أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !















المزيد.....

البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع الدول العربية وشعوبها لحد الان التخلص من العقدة الطائفية المستأصلة في نفوسهم منذ عشرات السنين، ولم يختف لدى غالبية شعوب هذا المنطقة من العالم ذلك الحنين، الشعوري احيانا واللاشعوري احيانا اخرى ، للمرحلة السياسية التي سبقت عام 2003 حينما كان نظام صدام القمعي يحكم العراق وشعبه بالحديد والنار.
الاخبار هذه المرة جاءتنا بخبر اقامة جامعة البحرين الرسمية الخميس 13-3-2014 ،" حفلاً يمجد الرئيس المخلوع صدام حسين" في قاعة الشيخ عبدالعزيز، بواسطة طلاب جامعة البحرين، ومعظمهم من انصار " البعث العراقي الذين تم تجنيسهم في البحرين لأسباب سياسية معروفة"، حيث تم في الاحتفال عرض فيلم يُظهر مسيرة صدام وصوره التي لاقت لدى عرضها في القاعة " تصفيقا حارا " من قبل اخواننا العراقيين والعرب !.
الاحتفال الذي جاء تحت عنوان "صدام حسين شهيد وقائد عظيم" احدث ردود افعال كثيرة ومستنكرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وخصوصا تويتر، من قبل الكويتيين الذين انتقدوا بشراسة تمجيد هذا الطاغية الذي جلب الويلات والدمار على منطقة الخليج عموما والكويت خصوصا فضلا عن تاريخه غير المشرف مع شعبه العراقي الذي اذاقه شتى انواع الظلم والاضطهاد.
وبعد الحملة التي مازالت مشتعلة لحد الان بين الجمهور وردود الافعال الرافضة لهذه السلوك الشائن من قبل صحف كويتية وكتاب واعلاميين ونشطاء رقميين، حاول وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة اطفاء حرائق النقد والغضب ضد بلده، فكتب، عبر حسابه الخاص على تويتر، مساء الخميس، إن "صدام ليس منا.. ومن يمجّده فليس منا.. صدام قتل أهلنا واستباح أرضنا في الكويت.. ما هذه إلا إسقاطات الطائفية"، مضيفا " وأضاف "ذاكرة البعض لا تتعدى عشاء البارحة، صدام احتل الكويت وقصف الرياض والدمام والبحرين بمئات الصواريخ.. نحن لا نمجد هذه الأشكال".
الوزير" العبقري" لم ينظر لصدام الا من خلال جرائمه في الكويت والرياض والبحرين ! فقد تناسى حفلات " صدام " الدامية ضد شعبه طيلة سنوات حكمه ولم يتطرق الى هذا الامر، وربما لايؤمن بها في قراره نفسه!.. بل ياليته سكت عند هذا التصريح " الناقض" لحقائق كثيرة تتعلق بالعراق ولم يتقيء بعد ذلك...اذ اضاف الوزير البحريني في نفس التغريدة " أن ما فعله صدام لم يكن حماقة، بل جريمة "جعلت العراق لإيران ليومنا هذا، ولا يفتخر به إلا الضعوف".
فالشيخ خالد لايرى جريرة لدى صدام، بعد اعتدائه على دول الخليج سالفة الذكر، الا ان عاقبة افعاله ادت الى تسليم العراق الى ايران ! وهي النغمة الكريهة المستهلكة التي يكررها الكثير من المسؤولين العرب ممن ينظرون الى العراق عبر موشور طائفي وتجد في تصريحاتهم" اسقاطات طائفية " ترتدي ثيابا سياسية " منمقة " في ظاهرها لكنها تحمل كل قذارات النفس البشرية في دواخلها.
ويطرح المحللون والمراقبون لمجريات ماحدث من تمجيد لصدام في هذا الوقت بالذات قضيتين مهمتين تأتي في سياق هذا الحدث.
الاولى: انها تشير الى تنامي النفوذ البعثي في البحرين، اذ وجد الكثير من البعثيين والموالين لنظام صدام وعوائلهم الملاذ الآمن لهم في البحرين، والاخيرة منحت الجنسية للعديد منهم لاسباب سياسية وطائفية لاتخفى على كل من يعرف نظام البحرين وسياستها تجاه هذه القضية بل ان العديد من السياسيين البحرينيين لايخفي حبه للبعث ، كما نجد هذا النموذج في شخصية الناطقة الرسمية باسم البحرين وزيرة شؤون الاعلام سميرة رجب التي تصرح علنا بولاءها المطلق لحزب البعث وصدام حسين.
الثانية: انها تأتي في سياق الانشقاق الخليجي والشرخ الذي حدث بين دويلاتهم بعد سحب سفراء البحرين والسعودية والامارات من قطر، اذ رأى موقع "مرآة البحرين" وتحت عنوان "سهام البحرين تطال الكويت بعد قطر وعمان"، ان الحدث "هام أطلقتها مملكة البحرين في جهات ثلاث في ظرف يومين: كل من لم يحذُ وراء السعودية والإمارات والبحرين في سحب سفيره من الدوحة، فهو هدف للاستباحة، فبعد مزاعم وزير داخليتها بتدخل قطر في شئونها الداخلية ، وهجوم مستشار الملك على سلطنة عمان ، ها هي تطلق العنان لمواليها هذا اليوم أيضاً، للتحرّش بدولة الكويت، التي يجري التعويل عليها خليجياً للقيام بوساطة توقف تمدد الأزمة المتفاقمة".
وسواء كانت الاحتفال مدفوعا بهذا السبب او ذاك فان النتيجة واحدة...وهي أستخفاف عربي جديد بمشاعر ملايين الناس من ضحايا نظام صدام، وهو تصرف" استفزازي" مدروس من الجهات المنظمة له والتي تقف ورائها من مظلات سياسية او طائفية، ولن ينفع تبرير وزير خارجيتها ولا حتى جامعة البحرين التي اصدرت بيان اكدت فيه "أن ما عرض في مهرجان الجاليات نشاط طلابي بحت وليس صادر عن إدارة الجامعة".
هذا التبرير فاضح وغير مقنع ، فالجميع يعلم بان نشاطات الطلبة في اي جامعة من جامعات العالم العربي عموما والخليجي خصوصا التي تحكمها انظمة سياسية بالية لاتتم الا بعد الحصول على عشرات الموافقات الامنية ويتم الاطلاع على كل مضمونات الاحتفال وحتى" الملابس الداخلية لمنظمي النشاط "، ولذا من غير المعقول ولا المنطقي ابدا ان يزعم احد ان الجهات المشرفة على الاحتفال لم تتطلع على مضمون الفلم ومحتواه !.
زيادة البغضاء والكراهية وتعميق الشرخ الطائفي بين البلدان العربية وشعوبها التي تتنفس تطرفا وتعيش اصلا في اجواء متشنجة تتصاعد فيها الخطابات الطائفية في وسائل الاعلام كالهواء المحيط بنا.... هي الثمرة الحقيقية والمباشرة لكل حدث من هذا النوع تقف ورائه اجندات خبيثة وايادي متسخة بالطائفية لانستبعد انها متورطة فعلا في جرائم حقيقية وليست على مستوى التحريض واثارة العنف والكراهية كما جاء في هذا الاحتفال.
الاعلام العراقي مطالب بموقف ادانة صريحة واستنكار شديد لمثل هذا الاستفزاز الواضح من قبل جامعة البحرين الرسمية ناهيك عما جاء في تغريدة وزير خارجية البحرين التي تخلو من الحكمة والدبلوماسية، كي يدرك هؤلاء ان مايقومون به لن يعود بالفائدة على احد ولن يخدم ما يمكن ان يطلق عليه " الوحدة العربية" و " المصير العربي المشترك " التي اصبحت حبرا على ورق ووهما كبيرا منذ سنوات عديدة ، وهاهي هي الان تصبح اضحوكة ومثار للسخرية لدى " الضحية " الذي يجد اخيه " العربي"، وبلا ادنى ضمير واخلاق، يمجد طاغيته ومن اذاق بلده العذاب اكثر من ثلاث قرون.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
- الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !
- صحيفة الشرق الاوسط...لقد بلغ السيل الزبى !
- العرب والخوف من زيارة المالكي لواشنطن !
- نواب يغشون..فكيف يحاربون الفساد!
- لماذا لم يستقل عراقي من قناة الجزيرة ؟
- عار اعلامي جديد ...آنيا ليوسكا !
- 6 فوراق بين عراق 2003 وسوريا 2013
- التصريح بالولاية الثالثة...أولوية سياسية خاطئة
- ائتلاف دولة القانون...خسارة الربح !
- التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب
- القُبلات لا تحل ازمات العراق !
- أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
- مقالات بحثية / الجزء الحادي عشر- التحرش الجنسي بالموظفات
- جنون - وهابي - جديد في بريطانيا !
- سوريا...الحرب الوهابية- الشيعية الجديدة !
- مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الح ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !