أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - أهمية الاقتصاد في فهم الالتفاف على الحراك العربي














المزيد.....

أهمية الاقتصاد في فهم الالتفاف على الحراك العربي


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





عرف العالم العربي منذ الأربع سنوات الأخيرة حراكا مرد أسبابه وعلله الفقر وسوء توزيع الثروات بالأساس؛ إلا أن أشكال الدولة السلبية العربية الريعية استطاعت، بفعل تحكمها بالاقتصاد، احتضان الحراك ذاك والتمكن من تحويله إلى وضع حيث الاقتتال والحروب بين الطوائف القبلية والدينية والميليشيات المحلية منها والمستأجرة والجماعات المتطرفة والنخب المتهافتة معتمدة أساليب وآليات عديدة ومتنوعة ومحسوبة النتائج. هذا علما بأن حراك الشعوب العربية قد تميز بالعفوية والالتباس التنظيمي وضعف الوعي بالهدف أو قل ضعف الوعي بدلالة الوجود بمختلف مستوياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية؛ بل يمكننا الجزم أن أشكال الدولة الريعية تلك قد تمكنت من رفع سقف تدمير الشعوب العربية تلك على مستوى الوجود الوطني والجمعي والفردي على السواء وبالتالي الرقع من سقف تدمير هويتها ووحدتها وسيادتها على الرغم من ضعف السيادة تلك أصلا.

لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية العامل الاقتصادي في حصول الحراك العربي ومصيره إلا المتآمرون والمغفلون؛ فالصراع يقتضي، لامتلاك ميزان القوى، التوفر على الآليات والمعدات العسكرية، وتأجير اللوبيات، سواء المحاربة منها أو الدبلوماسية، والتجهيز الالكتروني وشراء الأقلام والفضائيات وهو ما يتطلب التمويل الذي لا يمكن التوفر عليه بهذا الكم إلا بالسيطرة على الاقتصاد. إنه العامل الحاضر دوما والمغيب مكرا من مجمل التحليلات والتغطيات الإعلامية والثقافية. لذلك لا نندهش إذا قلنا أن تغييب العامل الاقتصادي في تفسير الحراك والانتفاضات والاحتجاجات العربية يعتبر العامل الثابت الذي بقي دوما مبعدا عن الطرح والمساءلة والتعليل؛ بل حتى في مجمل الأحزاب المسماة يسارية، نجد أن التركيز قد بقي على مستوى أدلجة باقي المستويات، وهي مستويات تستحيل فهمها بتغييب أو تهميش الاقتصادي. إنه الوضع الذي يعني الانغماس في الأطروحات اللبرالية. وتباعا لما ورد أعلاه، نقول أن الاقتصاد قد لعب الدور الأساس في مدى قوة أو ضعف كلا الطرفين: الجماهير العربية وأشكال الدولة السلبية العربية؛ في الأولى أشعل فتيل الحراك، وفي الثانية أطفأ فتيل الحراك. وتهميش الاقتصادي من أهم أسباب فشل الحركة الإخوانية في مصر التي لم تعط الاقتصاد أهميته اللازمة المتمثلة في التغلب على الفقر واستشراء الفساد الاقتصادي وآفة البطالة وإعادة النظر في توزيع الثروات والنظر في لامشروعية عمق التفاوت الطبقي.

هكذا، وانطلاقا من الشارع والساحات الكبرى، افتقر الحراك العربي إلى الوعي بأهمية الاقتصاد أو قل استبعد التركيز على العامل الاقتصادي وهي الهفوة التي استغلتها قوى الثورة المضادة لإبراز أن الحراك ذاك هو خراب اقتصادي وتدمير لبنياته. فهذا الإهمال للإقتصادي كانت وما زالت له خطورته التي أفرزت لنا ضياع الحراك وإخماد حصول سقف الثورة وبالتالي ضياع الإنسان العربي أداة ومادة.فبالنظر إلى المعيشي اليومي والمطالب المادية الملحة لأسر الجماهير من فلاحين وعمال ومهمشين وموظفين مبلترين وغيرهم، يتضح عدم اهتمامهم بالحريات العامة والفردية بقدر ما أن اهتمامهم ذاك ينصب بالأساس على تحسين وضعيتهم الاقتصادية وهو الوضع الذي، إن حصل، سيمكنهم على المدى القريب من التشبث بمطالب إعادة النظر في الحريات العامة والفردية أو قل أن الحراك لم يتمكن من تحديد العلاقة بين الاقتصادي والسياسي للتمكن من إنجاح الحراك الذي، إن حصل، سيلحق الهزيمة بأشكال الدولة السلبية العربية وبالتالي التحكم في هذا المجال وحمايته بالسياسي. ومن هنا تبدأ عملية إعادة هيكلة الاقتصاد والتطهير السياسي والحد من التفاوت الاجتماعي والحق في تمثل وامتلاك الثقافي. إنه الوضع الذي يعني بوضوح، التوجه السليم لامتلاك الوعي بمعنى وجوده كعربي وفق برنامج مسطر تتحمل مسؤوليته مكونات الحراك علما بأن تحقيق الوضع ذاك ليس بالعمل الهين بقدر ما أنه يتطلب المثابرة وبذل المجهود.
وعموما، فنجاح حراك الشعوب العربية في المراحل المقبلة يكون رهينا بتحسين أوضاعها الاقتصادية والمعيشية. بدون تحقيق الثورة الاقتصادية المدعمة والمحمية بالثورة السياسية، ستجد الشعوب العربية نفسها محاصرة، وهو الحاصل اليوم، بقوى الثورة المضادة. فالشعوب العربية، لكي تكون حرة، ومسؤولة لا بد من امتلاكها حقها المشروع في الثروات الاقتصادية لأوطانها وما يلزم عن ذلك من إدارة حكيمة وفق مبدأ الكفاءة والمحاسبة. بهذا تحكم بالاقتصادي المدعوم جدليا بالسياسي يتم بناء ميزان القوى الكفيل بتدمير بنية الاقتصاد الريعي ومعه تسلط أشكال الدولة السلبية العربية لصالح بناء مجتمعي يتميز بتنظيم اقتصادي عادل وحكيم إنتاجا وتوزيعا وتدبيرا؛ وبهذا تكون الشعوب العربية قد تحكمت، وبالمثل، بالمستوى السياسي وبالتالي إعادة النظر في لامشروعية التفاوت الاجتماعي والتحرير من مكر الثقافي. فالوضع هذا الذي يكون فيه للإقتصادي الدور الأساسي المرتبط جدليا بالسياسي، هو شرط عدم حصول الالتفاف على الثورات التي من أحد مستويات داخلها نجد الحراك.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد بوجنال: باحث وكاتب ومناضل يساري – في حوار مفتوح مع القر ...
- العرب بين أيديولوجيا الريع وضعف اليسار
- ثقافة اليسار ومستجدات الراهن العربي
- فعل عنف اللغة
- ميزان قوى الحيلة في فبركة أحداث الحراك
- أمريكا، الإخوان، الحراك أية علاقة ؟
- الإنسان العربي ضحية المكان الأصولي والسلفي
- وماذا عن المنظومة الاشتراكية زمن الراهن العربي؟
- الحراك العربي والدولة الداعشية: من زمن إلى آخر
- العرب، الحراك: إخفاق آخر
- فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر
- الإنسان العربي ما زال سجين كهف أفلاطون!
- جدلية الواحد العددي بعبع الدولة العربية
- اللغة الماكرة عكاز أشكال الدولة السلبية العربية
- - المكان - المغربي كوجود لغوي
- فدرالية اليسار الديمقراطي وقضايا -أمكنة- المجتمع المغربي
- راهنية -المكان-السياسي بالمغرب حكومة ضعيفة،وجي8 جديدة هجينة، ...
- السياسة والدولة بين اللبس والالتباس
- نحو تصور للتناقض بين السياسة والدولة
- في مادية ظاهرة الانتفاضات العربية


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - أهمية الاقتصاد في فهم الالتفاف على الحراك العربي