يهودا عميخاي - أريد أن أموت في سريري - ترجمة ماجد الحيدر

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)

الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 01:12
المحور: الادب والفن
    

أريدُ أن أموتَ في سريري
شعر: يهودا عميخاي
ترجمة ماجد الحيدر

طوالَ الليلِ.. كانَ الجيشُ
يأتي من الجِلجالِ (1)
لا لشيءٍ إلا
ليبلغَ ساحةَ القتلِ.
وعلى الأرضِ كان الموتى
راقدينَ بالطولِ والعرضِ.
أريدُ أن أموتَ في سريري أنا.
...
كانت عيونُهم غريبةً
مثل كوىً في زنزانةٍ
دائماً أنا القِلَّةُ.. دائماً همُ الكَثرةُ.
نعمْ، عليَّ أن أجيبَ:
قد يستجوبونَ رأسي، ولكنْ ..
أريدُ أن أموتَ في سريري أنا.
...
كانتِ الشمسُ في جَبعونَ .. واقفةً لا تريمُ (2)
إنها ترحّبُ بإلقاءِ الضوءِ
على الذين يقاتِلونَ ويُقتُلونَ.
قد لا أرى زوجتي
حينَ يُراقُ دمُها، لكنني..
أريد أن أموت في سريري أنا.
...
شمشونُ كانت قوتُهُ
في شعرِهِ الفاحمِ الطويل
أما أنا فقد جزّوا شعري
يومَ جعلوني بطلاً.. بحُكمِ الاضطرار
وعلّموني أن أمضيَ للأمام.
بيد أني.. أريدُ أن أموتَ في سريري أنا.
...
قد علِمتُ أنك تقدرُ أن تعيشَ،
وتملأَ بالمسراتِ عرينَ أسدٍ،
إنْ لم تجد غيرَه من مكان.
لكنني لا أمانعُ في
أن أموتَ وحيداً.. أن أموتَ، ولكن
أريدُ أن أموتَ في سريري أنا.

هوامش:
(1) الجلجال: كلمة عبرية معناها "متدحرج" وقد تعني "دائرة"وتشير في العهد القديم الى عدة مواضع منها موضع أول معسكر للإسرائيليين بعد عبور الأردن ودخولهم أرض كنعان. وهنا أقيم نصب تذكاري من اثني عشر حجرًا أخذت من قعر النهر وأمر يوشع (يشوع) النبي بختان بني اسرائيل الذين لم يختتنوا خلال التيه بعد خروجهم من مصر. وفي هذا الموضع أيضاً تجمع الشعب حول شاول الملك لمواجهة أعدائهم الفلسطينيين قبل إحدى المعارك الكبرى.
(2) جبعون: المدينة الرئيسية للحوريين من أهل كنعان، جرت في موقعها، الذي يعرف حالياً بقرية الجيب شمال غربي أورشليم-القدس، العديد من المعارك والأحداث التاريخية، ويتحدث سفر يشوع عن تحالف أدوني صادق ملك أورشليم مع ملوك محليين ضد يشوع لكن بنو إسرائيل استطاعوا هزيمتهم، وعندما مالت شمس النهار إلى المغيب ولم يفرغ بنو إسرائيل من قتل أعدائهم، أمر يشوع: يا شمس دومي على جبعون، ويا قمر على وادي أيلون، فدامت الشمس ووقف القمر حتى "انتقم الشعب" من أعدائه!.

#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل