أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فانينج وليم - المركزية الاثنية














المزيد.....

المركزية الاثنية


فانينج وليم

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 00:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


* تعاني غالبية المجتمعات البشرية من مرض الذي اطلق عليه المفكرين في علوم الانسانية، بالمركزية الاثنية التي تجعل المجتمعات متناحرة فيما بينهم بسبب عدم الاعتراف بالآخر، وقبول التنوع البشرية التي تمثل سمة الاساسية في تطور الثقافات والحضارة الانسانية.
* ظهر مصطلح المركزية الاثنية اول مرة عام 1906عند عالم الاجتماع الامريكي وليام.ج. سامر، بحسب تعريفه المركزية الاثنية هي المصطلح التقني الدال على تلك النظرة الى الاشياء التي ترى ان مجموعتنا الخاصة هي مركز الاشياء كافة بحيث نقيس المجموعات الاخرى بناءً عليها، لذلك تجد بعض المجموعات الثقافية او العرقية او الدينية تتفاخر وتتباهي بقيمها وتتدعي فيها النقى، وتنظر لقيم الآخرين المختلفين عنهم بنظرة احتقار وتعتبر عوائدها الخاصة هي وحدها الصالحة.
*المركزية الاثنية بصورة عامة يمكن تعريفها على انها انغلاق مجموعة اثنية او دينية حول نفسها دون انفتاح لمجموعات اخرى مختلفة عنها، من منطلق هذا التعريف نجد ان الانغلاق حول الذات يجعل المرء يعتقد ان القيم الثقافية التي تمتلكه انقى وارقى قيم ثقافية، وهذه الروح تجعله يمارس الاستعلاء العرقي او الديني على الآخرين.
* كان يونان القديم ينعت بـ(برابرة)، كل من كانوا خارج الثقافة اليونانية القديمة، كذلك في اوربا الغربية استعملت كلمة "المتوحش" في المعنى نفسه بقصد اقصاء غير المنتمين للحضارة الاوربية.
المركزية الاثنية تتخذ اشكالا كثيرة من اللا تسامح الثقافي والديني وحتى السياسي بين المجتمعات التي لا تعير للتعدد وللتنوع الثقافي قيمة، لذلك تنشب فيما بينهم صراعات دموية يعتقد اي طرف انه يدافع عن قيمه النقية.
* احياناً المركزية الاثنية تكون مدعومة من قبل دولة مثلاً فرض ثقافة اوحادية من قبل الدولة على مجموعات اخرى، على ان هذه الثقافة ارقى من ثقافات المجتمعات الاخرى، وبهذا الفرض تعمل الدولة على اقصاء قيم انسانية لها معنى وقيمة عند المجتمع الذي يعتنقها، وهذا يقود إلى عنف اذا لم تستلم المجتمعات المفروض عليهم الثقافة، حالة السودان نموذجاً. هنالك المركزية الاثنية التي تكون ممارس بصورة رمزية مثل استنتاج نكت او الفاظ عامة تشير للاستعلاء العرقي، مثلا هنا في جنوب السودان هناك مصطلحات تستخدم مثل "جينقي"وهو مصطلح يستخدمه ابناء الاستوائية ضد المجتمعات النيلية، وكذلك عند بعض المجتمعات مصطلحات ماثلة، مثل مصطلح "نيام نيام" الذي يطلقه النوير على ابناء الاستوائية، كل تلك المصطلحات تشير إلى المركزية الاثنية اذا ترجمنا معانيها.
*الواقع الذي يمر به مجتمع جنوب السودان من تناحر اجتماعي في اعتقادي جاء نتيجة طبيعية للمركزية الاثنية عند المجتمعات الجنوسودانية، لان كل اثنية تعتقد في نفسها الكفاءة لإدارة البلاد وتقلل من قدرات الطرف الآخر، لذلك عدم قبول ثقافة الآخر والنظر إليه بإحتقار، قد تقول عزيزي القارئ ان كاتب هذه السطور يغرد خارج السراب لكن هذا هو واقعنا، وما لم نتقبل البعض قد نعيد تجربة السودان القديم.
*في خاتمة هذه السطور علينا ان نخرج من الانغلاق في الاطار الضيق الذي يقودنا الى ممارسة الاستعلاء العرقي ضد بعضنا البعض، وهذا لن يحدث ما لم نعترف بالتعدد والتنوع الثقافي الموجود في جنوب السودان.



#فانينج_وليم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل اغتصاب الشرعية


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فانينج وليم - المركزية الاثنية