الحل في الحل !!

فانينج وليم

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 12:48
المحور: المجتمع المدني
    

* هكذا كان صيحة الشيخ على عبد الرحمن رئيس حزب"الشعب الديمقراطي" عقب اكتوبر1964م داخل الجمعية التأسيسية، وقتذاك عندما كان يطالب بحل الجمعية، وفي اعتقاده ان حل الجمعية سيحل مشكلات السودان كلها، في حين ان مشكلة السودان لا تكمن في حل الجمعية التاسيسية.
* بعد اندلاع الازمة التي مازلت تنخر في جسد المواطن الجنوبي والوطن، خرجت صيحات بعضاً من افراد الشعب الجنوبي، بما فيها بعض الكُتاب والمثقفين يقولون ان حل ازمات جنوب السودان تكمن في حل الحركة الشعبية لتحرير السودان، حتى ذهب البعض منهم الى مطالب بتفكيك الحركة الشعبية لتحرير السودان، و في اعتقادهم ان حل الحزب الحاكم سيحل الازمات الاخرى التي يعاني منها الشعب الجنوبي، وهنا لا فرق بين هؤلاء والشيخ على عبدالرحمن الذي اختزل حل مشكلات السودان حنئذاك في حل الجمعية.
* تلك الصيحات جعلت الحركة الشعبية لتحرير السودان تعتقد أنها فعلاً المشكلة الكبيرة التي تهدد مستقبل جنوب السودان حتى ربطت مستقبل البلاد بها، لكن اذا ذهبنا بعقولنا إلى نهايات منطقية سنجد ان مشكلات البلاد كانت موجودة قبل انفجار الوضع على يد هؤلاء القادة، لكن كانت مبطنة ولم تجد مناخ ملائم لانفجارها، الحركة الشعبية وفرت مناخ ملائم فقط حتى ظهر ما في باطن عقولنا، وانكشف المستور.
*مشكلات جنوب السودان كثيرة منها التعصب القبلي والمناطقي، غياب العدالة الاجتماعية .. الخ، ثم بعد ذلك يمكن ان تكون الحركة الشعبية واحدة من تلك المشكلات، وهذا ما يعني ان حل الحركة اوبقائها دون مخاطبة الجذور الحقيقية لتلك المشكلات سيظل الوضع كما هو، وربما سيكون اكثر تعقيداً في المستقبل، لذلك اعتقد ان الحل الحقيقي ليس في حل الحركة او توحيدها حتى لا تتوهم الحركة وانصار "الحل في الحل"، انما الحل سيكمن في وضع سياسات جديدة لمرحلة ما بعد حسم ملف الازمة الراهنة، سياسات تعمل على خلق انسان جنوبي يتقبل التعايش مع اي مكون من مكونات المجتمع الجنوبي الاخرى دون ان يتعامل معه على حسب تصورات مسبقة، وهذا يتطلب وجود برنامج وطني، وعندما نقول وطني نقصد برنامج فيه وفاق من قبل كل المكونات الاثنية و الدينية والسياسية.. الخ ، لهذه البلاد.
* في خاتمة هذه السطور نتمنى ان يحل اطراف الصراع مشاكلهم في اقرب وقت ممكن، حتى يعم السلام على البلاد، ثم بعد ذلك علينا ان نضع برنامج وطني يخاطب كل المشكلات التي يعاني منها الشعب، حتى لا تتكرر هذه الازمة في المستقبل، لان هذه الازمة ناتجة من غياب رؤية شاملة لإدارة البلاد.

#فانينج_وليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات