النقابيون الشباب يحيون ذكرى شهداء العمل في مدينة شيكاغو

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

يا عمال العالم اتحدوا
النقابيون الشباب يحيون ذكرى شهداء العمل في مدينة شيكاغو


• " جئنا هنا لوضع إكليل من الزهور لذكرى هؤلاء العمال الأبطال ،شهداء العمل الذين قاوموا الظلم عام 1886 ."
• " رغم مرور قرن ونيف إلا أن الحركة العمالية ما زالت تقدم الشهداء يومياً من العمال والنقابيين ."
• عقد مؤتمر نقابي شبابي من أجل مواجهة الإستغلال والشركات العولمية ، ومن اجل ضمان فرص عمل لائق."
• علينا تحويل الذكرى السنويه ال 120 لمعركة عمال شيكاغو الى يوم نضال عالمي للطبقة العاملة العالمية.


تقديراً لشهداء هايماركت

عشية إنعقاد المؤتمر العالمي النقابي الشبابي في مدينة شيكاغو الامريكية ، والذي بادر اليه الاتحاد العالمي لنقابات عمال الخدمات ، الاتصالات والصحافة والبريد من القطاع العام . هذا الاتحاد الذي يعتبر من أكبر الاتحادات النقابية العالمية التايعة لاتحاد النقابات الحرة. قام النقابيون الشباب المشاركون في المؤتمر يوم الجمعة (19 أغسطسآب 2005) بزيارة الى النصب التذكاري لشهداء العمل في "هايماركيت" حيث وقعت الصدامات عام 1886 بين العمال والشرطة التي كانت في خدمة اصحاب العمل ، في المعركة التي خاضها العمال من أجل أن يكون يوم العمل من ثماني ساعات . في هذه المعركة سقط قتلى وجرحى من العمال (عدد الشهداء وصل ستة عمال بما في ذلك العمال الذين صدر بحقهم قرار حكم الإعدام).حيث تحولت هذه الذكرى فيما بعد الى يوم التضامن العمالي العالمي الاول من أيار من كل عام وتحت الشعار الأممي "يا عمال العالم إتحدوا" .

" نختار هذه اللحظة لنتذكر معاً من قُتل ومن أٌعدم من العمال في هايماركت " قال السكرتير العام للاتحادجيننغس فليب أمام النقابيون الشباب في المكان بعد وضع إكليل الزهور على ضريح الشهداء والنصب التذكاري الذي أُقيم لذكراهم بإشتراك النقابية الشابة أدريانا أوليفيرا مغالاس من اتحاد عمال البرازيل والنقابي الشاب بول نافاو من اتحاد عمال جنوب أفريقيا ووقف المشاركون دقيقة صمت تقديراً لذكر شهداء العمل . وأضاف ج. فيليب في المحاضرة التي قدمها للمشاركين في المؤتمر في المكان أن على العمال التأكيد على أهمية الوحدة العمالية والتنظيم النقابي ، خاصة في الظروف التي تعيشها الحركة العمالية في عصرنا ، حيث تحاول الرأسمالية العالمية تكريس الإستغلال والبطش في أماكن العمل من خلال إستعمال مصطلحات إقتصادية مختلفة لكن مضمونها يكون المزيد من فرض الإستغلال على العمال في كافة الفروع التشغيلية . مشيراً الى العديد من الأمثلة التي تعرض خلالها العمال والنقابييون للعنف ، بل والقتل " في نيبال الضحايا الأوائل للإنقلاب الذي وقع مطلع هذا العام هناك كانوا النقابيون والعمال وفي زمبابوي الاتحاد العمالي والنقابييون كانوا ضحايا البطش الذي قام به النظام الدكتاتوري هناك .وفي كولومبيا تجري عمليات ملاحقة وإغتيال ضد النقابيين هناك ليصل عدد الذين يتم قتلهم أكثر من مئة نقابي كل عام ." هذه الكلمات فيها تعبير كبير عمّا تتعرض له الحركة النقابية العالمية من ملاحقات وقمع بل وإعتقال وإغتيال .. في عصر يدّعي فيه متملقو الحرية ...بأن الديمقراطية تسود والحرية تحتفل و"راعي الديمقراطية" جورج بوش يجلس في برجه العاجي في أعلى البيت الأبيض من أجل أن "تنعم" دول العالم وشعوبها في "الديمقراطية " ... التي تعني ضمان مصالح الأغنياء والرأسماليين من أصحاب الشركات العولمية ..في دول العالم ، على حساب الطبقة العاملة ومختلف طبقات المجتمع التي لا تتبع للرأسماليه ...من خلال فرض أنماط إستغلال بشع تحت شعارات برّاقة .

المؤتمر ..أبحاث هامة وقرارات أهم

بعد هذا الإفتتاح التضامني للمؤتمر النقابي الشبابي الدولي في مدينة شيكاغو التي شهدت هذه الأيام العديد من المؤتمرات النقابية العالمية ، بما في ذلك مؤتمر اتحاد النقابات الامريكية ، مؤتمرات نقابية نسائية ومؤتمر نقابي عالمي لدعم الحملة العالمية ضد الفقر ... جاء عنوان المؤتمر النقابي الشبابي، متناسقاً مع البرنامج الذي طرحته منظمة العمل الدولية في مؤتمرها الذي عقد في مطلع شهر يونيوحزيران الأخير ،في مدينة جنيف بسويسرا ،بخصوص مواجهة البطالة المنتشرة بين الشباب ، وعجز سوق العمل العالمي عن توفير فرص عمل لهم بشروط تضمن لهم الحقوق والعمل اللائق . وكان المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سوموفيا قد صرح في المؤتمر المذكور بهذا الخصوص في رساله مسجله معه، عرضت على النقابيين الشباب :" علينا أن نعمل من أجل توفير عمل لائق من خلال تطوير آلية الحوار الاجتماعي ...ببساطه نقول توفير عمل بشروط عادله ومنصفه للعمال وهذا الامر ليس بالمعقد." صحيح أن كلمات سوموفيا واضحة وليست معقدة ،اذا كان هناك من يتعامل معها بنية صادقة من قبل القوى الرأسمالية. التي تستغل وجود أكثر من 88 مليون شاب عاطل عن العمل في عالمنا ، من الشباب أصحاب المهارات المهنية العالية ...لتقوم بفرض أساليب علاقات عمل تعتمد على أسلوب العبودية والإستغلال ..أسلوب العمل المؤقت بدون إتفاقيات عمل جماعية أو حقوق ..بدون ضمان إجتماعي يضمن لهم المستقبل التشغيلي الآمن ...ووسط قمع كل محاولة للتنظيم النقابي، الذي تنص عليه الاتفاقيات الدولية والقوانين المتفرعة عنها.

هذا الوضع القمعي، الذي تتعرض له الطبقة العامله عالمياً، من قبل الرأسمالية وممثليها في الحكم ، يطرح العديد من التساؤلات بخصوص الخطط الرأسمالية التي تفرضها الهيئات الرأسمالية (الذراع التنفيذي للرأسمالية) مثل البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية .. مثل القضاء على مؤسسات القطاع العام ، الخصخصة ، السوق الحر ، تأميم الضمان الإجتماعي العمالي ومنحه للرأسمالية تحت شعار "تنجيع الإدارة"والإنخراط في السوق المالي وانهاء مسؤولية الدولة عن توفير شبكة امان للتقاعد ، فصل العاملين في القطاع العام تحت شعار" ليونة إدارية" ، إلغاء التثبيت في العمل واتفاقيات العمل الجماعية وإعتماد أسلوب الاتفاقيات الخاصة ، كل تلك الخطوات تعني أمراً واحداً المزيد من الفقر للسواد الأعظم من سكان الكرة الأرضية ...المزيد من العمال الفقراء ..المزيد من العاطلين عن العمل ...تكديس المزيد من الأرباح لعدد من الرأسماليين مما يؤدي الى اتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء وبروز حدة الاستقطاب في المجتمعات. والقضاء على كافة أسس النظامالمسمى "دولة الرفاه" الذي يعتمد على حد أدنى من العدالة الإجتماعية كل ذلك يتم من خلال إعتماد نمط الليبراليه الجديدة واقتصاد السوق .؟؟ّ!

مع ذلك فإن النقابيون الشباب قاموا بعقد ورشات عمل تناولت معظم القضايا الملحّه التي تواجه الطبقة العاملة وممثليها في الحركة النقابية العالمية ، مع التأكيد على شعار " الشباب يستحق عمل لائق أيضاً" مثل ورشة العمل المنظم ، المفاوضه والاتفاقيات الجماعية ، التدريب المهني ، العمل في شروط عمل لائق ،الشركات العولمية وسوق العمل العالمي .وضمن هذه الورشات قام النقابيون الشباب بمناقشة القضايا الملتهبة في عالم العمل العالمي ، وبذلك تحول المؤتمر وابحاثه الى ورشة عمل ساخنه وملتهبة طغى عليها الإرتباط بالهم العمالي العالمي ومستقبل الطبقة العاملة وحركتها النقابية مما أكد على أهمية المؤتمر وأبحاثة .

توصيات هامة أيضاً

بعد إنتهاء ورشات العمل من النقاش عاد المندوبون الى مناقشة توصيات تلك الورشات وتم إقرار توصيات هامة صدرت عن المؤتمر ، وسط تأكيد على مواصلة متابعة تلك القرارات – التوصيات . من أجل العمل على تغيير الواقع المأساوي الذي يسيطر على سوق العمل العالمي في عصرنا هذا . من خلال تنظيم شبكة عالمية للمتابعة ضمن الاتحاد النقابي العالمي ومنظمة العمل الدولية التي رعت هذا المؤتمر النقابي الشبابي . ومن القرارات التي صدرت عن المؤتمر : ضرورة تنفيذ القرارات الدولية والأنظمة والمعايير التي تتعلق بحرية التنظيم النقابي في أماكن العمل، ووقف ملاحقة النقابيين وما يتعرضون له من قمع يومي، من قبل حكومات تدعي الديمقراطية والحرية . وضع أسس للتعامل مع الشركات المتعددة الجنسيات (العولمية)، والعمل على تنظيم العمال في هذه الشركات في الدول التي تنشط فيها .التوصل الى اتفاقيات اطار عالمية مع هذه الشركات تضمن العمل اللائق وحقوق العمال في كل مكان .وتنسيق عالمي بهذا الخصوص بين النقابات من مختلف الدول ضمن الاتحادات النقابية الدولية ،وتبادل المعلومات من خلال إنشاء بنك معلومات عن نشاط هذه الشركات ، معاملاتها ، شروط العمل ،الاجور ، وضعها الاقتصادي وغير ذلك . تنسيق النشاط في الحملة العالمية لوقف تشغيل الاطفال واستغلالهم. وغيرها من القرارات .

هذا المؤتمر النقابي الشبابي الذي عقد في مدينة شيكاغو ، التي نستغل هذه المناسبة لنُطلق دعوة دولية لإحياء الذكرى ال- 120، في الاول من أيار 2006 حيث تصادف الذكرى وتحويل هذه الذكرى الى يوم نضال عمالي للطبقة العاملة في العالم ضد الإستغلال والرأسمالية. حيث تصادف الذكرى لسقوط شهداء العمل الذين خرجوا للنضال والتظاهر في المدينة. في عصر كان من الصعب فيه مواجهة الظلم الذي مارسه أصحاب العمل في ورشاتهم . في عصر إنتشر فيه الفقر المدقع وفقدت فيه فرص العمل ، في عصر كان صاحب العمل يحمل العصا للعمال بل والسوط ليجلدهم. اذا لم ينتجوا الكمية التي عليهم إنتاجها ، في عصر تم فيه فصل العامل فوراً وبدون حقوق . ربما يكون نقطة الانطلاق للطبقه العاملة ونقاباتها في عالمنا في معركة النضال التي نخوضها يومياً من أجل ضمان حق الانسان العامل بالعمل اللائق والعيش الكريم ...من أجل وقف الإستغلال البشع الذي تمارسه القوى الرأسمالية يومياً ...من أجل وقف القتل والاعتقال للنقابيين في عالمنا ...لكننا على ثقة تامة بأن الطبقة العاملة ستنجح بتحقيق المستقبل الأفضل ، فمن يعتقد أن الظلم والظالمين سيستمر الى ما لا نهاية ، فهو على خطأ، ومن يعتقد أن هذا الوضع سيبقى الى مالا نهاية ،عليه أن يتذكر دائماً ، أن ما حدث في التاريخ البشري من تحولات هامة، كان في الوقت الذي إعتقد البعض،أن ما هو قائم من ظلم سيستمر ولن يتغير ...فتحياتنا للنقابيين الشباب الذين حضروا هذا المؤتمر من 23 دولة ، وفي شيكاغو المدينة التي انطلق منها العمال في معركتهم التي أدت الى تبني الشعار الانساني الهام "يا عمال العالم اتحدوا "...هذا الشعار الذي نؤكده يومياً في معاركنا العمالية ونحن نواجه بطش السلطة التي تمثل قوى رأس المال الاستغلالي.


23 أغسطس آب 2005

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات