أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول














المزيد.....

مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


مجموعة "قبل الموت بعد الجنون"
يسرى الغول
في هذه المجموعة القصصية تتناول الكاتبة موضوع الموت، فغالبية القصص كانت متعلقة به، والتي لم تتحدث عنه مباشرةً ذكر فيها فهو السيد الحاضر والمؤثر، كلنا يعلم بان الكاتب لا بد أن يتأثر بالبيئة التي يعيشها، من هنا نجد الحرب وويلاتها قد تركت أثرا واضحا بما جاء في هذه المجموعة.
يكمن إبداع الكاتبة بجعل موضوع صعب علينا ـ الموت ـ نأخذه بصورة أدبية، فتوصل فكرتها عن المأساة بأسلوب تكاد تنفرد به، فهناك فانتازيا في أكثر من قصة، كما هو الحال في "قبر حزين، وبرا وسلاما، ثمن الحصار، لحظة موت" وكلنا يعلم صعوبة الكتابة بأسلوب الفانتازيا، خاصة إذا كان الحدث يمس الكاتب بصورة مباشرة، فعليه التجرد من الواقع، وهذا بحد ذات أمرا ليس بالسهل.
المجموعة تنقسم إلى جزأين، الأول "ما قبل الموت" والثاني "ما بعد الجنون"، في قصة "أو كأنه حصار" تتحدث عن سفر الزوج الذي يترك زوجته وعائلته، وفي قصة "فلس...راقية" تتحدث عن التوحد والتماثل بين حالة العراقي بعد الاحتلال والفوضى والتشريد الذي حصل، وبين الفلسطيني المشرد الأول في الوطن، وفي قصة "وجع" تتحدث عن المقاومة، وفي قصة "صاروخ آخر" عن انتشار الموت في غزة وكأنه الطاعون الذي لا يبقى ولا يذر، فتصف لنا حالة الزوج الذي يخرج بجثة زوجته بهذا الشكل "تخرج بأجساد مقطعة، أشلاء مذبوحة، تحمل زوجتك على كتفيك، تسحب طفليك (بالبطانية) التي وضعتها تحتهم" ص24، المشهد السابق بين تفاصيل أشكال الموت فهو ليس موتا عاديا، هو مذبحة تقع على البشر، حتى انه كان يتعلق "بكل بيت في غزة الآن فيه مأتم" ص25، في قصة "عصفور" تقدم لنا الكاتبة قصة من زاويتين، الأولى فلسطينية، حيث يتعرض طفل بريء للقنص من قبل ثكنة عسكرية للاحتلال، والزاوية الثانية، تبين لنا الكاتبة سبب إطلاق النار على الطفل، حيث هناك لرهان بين مجند ومجندة على من يصيب الطفل فسيكون تحت تصرفا الآخر جنسيا، " ـ وإذا أصبت منه مقتلا أنسحب، ولا أريدك معي
ـ .....
ـ أما إذا فشلت، فأنت لي مرة أخرى يا حبيبتي" ص30، أعتقد بان هذا القصة كانت تحمل لمسة فتية خاصة لأنها قدمت لنا الحدث من زاويتين مختلفتين، في قصة "صورة" تستذكر أربع شهداء سقطوا أثناء مقاومتهم لجنود الاحتلال، في قصة "قارب الخوف" تستخدم الرمزية، وفي قصة "وفاء الروح" تتحدث عن مرض التلاسيميا، وفي قصة "قبر حزين" تستخدم الفانتازيا، وهي تتماثل مع فكرة كتاب "مسامرة الأموات" للقيانوس، فهنا كان الأموات يتسامرون لكن يتحدثون عن الموت الآخر الجديد الذي سيحدث له، فهم يتعرضون للقصف حتى وهم في القبور، وفي قصة "برا وسلاما" تجمع الكاتبة بين شخصية النبي إبراهيم وبين شخص معاصر يحمل اسم "إبراهيم إبراهيم" يتعرض للحرق، فيقول إبراهيم: "ـ هل تكون النار بردا وسلاما هذه المرة؟" ص52، وكأنه يشكك بواقعية الحدث المعاصر، وهذه القصة من أمتع ما في المجموعة، القسم الثاني "ما بعد الجنون" يبدأ بقصة "ثمن الحصار" الذي يتناول موضوع الجوع ومنع التجوال أثناء الحرب بأسلوب الفانتازيا، قصة "المنبوذ" تحكي عن قصة زواج حيث يكون راوي الحدث "دروشا" وفي قصة "رقصات متعبة" تتناول حال المرأة، وفي قصة "صدفة رأيتها" تتحدث عن معاملة جنود الاحتلال للفلسطيني على الحدود، قصة "طائر من الكريستال" تتحدث طائر الفينيق الأسطوري، قصة "سر القلادة" يتحدث عن الموت، وفي قصة "لحظة موت" أيضا تستخدم الفانتازيا وتحدثنا على لسان الإنسان وهو يحتضر، في قصة "الغرباء" تجمع بين أسلوب الرمزية من خلال الصراصير والفانتازيا معا، وهنا تذكرنا "يسرى الغول برواية "المسخ" للوركا، في قصة "جسر من ورق" تتحدث عن الكتابة، في قصة "أنا ورنا" تحدثنا عن طفل والأب القاسي ورنا الفتاة والمدرسة، وكيف أن العلاقة بين الجنسين في مجتمعنا تحمل شيئا من الاستغراب، في قصة "هذا أنا" تحاور الكاتبة ذاتها مستخدمة اسمها "يسرى الغول" في قصة "الغضب" تتحدث عن شخص يحمل اسم غضب.
نذكر بان المجموعة من منشورات مركز أوغاريت، رام الله، طبعة أولى عام 2010، وهي فعل تمثل نقلة نوعية في القصة الفلسطينية، أن كان من خلال الشكل الأدبي الذي قدمته لنا، أم من خلال اللغة وقدرتها على توصيل فكرتها بلغة أدبية، ويضاف إلى كل هذا أسلوبها الأدبي المتميز والناجح.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإغواء الأخير للمسيح- نيكوس كازانتزاكيس
- الكتابة اليومية
- -ستائر العتمة- الجزء الثاني وليد الهودلي
- قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان
- معارضينا
- وداعا كاسترو
- قبيلة النقابات
- الطفولة في رواية -أنا وجمانة- محمود شقير
- النقابات والقبيلة
- المدن وطبيعة المرأة والرجل في رواية -مرافئ الوهم- ليلى الأطر ...
- الرمز والواقع في رواية -ما زال المسيح مصلوبا- حبيب هنا
- مقتل النضال الفلسطيني
- ثنائية الحدث ووحدة المكان في رواية -حجارة الألم- انور حامد
- مجموعة -مجد على بوابة الحرية- وليد الهودلي
- الإيمان والصمود في رواية -ستائر العتمة- وليد الهودلي
- الاسلام والعقل
- -همس الفضاءات- عباس دويكات
- الجنة في -غوايات شيطانية- محمود شاهين
- رواية -الوجه الآخر- عباس دويكات
- رواية -درب الفيل- كاملة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -قبل الموت بعد الجنون- يسرى الغول