أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - القُبلات لا تحل ازمات العراق !















المزيد.....

القُبلات لا تحل ازمات العراق !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتحت المصالحة، التي تمت بين رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي مع رئيس مجلس النواب السيد اسامة النجيفي برعاية رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، شهية بعض المتفائلين بامكانية ان تتغير الاوضاع السياسية في البلد نحو الافضل وتختفي، أو بمعنى أدق تقل، نسبة احصائيات عدد ضحايا الارهاب في ظل وضع امني متدهور شهد، شهره الخامس، تراجعا كارثيا وصفته وكالة رويترز بانه الاكثر عددا من حيث الضحايا خلال الخمس سنوات السابقة.
اذ أمل الكثير من ابناء الشعب العراقي، تحت سكرة الوهم وغياب التشخيص الحقيقي للمشكلة، ان تقود القبلات والاحضان المتبادلة بين المالكي والنجيفي الى ايقاف مجازر الدم التي تُراق كل يوم في أرض العراق، واخراج هذا الوطن المستباح من ازمته المستعصية التي لم يستطع، مبدأ التوافق والمحاصصة والحكومة التي تشكلت على اساسهما، ان يفك شفرتها السرية !.
اتفهم شخصيا الفرح الغامر الذي اصاب البعض ممن شهد هذا اللقاء او ممن شاهده على التلفاز من ابناء الشعب العراقي، او حتى من المحللين والكتاب ممن يمتلكون، من الناحية النظرية، وعيا سياسيا على مستوى عال، اذ ان العراقيين يعيشون مع ادنى درجات الامل وفي حالة من اليأس التي تكبر دوائره يوميا وينمو كالفطر في نفوس العراقيين، لذا يرون في هكذا مجاملات املا او احتمالية امل يؤدي الى الاستقرار واستتباب الامن في العراق.
هؤلاء المتفائلين والمتحمسين لعقد مثل هكذا لقاءات نسوا بل تناسوا ان ازمة العراق المستعصية لن تُحل او تُفكك من خلال القبلات والاحضان والموائد ومجرد اللقاءات! اذ ان الخلاف بين الزعيمين السياسيين الذي مثلهما في اللقاء " المالكي والنجيفي" هو خلاف جوهري يتجسد في المنهج السياسي المعتمد في كيفية ادارة الدولة وبناء العراق الجديد وليس خلافا عرضيا بسيطا يمكن ان يحل اذا ما قام السيد عمار الحكيم او غيره بجمعهم في لقاء سوية.
هذا من ناحية...ومن ناحية اخرى نعتقد أن منصب كل من هذين الشخصيتين يقتضي ان تكون بينهما مواجهة دائمة، قانونية او دستورية، تستوجبها طبيعة النظام الديمقراطي، لان الاول يمثل راس السلطة التنفيذية في العراق والثاني يمثل قمة هرم السلطة التشريعة التي تراقب اداء الحكومة، لذلك كانت المواجهة والنقد وتبادل الاتهامات وتحميل كل طرف مسؤولية مايجري من اخفاقات هي السمة البارزة في علاقاتهما المتوترة. وهي ، في الواقع، صفة ايجابية ومعلم من معالم الديمقراطية شريطة ان يتفق الجانبان على البرنامج الحكومي والمنهاج الذي تبنى الدولة على اساسه لا ان يختلفا حول بديهيات العمل السياسي والخطوط العامة التي تتشكل منها الدولة العراقية الحديثة، ومبادئ الديمقراطية المعروفة سياسيا.
القبلات ومجرد اللقاءات لاتحل عقدة العراق السياسية والدليل ببساطة انه لم تمض ايام معدومة على اللقاء حتى كشف النجيفي عن احتمال وجود لقاء بينه وبين المالكي، وهذا امر جميل ورائع، لكنه اشترط تحقيق جملة من الامور من أجل المضي بهذا اللقاء، أي ان النجيفي وبعد ، القبلات والاحضان ، قد وضع شروطا للقاء المالكي..
فأين نتائج اللقاء بين المالكي والنجيفي الذي تم في مقر الحكيم ؟
هل كان هذا اللقاء" الحكيمي" ممهدا لكي يقبل النجيفي لقاء المالكي بشروط ؟
هل يحتاج لقاء المالكي لشروط يضعها النجيفي ؟
وماذا لم لو يكن هناك لقاء واحضان بين المالكي والنجيفي في مقر الحكيم ؟ هل سيكون هذا اللقاء الجديد المفترض بين النجيفي والمالكي مستحيلا ؟ ام ان الشروط ستكون كثيرة واختزلها النجيفي بعدد قليل لانه تصالح مع المالكي ؟
مالفائدة من التصالح وها هو النجيفي يشترط جملة من الامور للقاء المالكي ؟
اي عبث سياسي هذا الذي يجري في العراق ؟
واي فوضى عارمة تلك التي تتخبط بها العملية السياسية ؟
بالطبع شروط النجيفي للقاء المالكي لم تُترك من دون رد من قبل جبهة المالكي والحكومة، اذ اكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء السيد علي الموسوي ان هذه الشروط الذي وضعها النجيفي للقاء المالكي " دعاية انتخابية " بل ان الموسوي عاد ليتحدث عن لقاء المالكي والنجيفي في مقر الحكيم واشار الى ان " هذا اللقاء تم بطلب من النجيفي وان المالكي وافق على هذا اللقاء رغبة منه في تهدئة الاوضاع السياسية في البلد"، وهو تصريح يكشف عن حجم الهوة بين الاثنين على الرغم من ان حرارة اللقاء لم تبرد وصداها في الصحف الموالية للحكيم مازال واضحا لحد الان كأنمما تحقق مُنجز عظيم في السياسة العراقية، مع العلم ان اللقاء بين الفرقاء السياسيين أمر طبيعي ولا يحتاج لكل هذا العرس السياسي الوهمي .
الازمة في العراق ليست ازمة اشخاص او افراد او احزاب، فهي لن تحل اذا ما تم استبدال المالكي! ولن تختفي المشكلات اذا استقال النجيفي...لأن الازمة في بلادنا تتعلق بطريقة أدارة الدولة، والاطراف المتنازعة مختلفة سياسيا في كيفية ادارتها، حيث لم تتفق الاطراف على برنامج سياسي موحد يقود الدولة في الفترة الحالية ناهيك عن عدم وجود ثقة بين الاطراف يمكن من خلالها أن تطمأن تلك القوى للاخرى حتى لو اختلفت معها ... وهذا كله قاد الى حالة التشرذم والتأزم السياسي الذي ينعكس لكل اسف على الشارع العراقي.
ولذا اجدني متفاجئا ومندهشا أمام تصريح احد اعضاء ائتلاف المواطن وهو السيد عامر المرشدي الذي قال " إن ابتسامة سماحة السيد عمار الحكيم الدائمة تعيد البسمة والأمل والاشراقه لشعب العراق وكانت ابتسامته التي جمعت المالكي والنجيفي الأمل الكبير في إعادة الهدوء للعملية السياسية في العراق"... فالازمات في العراق والمشكلات التي تعصف بمركبه لاينفع معها ابتسامة سياسي ولا يجدي معها حتى البكاء...ولا اي انفعال انساني آخر.
ماينفعنا في العراق من اجل حل الازمة الحالية في العراق هو وجود رجال دولة، بكل ماتعنيه الكلمة من معاني وابعاد، يمتلكون ضمير وطني حقيقي وقبلها اخلاقي رفيع يسمو فوق كل ترهات الهويات الثانوية والحزبية والاثنية وما ينبني عليها من انتماءات اخرى يستحيل، مع وجودها، بناء دولة قوية متماسكة حديثة قائمة على اساس الاغلبية السياسية وليست مبدأ المشاركة والمحاصصة الذي لم نحصد منه الا وضعا سياسا متهرئا وانهيارا امنيا وفساد كبيرا .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
- مقالات بحثية / الجزء الحادي عشر- التحرش الجنسي بالموظفات
- جنون - وهابي - جديد في بريطانيا !
- سوريا...الحرب الوهابية- الشيعية الجديدة !
- مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الح ...
- موظف حكومي لايحترم الحكومة !
- وحدة العراق...كذبة كبيرة جدا !
- مقالات بحثية- الجزء التاسع/ كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟
- مالذي سنحكي لاطفالنا عن التفجيرات الارهابية ؟
- الوفاة الرسمية للقائمة العراقية
- وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !
- شيعة العراق...سلطة...بلا سيطرة !
- رافع العيساوي ...حسنا فعلت !
- من يحمي فقراء شيعة العراق ؟
- مقالات بحثية / الجزء الثامن- الانسان والهاتف النقال !
- المالكي في المواجهة الاخيرة !
- انهم يحرقون المصاحف !
- عمائم في خدمة السياسة !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - القُبلات لا تحل ازمات العراق !