أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر














المزيد.....

فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ما زال العالم العربي، إنسانا ومؤسسات، عاجزا عن إدراك معنى الأرض: ما زال ، على مستوى قيادته ونخبه، في مستوى التواطؤ وخيانة الأمانة؛ وعلى مستوى الشعوب كان وما زال في مستوى مجرد البحث عن فتات ما يخفف به من جوع البطن. والأرض الفلسطينية لا يمكن تحريرها بهكذا أجيال بقدر ما أن التحرير لن يحصل إلا بفعل جيل مرتبط وجوديا وعقليا بالأرض، جيل يكون قد تمكن من التأسيس للقطيعة مع منظومة أشكال المكر و وثقافة الضجيج باعتبارهما أسلوبين ومنهجين لا يتجاوزان مستوى النباح تلبية للعواطف التي هي من أهم مميزات الأمية العجز والتخلف. فالأرض تحت السيطرة الإسرائيلية، والفلسطينيون تحت القصف الجوي والبري شيوخا ونساء ورجالا وشبابا وأطفالا، والمنازل تهدم بالجملة ناهيك عن المؤسسات؛ وعليه، أبالنباح العربي المتكرر ستتم مواجهة عدو إسرائيلي مستعد للمواجهة تكوينا وتدريبا وتعبئة ومدجنا بعتاد عسكري قوي ومتطور؟ فإذا كان الفلسطيني مهيأ تكوينا وتدريبا وتعبئة لمواجهة المستعمر الإسرائيلي كلما اقتضى الوضع ذلك على الرغم من اختلال التوازن في أفق تحرير الأرض، فإن مجمل باقي مكونات الإنسان العربي ما زالت تفتقر التكوين والتدريب والوعي بدلالة الأرض، ناهيك عن استعمارها. فما الذي حققه ويحققه النباح؟ فالتحرير يحتاج إلى قوى يفترض أن تكون حسمت مع ثقافة وأيديولوجية وسياسة النباح. كفانا نباحا عطل ويعطل عجلة التحرير.
منذ 1948 إلى 2014 والقضية الفلسطينية تعيش التمويه والمراوغات المخدومة؛ كل فئة عربية تراوغ حسب مستواها وقدراتها بالنباح والعويل التي منها الواعية باللعبة ، ومنها الجاهلة بها معتقدة أنها بذلك ستحرر الأرض الفلسطينية . أبهكذا عرب: قيادات وأحزاب ونقابات ومجتمع مدني وشعوب، يمكن تحرير الأرض الفلسطينية؟ ليس هناك شك في القول بأن هذا غير ممكن؛ فالتخلص من أشكال مكر ومراوغة القيادات ونخبها، ومن الوضع السلبي والمتخلف للشعوب العربية لإمكان تحرير الأرض الفلسطينية يقتضي القطيعة مع قيم وثقافة وايديولوجية وسياسة القيادات العربية ونخبها. ومعلوم أن القطيعة تقتضي البناء المعرفي والعسكري والاستراتيجي؛ وفي هذه الحالة، لم يبق الفلسطينيون وحدهم عزلا في مواجهة العدو الإسرائيلي بقدر ما أن المواجهة تلك ستصبح بين الشعوب العربية والمحتل الإسرائيلي؛ شعوب ستكون قد تمكنت من التخلص من الأمية والاستبداد والوصاية لتخلص بذلك إلى أن حقيقة وجودها تتجسد في المشاركة الفعلية في بناء برنامج نضالها وتحمل مسئوليات تنفيذه دفاعا عن كرامتها كإنسان عربي لا يمكن فصله انطولوجيا وجغرافيا وسياسيا عن الفلسطيني كإنسان وأرض وجب تحريرها . إنه الوضع الذي إن تحقق، سيكون الكفيل بتحرير الأرض الفلسطينية بقيادة قوى مؤمنة بتحمل هذا العبء بكل جدية ومسئولية وأمانة مدروسة.إنه الوضع الذي تهابه القيادات العربية وكذا مجمل نخبها وبالتالي التهديد الفعلي للوجود الإسرائيلي والدول الكبرى صاحبة المصلحة في الدفاع عن إسرائيل الذي هو أساسا الدفاع عن مصالحها الخاصة في المنطقة. فتدمير المدن والقرى الفلسطينية عملية حدثت وتحدث على مرأى ومسمع القوى الغربية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبتحالف مع أشكال الدولة السلبية العربية وكذا نخبها لعرقلة أشكال الوعي الشعبي العربي الممكن والتغلب في المهد على كل أشكال الحراكات المناهضة لإسرائيل وباقي الدول الغربية الكبرى. وبؤرة هذا الخطر محددة جغرافيا وبشريا في الأرض والإنسان الفلسطينيين لما لهما من أهمية وتجارب نضالية وطموح باتجاه أنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عادلة؛ أو قل إنتاجية وإبداعية تكره الاستعمار وتعادي التسلط والاستبداد والاستغلال. هذا الإنسان الفلسطيني هو ما يهابه ويخشاه التحالف الاستعماري الرأسمالي الأمريكي/البريطاني/الفرنسي/الإسرائيلي وكذا القيادات العربية. لذا، تم عزل الشعب الفلسطيني وتدمير المدن والأرياف حفاظا على سكونية المنطقة؛ وبلغة أخرى نقول أنه في قمع وتخريب فلسطين يوجد قمع وتخريب الشعوب العربية لأن الفلسطيني بما يتميز به من تجارب محنكة ومواقف نضالية ومعرفة بالمكر الممارس على المنطقة ووعي بمعنى احتلال الأرض يعتبر، في حال حصول الاستقلال، القوة الأكثر حنكة وفاعلية في إسقاط التسلط والاستبداد في مستوييه الداخلي والخارجي وبالتالي القوة القادرة على تحقيق النمو والتنمية والحرية والعدالة.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العربي ما زال سجين كهف أفلاطون!
- جدلية الواحد العددي بعبع الدولة العربية
- اللغة الماكرة عكاز أشكال الدولة السلبية العربية
- - المكان - المغربي كوجود لغوي
- فدرالية اليسار الديمقراطي وقضايا -أمكنة- المجتمع المغربي
- راهنية -المكان-السياسي بالمغرب حكومة ضعيفة،وجي8 جديدة هجينة، ...
- السياسة والدولة بين اللبس والالتباس
- نحو تصور للتناقض بين السياسة والدولة
- في مادية ظاهرة الانتفاضات العربية
- في مادية ظاهرة الانتفاضات عالميا
- الحكومة بدون فلسفة هدر للطاقات البشرية والطبيعية
- سوريا جنيف2 أو إقبار النظام العالمي الأحادي القطبية
- سوريا بين الاقتتال والضربة الأمريكية
- السلطة القضائية في المغرب: استمرار الحال وشكلية الاستقلال
- السلطة التنفيذية في المغرب: شكلية الجهاز والجهل بدلالة الشعب
- المؤسسة التشريعية المغربية والإلغاء المجازي للشعب
- دلالة تجاوز الشعب المصري مرحلة الإخوان المسلمين
- في الدستور المغربي الجديد2011
- هل المغرب دولة المؤسسات؟
- الفلسفات السياسية لليسار: الشغل حق مقدس ج1


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر