أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - خطأ - داعشي- لفضائية العراقية !














المزيد.....

خطأ - داعشي- لفضائية العراقية !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 00:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


كلما ترتكب قناة الفضائية العراقية خطأ اعلاميا جديدا سواء كان في صياغاتها اللغوية للاخبار او في تغطياتها الاخبارية وتقاريرها الصحفية او اي نوع من الأخطاء الاخرى التي يعرفها اغلب الاعلاميين في العراق، يطرأ على ذهني الاسئلة الثلاث التالية :
كم من الوقت والمال نحتاج لكي يُمثل العراق" قناة فضائية "مهنية ومحترفة تنقل هموم الشعب العراقي وتدعم مسيرة التوجه الديمقراطي وترتقي لحجم التحدي والاخطار التي تواجه العراق ؟
الا تكفي عشر سنوات من ضخ الاموال الطائلة وفضاء الحرية الممنوح لجميع وسائل الاعلام لخلق فضائية عراقية تلبي الغرض اعلاه ؟
ما هو المانع الحقيقي الذي يحول دون وجود مثل هكذا فضائية ؟
سياق التساؤلات المطروحة اعلاه جاءت بعد ان قامت قناة العراقية ، وعلى نحو يخلو من اي بعد اعلامي مهني أو حتى قيمي اخلاقي، صباح يوم الاربعاء المصادف 4-2-2014 بعرض فيديو لحظات احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة وهو على قيد الحياة من قبل تنظيم داعش في عملية أجمعت وسائل الاعلام الغربية والعربية، على نعتها بالبربرية والوحشية، وتحمل من الاجرام ماتعدت حدود الوصف والخيال.
الشريط الاصلي للعملية البشعة حمل عنوان " شفاء الصدور" واستغرق حوالي 22 دقيقة رُفع الى موقع اليوتيوب من قبل الذراع الإعلامية لتنظيم "داعش" مؤسسة الفرقان، والذي لم يلبث سوى دقائق وقامت إدارة موقع اليوتيوب بحذفه وحذف كل مقاطع الفيديو المختصرة المتعلقة به وذلك لما يتضمنه التسجيل من بشاعة فضلا عن مراعاة مشاعر عائلة الضحية الطيار واحترامها كما هو معروف في عوالم التواصل الاجتماعي التي تقوم بحذف اي منشور " فيديو او صورة" من هذا النوع حالما يتم الابلاغ عنها من قبل مستخدمي هذه المواقع.
وبرغم مخالفة عرض الفيديو لكل قوانين الاعلام القديم والحديث والمعاصر، وبعده عن المعايير الاخلاقية والقيم الانسانية، فقد كان لهذه القناة " العراقية " راي أخر، وموقف مغاير، حيث قامت بعرض مقطع الحرق " البشع" لاكثر من مرة وعلى نحو يبعث على الدهشة والذهول لكل متابع لهذه القناة التي انتهكت كل القوانين المتعلقة بهذا الشأن.
ماذا يعني عرض هذا المقطع ؟
يعني ببساطة ان فضائية العراقية قد امست، بشكل مباشر، يد مؤسسة الفرقان " الداعشية " في حادثة حرق الطيار الاردني، فأكملت ما بدأت مؤسسة الفرقان بعرضه، ومنحتهم فرصة استعراض اجرامهم وايصاله للاخرين، والاكثر من ذلك انها اوصلت، بغباء شديد، رسالة التنظيم الاعلامية التي لم يتوقع، في أحسن احواله، ان هذا الشريط سيتم عرضه على قناة فضائية تعود للدولة التي تحاربها، وبذلك تم مشاهدة الفيديو من قبل عوائل واطفال ونساء، ودخل كل بيت شاهد، لسوء الحظ ، في تلك الصبيحة هذه القناة التي عرضت شريط "مروّع" قامت شركة جوجل بحذفه من موقع اليوتيوب من اجل تفادي الاخطار والتداعيات الناجمة عنه.
يقول لي احد من شاهدوا القناة الفضائية في تلك الصبيحة ان زوجته واطفاله قد تفاجئوا بالفيديو وهو يعرض علنا أمام اطفالهم هذا المنظر المخيف، ولذا عرضهم للصدمة والتعجب وربما الاشمئزاز من هذا المنظر والقتل الخسيس الذي حصل للطيار الاردني والمشهد الدرامي الذي يقطر دما والما وعذابا ، وهو التصرف الذي يحق لكل شخص" تضرر معنويا ونفسيا "منه أن يقيم دعوة قانونية ضد القناة استنكارا لمانشرته من مقطع صادم نفسيا ومخالفا للقيم المهنية والاخلاقية.
ماتم نشره لاكثر من مرة في صبيحة الاربعاء في العراقية دفعني شخصيا الى الشك في وجود اعلامي مهني حقيقي مسؤول في هذا القناة عموما وعن عرض هذا المقطع خصوصا يُدرك فداحة ماتم عرضه على شاشتها ويعي حقيقة وطبيعة ما ارتكبوه ، لاسيما انها تمثل الفضائية " الرسمية " للعراق وما يُعرض فيها لايميزه الكثير عن السلوك الحكومي للدولة العراقية التي قد تتعرض للنقد الشديد والتهجم من قبل من تم الاسائة لهم في هذا الفيديو من قريب او بعيد.
التزام أي وسيلة اعلامية بمعايير المهنية ومبادئ الالتزام الموضوعي من أهم الاسباب التي تؤدي الى نجاحها وزيادة رصيد متابعيها من المشاهدين الذين يبحثون عن المعلومة الصحيحة والخبر الموثق بعيدا عن المراهقة الاعلامية التي تتعدد مظاهرها وتتنوع اشكالها في خريطة العمل الاعلامي العراقي.
المشاهد المؤلمة المجانية التي تقدمها للارهابيين أي فضائية تسيء لمشاعر الضحية واهله من جهة وتنتهك قوانين الاعلام وشرائطها من جهة ثانية وتقدم خدمة مجانية للتنظيمات الارهابية التي تسعى لنشر ترويعها وبث كراهيتها واستعراض اجرامها للعالم من جهة ثالثة ، وهذا كله ماقامت به هذه قناة العراقية التي تتصدر، لكل اسف ، واجهة تقديم صورة العراق الحقيقية للعالم.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفوتوشوب...غياب الوعي أم تزييفه ؟
- فريد زكريا...مغالطات تحليلية وأخطاء معرفية بحق العراق
- أمل عراقي جديد ...
- المهمشون الحقيقيون من سنة العراق !
- اين المطالب الشيعية في الحكومة القادمة ؟
- مشكلة التمثيل السني في الحكومة القادمة !
- تصورات لمعالم رحلات داعش السياحية !
- مطلوب محلل سياسي للايجار !
- غلطة داعش الثانية !
- المقبولية أم لغة الارقام ؟
- ماهو نوع شخصيتك في الفيسبوك ؟
- مهزلة جديدة ...تحالف عالمي ضد الشيعة !
- ليس باللافتات وحدها يُنتخب المُرشح !
- نواب الفيسبوك...واقنعة العصر الرقمي !
- البحرين تُمجد صدام حسين...يالعاركم !
- الطائفية الرقمية ....الجزء الرابع
- الطائفية الرقمية/ الجزء الثالث
- الطائفية الرقمية ....الجزء الثاني
- الطائفية الرقمية ......قراءة في تحولات مفهوم الطائفية / الجز ...
- العري المجتمعي في أزمة الانبار !


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - خطأ - داعشي- لفضائية العراقية !