أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - -رمال في العيون- سعيد مضيه














المزيد.....

-رمال في العيون- سعيد مضيه


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 00:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"رمال في العيون"
سعيد مضيه
هذا الكاتب الثالث الذي اقرأه يتحدث عن تشخيص الحالة المرضية لحركة التغير في الوطن العربي، فبعد كتاب "مقدمة لدراسة المجتمع العربي" لهشام شرابي، وكتاب "الربيع العربي" لبسام عويضة، يأتي هذا الكاتب الذي باعتقادي لو تم الاطلاع عليه من قبل النخب السياسية/المثقفة المتنفذة لما آلت إليه الأوضاع إلى هذا المقدار من السوء.
فالكتاب يشرح لنا العديد من السلبيات التي يعاني منها المواطن في المنطقة العربية ويضع الحلول، وهذا يمثل تطور مهم، فليس المهم أن نحدد المشكلة، بل أن نضع لها الحل، منها يمثل الجهد المبذول في هذا الكتاب جهدا مضاعفا.
يقسم الكتاب إلى فصلين، الأول "أزمة مركبة وشاملة" والفصل الثاني "الحالة الفلسطينية نموذجا" في الفصل الأول من التسمية يمكننا أن نتعرف على حجم المشكلة التي تعاني منها المنطقة العربية، فالتخلف وما يحمل من تقهقر المجتمع وطرد للإبداع والمبدعين والانخراط في المشروع الاستعماري الغربي، ولو كان بدوافع حسن النية، يعد أحد النتائج التي تواكب التخلف.
يحدثنا الكاتب عن الثقافة التي تسود في المجتمع العربي بهذا الشكل، "والسلطة المستبدة تلهث خلف تحديث استهلاكا وأدوات قمعها، لتعيد إنتاج التخلف، شاعت الثقافة الاستهلاكية المثيرة للغرائز البدائية المنحطة والمجافية لضرورة الادخار لغرض التنمية، استهلاكية لا يبررها عقل أو منطق سليم، اعتقلت السلطات المحلية إرادة الجماهير، وارتفع الأفراد فوق المؤسسات والقوانين فانساقوا إلى صنوف الفساد، وجد الإنسان نفسه مجرد من مواطنته، يبحث عن الخلاص في الانتماءات التقليدية أو الهرب إلى الخارج" ص11و12، اجزم بان هذا الوصف ينطبق على كافة دول المنطقة العربية، فنجد الواسطة فوق القانون، ونجد القبيلة/ العشيرة/ الحزب/ الطائفة/ المركز الوظيفي فوق القانون، ومهما فعل الفرد وكان ضمن تلك الحماية، فلن يمسه أي سوء، فهو خارج حدود القانون ولا ينطبق عليه ما ينطبق على المواطن العادي، من هنا يكون الخلاص أما بالانخراط في ما هو حاصل أو الهروب إلى واقع جديد، الخارج.
ويتحدث الكاتب عن التلقين ودوره في ثبات ورسوخ واستمرار النظام السياسي في المنطقة العربية، فهو يعني رفض كل ما هو جديد ومبدع، ويعني أيضا ثبات ونماء كل ما هو رجعي ومتخلف في ذات الوقت، "التلقين هو الشكل الأكثر تنظيما من أشكال فرض السلطة وتثبيتها، وهو طريقة تعتمد على الترديد والحفظ، بحيث لا يبقى مجال للتساؤل والتجريب والبحث... حياة العربي تبدأ وتنتهي بالتلقين، أما العنصر المشترك بين التلقين والعقاب فهو أن كلا منهما يشدد على السلطة ويستبعد الفهم والإدراك" ص22، هذا الاقتباس أخذه الكاتب من هشام شرابي لكنه ما زال فاعلا في المنطقة العربية، رغم كتابته قبل صدور الكتاب بثلاثين عاما كاملة، وكأن المشكلة في المنطقة العربية بدون حل، وكأن من يكتب عنها في كوكب آخر، لا يمكن للنخب المثقفة أو السياسية المتنفذة أن تطلع عليه، من هنا نجد عين الكلام وذات التشخيص والحول والمقترحات يتم تكرارها، أو إعادة استنتاجها من قبل كافة الباحثين في الواقع العربي.
ويتحدث عن التنمية الاجتماعية المشوهة التي يجعل المطالب تأخذ (شكلا) تقدميا لكنها في حقيقته تخلفا وتشويها للمجتمع فيقول عن تحرير المرأة: "...التركيز على تحرير المرأة بمعزل عن تحرير المجتمع بأسره وعن تحرير الإنسان من قيود العصر والوسيط وعلاقاته الجائرة، وبصد برامج التعليم يجري إغفال حقيقة أن البرامج فرضت قسرا عبر العقود على المجتمعات العربية، بهدف تكبيل العقل ومنع تطوير التفكير ومن اجل تغليب النقل على العقل" ص64و65 اعتقد بان هذا الكلام ينطبق أيضا على كافة دولنا، فنجد الكلام الفارغ عن تحرر المرأة وحقوق الطفولة وإعطاءهما حقوقهما، بينما الرجل، رب الأسرة يرزخ تحت نير الرأسمالي والإقطاعي والنظام السياسي، ولا يجد ما يسد رمقه، ولا أي مساحة مسموح له أن يعبر عن رأيه فيها، من هنا نجد العديد من دعوات التغير تأخذ الشكل الايجابي، لكن جوهرها يحمل مضمون الغرق في التخلف والمزيد من القيود على الأفراد والمجتمع معا.
الحل يضعه الكاتب في "المقدمات الثقافية للتحولات الديمقراطية" فيقول عن إخراج الفرد من حالة الركود والخمول إلى الحالة الفاعلية والإبداع من خلال "فما لم يع الإنسان قيمة كرامته الشخصية فلن يشارك بفعالية في النضال دفاعا عن كرامة القومية والوطنية" ص71، بهذا البداية المتعلقة بالفرد وكرامته يضع الكاتب المعيار الذي يجب أن يوضع/يعتمد كأساس في التعامل مع الإنسان في المنطقة العربية، لكي نثير فيه أهم عناصر الإثارة، كرامته الشخصية، قبل أي شيء آخر، من هنا يكون الفرد قادر على الفعل الإيجابي والبناء.
وينتقل الكاتب إلى التعليم ودوره في تجاوز حالة التخلف بقوله: "... في توسيع هامش حرية التغبير وتحسين شروط إنتاج الفكر والثقافة الإنسانيين وترويجه، وتحويل المدارس والجامعات إلى ورش لتربية العقل المبدع على حساب العقل المقلد، ونحتاج إلى فكر يحاور الواقع، المتحرر من قيود السلطة ونبابيتها كي يكون موضوعيا جسورا منحازا لقضية التقدم وقادرا على الإبداع العلمي" ص72و73، وهنا أيضا يتفق الكاتب مع طرح هشام شرابي في قضية دور التعليم العلمي الحديث لتجاوز التلقين والأفكار الجاهزة، أن كانت دينية أم سياسية، فنجد دعوة لكي يكون العقل هو المعيار الوحيد المتبع للوصول إلى حالة جديدة نستطيع من خلالها أن نضع قدما في هذا العصر.
في الفصل الثاني يتحدث فيه عن المأزق الفلسطيني وكيف وقعت القيادة الفلسطينية في خطأ قاتل من خلال عدم استطاعتها التخلص من اتفاقيات أوسلو وعدم تلبية الاتفاقيات لطموح الشعب الفلسطيني، فكانت كالشوكة في الحلق، لا تستطيع القيادة بلعها ولا إخراجها.
نذكر بان الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين، القدس رام الله، 2005.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتثاث القومية
- رواية -حارة البيادر- وداد البرغوثي
- -الخطار- وحضور المكان محمود شاهين
- كتاب -الأمير- والاستعانية بقوات خارجية -مكيافللي-
- الإخوان وملكية الدين
- الإخوان والتخريب
- الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة
- رواية - يحدث في مصر الآن- يوسف لقعيد
- تلازم الفانتازيا والموت في -قبل الموت بعد الجنون- يسري الغول
- عشيرة فتح
- -ذكر ما جرى-
- -كتاب الأرض- معين بسيسو
- رواية -ايام الجفاف- يوسف القعيد
- رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني
- الانزلاق
- رواية -ذاكرة زيتونة- سهاد عبد العادي
- رواية -ليل غزة الفسفوري- وليد الهودلي
- مشاكل العقل العربي -الرجوع والعودة-
- مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول
- -الإغواء الأخير للمسيح- نيكوس كازانتزاكيس


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - -رمال في العيون- سعيد مضيه