|
عساكر تقديم الناشر الفرنسي
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 13:14
المحور:
الادب والفن
هل يستطيع المرء أن يبقى مكتوف اليدين، فلا يعبر عما أثارته في نفسه الحرب التي وقعت في العراق؟ إنه السؤال الذي دفع أفنان القاسم إلى كتابة عساكر.
لإملاء أصوله الفلسطينية عليه التحرك، والتزامه السياسي الماضي، ومعرفته للعالم العربي، لم يكن باستطاعته البقاء غيرَ مكترثٍ بما يجري، أو الاكتفاء بموقف المتفرج من خارج اللعبة. إذن أن يدلي بدلوه الخاص بخصوص هذا الصراع، بِرِهاناته، وبنتائجه، للكاتب الذي هو، كان عملاً لا إراديًا وعفويًا.
لأن الموضوع يثيره، لم يختر الأشكال الكلاسيكية للبحث أو للنقد، عساكر كوميديا صَارّة، حيث السخرية والكاريكاتير لا يوفران أحدًا. كل أبطال الأزمة العراقية هم هنا، وهم يلعبون أدوارهم كما يلعبونها في الواقع.
من البيت الأبيض إلى قصر الإليزيه مرورًا بالكرملين، يذرع أفنان القاسم، بقلمه اللاذع، كواليس الدول، قبل شن الحرب بقليل، ويتخيل هذه الأيام "العد العكسية"، وذلك بعسكرة شخصياته عَبر رسوم فاجرة، والإلقاء بها في حالات ماجنة، حيث كل هذا العالم الجميل يهتاج هياجًا مثيرًا للقلق. من مسرح الحياة هذا الذي يتصرف الأقوياء فيه بمصائر الآخرين، والذي سيؤول به المطاف إلى إثقال نفسه تحت عبء نفسه في التاريخ المعاصر، يقوم المؤلف بمحاكاة ساخرة عجيبة، يقلد فيها أساليب آثار سابقة في الأدب العالمي، تشكل أحد محركات هذا النص الأساسية.
بوصفه ملتزمًا، يترجم المؤلف آراءه الخاصة، خاصةً حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وذلك بفضح أدوار كل واحد، تحت مظاهر ومواقف منحرفة ومسخطة، لأجل التنديد بممارساتهم السياسية.
ويأخد الكاريكاتير بعدًا آخر مع الشخصيات النسائية، سيدات أُوُلَيَات وملكات قويات يُدِرْن الأعمالَ خِفيةً، لغايات "سياسية" أقل مما هي لأزواجهن.
يمسك أفنان القاسم هنا بزمام أحداث خطيرة وحارقة، حيث تقترن الغيرة بالجشع وبالاشتهاء، لرسم لوحة غالبًا ما تكون مضحكة.
عساكر المكتوبة تحت سطوة الإلحاح وفي زمن قياسي –مما ليس من عادات المؤلف- وبإلزام علاقتها المباشرة بالأحداث، تتجلى كاستثناء في أعمال أفنان القاسم. كما وتَبِين هذه الوقائع المركزة والهزلية لحرب معلنة كعلامة تعجب وعِبارة بين قوسين معًا في نشر أعماله باللغة الفرنسية.
دار لارماطان/باريس نوفمبر 2003
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فندق شارون الفصل العاشر والأخير
-
فندق شارون الفصل التاسع
-
فندق شارون الفصل الثامن
-
فندق شارون الفصل السابع
-
فندق شارون الفصل السادس
-
فندق شارون الفصل الخامس
-
فندق شارون الفصل الرابع
-
فندق شارون الفصل الثالث
-
فندق شارون الفصل الثاني
-
فندق شارون الفصل الأول
-
في بيتنا داعشي 5 وأخير الرؤساء والملوك
-
في بيتنا داعشي 4 أمريكا
-
في بيتنا داعشي 3 التعايش
-
في بيتنا داعشي 2 المؤمن
-
في بيتنا داعشي 1 الله
-
مدام ميرابيل القسم الثالث4 وأخير
-
مدام ميرابيل القسم الثالث3
-
مدام ميرابيل القسم الثالث2
-
مدام ميرابيل القسم الثالث1
-
مدام ميرابيل القسم الثاني13
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
-
-نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال
...
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|