أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟














المزيد.....

من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 19:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اشتهرت "ليلى" بقصائد قيس بن الملوح، تلك القصائد التي بلغت مبلغا من الجمال أثر تأثيرا كبيرا على الأدب العربي، بما في ذلك الأدب الفارسي والتركي.. ورغم أن قيسا آخرَ تولّه بحب "لبنى" إلا أن "ليلى" طغت في سماء أدب الحب والعشق، واستمر طغيانها حتى اجتاحت الموسيقى بكلمات الأغاني. لربما يمكن أن يسلط لنا معنى الإسم قليلا من الضوء، فكلا العاشقين القيسين ـ قيس بن ذريح وقيس بن الملوح ـ كانا مجنونا بمعشوقته، لكن "ليلى" هي من تصدرت القمة وتربعت على عرش المعشوقات بتاريخ الأدب العربي، ومن بين الملهمات في التاريخ الأدبي الإنساني.

يختلف اسم ليلى بمعناه الذي يرتبط بالليل، والسهاد، والسهر ـ وبالليل تشتد نار الحب، ويشتاق المحب لحبيبه ـ ويشير إسم ليلى كذلك لنشوة الخمر، والسُّكر، وغالبا ما يرتبط الخمر بالليل والسهر. من هنا يحوي الإسم دلالات السهر ونشوة التفكير بالحب والمحبوب، والصراع الداخلي بين الرغبة به والرغبه في نسيانه والنوم. بذلك تصبح ليلى : الجميلة التي تسحر الناظر حباً، حتى يهيم بعشقها ليلاً دون أن يقربه النوم من شدة الوجد. فوجد الشعراء العرب، في اسم "ليلى" إلهاما للتغني بالمعشوقة، لذلك ملأت قصائدهم، فقد يكون اسم الحبيبة "إيمان، أو شيماء، أو سارة أو سوسن.." لكن في الشعر هي "ليلى"، في الغزل هي "ليلى"، في الحب هي "ليلى"، وكلٌ يغني على ليلاه.

أما "لبنى" والتي قد تعني اللبن الحلو المذاق، أو ترتبط أكثر بالغزالة الصغيرة، ف"لبنى" ك: "كهيفاء أشهى من العسل"، لم تختزل بحلاوتها دلالات العشق ك"ليلى". إن ليلى اكتسحت حتى مجال الصوفية، حيث صارت تمثيلا للذات الكلية، لم تعد ليلى هنا حبيبة ملموسة أو متخيَّلة، إنما حالة من العشق مع الكون، يعيش الصوفي حالة وَلَهٍ في ليلته يتأمل في مولاه الذي يسكنه، فيتغنى ب"ليلاه" التي تغمره !

إن "ليلى" رمز في تاريخ وثقافة الأدب العربي، كل من تفتنك هي "ليلى" ، وليست "ليلى" تلك التي أحبّها قيس ـ الذي يختلف الناس في وجوده ! أعاشق حقيقي هو ك"دانتي"، أم تراث شعرٍ عربي، تراث ألّه المرأة، ورفعها رِفعة السماء كأغلى الرغبات. ذلك كان الجانب الجميل في حضارة العرب، رغم المنحى التراجيدي الذي كان يأخذه الحب في المتخيّل. لكنه حب جعل المرأة جميلة بكل المقاييس، جعلها ليلى : "وإنني لفي وصل ليلى ماحُييت لطامع" كما يتغنى بذلك قيس :

"وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ نَغَّصتِ عيشَتي، وَإِن شِئتِ بَعدَ اللَهِ أَنعَمتِ بالِيا..
وَإِنّي إِذا صَلَّيتُ وَجَّهتُ نَحوَها، بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها، كَعودِ الشَجى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمُها، وَشابَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا.."



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هي العورة ؟
- بعضٌ من الحب.. كما رآه الفلاسفة والنفسيون
- تاريخ اغتصاب
- ليست لدينا امرأة.. لدينا رُمّانة !
- أن تكون أنثى في المجتمع الحقير
- ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي ...
- إستطيقا القبح : كل ما هو قبيح يمكن أن يكون جميلا
- وهم المعرفة عند العرب
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة
- كيف يقوم أبرز العلماء بفك أعظم ألغاز الحياة ؟
- علم نفس الفيسبوك
- الطبيعة الإلحادية للإله
- الهلاوس، الجنون، وألاعيب العقل البشري
- الكذب والنفاق هما أكثر السلوكات ممارسة في العالم


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟