أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد جاسم الساعدي - من هنا نبدأ














المزيد.....

من هنا نبدأ


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 01:31
المحور: حقوق الانسان
    


من هنا نبدأ ...من مراكز الشرطة المحلية
العراق اليوم بحاجة إلى قيادات مدنية وأمنية وعسكرية واجتماعية ,تعتمد على التنسيق والحوار واستراتيجيات العمل المشترك , للاشتغال الحازم لتفكيك عناصر الأزمات المحلية ومنها بالتأكيد الدخول إلى صلب العمق الاجتماعي في المعاملات والاتصالات ومراجعات المواطنين لمراكز الشرطة في بغداد والمحافظات ,لقد شاءت الظروف والدعاوى الكيدية والافتراءات والقسم بالقران زورا, إن اطلع عن كثب على العلاقات غير المتوازنة بين المواطنين والغالبية العظمى في مراتب الشرطة المحلية على الرغم من وجود أفراد استخبارات وامن ومكاتب شؤون المواطنين في مراكز الشرطة نفسها.
تعتري المواطن الكآبة والقلق إذا ما فرضت عليه المراجعة بخاصة عند الاستدعاء والاستقدام أو تقديم شكوى وما إلى ذلك.
بدأت مراجعاتي إلى مراكز الشرطة بصحبة أحد الأصدقاء لتثبيت مكان منظمته في مقر جمعية الثقافة للجميع , فكانت فرصة نادرة ,استمع برهافة حس لا مثيل له لأكثر من ساعة انتظار , أساليب حوارهم ولغتهم والعلاقات بين أفراد الشرطة ,يخرج الحال تماما عن الثقافة المجتمعية وثقافة الانتماء والمواطنة وبناء الثقة وحقوق الإنسان...
استقبلنا ضابط المركز بارتياح مما شجعني لأقدم له اقتراحا مباشرا ,بإمكان تنظيم حملة تثقيفية وتوعية بحسب برنامج عن العلاقة بين الشرطة المحلية والمواطنين .ضحك الضابط وأبدى استغرابه للاقتراح كان الحال غير قابل للإصلاح والتغيير ,قدمت له في اليوم التالي كتاب انجازات جمعية الثقافة للجميع مع الشرطة المحلية في الزعفرانية والبياع وابودشير وأحياء 9 نيسان وانجازات ثقافية أخرى وتأهيل الشباب ودورات محو الأمية التي بلغنا فيها باعتزاز تقديم الفائدة المباشرة لأكثر من نصف مليون مواطن.
مراكز الشرطة العراقية بحاجة ملحة إلى استراتيجيات ثقافية بالتعاون مع وزارة التربية لمعالجة تفشي الأمية ووزارة الثقافة وحقوق الإنسان ووزارة الشباب والرياضة ووزارة المرأة والتنسيق مع المنظمات الثقافية المحلية...
ويبدو إن التعاون مع الشرطة المجتمعية ومكاتب المفتش العام ووزارة الداخلية بما لديها من خبراء ومحللين وأكاديميين تعد الخطوة الأولى للانتقال إلى شرطة وطنية مشبعة بالانتماء وثقافة حقوق المواطن والإنسان من دون استعلاء واستقواء وفساد مالي لا يطاق,
يعطيك السلوك العام للشرطة في مراكزهم حجم التراكمات الثقيلة لعقود طويلة من دون التفكير بوضع خطط واستراتيجيات لزحزحة ذلك السلوك الذي ينم عن الشعور بالتفوق على الآخر والتحكم به وتقييد حريته ,ويؤشر لا على "المدنية" والسلوك الثقافي وبناء الثقة بل يسهم ذلك كله في تزايد غضب المواطن وقلقه وعدم سروره أبدا بزيارة مراكز الشرطة , ومنهم "المحامون" أيضا الذين يرفعون أجور محاماتهم إلى الضعف تحسبا لما يفترض أن يقدموه هنا وهناك...
لا ينظر إلى مراكز الشرطة في العلاقات الخارجية فحسب بل إلى "المواقف" المكتظة عادة بالموقوفين وعدم توافر الشروط الصحية والغذائية , وانعدام دور تلك المنظمات الحقوقية والإنسانية والوطنية وعدم وجود فسحة أو فضاء للحركة كما كان سائدا من قبل .
المواطنة الحقيقية تبدأ من الاعتراف بحق المواطن وتطبيق مبادئ الدستور وحقوق الإنسان ورفع كل أشكال القهر ولا يضم الذي لحق بالمواطن ,وتلك المبادئ الأولية في بناء الإنسان والثقة ومواجهة عناصر الإرهاب والعنف والخراب وعصابات "داعش" الوحشية.
وان انس فلا يمكن أن انسى ذلك الشاب الذي يبلغ الثالثة والعشرين من عمره وقد طاف في مراكز الشرطة في بغداد وعدد من المحافظات لوجود "تشابه" في الاسم مع الفارق الكبير بين عمره وعمر " المطلوب" للقضاء, شاب أمي لا يحسن القراءة والكتابة ولكنه يتحدث باسلوب الكبار يسألني غاضبا "هل تعتقدون كل هذا الذي أعاني منه في المعتقلات وأنا برئ أن انضم يوما ما إلى قتال داعش الإرهابية ؟ لا لا أبدا..
وزارة الداخلية ووزارة العدل وحقوق الإنسان والأمانة العامة لمجلس الوزراء مدعوون حقا لإنصاف "الموقوفين" ورفع كل أشكال "الغبن" والتجاوز عليهم , وتعويضهم والعمل لتحريرهم من قانون العفو العام هؤلاء الذين لا يشكلون أي خطر على العراق.
لنبدأ من هنا من تلك الحشود في مراكز الشرطة وإعادة ترتيب الأولويات في الثقافة والتدريب ومحو الأمية ونشر ثقافة حقوق المواطنة والإنسان ومكافحة الفساد بكل إشكاله الذي أصبح وصمة عار مخلة بتاريخ العراق وتقدمه ومواجهة التحديات الإرهابية والنظر بإصدار قانون العفو العام...




د.عبد جاسم الساعدي
رئيس جمعية الثقافة للجميع
13 حزيران 2015



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمية في العراق ... الواقع وإمكانات التغيير
- البيئة المدرسية : عامل طرد ام استيعاب؟
- اتحاد الأدباء والكتاب في العراق والانتخابات القادمة
- مقدمة كتاب -العنف السياسي في السرد القصصي العراقي-
- بيان تجمع - لنبتكر حلاً -
- الإضراب
- جمعة اللامي... حزمة عراقية ممتلئة
- -الحلم-
- الى الرأي العام العراقي / منظمات وأفراداً
- الحركة العمالية والنقابية في العراق / قراءة في امكانات التغي ...
- الطريق الى الاربعاء نيثراثن
- الطريق الى الشورجة
- 8 شباط في بنية السرد العراقي
- ((آخر الملائكة)) لفاضل العزاوي
- تشكيل الصورة في قصص -خريف البلدة-*
- كواغد عراقية
- الطريق إلى الباوية!
- الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !
- حرائق
- ملتقى الخميس يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي


المزيد.....




- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد جاسم الساعدي - من هنا نبدأ