فيصل الزعبي .... النورس الغريب

علي عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 15:42
المحور: الادب والفن
    

من أعالي القرى العامرة بشلالات الأوغاد التي حرمَّ عليها أن تكون منتزهات سياحيّة، ومن خلف تخوم الفكرة المبتورّة وفكر الدجاج المنزلي وسراق الغسيل والألوهة البِكرّ، فرّ فيصل كمصريٍ متهمٍ إلى بلاد الصقيع بكامل اخضراره، تاركاً وراءه بلاد ما قبل الدولة ليحتفي بالحياة ويبدأ بشرب الفكرة وتأصيل الرؤية وصياغة المفهوم وبلورة الحُلم.

كان من أهم الضيوف، صوبَّ رواد إيديولوجيته كأنه الشيخ وأسرى الفكرة المشتركة مريدون يشحذون همم مولاهم -المُخلص- ولم يعد الضيف ضيفاً وأرسى دعائم ملجأ الهاربين، كان الهارب من هؤلاء غضاً يشبه البدوي في مدن الضباب، وصار الغض وغداً وتناسى ذكريات الملجأ، كان وكان وكان.. لكنه ها هُنا ما زال وما برح وما انفك عطاءاً، وديمومة الفكرة تُكذبُ المُتأمل.

مرّ العمر مسابقاً الريح، تعلمَّ أن الوطن هو المدى وأن الجنسية عصفور وأن الولاء للريح والانتماء للرؤى والحدود هوامش، وعاد محملاً بالماء في دنيّا الظمأ، لذة للشاربين كان، وصامَّ القوم يومها عن قصد ودون قصد .. فمن أبَّاح الصيام يا فيصل..؟ وأين فرّ المؤذن الأحمق ليمنع عن هذه الدولة نداء صلاة التغيير...؟ الأوغاد يعيشون طويلاً يا صديقي....!

حدثهم عن حرية المرأة وأن البنطَّال ليس من ماركة "جحيمكم" وأن الماء لا يسكر عاقلاً وأن الأنثى أصل في التكوين وليست من ممتلكات "الحرّملك"، حدثهم عن نصيب الغيم من اعوجاج الشمس، وعن فوائد روائح القمر، ليصرح أذكاهم بأن الدخول إلى المراحيض بالقدم اليمنى حرام لاعناً أصلّ الشمال... ليتّه عرف بأن الشمال شمال القلب ونهج الحياة..!

كلُّ الأنبياء غرباء، لكنهم يتلقون مصادرهم العلويّة من مصدر أوحد، لهذا ينتصرون بعد العذاب، وعلى النقيض أنت، الهامك وكشفك ومعارجك وحلولك واتحادك وتجسيمك وواقيعة طلاسمك، كانت من عقر الأرض وأبّت عناق السماء والماوراء، حيّ على الحياة، حيَّ على الحب، لهذا عليك أن تسكت، لكنك ما سكت ..!

موتٌ أول... كان الموت اهمالاً، بل كان الموت فوضى اهتمام، موتٌ ثانٍ ..كان الموت بداعي سكتة حكوميّة فكر راعيها بعلاج الموت بالقتل وفكرت أنت بالحياة حلاً لكل مشاكل الحياة.. ماتوا هم ... والحياة لك، ها أنت تحدثني عن علم الجمال وعن المرآوية بصورة المثل وعن بولدير لو كان من قرية خرجا، وعن ابن عايد لو كان الشنفرى وعن أبو خليل كيف لخصَّ اللامنتمي في وجه شاحب وزوجة تشبه ثمالة النهر... أنت هنا ... وأدركَ أنك ستبقى ...!

على امتداد ياسيمن الشام في كعّاب القاهرة وقرب القحط المبلل في عمان، تتراقص خطاك، وتتراءى للكون كابتسامة مؤمن شك في دينه للحظة وعاد منتصرا بعد وهم شفيف... أنت هنا ...!

لوليتا ... شغب الليمون ... همهمة العكاز ... سواعد سلوم ... رفيقة الروح وأرشيف الجسد ... سخاء كريم ... الأحبَّة ... بيتك الصيفي ... شتاء الزوار ... لوطَّعةُ من نسيَّ أن الوقت ليس مأزقاً ...! ها أنت ... تبكي النوافذ وتخفف حمل العصافير ..... فلتتغدق ينابيعك ولتكن أبقارك حلوبا .... يا فيصل .... حيَّ على الحياة ....

سؤالٌ يتيم : متى سنكون في هذا الهباء شبح حقيقة ...!!؟!!



** فيصل الزعبي: مخرج أردني وباحث في علم الجمال، قدم عشرات الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية وحصد العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعالمي عن اعماله التي تميّزت عن سائر أعمال جيله.


المسلسلات التلفزيونية:

إخراج، "ليست وحدها"، 15 حلقة، 1997
إخراج، "قلوب لا تعرف الرحمة"، 15 حلقة، 1998
إخراج، "شوق الرهف"، 15 حلقة، 1998
إخراج ومعالجة درامية، "جاردينيا"، 15 حلقة، 1999
تأليف وإخراج، "سر النوار"، 30 حلقة، 2000
تأليف وإخراج، "كلاج على الهوى"، 30 حلقة، 2001
إخراج ومعالجة درامية، "المتنبي"، 33 حلقة، 2002
أهم اعماله مسلسل المتنبي ومسلسل سر النوار تأليف وإخراج
أفلام وثائقية:
سيناريو وإخراج، "صديقي الكلب"، الجمعية الأوروبية لحماية الحيوان، 12 دقيقة، 1999
سيناريو وإخراج، "سيرة امرأة"، خلوة سيدات الأعمال بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي
سيناريو وإخراج، "حملة إعلامية للمياه"، وزارة المياه .
سيناريو وإخراج، "نحن نحدد مستقبلنا"، اللجنة الوطنية للسكان بالتعاون مع جامعة جون هوبكنز
سيناريو وإخراج، "جامعة جرش"، إنتاج جامعة جرش، 20 دقيقة، 2002
سيناريو وإخراج، "سيرة مبدع"، إنتاج عمان عاصمة الثقافة العربية، بالتعاون مع التلفزيون الأردني، مراحل حياة شخصيات أردنية، 22 حلقة، 2002
سيناريو وإخراج، "مؤسسة نور الحسين"، إنجازات المؤسسة ودور الملكة نور الحسين في إنجاح المؤسسة، 50 دقيقة، 2005
سيناريو وإخراج، "مشروع الخربة السمرة"، عرض لمراحل المشروع ومراحل البناء والغاية المرجوة من المشروع، نفذ المشروع من قبل EU "Infilco Degremont and MORGANTI" ،20 دقيقة
سينما:
سيناريو وإخراج، "الحب والموت"، فيلم تلفزيوني، عمان، 1999
سيناريو وإخراج، "ديك الأحلام"، فيلم تلفزيوني، عمان، 1998
سيناريو وإخراج، "الحياة أولاً"، فيلم تلفزيوني، عمان، 1997
قصة وسيناريو وإخراج، "ليس كذلك تماماً- 35 ملم"/ موسكو- روسيا، 1992
سيناريو وإخراج، "الحرباة- 35 ملم"، مستوحاة من قصة "أنتوني اتشيكوف"، موسكو- روسيا، 1989
المسرح:
تأليف، "الترويض"، عمان، الأردن، 1996
خراج، "الأقوى"، عمان، الأردن، 1994
تأليف وإخراج، "هنا وهناك"، موسكو- روسيا، 1989
المؤلفات والدراسات:
مجموعة من المقالات في علم الجمال السينمائي منشورة في الصحافة الأردنية، ومجموعة من المقالات في السياسة والإعلام، في: جريدة الحياة، جريدة المشرق، جريدة القدس.
الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير والتكريم:-
جائزة أفضل مخرج عربي:-الجامعة العربية/ دمشق- سوريا
2008
الجائزة الذهبية عن فلم "الحياة أولاً":-مهرجان التلفزيون والراديو- تونس 2007
جائزة أفضل مسلسل لعشر سنوات، "المتنبي"/مهرجان القاهرة- مصر 2003
جائزة أفضل فيلم تلفزيوني عربي، "الحب والموت"
مهرجان دبي السينمائي- الإمارات 1999
جائزة أفضل فلم تلفزيوني عربي، "ديك الأحلام"
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي- مصر 1998
جائزة أفضل فلم تلفزيوني عربي، "الحياة أولاً"
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي- مصر 1997
جائزة أفضل فيلم أكاديمي / مهرجان معاهد السينما/ بواتيه- فرنسا .
رئيس لجنة التحكيم الدولية للفيلم البيئي الدولي

#علي_عبيدات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات