أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الإنسان العربي ما زال سجين كهف أفلاطون!















المزيد.....

الإنسان العربي ما زال سجين كهف أفلاطون!


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





قصة أهل الكهف لذى أفلاطون معروفة وذات أبعاد فلسفية هائلة اقتضت وتقتضي استدعائها، وبالضرورة، عملية بناء المجتمعات، لا فرق في ذلك بين الإفريقية والأمريكية والآسيوية أوالأروبية؛ ومؤداها وبتلخيص شديد، وجود أناس مكبلين في كهف حيث لا يرون ،منذ نعومة أظافرهم، سوى الأشباح التي ، من كثرة معايشتها، أصبحوا يعتقدون حقيقة وجودها ؛ وقد تمت تعرية ذلك الوهم عندما تمكن بعضهم التحرر من القيود ليتخلص من الكهف مكتشفا أن حقيقة الوجود توجد خارجه وأن داخله لا يعدو كونه أشباحا وأوهاما. والفلسفة، في نظر أفلاطون، هي المستوى المعرفي الأرقى الذي له قدرة تخليص الناس من أوهام الكهف ونقلهم إلى عالم الحقيقة(خارج الكهف).
وفي العالم العربي ، توجد الفلسفة في المستوى الشبه الصفر أو قل غائبة في انتظار توفر شروط ظهورها؛ وعلى المستويين، النظري والعملي، غياب الفلسفة بعني، وباللزوم، وجود الإنسان العربي في ما سماه أفلاطون بالكهف؛ وبنفس المعنى نقول أن وجود عالمنا العربي ككهف يعني، وباللزوم، غياب الفلسفة. فالإنسان العربي سجين العقل الأسمى أو قل سجين كهف لم يكن سوى شبحا للعالم الحقيقي، كهف صمم له وعمل على تأسيسه وتطوير مهامه ووظائفه الماكرة أشكال الدولة السلبية العربية.لذا، فهذا الإنسان العربي لا يرى ولا يسمع ولا يحس ولا يفهم إلا بعيني وأذني وشعور وعقل أشكال الدولة السلبية العربية المجسد في وبالكهف. فالإنسان العربي ، بفعل وضعه ذاك لا يمتلك آليات وعي معنى الرؤية والسمع والحس والفهم في حقيقتهم، بقدر ما أن وعيه لهم ينحصر في وجودهم المزيف الذي اعتبره ،وما زال، هو هو حقيقة الوجود، وأن ما عدا ذلك ليس سوى شبحا للحقيقة. نحن أمام قلب للأوضاع: فالموجود الحقيقي أصبح شبحا، والشبح أصبح حقيقة. هذا هو الإنسان العربي المكبل في الكهف حيث من غير المسموح توفر شروط حصول معرفة حقيقة الموجودات العربية – وغير العربية -. إنه(أي الكهف) المكان الذي فيه وبه تم ويتم تشكيل شخصيته :الإيمان بالخرافات والعنعنات وحضور الأموات والتواكلية والقدر وتحنيط المعتقدات وخدمة مصالح الأسياد وطاعة أولي الأمر من ملوك ورؤساء وبالتالي المراقبة والحضور المستمر وكل ذلك تحت المراقبة والحضور المستمر والدائم من قبل مهندس الكهف استعدادا لمعاقبة كل من حاول التمرد والتشكيك في حقيقة الأشباح تلك وهم في هذا سعداء بإنسانيتهم ومرتاحون في ولكهفهم إلى الحد الذي يعتبرون تحريرهم منه، مس واعتداء على إنسانيتهم وكرامتهم. لذا، فهم مقتنعون بمأواهم ومؤمنون بحقائقهم ومتمردون على كل من سولت له نفسه العمل على تعريتها والتشكيك في حقيقة وجودها وبالتالي اعتباره زنديقا يقتضي الواجب رفضه؛ وبلغة أخرى نقول أن الوضع العبودي والمزيف ذاك أطرته وتؤطره أشكال الدولة السلبية العربية في شكل ما يمكن تسميته بالوضع الرنسندنتالي العربي المحدد بشريا وطبيعيا وقانونيا وأخلاقيا ودينيا وقيميا، باعتماد الأيديولوجيا تارة، والسلوك المؤدب تارة أخرى، واستخدام القوة إذا اقتضى الأمر ذلك، والتركيب غالبا بينها جميعا مع استحضار الأولويات؛ وهو في كل هذا يهدف تغييب الدلالة الحقيقية لكل تلك المكونات المجتمعية: فالمؤسسة الأسرية مهد ذلك، والمدرسة تحذير وتطوير لها، والشارع حاضن ومنشط مضامينها، ومختلف المؤسسات من حكومة وبرلمان ومجمل الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني حامية وناشرة الأدبيات تلك التي هي بالكاد ما يشكل " موسوعة" المكان الترنسندنتالي العربي أو قل الكهف الأفلاطوني.
ومن الناحية العلمية لا بد من القول أن الانتقال إلى مرحلة مجتمعية أخرى يتطلب شروطا ووضعا آخر يختلف عن وضع أهل الكهف. فالتخلص من هذا الأخير شرط ضروري لمعرفة دلالته المزيفة وبالتالي معرفة مكر وأيديولوجيات أشكال الدولة السلبية العربية وهي العملية التي تقتضي اعتماد إرادة ذات الإنسان العربي للتخلص من القيود وتكسير الحواجز؛؛ والإنسان، في نظر أفلاطون، يتوفر على هذه القدرة والإمكانية كما وضح ذلك إثر طرحه تخلص بعضهم من أغلاله ليكتشف بذلك الحقيقة. فإلى أي حد يستطيع الإنسان العربي اعتماد الذات للتخلص من أغلال المكان الرنسندنتالي(الكهف) كما أسست له وحمته وتحميه أشكال الدولة السلبية العربية؟ وهل للذات تلك استقلاليتها أم أنه يصعب منطقيا فصلها عن الشروط المادية؟ وما مدى أولوية الواحدة عن الأخرى؟ فالكهف العربي مراقب باعتماد مختلف القوى التي تتلقى تكوينا وتدريبا مستمرا تحت إشراف ومتابعة أشكال الدولة السلبية العربية. أفلاطون أجاب، وبوضوح، بأن التخلص من أوهام وأشباح الكهف لا يمكن أن يحصل إلا بفعل العقل الفلسفي؛ فهل بالإمكان حصول الإنجاز الفعلي للعقل ذاك من داخل الكهف العربي أو المكان الترنسندنتالي كما سبق القول؟ لا شك أن حصول ذلك يعني ، وبالكاد، لا فلسفات الأحياء/ الأموات العرب، بقدر ما أنه يقتضي، وبالضرورة، العقل الملتزم أو قل الفلسفة الملتزمة؛ وعلى النقيض من فلسفات الأحياء/ الأموات العرب التي توازي التواطؤ ونشر الأوهام والتحليلات الموضوية حفاظا على الوضع بالكهف، تستجيب الفلسفة الملتزمة لندائها الرامي توفير شروط إخراج الإنسان العربي من كهفه. وتحقيق هذا الهدف العام وذو الأولوية يقتضي منها، كفلسفة ملتزمة، أن تتميز بجرأة اتخاذ القرار الذي هو، بلغة سارتر ضرورة الاختيار إما بالقول بأن الحقيقة هي ما يوجد داخل الكهف، وإما القول بوجودها خارجه؛ والاختيار الثاني ذاك هو خيارها الذي يعني أساسا، وهي ميزة أخرى، الحفاظ على مسافة مدروسة من سلطة أشكال الدولة السلبية العربية ما دامت هذه الأخيرة ليست سوى مؤسس وراعي الإنسان العربي داخل الكهف وبالتالي فعدم الحفاظ على مسافة مع السلطة تلك معناه، نظريا وعمليا، تبني الأوهام والعمل على نشرها كحقائق أكدها ويؤكدها المصدر الذي هو أشكال الدولة السلبية العربية؛ إنه حال ووضع الإنسان العربي سجين هذا الكهف؛ كما أن هناك ميزة ثالثة لا بد منها لكي نتكلم عن العقل الملتزم وتتمثل في تبني قاعدة أن التغيير قانون الوجود؛ أو بلغة أخرى، فالتغيير هو أساسا ظهور الموجود الذي يخلق حتما ارتباكات في التنظيم الداخلي للمجتمع على مختلف المستويات؛ لذا، ترفضه فلسفات الأحياء/الأموات باعتباره دخيلا؛ وتكفره الحركات الأصولية باعتباره كفرا وإلحادا؛ في الوقت الذي يتبناه العقل الملتزم باعتباره لحظة من لحظات صيرورة التاريخ التي تتمثل في التطور والتقدم لما فيه مصلحة الإنسان العربي سجين الكهف.
وعموما نرى أن الخروج من الكهف العربي يقتضي الإرادة التي لا يمكن أن تحصل إيجابيا إلا بالعقل؛ وهذا الأخير لا يمكنه تحقيق هدفه الذي هو تخليص الإنسان العربي من أغلال الكهف إلا إذا كان ملتزما. وكقاعدة نقول: فبما أن الإنسان العربي ما زال إنسانا مكبلا في الكهف بمختلف الأوهام، فباللزوم المنطقي، يكون العقل غريبا في وعلى أرضه نظرا لقوة هندسة وتمكن وتنظيم وتجدر قيم المكان الرنسندنتالي لأشكال الدولة السلبية العربية. ومن هنا المدخل المنطقي لتشخيص و فهم الحراك العربي كموجود ما زال مستغرقا في الكهف.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الواحد العددي بعبع الدولة العربية
- اللغة الماكرة عكاز أشكال الدولة السلبية العربية
- - المكان - المغربي كوجود لغوي
- فدرالية اليسار الديمقراطي وقضايا -أمكنة- المجتمع المغربي
- راهنية -المكان-السياسي بالمغرب حكومة ضعيفة،وجي8 جديدة هجينة، ...
- السياسة والدولة بين اللبس والالتباس
- نحو تصور للتناقض بين السياسة والدولة
- في مادية ظاهرة الانتفاضات العربية
- في مادية ظاهرة الانتفاضات عالميا
- الحكومة بدون فلسفة هدر للطاقات البشرية والطبيعية
- سوريا جنيف2 أو إقبار النظام العالمي الأحادي القطبية
- سوريا بين الاقتتال والضربة الأمريكية
- السلطة القضائية في المغرب: استمرار الحال وشكلية الاستقلال
- السلطة التنفيذية في المغرب: شكلية الجهاز والجهل بدلالة الشعب
- المؤسسة التشريعية المغربية والإلغاء المجازي للشعب
- دلالة تجاوز الشعب المصري مرحلة الإخوان المسلمين
- في الدستور المغربي الجديد2011
- هل المغرب دولة المؤسسات؟
- الفلسفات السياسية لليسار: الشغل حق مقدس ج1
- في مغرب السبك وإعادة السبك الطبقي - الحلقة الثانية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الإنسان العربي ما زال سجين كهف أفلاطون!