المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل


المزيد.....




- شاهد: الجنود المثليون في أوكرانيا يتظاهرون تحت المطر للمطالب ...
- عيد الأضحى بغزة.. حرب إسرائيل تتواصل والمجاعة تتفاقم
- خبراء الأمم المتحدة يدينون الاستهتار بحياة المدنيين الفلسطين ...
- الأمم المتحدة ترحب بـ-هدنة إسرائيل- في غزة
- آلاف يتظاهرون ضد اليمين المتطرّف في فرنسا
- موريتانيا.. طريق المهاجرين الجديد من أفريقيا صوب أوروبا
- اليونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال
- قوات الأمن الروسية تقتحم مركز اعتقال وتقتل سجناء احتجزوا ضاب ...
- إسرائيل تعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب القطاع والأمم المتحدة تر ...
- مولدوفا.. مسيرات لدعم المثلية وأخرى داعمة للقيم الأسرية (فيد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد كامل الكوار - ثورة العشرين والعبر المستقاة منها في مجال الوحدة الوطنية