أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا احمد الملاخ - الإسفاف الدرامي ..دراما رمضان نموذجا














المزيد.....

الإسفاف الدرامي ..دراما رمضان نموذجا


هويدا احمد الملاخ

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


لاشك بان شهر رمضان الكريم موسم للعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، وتنقية النفس من الذنوب والآثام ، ففي الشهر الكريم نفحة ربانية من رب العباد للعباد ، حيث تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وينادى رب العباد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر !! من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه من فطر فيه صائما كان له من الأجر مثل أجر الصائم، كل هذه الصفات التي في رمضان والتي تميزه عن باقي الشهور القمرية .

رغم ذلك غابت تلك النفحات الربانية عن أذهان بعض المصريين فقد ترى البعض منهم ينظر إلى شهر رمضان بأنة سباق للمسلسلات والإسفاف الفني مبتذل !!! الذي يطل علينا كل عام من خلال الإعلام المصري الغير هادف والذي أضر بالذوق العام أكثر مما أفاده !! إضافة ذلك انتشار البروموهات" الخاصة بها فى كل مكان وزمان ! كنوع من الترويج لذلك الفن المبتذل ، كما تشهدت بورصة الدراما الرمضانية كل عام ارتفاعا ملحوظا في أجور النجوم !! حيث تخطت الأجور خانة الأصفار الستة !! ماذا لو استثمرت تلك الأموال الطائلة فى العلم والبحث والفن الجيد ومن ثم خدمة المجتمع للحاق بركب البلاد المتقدمة !!!

ان الدراما كما عرفها أرسطو هي فن التعبير عن الأفكار الخاصة بالحياة ، في صورة تجعل هذا التعبير ، ممكن الإيضاح ، بواسطة ممثلين ، وباختصار" تحاكى الدراما الفعل الانسانى " وهو تعريف ظل يستخدم بشكل مستمر ، لذلك نجد المسلسل التلفزيوَِِني يحظَِى باهتمام بالغ من المشاهدين ويؤثر تأثيرا كبيرا في عقولهم ووجدانهم وسلوكهم ، بما يتضمن من امتداد زمنى ، وعناصر من التشويق والتمثيل والإخراج ، تغرى بالمتابعة.

إن هدف الدراما الحقيقي هو تكوين رؤى صائب في واقعة من الوقائع ، أو معالجة مشكلة من المشكلات ، أو تجسيد صورة تاريخية لحقبة زمنية من حقب التاريخ ، لان الدراما التاريخية هي العامل الأكثر تأثيرا في تشكيل الوعي العام بالتاريخ أكثر من كتابات المؤرخين وربما أكثر من كتب التاريخ المدرسية ، فالمعرفة العامة بقائمة طويلة من الشخصيات والأحداث التاريخية التي تتسم بالصدق ، لها تاثير دورا كبيرا فى الارتقاء بالمجتمع والحرص على تقديم ما هو هادف ويعود بشكل إيجابى على مصلحة الفرد والمجتمع ، فإذا خلت الدراما من هذه العملية لم تصبح دارما بالمعنى الصحيح ، بل هي نوع أخر ، يعد تضليلا للجمهور أو مؤامرة سوداء ضد هذا الجمهور !

ومما يؤلمنا في كثير من الأحيان أن بعض شخصيات الدراما أصبحت القدوة للشباب فى الكلام والملبس والمشرب والحركات البذيئة ، احتوائها علي كلمات وإيحاءات غير أخلاقيه للذوق المصري العام ، ومن المؤسف إن تلك الموجة اقتحمت بيوت الناس بصورة غير مسبوقة من مشاهد أو كلمات‮-;- خارجة‮-;- وخادشة للحياء و غير مبررة الوجود ، ولا يوجد صوت راق أو فكرة قيمة نلتف حولها الناس ، وبالنسبة للمسلسلات التاريخية فهى ملئ بالأخطاء التاريخية الشنيعة !!!
كما أنّ بعض الأفلام السينمائية والتليفزيونية تلقّن المشاهدين ضرباً من الأخلاقيات هي في نهاية المطاف لا أخلاقية ! وما أعنيه أن المقدسات تداس تحت الأقدام وأبطال وبطلات الأفلام يسيرون على نمط حياتي طابعه العبثية والإباحية وكأنه لم يعد في عالمنا خير أو شرّ، حلال أو حرام !

من المعروف إن السينما التليفزيون لا يصنعها فرد ، لأنها صناعة تحكمها فوانيين السوق ، وان أية محاولات لتطويرها ستظل محاولات قاصرة ، ما لم تجد من يدعمها على المستوى الرسمي ، أو المؤسسات أو المجتمع ، ولن نستطيع أن تقف في وجه الطوفان المرعب من الأفلام والمسلسلات التجارية التي أصبحت سلعة عالمية تخضع للمساومة ، ومنطق العرض والطلب ، وهذا الوضع يتطلب إيجاد مؤسسة حكومية بدعم من المجتمع المدني متماسكة البينان تدعم هذا التيار الجاد والهادف للارتقاء بالفن الجيد ، ويترجم الأقوال إلى أفعال ويضم سينمائيين نقاد ورجال أعمال ، تقوم تلك المؤسسة بضبط إيقاع الفن و تقدم صورة مشرقة لمصر ، وان تكون هناك عقوبات رادعة لاى عمل فني يخرج على قيم المجتمع ، يعتمد على العرى والمخدرات والبلطجة والعنف والرقص والتي تؤثر على المجتمع بشكل مباشر! وللثورة ضد الفساد في مجال الإبداع الفني والعودة بالفن إلى العالمية، لأن الفن الراقي هو الحضارة !

ختاما ربما لا تستطيع أي دولة في العالم أن تمنع الفن الرديء بشكل كامل ، لكنها تملك أن تهيئ المناخ لصناعة الفن الجيد !




#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي العلاقي كنز مدفون بأسوان
- مناجم الذهب في أسوان ..إلى أين ؟ ج1
- نحن والتاريخ
- أسوان جسر التواصل مع أفريقيا
- أهم المحميات الطبيعية في أسوان
- التنمية الاقتصادية في أسوان .. ادفو نموذجا
- التراث العراقي .. وهمجية عبدة الشيطان
- رمز الصداقة المصرية السوفيتية في أسوان
- تراث أسوان.. ورحلة الصمود
- الجيش المصري وباب المندب
- التحدي الأكبر للقارة الأوروبية
- اليمن السعيد الى اين ؟


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا احمد الملاخ - الإسفاف الدرامي ..دراما رمضان نموذجا