أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ساسة شيعة العراق...ازمة تحديد الاولويات !














المزيد.....

ساسة شيعة العراق...ازمة تحديد الاولويات !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد يجمع خبراء التنمية البشرية وكبار المختصين في هذا العلم على ان من بين اهم المبادئ الاساسية التي تقود للنجاح والفاعلية الايجابية والوصول الى الاهداف المطلوبة هو ترتيب الاولويات وتقديم الاهم ثم المهم من خلال طرح رؤية واضحة المعالم حول الاجراءات التي تُتبع في سياق ما من اجل نيل وتحقيق الغاية.
ولامراء في ان التشيع السياسي في العراق، متمثلا في قادته واحزابه وتياراته الدينية والعلمانية، واقع في اسر جهل او تجاهل تحديد اولوياته في هذه المرحلة المهمة من حياة العراق السياسية بشكل عام والتشيع السياسي بشكل خاص، اذ يخوض لاول مرة منذ مئات السنين تجربة الحكم وسط بيئة جغرافية وسياسية عربية تنظر شزرا لهم وتتوجس منهم خيفة وتحاول، من غير ادنى شك ، الى افشالها وتعطيل عجلة تقدمها نحو تحقيق اهدافها.
وعلى الرغم من ادراك جل ساسة الشيعة لما يُحاك ضدهم من خطط تستهدف تجربتهم السياسية ، الا انهم لم يكونوا بمستوى المسؤولية ولم يقفوا قليلا امام ذاتهم ويراجعوا متبنياتهم ويـتأملوا في حقيقة ما انجزوه وما قاموا به لحد الان في هذا الظرف العصيب، بل الامر اكثر قتامة من عدم وعي قادة الشيعة بمقتضيات المرحلة الحالية، فتجدهم بلا خطط واضحة واقعية للخروج من هذا النفق المظلم ولم يتفقوا اصلا وهم يقودون البلاد على مسار موحد من اجل الدخول فيه ومواجهة التحديات بيد ضاربة واحدة.
وبوسع المرء ان يرى بوضوح عدم قدرة التشيع السياسي في العراق على تحديد اولوياته وتعيين ماهو المطلوب منه في اللحظة الراهنة من خلال اشغال انفسهم بمعارك جانبية غير جوهرية تبعدنا عن التركيز على المشكلة او الازمة الحقيقية وتساهم في تشتيت الجهدة وبعثرة العمل وفوضويته، وهو ماتظهر بشكل جلي في عديد المشكلات والازمات التي يتعرض لها الحكم " الشيعي " في العراق.
تتجلى احدى مظاهر هذه الخلافات في القضية التي اثيرت قبل ايام حول تسمية العمليات العسسكرية التي تُشن ضد تنظيم داعش، حيث اعلنت بعض الشخصيات التي تتحدث باسم "الحشد الشعبي"، الثلاثاء ، المصادف 26 آيار 2015، أن العمليات التي ستستكمل تحرير جميع المناطق، من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي سيطلق عليها "لبيك يا حسين".
وبعد عدة ساعات من الخبر الذي انتشر وعلى نحو سريع جدا، اعلنت قيادة العمليات المشتركة عن اطلاق تسمية " لبيك ياعراق " على عمليات تحرير الانبار، وبشكل اثار نوعا من الجدل بين الشيعة على مستوى قياداته من جهة وقواعده الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة اخرى التي وجدتها ، كعادته الجاهلين فيها، مادة لتعميق الخلافات واثارة الصراعات ووسيلة لزيادة جرعات الشتائم والتخوين، ومنحت فرصة جديدة، لكل اسف للمتصيدين، لكي يمارسوا حقدهم وامراضهم النفسية !.
ومع ان التسمية اصلا لم يتم تغييرها كما زعم بعضهم، بل ان التسمية اصلا جاءت من قبل العمليات المشتركة على هذا النحو، لكن ومع هذا... فان ماحدث من جدل وسجالات حول التسمية يدل بوضوح على انقسام حاد بين التيارات والاحزاب الشيعية التي تتصدر الحكم في العراق.
لاشك ان محاولة تبسيط مشكلة التسمية والاختلاف حولها يعتبر هروبا من المشكلة التي تقف ورائها والتي تجسد حقيقة الخلاف الشيعي وتكشف عن عمق الصراعات بين هذه الفصائل والاحزاب الشيعية التي لدى كل منها ممثل في الحكومة ، سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية ، وليس من بينها احد يجلس في مقعد المعارضة السياسية او حتى يكن العداء للسلطة والتجربة السياسية في العراق، وهو مايمكن ان يُعد امرا مستهجنا وغريبا في العرف السياسي والتقاليد الديمقراطية.
من هنا اجد ان الخلاف حول التسمية، مع ايماني بعدم قيمته في حد ذاته ، الا انه يمثل نقطة ضعف كبرى في الاداء السياسي الشيعي، ارسلت رسائل واضحة للعدو بان من نخوض معهم الحرب على غير وفاق وتنقصهم الوحدة والتماسك، مع ان المعركة مع تنظيم داعش ومواجهته تقتضي من الجميع الوعي بحقيقة وضرورة التوحد والوقوف سوية والظهور بمظهر الفريق الواحد المنسجم وازاحة الخلافات والاشكاليات جانبا حتى يتم القضاء على الخطر الذي يمثله هذا التنظيم.
وعلى ساسة العراق الشيعة ان يدركوا انهم الان في مرحلة فاصلة وحاسمة من حياتهم السياسية ووجودهم ووجود ناسهم واهلهم ايضا، فداعش لاتسعى للاستيلاء على العراق وحكمه فحسب، بل تريد قتل جميع الشيعة في العراق وفي العالم ايضا !!! كما قال ذلك بصراحة احد المسلحين القادمين من المانيا للصحفي الالماني يورغن تودنهوفر حينما التقى به في الموصل بعد السماح للاخير بالدخول للاماكن التي تيسيطر عليها تنظيم داعش ومشاهدة مايجري فيها.
من هنا فالاولوية يجب ان تتجه بالنسبة للشيعة نحو توحيد رؤيتهم وتركيزها على مواجهة داعش والتعامل معهم بعقلية وحكمة وطرائق سياسية بعيدا عن التخندق الطائفي والتوجهات السياسية والمسبقات الفكرية التي يمكن ان تشتت جهد المعركة وتؤدي الى نتيجة سلبية ، وعلى بعض الساسة ان يتركوا المراهقة السياسية، بكل دلالاتها وما تتضمنه من معاني، ويجب عليهم التعامل مع هذه الحرب وهذا العدو على اساس برغماتي سياسي ذكي يجمع بين المهنية العسكرية والتحضير الصحيح والامثل للحرب مع الايمان بجدوى هذه الحرب واولويتها على كل هدف او غاية اخرى.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيعة العراق...والاسئلة المكبوتة !
- الحشد...داعش...مقاربة هادئة على طاولة الموضوعية !
- الساهر يغني لاميرة اماراتية بدلا من العراق !
- أوهام التلازم بين الاخلاق والصحافة !
- خطأ - داعشي- لفضائية العراقية !
- ثقافة الفوتوشوب...غياب الوعي أم تزييفه ؟
- فريد زكريا...مغالطات تحليلية وأخطاء معرفية بحق العراق
- أمل عراقي جديد ...
- المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !
- اين المطالب الشيعية في الحكومة القادمة ؟
- مشكلة التمثيل السني في الحكومة القادمة !
- تصورات لمعالم رحلات داعش السياحية !
- مطلوب محلل سياسي للايجار !
- غلطة داعش الثانية !
- المقبولية أم لغة الارقام ؟
- ماهو نوع شخصيتك في الفيسبوك ؟
- مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !
- ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !
- نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
- البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. العثور على ضعف ما أبُلغ عنه من عدد حيوان ...
- جان نويل بارو يزور كييف بعد وابل من القصف الروسي
- سرعتها تفوق 700 كيلومتر في الساعة..كييف تعثر على حُطام المُس ...
- إيران تكشف عن موعد ومكان محادثاتها مع -الترويكا- الأوروبية.. ...
- ترقب بشأن تطور هجوم برشلونة بعد التحاق النجم الانجليزي راشفو ...
- استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الأوروبية في إسطن ...
- عشائر بدو سوريا.. جذور عميقة في التاريخ وامتداد في الجغرافيا ...
- السجن ثلاث سنوات لطالب في كوت ديفوار بتهمة الإساءة للرئيس
- المحتوى المضلل يجد طريقه إلى -شات جي بي تي- بفضل المحتالين
- ما المواد -المتطرفة- التي أقرت روسيا تغريم الباحثين عنها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - ساسة شيعة العراق...ازمة تحديد الاولويات !