عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 01:27
المحور:
الادب والفن
العراقُ الذي .. لا يشبهُ شيئاً
العراق .. يشبهُ رمضان .
كلُّ شيءٍ .. ولا شيء .
من لا يُصَلّي .. صارَ يُصَلّي .
ومن لا يريدُ أنْ يصوم .. صارَ مُلحِداً .
هو في " شعبان " .. لم يكن كذلك .
القمرُ في السماء .
القمرُ ليس في السماء .
الهلالُ ليس قَمَراً .
والنجمةُ لم تطْلَعْ بعد ..
وأشياء أخرى .
*
العراق .. يشبهُ رمضان .
يشبهُ " ويكليكس " في رمضان .
وإمامُ الجامع ، في هذه المدينةِ المُلتَبِسة ،
يقولُ أشياءَ كثيرة .. ولا يقولُ شيئاً .
و بعضُ " المؤمنينَ " يضحكون .
والاخرون يبكون ..
في وقتٍ واحد .
*
العراقُ .. يشبهُ رمضان .
وأنتَ لا تعرِفُ ماذا يريدُ الناسُ بالضبط .
أنتَ لا تقرأ " ويكليكس " .
ولا تُصغي لإمام الجامع .
ولا تكادُ ترى احداً .
والعائلةُ مشغولةٌ بالمائدة .
وأنتَ تجلسُ وحدَك ، ولا شأنَ للآخرين بك ،
كأنّكَ طبَقٌ بائت .. من الفاصوليا اليابسة .
*
العراقُ .. يشبهُ رمضان .
الناسُ يشترون كلّ شيء .
ويأكلون كلّ شيء .. كل شيء .
ويذهبون إلى " المول " ..
و يشتِمونَ الحكومة .
*
العراقُ .. يشبهُ رمضان .
وأنتَ لم تعُدْ تقرأُ " المزامير " بعد .
ولا تكادُ ترى احدا .
وتحلمُ بنساءٍ كثيرات ،
في غرفتكَ الساكتة .
نساءٌ جاحدات .
نساءٌ كُنَّ يشْرَبنَ القليل من الماء
، لاقترافِ القُبلةِ الكافرة ،
قبل اذان المغرب .
وعندما ينهشكَ الجوعُ إليهُنّ ..
يُغادِرْنَ سريرك على عجَل ،
ويذْهَبْنَ ليفْطِرْنَ ..
مع العائلة .
*
العراقُ يشبهُ رمضان ..
وأنتَ وحدَك .
والعائلةُ تأكلُ ، وتُصَلّي كثيراً .
الكُلُّ يُصَلّي . الجميعُ يُصَلّون .. وأنتَ وحدكَ " الكافر " .
و ها هي الأسرةُ تذهبُ إلى حيثُ تشاءُ .. وأنتَ لا تدري إلى أين تذهبُ حقّاً .
ويهذي كلّ أفرادها .. في سجن " الفايبر " الشاسع .
أنتَ تعرفُ أنَ الكثير من الأشياء .. تَحْدُث .
وأنّ الكثير من الأشياء .. ستَحْدُث .
ومع ذلك ..
فأنّ كلّ شيءٍ هنا ..
ليسَ على ما يُرام .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟