أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !














المزيد.....

المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتعذر في كثير من الاحيان، في ظل الاجواء المشحونة طائفيا، أطلاق صفة معينة على مكون كبير من مكونات مجتمع ما من غير ان يتعرض الوصف المُقدم وصاحبه لنقد واعتراض، اذ سيكون الوصف مؤطرا بالأبعاد الطائفية ومشحون بالعواطف ومُتهماً بالابتعاد عن الحقيقة الخالصة وعدم القدرة على اعطاء وصف حقيقي للمكون مهما حاول من اطلق الصفة اظهار الموضوعية في بحثه وابداء النزاهة في تحليله والوقوف على الحياد في تشخصيه .
ومن بين اهم الصفات الذي تم تسويقها بعد سقوط نظام صدام عام2003 هي سمة " التهميش " ووصف " المهمشون " على المكون السني في العراق، فبدأت الكثير من الكتل السياسية، وخصوصا ذات التوجه الديني السني، تحت اغراض اعلامية وسياسية بحتة ، بالحديث عن هذا الامر ومحاولة اقناع الاطراف الاقليمية والدولية بانهم مهمشون، وان المجتمع السني في العراق مجتمع مستبعد سياسيا معزول اجتماعيا غير محظي بامتيازات المواطن في العراق.
بكل تأكيد ان الكلام والضجة المفتعلة حول التهميش تعني ان من يقع عليه هذا الوصف سوف لن يتمتع بسمات المواطنة الحقيقية، ويبقى موطن من الدرجة الثانية ، مهمل، مجهول، يعيش على هامش الحياة بمعانيها المختلفة ،وبالتالي، لايشعر انه ينتمي الى هذا الوطن او ان هذه الحكومة تمثله وتجسد مطامحه.
ولذا فخطر التهميش يتعدى بعده الاجتماعي الافقي الى بعد آخر سياسي حينما يشعر المهمش ويقتنع، بـتأثير الحملات الاعلامية ذات البعد السياسي، انه بعيد عن اهتمامات الدولة وغير معنية به ولا موضوع في حساباتها من ناحية النظر في متطلباته وحاجياته ومايريد ان يتحقق له من حقوق يطالب بها كمواطن ازاء الواجب الذي من المفترض ان يقدمه لوطنه وبلده الذي يعيش فيه.
محاكمة منطقية بسيطة للطرح المقدم أعلاه سوف نكتشف ضعف مبناه وهزالة مضمون من يقول به، لأن زعم المواطن السني أنه يعيش التهميش بــ" المعنى الحقيقي للكلمة " سوف يدعونا للتفكير في معنى آخر للتهميش قد يختلف عن المعنى الحقيقي الاصيل للمفردة.
فاطلاع بسيط على مستوى الخدمات المقدم من الحكومة في المحافظات الشيعية سوف يكشف معنى آخر للتهميش، وتتضح الحقيقة التي ستوصلنا الى نتيجة مفادها ان الشيعي ، بالمعنى الذي وصف به السني نفسه ، ايضا مهمش ! ، فالمواطن البصري الذي تزود محافظته العراق باكثر من نصف صادراته النفطية لايزال يعيش في ظل تردي خدماتي واضح يجعل اطلاق وصف مهمش عليه سهل جدا وابسط من اطلاقها على الكثير من مكونات الشعب العراقي الاخرى .
من وجهة نظري ان هنالك فعلا سنة مهمشين في العراق، وقع عليهم ظلم كبير من قبل السنة ، بل وحتى اجهزة الاعلام الرسمية، ولكنهم ليسوا هؤلاء الذين يتسنمون المناصب الحكومية ويتمتعون بامتيازات كبيرة على كافة المستويات، كما أنهم ليسوا هؤلاء الذين ركبوا موجة التظاهرات وضحكوا على الناس وهربوا بعد ذلك الى تركيا ودول الخليج بعد افتضاح امرهم وانكشاف حقيقتهم ومساوماتهم على حقوق "السنة" في العراق ... وانما ينطبق وصف التهميش، بالنسبة للسنة، على فئتين منهم ممن يعيشيون في المحافظات والمناطق السنية حصرا ، وهما:
الأول: السنة الذين تم احتلال محافظاتهم من قبل عصابات داعش من غير ان يستطيعوا ان يدافعوا عنها او يقفوا بوجه تلك العصابات الهمجية لعدة أسباب لعل اهمها عدم امتلاكم القوة الكافية لمواجهتهم والدفاع عن مدنهم، فارتضوا بموقف السكوت مع عدم الاشتراك مع تلك العصابات باي نشاط او سلوك .
الثاني: السنة الذين يقاتلون الان داعش ويقدمون ارواحهم ودمائهم رخيصة من اجل استعادة الارض والدفاع عن العرض والاموال ، وتراهم في ساحات الوغى مع القوات المسلحة وابناء الحشد الشعبي يقارعون تلك القوى الظلامية التي جاءت من اقاصي الارض لاحتلال العراق.
هذه الفئتين من سنة العراق هم المهمشين، وهم المستبعدين عن المشهد ... هم من نساهم الجميع ولم يتذكرهم احد ممن يتحدث عن التهميش ويصرخ ليل ونهار ويقود التظاهرات والتحريض ثم بعد ذلك هرب خارج العراق وترك اهل السنة ممن حرضهم بين ايادي داعش ممن سيطر على مناطقهم واذاقهم الويل والعذاب.
نحن بحاجة ماسة لأعادة تعريف التهميش وصياغة مفاهيم ومضمونات جديدة حوله تحدد وتميز بين من هو المهمش الحقيقي في العراق، من أجل النظر لحقيقة مطالبه والاستجابه لها باعتباره حقا من حقوقه وبين من يزعم التهميش وهو يصول ويجول في خيرات الدولة ويتمتع بامتيازات هائلة يفتقر لعشرها المواطن السني والشيعي على حد سواء.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين المطالب الشيعية في الحكومة القادمة ؟
- مشكلة التمثيل السني في الحكومة القادمة !
- تصورات لمعالم رحلات داعش السياحية !
- مطلوب محلل سياسي للايجار !
- غلطة داعش الثانية !
- المقبولية أم لغة الارقام ؟
- ماهو نوع شخصيتك في الفيسبوك ؟
- مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !
- ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !
- نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
- البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !
- الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
- الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !
- صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
- العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
- نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
- لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...
- تحقيق في البنتاغون بشأن مشاركة وزير الدفاع أسرار ضرب الحوثي ...
- إسرائيل تعلن شن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.. ونتنياهو يع ...
- ما حاجة الكوريين إلى المشاركة في عملية روسيا العسكرية الخاصة ...
- لماذا يرفض زيلينسكي وقف إطلاق النار في عيد النصر؟
- الجيش الإسرائيلي يغير قرب القصر الرئاسي في دمشق ونتنياهو يوج ...
- طبيبة: الجلد -الرخامي- قد يكون أحد أعراض ورم الغدة الكظرية
- اكتشاف -إلهة الفجر- مخفية على أعتاب درب التبانة!
- هل أوكرانيا جاهزة لإجراء الانتخابات؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !