أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رائد الحواري - الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة














المزيد.....

الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 01:50
المحور: سيرة ذاتية
    


العديد من السير الذاتية لا بد لها أن تتحدث عن واقعها، فتناول الأحداث من قبل الأفراد مرتبط بالمجموع، من هنا نجد كافة السير الذاتية مرتبطة بالمجموع، أعتقد بأن هناك جزء مخفية من تاريخ فلسطين المعاصر وموجود فقط في السير.
وهنا تكمن أهمية السيرة، فعندما يكتب أي شخص التاريخ لا بد أن ينحاز لموضوع/جهة معينة، وأن يهمل أو لا يعطي شخص/حدث/موضوع حقه، لأسباب عديدة، الرقابة، التذبذب لجهة ما، مجاراة الزمن الحاضر وعدم فتح الجروح القديمة، لكن في السيرة لا بد أن تحمل هموم ومشاعر الكاتب بشكل أقرب إلى الحقيقية وتحمل مشاعر صادقة، إن اتفقت مع المزاج العام الرسمي أم اختلفت، فالسيرة تجمع بين المشاعر الصادقة والأحدث الحقيقية معا، من هنا تكون غير مهادنة لأي طرف عمل أو ساهم في المأساة الشخصية ومن ثم المأساة الجمعية للشعب الفلسطيني.
"إلهام أبو غزالة" فتحت الجرح الفلسطيني أمام القراء دون أن تهادن أو تتجاوز عن الظلم أو الأذية التي ألحقها الآخرون بها وبشعبها، من الاحتلال الانجليزي مرورا بالنكبة عام 1948، ومن ثم ضياع فلسطين وشعبها من الخريطة السياسية بعد أن ضم الأردن (الضفة) ومصر القطاع، إلى أن سقطت بقية فلسطين عام 1967، ومن ثم حديثها عن واقع الفلسطيني والأرض الفلسطينية في ظل الاحتلال.
ما يحسب لهذه السيرة، تناولها الواقع الفلسطيني قبل الاحتلال الإسرائيلي، فالكاتبة تحدثت عن واقع السكان الذي يعيشون في يافا بهذا الشكل: "كيف كان (اليهود) في (يافا) قبل أن يخرجونا منها؟ كانوا جيرانا لنا وأصدقاء للعائلة، ألم يكن الوالد يجتمع وأصدقاءه من كل الديانات، يجتمعون عصرا في شرفة بيتنا، ألم نكن كلنا فلسطينيين؟" ص19 هذا الكلام يؤكد أن العلاقة الاجتماعية والاقتصادية كانت تسير بصورة طبيعية وبشكل إيجابي بين كافة أطياف المجتمع الفلسطيني، فلا فرق بين دين ودين، أو بين شخص وأخر، ففلسطين كانت جامعة لكل من فيها، تصهرهم معا، من هنا كان الاحتلال وقيام دولة إسرائيل يشكل ضربة لليهود كما هو الحال بالنسبة لأصحاب الديانات الأخرى.
هناك مجموعة مشاعر قدمتها لنا الكاتبة عن (يافا) وبحرها، حتى أن القارئ يتوحد مع مشاعر الكاتبة ويصل إلى ما تمثله يافا وبحرها من مكانة عند من يعيش فيها، "لماذا سمحتم لهم بأن يأخذوا البحر منا؟ بأن يبعدونا من جانب البحر؟ ألم تعلموا ما يعنيه فقدان إنسان لبحره" ص19 فحجم الفراغ الذي تركته بحر (يافا) في الكاتبة لم يكن لينتهي أبدا، فحين تحدث عن القدس وما تحمل من قدسية، لم تزل تحن وتميل إلى يافا وبحرها، واستمرت يافا تأخذ مكانتها حتى بعد انتقال الكاتبة إلى نابس وبعد سقوطها بيد الاحتلال عام 1967، فالتعلق والتوحد بالجغرافيا كان يمثل ارتباط الفلسطيني بوطنه، فلا معنى له بدون الأرض، المكان، الوطن.
وإذا تتبعنا السيرة "العنقاء أبداً" سنجد الحديث عن الخيانة التي أقدمت عليها حكومة الأردن عندما تركت/هيئة أهل نابلس للاحتلال، ودون أن يمتلكوا أي مقومات للمقاومة، "وجلسنا ننتظر (الضباط الأردنيين) الموعودين لتدريبنا على السلاح، انتصف النهار ولم يأتنا أحد، طلبنا من الآذنة أن تفتح لنا باب غرفة المديرة كي نستخدم الهاتف في الاتصال بهم، حاولنا عدة مرات، وعندما أفلحنا في الوصول إليهم، قالوا إن الضباط في طريقهن إلينا، صدقناهم، وانتظرنا، وطال انتظارنا، مر وقت بد لنا أبديا، لم يأتي أحد،... وجدنا الاتصال مقطوعا،... دخل اليهود المدينة بدباباتهم، وهم يقتلون كل من يرونه في طريقهم" ص171، بهذا الكلام ترد الكاتبة على كل من يتحدث عن خيانة الفلسطيني لوطنه، فهو لم يكن يملك شيئا يدافع به، فقد حرم عليه أن يمتلك خنجرا، فيما بالنا بالسلاح!.
ولم يقتصر الأمر على تهيئة المدينة وسكانها للاحتلال وحسب، بل وجد هذا الاحتلال ملفات أمنية كاملة وشاملة لكل أسماء الأشخاص الخطرين، مما جعلهم عرضة للاعتقال، "وكنا علمنا أن حاكم نابلس الإداري (المحافظ) المعين من قبل الحكومة الأردنية، ترك المدينة مع باقي موظفي المحافظة "فروا من المدينة" فوجد الحاكم العسكري وقواته مكانا فارغا، فاستولوا عليه، كما استولوا على جميع ملفات المحافظة، بما في ذلك الملفات الأمنية" ... ولم يمضي وقت على احتلال المدينة، حتى بدأ استخدام تلك الملفات للتنكيل بالناس" ص177، تكمن أهمية هذه الشهادة بأنها غير (دبلوماسية) ولا تلقي بالاً لأي طرف، فهي تنقل الواقع بشكل حقيقي وموضوعي وبعيد عن المجاملات الدبلوماسية أو السياسية، وتعري النظام الأردني الذي مهد وهيئة وسهل وجود واستمرار الاحتلال.
هناك مساحة واسعة في السيرة عن المرأة الفلسطينية، وبما أن الكاتب/ة أنثى كان لا بد أن تقدم لنا صورة وواقع المرأة الفلسطينية، ما يلفت النظر وجود تباين واضح لواقع المرأة الفلسطينية من مدينة لمدينة، فتحدثنا عن (يافا) مدينة الحرية والانطلاق للمرأة على النقيض من مدينة نابلس، التي تعرضت فيها خالة الكاتبة (لماء النار) عندما كانت تسير دون وضع غطاء الرأس والعباءة.
واعتقد بأن هذه السيرة يمكننا أن نأخذ منها العديد من المسائل المتعلقة بالمرأة، فنجدها طالبة، ومعلمة، وكاتبة "سحر خليفة"، وشاعر "فدوى طوقان" وسياسية "رموندا الطويل" فهناك العديد من الشخصيات النسائية التي لعبت دورا فاعلا قبل وبعد الاحتلال.
نذكر بان السيرة من منشورات مركز أوغارت، رام الله، طبعة أولى عام 2009، وتقع في 262 صفحة حجم متوسط، والكاتب وضع للغة سهلة شيقة، تتناول العديد من المحطات التي مرت بها فلسطين.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية - يحدث في مصر الآن- يوسف لقعيد
- تلازم الفانتازيا والموت في -قبل الموت بعد الجنون- يسري الغول
- عشيرة فتح
- -ذكر ما جرى-
- -كتاب الأرض- معين بسيسو
- رواية -ايام الجفاف- يوسف القعيد
- رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني
- الانزلاق
- رواية -ذاكرة زيتونة- سهاد عبد العادي
- رواية -ليل غزة الفسفوري- وليد الهودلي
- مشاكل العقل العربي -الرجوع والعودة-
- مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول
- -الإغواء الأخير للمسيح- نيكوس كازانتزاكيس
- الكتابة اليومية
- -ستائر العتمة- الجزء الثاني وليد الهودلي
- قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان
- معارضينا
- وداعا كاسترو
- قبيلة النقابات
- الطفولة في رواية -أنا وجمانة- محمود شقير


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رائد الحواري - الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة