أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - فندق شارون الفصل السادس















المزيد.....



فندق شارون الفصل السادس


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


يومان! لم يبق له أكثر من يومين قبل اليوم الموعود الذي حدده الشيخ، وليس لمهبول أية فكرة ولا أي شكل سيأخذه فعل الشهيد فعله، حتى ولا أي مكان يدور فيه. قضى يومه هائمًا على وجهه في شوارع تل أبيب، وهو يعاين هذا المكان أو ذاك المكان، وهو يقدّر الرطم الذي سيكون لقنبلة إذا ما وُضعت هناك، وهو يراقب الناس في الشارع كضحايا محتملة. لكنه في كل مرة، كان يهز رأسه. لا، لم يكن هذا يناسبه، لم يكن يقدر على فعله. في النهاية، ذهب ليجلس أمام البحر، والمشهد شبه المنوّم لهذه الرحابة المفرغة من العَجاج الإنساني خففت عنه شيئًا فشيئًا. "لو أستطيع الذوبان لأغدو موجة"، همهم واقفًا.
عاد إلى الفندق، وهو يفكر، في الضوء الذهبي لآخر ما بعد الظهر. تحجر، وهو يخترق البهو، على رؤية رجل في اللباس العسكري، برأسه الحليق، جالسًا أمام السيد شارون. فهل قرر هذا الإبلاغ عنه؟
من الواضح أن مهبول لم يكن مرتاح الضمير لما لديه من ردود فعل كهذه، لأن الرجل المعني كان بكل بساطة يتبارى مع صموئيل في لعبة شطرنج. لم يكن هناك للتحقيق معه أو لإيقافه. عندما هدأت ضربات قلبه الجامحة، ضرب في رأسه ما يبحث عنه كبديهية: ها هي الضحية بقضها وقضيضها، هذا العسكري القصير، الربع، الذي جاء بمحض إرادته ليلقي بنفسه في فم الديب! بوصفه عسكريًا، كان الرمز وما يعنيه لكل ما يقاتل ناسه ضده. صحيح، لم يكن هذا ما طلبوا منه فعله، لكن على الشيخ أن يقبل بالتدبير المؤقت هذا. لقد فكر طويلاً: لن يقوم أبدًا بعمل انتحاري، أبدًا ضد بريئين. لقد أحس بعدم قدرته على تحويل الكلام المكرور إلى حسابه: "أخذوا أراضينا! يعيشون في بيوتنا! ينامون في أسرّتنا!". بالنظر إلى ذلك، هو، كان يعلم تمام العلم أنه ينام في سرير يملكه السيد والسيدة شارون.
كان الرجلان في غاية التركيز إلى درجة لم ينتبها فيها إلى وصول مهبول. اقترب من طاولتهما، وأخذ كرسيًا ليتابع اللعبة. كان ذلك بمثابة تطويع ممتاز لما لديه فعله. أولاً سيسمح له ذلك بالتفكير في شيء آخر غير الفعل المهلك الهالك الذي سيرتكبه، وثانيًا إذا توصل إلى اعتبار ضحيته كأحد حجارة الشطرنج، كان واثقًا من إنجاز مهمته كما يجب بلا تردد.
في تلك اللحظة، جاءت نجا من المطبخ، وهي تدندن. ابتسم مهبول لها ابتسامة صغيرة، ولم يلبث أن عاد ينظر إلى رقعة الشطرنج، ليتحاشى أحاديثها المربكة التي تعرف سرها. "يجب أن يسيطر على المركز، فَكَّرَ بكل قواه بعد أن حلل اللعبة، والا راحت عليه!"
كانت نجا برأسها في مكان آخر، فهي كما بدا، تحت سحر الضابط –آه! يا لسحر اللباس العسكري!- كانت ترفرف كفراشة من حول الطاولة، غير مبالية بأنفاس الغيظ التي ينفخها زوجها.
- إذن، من الرابح؟ سألت، وهي تنحني فوق كتف الضابط. أنتَ، يا قمنداني العزيز؟
- اتركينا، تذمر زوجها، ألا ترين أنك تزعجيننا؟
- لكن قمنداني العزيز هذا قلما يشرفنا بزيارته! من اللازم أن أتملى قليلاً بالنظر من وجوده ما بيننا، أليس كذلك؟
- لا تقلقي، هذه المرة سيبقى للنوم في الفندق. سيكون لك كل الوقت لتريه فيما بعد. الآن توقفي عن بلبلتنا، واذهبي لأشغالك!
سجل مهبول المعلومة في ذهنه، هكذا سيبقى القمندان "العزيز" طوال الليل تحت سقف الشارونين. كان ذلك أكثر مما يلزم لينجز فعله البطولي، حتى أنه سيكون لديه يوم قبل المدة المحددة. ستكون حجته التي ستُكسبه ثقة الشيخ، فهو ربما كان مناضلاً نَزَوِيًا، لكننا لا يمكننا أن نأخذ عليه كونه ليس فعالاً.
ابتعدت نجا حَرِدَة، وأخذت تعيد وضع الكراسي بحركات حانقة لتعمل من الضجيج أكثر ما يمكن، تفتح وتغلق النوافذ، تضع وترفع الملاعق، تضرب وتكاد تكسر الكؤوس، بالاختصار، تعمل كل شيء لتضايقهما، لكن لا حساب لذلك، والقدرة التي يتمتع بها لاعبو الشطرنج على انتزاع أنفسهم من العالم الخارجي. على أي حال، أطلق صموئيل صرخة الانتصار "الشاه مات!" أمام الشكل المتلخبط لضيفه، واعتذر للهزيمة التي ألحقه بها، فاقترح مهبول أن يأخذ مكانه.
- هيا، يا قمنداني! هتف صموئيل، مع هذا، على الأقل، ستكون الغالب على التأكيد! أما أنا، فسأذهب لمساعدة زوجتي على إنهاء الاستعدادات "للشابات". اليوم، سيكون الشابات استثنائيًا، بعد أسبوع من الخير كان لنا!
جلس مهبول على الكرسي الذي خلاه صموئيل، وعلى أمل أن يكسب ثقة خصمه، اقترح:
- فلتبدأ، أترك لك الحجارة البيضاء! أنا، فَطْفَطَ، أفضل الحجارة السوداء، هذا يشبه العرب أكثر! هكذا ستكون المتعة لك بغلبة العرب!
طبعًا تصرفَ كما يشاء، فرماه القمندان بنظرة مرتابة، وعروق رقبة الثور التي له تبرز بخطورة.
- أريد أن أقول، عَجَّلَ مهبول مضيفًا قبل أن يهاجم الآخر، وأنت كذلك، يا قمنداني، ستكون العرب، عرب "الأراضي"، وأنا، عرب إسرائيل. هكذا سيكون صراعًا واقعيًا جدًا، عربي-عربي. لأن الأمر هو هكذا، هل أنت موافق؟ فهم غير قادرين على التفاهم ما بينهم، وإذا ما اقتتلوا ما بينهم، أنت تدرك ما سيكون، ستكون إسرائيل الرابح الكبير! سيحل المشكل نفسه بنفسه!
بعد لحظة بدت له الأطول، وافق الضابط. بدأت اللعبة في الصمت الأكبر، ونجا وصموئيل، وهما يرتبان قاعة المطعم، يأتيان من وقت إلى آخر لمتابعة تقدم الطرفين. بعد عدة ضربات، حشر مهبول القمندان، فتذمر صموئيل معبرًا عن شجبه: كان على وشك أن يجعل منه مغفلاً، هو من جعل الآخر يفهم أن مهبول لا يمكنه كسب اللعبة. كان مهبول يلعب في رأسه لعبة شطرنج متوازية وخيمة العواقب، وهو لهذا قرر أن يترك خصمه يغش. في أحد الأوقات، تظاهر بالتفكير بصوت عال، ليقترح على الثاني ما عليه أن يفعل من حركة قادمة، وأذكى النار بأخذه الملكة منه، وفوق هذا هنأه. وعندما هتف القمندان "الشاه مات!"، صفق مهبول بحرارة. جاءت نجا، والقمندان يشع، قبل امتداحها إياه، وهو يحمرّ كالبنت الصغيرة تقريبًا، لما طبعت قبلة على خده.
بالمقابل، لم يتوقف صموئيل عن التذمر، فهو قد رأى أن مهبول تركه يكسب، والأهمية الأخلاقية لهذا الانتصار تغيظه. كيف يقبل ضابط من "تساهال" أن يمثل العرب، وفوق هذا أن يجعلهم يكسبون؟ والقبلة الصغيرة البريئة لزوجته زادت في الطين بِلّة.
- أوقف هذه المسخرة! ليس فقط أنت تشين منشأتي حيث من الممنوع على العرب النزول فيها، انفجر شادًا قبضتيه، ولكن كل الجيش الإسرائيلي! ما أنت إلا خائن!
نهض القمندان قافزًا، أحمرَ الوجه، مستعدًا للقتال، فاستغل مهبول الفرصة ليقدّر من أي عيار هي، ضحيته القادمة، التي يراها واقفة للمرة الأولى. رغم طوله متر سبعين، وزنه يقارب التسعين، عضلات وأعصاب، كتلة ضخمة متراصة. من اللازم أن يأخذ كل هذا في الحسبان، لتتوافق وسائل فعله، كما كان يقول بالتورية. صغير ونحيف كما كان هو عليه، لن يحمله مثلاً، ولن يهاجمه مباشرة، دون أن يحيّده. خلال برهة صغيرة، توهم أن صموئيل سيحطم له أنفه، ويصرعه صرع الخصم في الملاكمة، العاجز عن متابعة المباراة، لوقت غير قصير. لكن إذا ما تقاتل الرجلان باليدين والقدمين، فمن الأرجح أن تتغلب اليدان الضخمتان للقمندان على اليدين السمينتين للفندقي. بيد أنه تأمل المشهد باهتمام: كان صموئيل والضابط يتواجهان، على بعد عدة سنتيمترات الواحد من الآخر.
دفع الارتياع نجا إلى الوقوف بينهما:
- انتظرا! سيكون "شابات" عمل قليل! أنتما لن تتقاتلا كالعرب في وقت "شابات"!
- عندكِ حق، زأر القمندان، أنا لن أتقاتل: سأترك في الحال هذا الفندق الذي أقمت فيه كقذر! بعد كل شيء، الشيراتون على بعد خطوتين من هنا، وسأجد أين أنزل هناك!
ليس هكذا يا صاح! لن يترك مهبول فريسته تفلت من بين يديه. نهض، وقام بحركة مهدئة من يده:
- نجا عندها حق، اهدآ، اهدآ! أنتما من الذكاء الشيء الكثير كي تتقاتلا. إذا أردت، يا قمنداني، أقترح عليك أن تنتقم: هذه المرة، سنلعب إسرائيليين ضد فلسطينيين، أنت الفلسطينيون وأنا الإسرائيليون، وكلي تأكيد أن الإسرائيليين هم الذين سيربحون: أي انتصار مبين أكثر من هذا؟ ماذا تقول؟
يا لَحَظِّهِ أن الضابط كان مولعًا بالشطرنج، كان وقت فراغه الوحيد الذي يستسلم إليه خلال ساعاته الحرة. كان قادرًا على اللعب من الصباح حتى المساء بلا توقف، وحتى دون أن يكلف نفسه بتناول طعامه أحيانًا إذا ما شدته المباراة. تحت طائلة الغيظ، لم يتابع جيدًا منطق مهبول الذي يقترح عليه أن يلعب ليخسر لا أكثر ولا أقل، إلا أن ذلك لم يفلت من يقظة صموئيل. حتى وإن كان يهتز على فكرة أن القمندان سيلعب للفلسطينيين، بينما يجده أكثر جدارة ليلعب للإسرائيليين، حافظ على ألا يفكر بصوت عال: منذ أن لفظ القمندان الكلمة المنحوسة "شيراتون"، أجج تخوفاته الأسوأ. وإذا ما كان موافقًا على اللعب تحت هذه الشروط، فليتركه يفعل. بالمقابل، عزم صموئيل على مراقبة مهبول من الآن فصاعدًا. هو من اعتبره مغفلاً على أكمل وجه في البداية، أدرك أنه يخفي جيدًا لعبته، وأنه قادر على تحريك الناس بدهاء. "مع مكر العربي"، فكر.
عاد الخصمان إلى أخذ مكانهما خلف رقعة الشطرنج، وصموئيل بمثابة الحكم. احتد الجو كثيرًا، فرقع القمندان مفاصل رقبته وأصابع يديه قبل أن يفتتح اللعبة، وتمت الضربات الأولى في صمت بثقل الرصاص. لم يعنّ لنجا الاقتراب من "طاولة المفاوضات"، كما نصحها صموئيل. زد على ذلك، حان الوقت لتشعل شموع "الشابات". تمنت من كل قلبها أن يصل الرجال إلى أحسن حالاتهم الروحية، وأن يتمكنوا من الاحتفال ب"الشابات" سويًا في الفرح والسرور. راحت ترقب بلا صبر عودة أبراهام من الكنيس: كانت تعتمد على حضوره المفعَم بالحسنى والحكمة ليصالح عالمها الصغير، أو على الأٌقل ليلطف من حواراته المشبوبة العاطفة.
انتفضت على سماع زوجها، وهو يحتج بعنف، خشية أن يعودوا إلى وضع خلافاتهم على بساط البحث. لقد فاجأ صموئيل مهبول في حالة تلبس بالجريمة! حتى واحد مبتدئ لن يعطي دوره لغريمه بمثل تلك السهولة، كان من الواضح أنه يسعى إلى أن يكسب الضابط (الفلسطينيون في اللعبة)، بينما صموئيل يريد أن يكسب الإسرائيليون (مهبول في اللعبة)، وتبًا لحس الكرامة لدى القمندان!
عندما وقع اللامفر منه، وكسب مهبول المباراة، فضل صموئيل الابتعاد دون أن يشعر به أحد، ليخفي بشكل أفضل رضاه. لقد فاز الإسرائيليون (مهبول)، وتناول القمندان (الفلسطينيون) صفعة مهولة! أشار إلى نجا أن تذهب لإحضار ما يشربه الجميع، فسيخفف هذا من غضب القمندان الذي بقي جالسًا على كرسيه متأملاً بعين الاغتمام ميدان هزيمته. هو الذي تمت برمجته للذهاب بشعبه إلى النصر، الذي حيكت باسمه قصص البطولة حتى في القمر حتى في الصين، الذي قضى كل حياته على إسماع مرؤوسيه أن عليهم كسب المعركة، بأي ثمن، أُلحقت به ضربة لن ينساها!
- أخرجتُ أحسن نبيذي الكاشير للجميع، ما نشربه عادة في يوم كيبور، هَسَّت نجا في أذنه ساحبة إياه من أفكاره الكئيبة. حتى أنني أخرجت كؤوسي الكريستال التي أهدتنا إياها أمي لزواجنا! إنه لشرف عظيم لنا أن تنزل في فندقنا أنت أيها الجندي المقدام من جنود "تساهل"!
راقب صموئيل رد فعل القمندان من طرف عينه، كانت اللحظة حاسمة، والرجل يابسًا كالجليد. إما أن يعمل من بؤسه ثروته، ويقبل كأس الصداقة، وإما أن ينهض، ويغادر الفندق نهائيًا. لأول مرة وجد نجا، وقد أبدت تحفظها: لماذا لم تختر هذه اللحظة لتطبع قبلة على خده بدلاً من تلك؟
ببطء يائس، مد القمندان يده نحو الكأس، وتناولها، فأطلق صموئيل نفسًا مرتاحًا، وصاح بمرح:
- الاحتفال، لا شيء غير الاحتفال الآن! تعالي، يا نجا، تعالي لترقصي معي!
وضع أسطوانة، ودعا امرأته بحركة من يده لتلحق به.
- رقصة لكَ ورقصة للقمندان، تدلعت. بعد ذلك، لن يتأخر الآخرون عن الوصول، ولديّ الكثير مما أعمل.
- هذا للاحتفال بانتصار اليهود، همس صموئيل في أذنها، بينما هو يعانقها لصق صدره.
غمزته غمزة متواطئة، وتركت نفسها لإيقاع الموسيقى جناحًا. ثم عملت كما قالت: عندما انتهى اللحن، اقتربت من طاولة القمندان، بمِشية المبتدئة. قام من كرسيه بتثاقل، وقبل اليد التي تمدها إليه.
- نرى أنك قوي، أنت! أطرته لما جذبها إلى جذعه القوي. كلك عضلات!
نخر من المتعة، من الانتقام، متعته الكبيرة، انتقامه الصغير.
خلال ذلك، انسحب مهبول خارجًا، ومن أقرب صيدلية اشترى منومًا، ومع أسرة أبراهام عاد إلى الفندق، دون أن يشعر به أحد. دعتهم نجا إلى الانضمام إليهم، وإلى المجيء ليرقصوا، فلم يتركها الأولاد تكرر الطلب مرتين. أخذوا يبدون أهليّتهم، بينا جلس أبواهم مع تحفظهم المعتاد، خلف طاولة على طرف، لينعما بالعرض الذي يقدمونه. كانت لحظة مهبول التي استغلها، في الهرج والمرج، ليصب المنوم في كأس القمندان. "خَلَصْ! شَغَّلنا الماكينة، همهم بقناعة. من الآن فصاعدًا، لم يعد شيء يلهيني عن مهمتي."
لم يعمل مهبول حسابه على ظهور مونيكا، وهي تنزل بصحبة سالومون من الطابق العلوي، وعلى رؤيتها انقطعت أنفاسه: كانت بالضبط امرأة أحلامه التي تجسدت أمام عينيه. تأمل الزوجين بالتناوب ليعيّر الدرجة العاطفية التي تربطهما ببعضهما. كان الواحد يمسك يد الآخر، لكن هذا لا يعني شيئًا كبيرًا، وكان لها شكل المرأة الشبقة، الضاحكة على الدوام. ربما كانت منفتحة أكثر من اللازم كامرأة. فضل مهبول التأكد بنفسه، فاقترب من سالومون. حياه سالومون بطيبة قلبه المعتادة، لكن لم يكن لمهبول وقت يضيعه. نظر إليه بعينين باردتين و، بذقنه، أشار إلى من هي بصحبته.
- ماشية الأشغال معك، كما يبدو، قال بلهجة تهديد.
ولسبب لم يفسره بوضوح، تحلل وجه سالومون في الحال. كان رد الفعل النموذجي لشخص غير مرتاح الضمير، ففكر مهبول أنه يخفي على التأكيد شيئًا، لكن ماذا؟ لم يتأخر عن معرفته.
- أحلف لك براس أمي الحجة، تلعثم سالومون، أنني لم...
- الحجة؟ قاطعه مهبول بشراسة، وهو يفتح عينيه على سعتهما. قلت الحجة؟ إذن أنت عربي وتتظاهر بأنك يهودي؟
خفض سالومون رأسه، لم تكن مصنوعة له، حياة التخفي والكذب. مذ وضع قدمه في فندق شارون، كان يخشى اللحظة التي يخون فيها نفسه، إما بحركة، وإما بكلمة. عندما نزل لأجل "الشابات"، كان بعيدًا عن تخيل أنه بدلاً من الاحتفال، وكله استثارة بين ذراعي مونيكا، سيفقد صحوه إلى درجة ينسى فيها حذره الأساسي، ويا للحظ أنه كان مهبول الذي اعترف له بكونه ليس يهوديًا. تأمل في اعتماده على تساهله، فهو كذلك كان على وشك الطرد من الفندق للسبب الوحيد إياه: سحنة العربي التي له. وبعد فوات الأوان، هذا صحيح، ندم على عدم الدفاع عنه بقوة أكثر في اليوم الذي تم فيه طرد مهبول من الفندق كقذارة، بدل أن يترك كل الشغل ليوسي. رفع عينيه نحو متهمه، ويا للغرابة لم يكن له الشكل نفسه، فكأنه ربح... بالحيلة.
- خذها، أنا أتركها لك، زفر أخيرًا. زد على ذلك، حزب عمل أو حزب بصل، ليس هذا طبيخي! لكن من فضلك، لا تكشف أي شيء عن هويتي الحقيقية. العطلة بدأت منذ حين، وليس هناك...
- غرفة فارغة لنا في كل تل أبيب، أعرف، أكمَلَ مهبول بتهور.
ما الذي دفعه إلى لفظ هذه ال "لنا" التي لم تفلت من سالومون –في الواقع، ماذا يمكن أن يكون اسمه الحقيقي؟
- إذن، أنت كذلك؟ تلعثم سالومون منذهلاً تمامًا.
فكر مهبول بسرعة: كان عليه أن يقيم وزنًا في آن واحد لمونيكا ولمهمته التي يجب عليه إنهاؤها. إذا ما اعترف بكونه عربيًا، خسر مونيكا، وعمل من سالومون مشتبهًا فيه، في الجريمة التي يستعد لارتكابها. لأن مما لا شك فيه أن سالومون، الذي خان نفسه بكل تلك السهولة، لن يصمد طويلاً أمام الاستجوابات التي سيقوم بها الشين بيت معه، بعد الحادث.
- لا، ليس أنا، يا أخي، قال أخيرًا، وهو يضغط بقوة على كلماته الأخيرة.
مع هذه الصيغة الموجزة، قال كل شيء: إنه ليس عربيًا، وإنه لن يسعى إلى إيذائه. نظر سالومون إليه نظرة الشكر والعرفان، قبل أن يمد ذراعه، كما لو كان يدعوه إلى السير في الطريق المَلَكِيّة التي ستذهب به على طول إلى مونيكا.
كانت مونيكا بين ذراعي القمندان، وهي تقهقه في الوقت الذي ترقص فيه. وكان فستانها يرتفع عن فخذيها مع كل حركة تعملها، وتذكي اشتهاء الرجال. بعد القمندان، كان دور صموئيل الذي جرته ليرقص. شدت نفسها إليه، وعادت إلى مناورتها ضاحكة قاذفة رأسها إلى الوراء، لتلقي بشعرها في كل الجهات على أفضل وجه، كاشفة عن ساقيها المغريتين أكثر مما هما عليه أبدًا. عندما انتهت رقصتها الجديدة هذه، راودتها الرغبة الماكرة في الذهاب حيث أبراهام كان، والاستنكار يُقرأ بوضوح على وجهه. انزرعت أمامه لتثيره بمفاتنها، وأشارت إليه بإصبعها أن يتبعها. اكتفى أبراهام بتحريك رأسه سلبًا، وبشد ذراعه حول كتفي زوجته.
- آه! أبراهام، رمت مدام شارون معجبة، لو بقي رجل مستقيم على وجه الأرض، لكان أنت.
دارت مونيكا بعينيها في القاعة: على من لم يقع بعد اختيارها؟ إسماعيل؟ إسحق؟ لا، لم يزالا صغيرين! الضعيف العقل النحيف البدن الذي جنب سالومون؟ تُفًا له! كأنه خارج من البالات! هل استهلكت كل ما هو قابل للاستهلاك من مادة الرجال هناك؟ آه! المدعي الجمال جنب المرأة المتصنعة –كانت قد لمحت بنيامين وميريام اللذين وصلا بعد بداية الاحتفال. بدل أن تذهب بعينيها إلى نظرات بنيامين فحصت مباشرة نظرات المرأة المتصنعة الجالسة قربه: كان اللهب والبرق فيها بلا التباس. "لا تلمسي رجلي وإلا شوهتُ لكِ خِلْقَتَكِ!" يا دِلِّي! كانت ترغب بالفعل في مواصلة لعبتها الصغيرة، أليس كذلك؟ كانت هناك لتتسلى، لا لِتُكَرِّش.
حطت نظرتها أخيرًا على جاد. كان قد راقب جيدًا مناورتها، وإذا ما فهم شغله مع من، كان يعلم أن دوره قد جاء. ثنت مونيكا رأسها إلى جانب، وابتسمت له، فنهض في الحال، وأخذها بين ذراعيه ليراقصها. لم تعد تضحك في الوقت الحاضر، لكنها تغرق بعينيها في العينين الخضراوين بشكل لا يصدق الشفافتين لجاد. وبينما كانت ترقص بِدَنَف متعلقة على عنقه، بدأت المناقشة الوحيدة التي لم تزل تقدر عليها: حزب العمل، الأصوات العربية، وكل الباقي.
صموئيل، كله غيظ من تدلهها بجاد –مع اعتراف دون لف ولا دوران بسحره، تذمر عند سماعه لأطرافٍ مما يقولان:
- هذا ما كان ناقصًا، في بيتي! يهودية تبحث عن الارتباط بعرب! كأنها لم تر اللافتة!
في الواقع، رأتها مونيكا، وذلك منذ المرة الأولى التي وضعت فيها القدم في الفندق، في اليوم الذي أراد فيه سالومون الذهاب بها إلى غزة. كانت قد استنكرت الكلام العنصري بصمت، إلا أنها امتنعت عن كل تعليق. كسياسية محنكة، كانت تعلم أنه لا يجدي في شيء النقاش مع أناس من نوع صموئيل. السجل الوحيد الذي كانوا يفهمونه سجل التحدي، وهذا ما كانت تفعله بقلبٍ كله فرح، لتحدي صموئيل وإهاجته.
- أنا أصوّت دومًا لليكود، أعلن عاليًا، ليتأكد من سماعها إياه.
- لا شك في ذلك، قهقهت مونيكا مكلمة جاد، رجعي كبير مثله! مغفل قذر!
- ألا تريدين أن نواصل هذا النقاش في غرفتي؟ همس جاد في أذنها.
كان يعلم تمام العلم أن في الفندق غرفًا عديدة شاغرة، وأن السيد شارون لن يعمل له أي مشكل ليتخلى عن إحداها، رغم مونيكا. كان يعلم خاصة أن الحركات الساخنة التي يصعد فيها التوتر الشبقي بشكل خفي بفضل هذه الرقصات الدَّنِفَة المتبادلة سريعة الزوال. إذا ما فهم مونيكا جيدًا، كانت اللحظة المناسبة التي يقوم فيها بهذا النوع من الاقتراحات.
- بكل سرور، همست، وهي تعضعض له أذنه.
لم يكن الباقي سوى شكليات: أوضح جاد لصموئيل أنه تعب كثيرًا ليعود إلى المدينة الجامعية هذا المساء، وهو لم يعد يحتمل النوم بلا راحة في سرير أخيه، فلو أمكن أن يحصل على غرفة هنا...
- طبعًا، دمدم صموئيل مادًا مفتاحًا. تعال، سأريك الغرفة.
تناول الشمعة المضاءة في مكتب الاستقبال، وأشار إلى الزوجين الشابين أن يتبعاه. امحى أمام الباب ليتركهما يدخلان، فأشعل جاد الضوء منيرًا الغرفة. تراجع صموئيل في ظل الممر مصدومًا:
- لكن ماذا فعلت؟ هل نسيت أنه "الشابات"؟
- اعذرني، رأسي مش معي، قهقه، وهو يقرص إليتي مونيكا.
مد صموئيل له الشمعة، وجر باب الغرفة من ورائه، وما لبث شعاع من الضوء أن تسلل من تحت الباب.
- إيش تحكي وإيش تقول! على قفاهم "الشابات"، هؤلاء الشبان! تذمر صموئيل مبتعدًا، كيلا يتواطأ مع تدنيس كهذا.
عندما عاد إلى قاعة الطعام، كان الاحتفال قد انتهى. مع مغادرة مونيكا، حل الحزن محل الفرح. لمح القمندان في زاوية، وهو يشخر نائمًا بكل ثقله على الطاولة.
- شوفوا لي هالزلمة! تهكم، لا يصمد أمام شيء هذا المكعبل!
شكر مهبول وسالومون على مبادرتهما في حمله حتى غرفته، فلم تكن لديه رغبة في عمل ذلك بنفسه. كان لم يزل زَعِلاً مما فعله، وللجهد الكبير الذي يبذله الرجلان، بدا سعيدًا في سره.
- الغرفة 67، صرخ بهما من بعيد، الباب مفتوح!
في تلك اللحظة بالذات، انفتح الباب الرئيسي على فريق من رجال الشرطة المحيطين بيوسي، وليوسي وجه المنهزم.
- يوسي؟ استغرب صموئيل. ما الذي يجري؟ هل فعل شيئًا مشينًا؟
- يوسي غير موجود، قهقه من رجال الشرطة من له رأس الرئيس. أقدم لك يوسف و، أضاف مشيرًا إلى اللافتة، أُعلن لك أنك آويت عربيًا. لقد أوقفناه لاغتصاب الهوية، بعد أن شك الناس فيه بتحضير حادث انتحاري.
- يوسي عربي! صاحت السيدة شارون منصعقة.
- يوسف، قلتَ يوسف! ردد السيد شارون غير مصدق.
انهارت نجا على مقعد منتحبة، هي التي ظنت أنها طردت نهائيًا الأرواح العربية من عندها، هي التي ظنت أنها أفرغت أكيدًا فندقها من كل نزيل غير مرغوب فيه، هي التي ظنت أن اللعنة ابتعدت تمامًا عن بيتها، وها هو الكابوس يعود إلى البدء. قليلاً قليلاً استعاد صموئيل أنفاسه، وانتهى به الأمر إلى سؤال الشرطي:
- والآن، ما الذي سيجري؟ ماذا من المفروض علينا أن نفعل؟
- كل شيء يتوقف عليك. لهذه الليلة، إذا كنت موافقًا على أن ينام هنا، من حقه أن يقضي الليلة وغدًا، يمكنك طرده.
استقبل الحُكْمَ همسٌ مذعور، وعلى ما يبدو، كان كل النزلاء الآخرون يأملون أن يبرهن صموئيل على حِلمه، ولو لمرة. الكل ما عدا سالومون بالطبع، الأكثر من سعيد لتخلصه نهائيًا من خصمه المربك، خاصة بعد أن ضعف وضعه منذ اكتشف مهبول هويته الحقيقية.
نهض أبراهام للدفاع عن قضية يوسف، فأوقفه صموئيل بحركة من يده، فشيء ما يشبه الإنسانية أقنعه بألا يرمي يوسف في الخارج ككلب.
- منيح لهذه الليلة، قال أخيرًا، يمكنه النوم هنا.
كانت الإشارة التي ينتظرها مهبول ليواصل شغله. تسارعت الأشياء، وعليه أن يتصرف بسرعة، وإلا انتهى الأمر بالشرطة إلى وضع الفندق تحت مراقبتها. أمر بحركة من رأسه سالومون بالإمساك بقدمي القمندان، بينما حمله هو من تحت إبطيه. وكيفما كان، وصلا أمام الغرفة 67، دخلاها، وتركا حملهما يسقط على الأرض. لم ينطق مهبول بأقل كلمة، ففهم سالومون أن عليه الخروج من الغرفة: ما سيدور فيها لا يخص أحدًا آخر سواه.
عندما وجد مهبول نفسه وحيدًا أمام الجسد الساكن للضابط، أخذ يفكر في الطريقة الأكثر حسمًا للتخلص منه. لم يكن يشعر بالقوة الفيزيقية لخنق واحد مثل الثور، ولا بالرغبة في إهراق الدم. إذن، لا سكين. أما طلقة الرصاص، فكانت مستبعدة بسبب حسها. بقي القذف من النافذة، وكان ما كان. "الله أكبر"، همس ليبعث الشجاعة في قلبه.
جر الجسد من القدمين حتى أمام النافذة، وفي اللحظة التي رفعه فيها، ليرميه من حافتها، طرق أحدهم الباب. استدار مهبول بحميا، فقد نسي إغلاق الباب بالمفتاح. انتظر بعض اللحظات، وقلبه يدق، فلربما يئس الزائر اللامرغوب فيه، وغادر، غير أن الباب انفتح ببطء على يوسف بهيئة قلقة.
- يوسي، ماذا تفعل هنا؟ هتف بصوت واطئ.
- أنت تظن أنني أجهل من أنت، لكنك مخطئ. لم أتركني أنخدع بحيلك الساذجة، فاستعلمت عنك، وعلمت بدورك في التنظيم. عندما رأيتك منذ قليل، وأنت تبتعد حاملاً هذا، فهمت كل شيء، فجئت لأعينك. أنا، يا أخي الصغير، لم يعد لي أي شيء أخسره، لكن أنت...
- أنت لا تدري ما تحكي! إذا لم أفعله بنفسي، ستكون نهايتي! إذا كنت تعرفهم بالفعل، ناس التنظيم، فلن تقول لي هذا أبدًا!
- لا شيء يجبرك على كشف أن أنا من فعله. هيا، توقف عن النقاش، واخرج من هذه الغرفة. اذهب مباشرة لترى صموئيل، وتكلم معه أطول مدة ممكنة: سيكون لك إثبات الغيبة، و، فوق ذلك، ستمنعه من المجيء ليتدخل فيما لا يعنيه، في حالة ما أراد المجيء ليعرف أخبار هذا!
- وكأنك فكرت في كل شيء، ضحك مهبول، لكني أرفض. أنت من سيخرج من هنا وفي الحال!
كانا على وشك التقاتل بالأيدي، فوق جسد الضحية، غير أن وصول سالومون حال دون ذلك. حالما وجد سالومون نفسه تحت الدرج، عاد من حيث جاء، والوسواس ينهشه.
- أشعر لتصرفي بالعار، ناح ما أن أعاد غلق الباب من ورائه. أريد المشاركة في انتصار فلسطيننا الغالية.
تفرس ثلاثتهم في وجوه بعضهم، منذهلين. هكذا كانوا كلهم عربًا في هذا الفندق الممنوع على العرب! سقطوا في أحضان بعضهم، وهم يبكون ويضحكون، وكل واحد يرجو الآخر بأن يترك له شرف إتمام المهمة المقدسة في تصفية الضابط.
دوى صوت أبراهام كالرعد في التشويش الذي تبع ذلك، وهو يرقى في إطار الباب. رماهم بكلمة واحدة: "لا!" بضراوة لم يكن جد العرب واليهود ليشجبها.
- لا، أعاد، وهو يغلق الباب من ورائه. أنا مسيحي، وأنا ضد. طالما لا يوجد هذا الضابط في الثكنة أو على أرض القتال، أمنعكم من مس شعرة واحدة من شعراته!
بعد لحظة من الصمت المدهش، حاول الرجال الثلاثة الاحتجاج، فاكتفى أبراهام برفع يده في حركة كهنوتية. تساءل مهبول ويوسف وسالومون إذا ما كانت أرض الغرفة ستنشق تحت أقدامهم لتبتلعهم حتى أعمق نقطة في الأرض، ثم خرجوا من الغرفة طائعين واحدًا واحدًا. اتفقوا ضمنيًا على أن يدلفوا إلى غرفة يوسف، الأجمل، وطلبوا قنينة نبيذ كاشير، أحضرها سالومون لهم بعجلة. سكروا حتى تختخوا، وانتهى بهم الأمر إلى النوم مع الفجر نومًا بثقل الرصاص.
عندما استيقظوا، لم يكن القمندان في غرفته.


يتبع الفصل السابع



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فندق شارون الفصل الخامس
- فندق شارون الفصل الرابع
- فندق شارون الفصل الثالث
- فندق شارون الفصل الثاني
- فندق شارون الفصل الأول
- في بيتنا داعشي 5 وأخير الرؤساء والملوك
- في بيتنا داعشي 4 أمريكا
- في بيتنا داعشي 3 التعايش
- في بيتنا داعشي 2 المؤمن
- في بيتنا داعشي 1 الله
- مدام ميرابيل القسم الثالث4 وأخير
- مدام ميرابيل القسم الثالث3
- مدام ميرابيل القسم الثالث2
- مدام ميرابيل القسم الثالث1
- مدام ميرابيل القسم الثاني13
- مدام ميرابيل القسم الثاني12
- مدام ميرابيل القسم الثاني11
- مدام ميرابيل القسم الثاني10
- مدام ميرابيل القسم الثاني9
- مدام ميرابيل القسم الثاني8


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - فندق شارون الفصل السادس