أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - لماذا تقتلون عُمالنا المهاجرون؟؟!!















المزيد.....

لماذا تقتلون عُمالنا المهاجرون؟؟!!


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 13:52
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


العملية الإجرامية التي قامت بها القوات الإسبانية من جهة والقوات المغربية من جهة أخرى في منطقة "سبتة"و"مليلة" على الحدود ما بين المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسبانية والمغرب ، حيث تم إطلاق النار على جمع غفير من العمال الأفارقة المهاجرين ،الذين حاولوا عبور الحدود باتجاه المنطقة الإسبانية في محاولة منهم للوصول الى إسبانيا من أجل البحث عن فرصة عمل، توفر لهم ولعائلاتهم لقمة العيش الكريم . رغم تباين البيانات الصادرة عن الجانبين، الإسباني والمغربي. بخصوص عدد العمال الذين فقدوا حياتهم جراء إطلاق النار عليهم ،ليلة 28 أيلول 2005 ليلة العملية الإجرامية.إلا أن كافة وسائل الإعلام، أجمعت على أن عدد القتلى بلغ ستة قتلى – عند وقوع الحادث- وإصابة أكثر من مئة عامل بجراح متفاوته ، منها إصابات خطيرة جداً.

لكن ما يُثير الغضب حقاً ،هوما صدر عن الجهات المسؤوله في الجانبين المغربي والإسباني ، ومحاولة كل منهما التنصُل من العملية الإجرامية هذه ، والقول مثلاً "مصدر إطلاق النار مجهول" أو "الموت نجم عن جروح خلال عبور السياج أو سحقاً بسبب تدفق المهاجرين بكثافة ."لكن في النهاية إضطر الجانبان،الإسباني والمغربي الى الإعتراف بالحقيقة ، الا وهي أن قواتهم قامت بإطلاق النار على العمال خلال محاولاتهم تخطي الحدود، بعد ان فقدوا الأمل بإمكانية الحصول على تأشيرات دخول، رسمية من قبل الجانب الإسباني ، الذي يعمل جاهداً من أجل منع هذه الهجرة العمالية . وفقاً للسياسة التي وضعها الإتحاد الأوروبي منذ أكثر من عام ، وفيها تتم عملية منع أي هجرة عمالية من أفريقيا وغيرها .

منذ فترة طويلة تحولت هذه المنطقة ومعها السواحل الإسبانية المقابلة للمغرب الى مكان يُقتل ويغرق فيه العُمال الأفارقة والعرب من المغرب العربي،يومياً اذا كان بواسطة إطلاق النار عليهم او بسبب إغراق السفن التي تقلهم بإطلاق القذائف عليها من قبل قوات خفر السواحل الإسبانية ، او بسبب الجوع والعطش خلال رحلة العذاب هذه ، رحلة البحث عن وسيله للوصول الى فرصة عمل تدر عليهم دخلاً يمكنهم من توفير رغيف الخبز لعائلاتهم . مثل هذه الحوادث تكاد تقع يومياً في منطقة البحر المتوسط على السواحل الإيطالية والتونسية والليبية والجزائرية والمغربية والإسبانية والفرنسية وغيرها ، حيث يموت العمال وهم في طريق رحلة العذاب هذه ، فمنهم من يُرمى في البحر من قبل أصحاب القوارب – السفن ،أو من قبل المقاولين الذين يبتزون آلاف الدولارات من هؤلاء العمال من أجل نقلهم من دولهم الإفريقية الى أماكن عمل ، يكتشف من يبقى منهم على قيد الحياة أنها غير موجودة بتاتاً بعد وصولهم الى الدولة المنشودة .هذا بالإضافة الى الوشاية بهم الى السلطات المعنية وبذلك يتم إعتقالهم ،والمقاول يفر من المكان مع الأموال التي دفعها له هؤلاء العمال مسبقاً.

في مطلع شهرتشرين أول الماضي (أكتوبر 2004) .ضجّ العالم بما حدث على السواحل الإيطالية ، حيث نقلت وسائل الإعلام حقائق عن غرق مئات العمال في سفينة تتبع لهؤلاء المقاولين كان على متنها مجموعة كبيرة من العمال المهاجرين . وتلا هذا الحادث عدد كبير من مثل هذه الحوادث على السواحل التونسية والليبية والفرنسية والإيطالية في نيسان وأيار وتموز وآب من العام الحالي ، راح ضحيتها عشرات العمال والأولاد وهم في طريقهم الى السعادة المنشودة – فرصة عمل مع دخل محترم ...لكن هيهات ،اذا لم تغرق السفينة أو تتعرض الى عملية قرصنة بحرية ، قد يعترض سبيلها خفر السواحل ،أو قد يشب حريق على متن السفينة يذهب ضحيته العشرات من العمال وربما عائلاتهم . وهناك من يفقدون حياتهم جراء فقدان مياه الشرب أو كسرة الخبز أيضاً. أحداث تشرين أول 2004 أدت الى عقد قمة إيطالية –ليبية بين برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي والزعيم الليبي معمر القذافي ، أسفر عنها إتفاق تتم من خلاله عملية مراقبة مكثفة لمنع العمال المهاجرين من أفريقيا بالوصول الى إيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية ، وقد واكب هذا الإتفاق عمليات حرق لمخيمات العمال المهاجرين على الأرض الإيطالية ، هذه الحرائق أدت الى مقتل عدد كبير من العمال وإصابة الآخرين بجراح ، لكن المأساة الحقيقية أن هذه الحرائق لم تشب جراء عطب ما ، بل هناك إعتقاد بأنها تمت من قبل المجموعات اليمينية الفاشية في داخل إيطاليا . إلا أن هذا الإتفاق لم يمنع محولات الهجرة والمجازفة وتواصل غرق العمال المهاجرين وعائلاتهم على مدار العام الحلي أيضاً.

على أثر جريمة "سبتة" المذكروة أعلاه ، عقدت قمة إسبانية – مغربية في مدينة إشبيلية بمحافظة الأندلس جنوبي إسبانيا بين رئيسا الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والمغربي إدريس جطو يوم الخميس الماضي (2992005) حيث طغت على محادثات هذه القمة الأحداث التي وقعت في منطقتي سبتة ومليلة ، ومقتل أكثر من ستة عمال وإصابة اكثر من مئة من بين 600 عامل حاولوا عبور الحدود على حد تعبير الجانب الإسباني ، وإتضح خلال القمة المذكورة أن آلاف العمال المهاجرين يتواجدون على الأراضي المغربية وهم في طريقهم الى أوروبا عبر إسبانيا ، والأمر الأكثر خطورة أن هؤلاء العمال يتواجدون في " مخيمات " وبظروف غير إنسانية ، بل بدون أكل مما يضطرهم الى تصيّد الحشرات والزواحف وكل ما يتحرك ليصبح وجبتهم اليومية ، لأنهم لا يملكون المال ولا الغذاء ولا الماء ، بسبب الفقر المدقع الذي يعيشون فيه ، مما أجبرهم الى هذه الرحلة – رحلة العذاب ، خاصة وأنهم دفعوا ما يملكون من دولارات للمقاول الذي يتعهد بنقلهم الى مكان عمل في أوروبا .كما أكد عدد كبير منهم لوسائل الإعلام . وقد أسفرت هذه القمة عن وضع برامج للتعاون المشترك لمقاومة هذه الهجرة "الغير شرعية" ، مع تعهد إسباني بنقل هذه المجموعة الكبيرة من العمال المهاجرين (أكثر من 1000) الى الأرض الأسبانية والتصرف معهم هناك ،وإصدار قرارات إبعاد لهم . وتم الإتفاق أيضاً على معالجة حالة تواجد عدد كبير من العمال المهاجرين في سبتة ومليلة عن طريق إدخالهم الى "مراكز إستقبال" حكومية لمعالجة أوضاعهم الصحية والغذائية ومن ثم التصرف معهم لاحقاً ، ربما عن طريق نقلهم الى دولهم بالطائرات .

وعلى صعيد قضية الهجرة "الغيرشرعية" المغربية من قبل الشباب المغاربة والقاصرين (الأولاد) تم الإتفاق على ان تقوم الحكومة الإسبانية بجمعهم من الشوارع ومن ومناطق تواجدهم الخطيرة في إسبانيا، ونقلهم الى داخل مراكز خاصة تمولها الحكومة الإسباينة في المغرب ، وأن تتم عملية تحصين للسياج القائم على حدود البلدين .وإتهم الجانب الإسباني المغرب أنها لم تبذل الجهود الكافيه من أجل منع المهاجرين من العبور لمنطقتي سبتة ومليلة ،لكنه أثنى على ما تقوم به المغرب من عمليات مراقبة لمنطقة مضيق جبل طارق ،حيث أدت هذه المراقبه الى تقليص كبير في عدد الزوارق التي تتمكن من عبور المضيق وعلى متنها عمال مهاجرين والوصول الى السواحل الإسبانية . وتم الإتفاق على تكثيف القوات المتواجده في المنطقة من الجانبين أيضاً لموجهة جحافل المهاجرين الجياع .
لا نعتقد أن حل المشكلة يكون بتكثيف التواجد العسكري الحدودي ، بل كان من المفروض أن تقوم هذه الدول بالعمل من أجل حل مشكلة البطالة المستفحلة في القارة الأفريقية والمشرق العربي وغيره من دول العالم ، وتخصيص الميزانيات من قبل الأمم المتحدة والدول الغنية للقضاء على الفقر والفاقة والبطالة في هذه الدول وتوفير فرص عمل لكل طالب عمل ، لإن دبابات الجيوش وأسلحتها وعتادها لا يمكن ان تتمكن مهما بلغت ضراوتها قوة من منع زحف جيوش الجياع وعلى رأسهم العمال من اجل الوصول الى فرص عمل توفر لهم ولعائلاتهم العيش الكريم .



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحارة يعتصمون في عرض البحر دفاعاً عن مكان عملهم
- لتنقلع حكومة التجويع والفقر هذه.
- حُراس الأرز – -لن يبقى فلسطيني واحد على أرض لبنان-.
- ذكرى صبرا وشاتيلا ونشوة شارون العربية
- لا حياد في جهنم الظُلم
- هل يحاربون الفساد حقاً؟؟؟
- التحرر من الفاقة...معاً ضد الفقر...و ..ال-white band - الحلق ...
- التحرر من الفاقة...معاً ضد الفقر...و ..ال-white band 12
- النقابيون الشباب يحيون ذكرى شهداء العمل في مدينة شيكاغو
- عمال فلسطين ضحية الإرهاب الإحتلالي
- من فضائح الزعماء العرب
- مناطق التجارة الحرة ..مناطق إستغلال للعمال
- تحياتنا لقرار وزير العمل اللبناني بالسماح للعمال الفلسطينين ...
- أوقفوا التعذيب...أوقفوا القتل..
- خصخصة شركة الاتصالات المصرية و-أبواب الحرية-!!
- الانتخابات اللبنانية وحكومة الظلال ...
- الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين : قانون النقابات العمالية ...
- أين العمال في انتخابات الاتحاد العمالي اللبناني؟
- يا عمال العالم إتحدوا -5-المؤتمر الحادي والثلاثين للاتحاد ال ...
- يا عمال العالم اتحدوا -4- النقابيون يتحدون الموت دفاعاً عن ح ...


المزيد.....




- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - لماذا تقتلون عُمالنا المهاجرون؟؟!!