أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - المشاكس















المزيد.....

المشاكس


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


المشاكس
-----------
كنت في المرحلة الابتدايية مابين الصف الاول والرابع بمدرسة مختلطة .. وكنت مجتهدا .. وبسبب انتقال سكن اهلي الى ركن الدين انتقلت الى احدى مدارس الحي الجديد .. وهنالك تغيرت من ولد شاطر هاديء ومهذب الى ولد كسول مدرسيا .. فقد عاملني الاولاد على اني غريب .. وكانو يعيروني ببيئتي الفلاحية .. وإنني لست ندا لهم ... فتحولت الى الولد الشقي والعنيف ..
ففي احد الايام وبعد عراك بيني وبين عدد من الاولاد في داخل المدرسة .. طُردت انا ولم يُطرد اي ولد غيري ممن تشاجرت معهم ..
مع ان احد أسناني تعرض للكسر .. فحقدت على كامل المدرسة .. وقد كنت يومها بالصف الخامس الابتدائي .. فما كان مني الا ان قمت بتجميع كمية كبيرة من الحجارة على الرصيف المقابل لباب المدرسة .. وبينما كان التلاميذ ينصرفون .. ..فاجاتهم باحجاري تنهال على الجميع .... بما فيهم المعلمين واجبرتهم جميعا على العودة الى داخل المدرسة ولم اسمح لاحد بالخروج .. وصار احد المعلمين يخاطبني من خلف الباب .. وطالبني بالابتعاد وهددني باستقدام الشرطة .. قلت له انكم تظلمونني ولا تحاسبون التلاميذ الذين يسيئون الي وهم اجبروني على مشاجرتهم .. لقد تكاثرو علي وانا وحيدا و كنت ادافع عن نفسي ..
قال لي ابتعد ووحياتك لاخذ بحقك اذا كنت على حق .. بقيت حابساً المدرسة لمدة ساعتين .. ثم جاء المدير عبد المناف سحلول ..
قال : ارمي الحجر من يدك ياولد .. قلت له لن ارميه اذا لم تعيدو لي حقي ..
قال : خلص يا ولد تعال غدا وداوم وقابلني باول باحة ..
ابتعدت عن المكان ورجعت بسرعة للاختباء بمنزل شقيقتي الكبيرة ولم اقل لاحد من اهلي اي شيء عما حصل معي
في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة لابسا صدريتي المتسخة .. والتي حجبتها عن امي كي لا ترى ماعليها من دماء ..
دخلت المدرسة .. كانت نظرات بعض التلاميذ نحوي غير ودية .. والبعض خائف مني .. والبعض اصبح يريد التقرب مني ظناً منهم باني .. قبضاي .. ويمكن مدعوم ..
حضرت الدرس .. لم افهم منه اي كلمة .. سالني المعلم بعض الاسئلة لم اعرف الجواب ... قال لي كمان كسلان ..؟
قابلت المدير .. وتفهم مشكلتي .. وقال لي : احضر الدروس واجتهد وبدي ياك تكون شاطر
امضيت العام باسوأ مستوى دراسي لي منذ دخولي المدرسة ونجحوني الى الصف السادس بالمساعدة ..
كبرت ودرست الجامعة . ..
في العام 1978 بينما كنت اخدم عسكريتي محققاً بالامن .. وجدت بالفرع الذي انا به احد المعتقلين .. ناداني .. ابو سمرا ..
التفت اليه .. شاب طويل ممتلىء الجسم نظراته حادة .. لم اعرفه في البداية وانما استشبهت به باني عرفته .. قال لي عرفتني ..؟
قلت له .. اي عرفتك .. بتلك اللحظة عرفته تماما .. هذا هو الذي دفعني من اعلى الدرج عندما تشاجرت مع بعض تلاميذ المدرسة الابتدائية .. وتسبب بكسر باسناني .. انه عبد الوهاب الاكثر ايذاءاً لي عندما كنت في الصف الخامس .. عانقته .. وقلت له ماهي مشكلتك ..؟ ..
قال لي انا من. تنظيم ايلول الاسود ..
قلت له اي وشو عامل .. قال ولا شي مابعرف ..
ثم قال ممكن تساعدني .. ؟
قلت له طبعاً .. اذا كنت استطيع ..
قال ممكن تخبر ابو علي حسن سلامة ببيروت باني موجود هنا وهو سيتصرف .. قلت له .. تكرم وفي داخلي أردت الانتقام من عبد الوهاب .. لقد وقع بيدي .... ولكني بعد يومين .. لم يطاوعني قلبي با لا أساعد عبد الوهاب .. نزلت الى عند عبد الوهاب ..في القبو .. وسألته هل ينقصك اكل او ملبس وساحضره لك .. قال .. القبو بارد واريد كنزة فقط
خلعت كنزتي والبسته اياها رغما عنه لانه رفض بالبداية ..
واخبرت ابو علي. حسن سلامة بعدها ... قال طيب ساتصرف ..
تسرحت من الجيش ورجعت الى وظيفتي المدنية .. .. وبعد ثلاثة سنوات تفاجأت بان طائرة ركاب مدنية تم اختطافها وتم إجبارها على الهبوط بمطار دمشق الدولي .. ..
وان عبد الوهاب هو زعيم الخاطفين .. وبينما كنت أتابع الأخبار في المساء ...وردني اتصال ... وإذ المتصلة بي زوجة عبد الوهاب .. ولا اعرف من اين اتت برقمي ..
لتخبرني بان عبد الوهاب محتجز طائرة .. وطلبت مني التدخل وان اطلب بان اكون مفاوضا بينه وبين السلطات السورية ... وان عبد الوهاب يمكن ان يقتنع معي .. فأنقذ الطائرة .. ثم قالت لي ...
اعتقد انك تستطيع إقناعه بترك الرهائن على الأقل ..
قلت لها: انا تسرحت من الجيش منذ سنوات ..
ترجتني ان اتدخل عبر اصدقائي ..
قلت لها سافعل ..
ذهبت في الصباح الى الفرع الذي كنت به .. وقلت لرئيس الفرع انا اعرف كيف اقنع عبد الوهاب بالاستسلام .. واقناعه بترك الطائرة .. وان يكون الحل بيد السلطات السورية ..
للاسف رفضوا تدخلي .. واعتبروني متطفلا واني ابخس حقهم وانزل من قيمتهم في تدبير الحل ..
رجعت الى البيت واتصلت بزوجة عبد الوهاب .. قالت لي
اريدك ان تزورني بالبيت عندي صبي وبنت واريد التحدث اليك مطولا ..
ذهبت الى بيتها .. بيت متواضع ملحق على السطح ... قالت لي ..
عبد الوهاب سينتهي .. وإذا استطاع الإفلات .. فانا لم أعد أطيق العيش معه .. انا من واجبي ان اطلب تدخلك كرمى لهذين الطفلين .. ولكني غير مرتاحة بالعيش مع عبد الوهاب .. ثم قالت اريد ان أطلقه .. انه شرير ..
وهو بالرغم انك ساعدته لكنه لا يحبك وإذا تمكن منك فانه لن يرحمك ..
اتمنى ان لا يُقتل .. بالرغم انه ومهما طال به الزمن فان مصيره القتل .. فهو يقوم باعمال جميعها اجرامية ليس لها اي هدف .. ..
هو مصر على السير بهذا الطريق ..
فانا اريد الطلاق منه ..
قلت وما شاني في الامر ..؟
قالت اريد مساعدتك .. بان تخفيني عن عبد الوهاب واريد ان اربي اولادي من دونه ..
اريدك ان تخرجني الى لبنان ومنها ساغادر الى السويد ..
رجعت لمتابعة اخبار الطائرة و عبد الوهاب وبعد مفاوضات معه .. فقد استطاع رئيس مكتب الأمن القومي اللواء ناجي .. ان يقنع عبد الوهاب بان يترك الطائرة بسلام مقابل مبلغ من المال والسماح له بالخروج سالما من سوريا ..
اتصل المسؤولون السوريون مع كثير من الدول كي تقبل بلجوء عبد الوهاب اليها .. لكن اي بلد لم تقبل بذلك ...
وبعد ان عرف عبد الوهاب ذلك بان مطالبه لن تتحقق بدفع فدية مالية .. والسماح له بالعيش بإحدى الدول ...
فقال : معكم مهلة 12 ساعة ان لم ينفذ طلبي فاني سافجر الطائرة بمن فيها ..
في تلك الاتناء .. كان هنالك تحضير لاقتحام الطائرة من قبل قوات خاصة سورية ..
وهكذا وتحت جنح الظلام من اليوم الرابع لوجود الطائرة في المطار ..
نجحت القوات الخاصة السورية باقتحام الطائرة قبل ان يفجرها عبد الوهاب .. واعتقل عبد الوهاب ..
ذهبت لأراه .. فلم يُسمح لي ومن بعدها اختفى اثره نهائيا الى اليوم ...
زوجة عبد الوهاب تراجعت عن مغادرتها وبقيت في منزلها وتابعت حياتها وتزوجت من رجل اخر يعمل بتجارة الألبسة .. لكنه فاشل .. وهو يخسر دائماً ..وتراكمت عليهم الديون .. وقررت الطلاق للمرة الثانية ..
واخر مرة شاهدتها .. وتحدثنا .. وعند الوداع .. ابتسمت وقالت لي :
يا مجنون !!!!!!!!



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا .. خيال
- أمومة
- القناص
- هويتي
- خيانة
- طائرة الورق
- السجين
- الرصيف 52
- شباب حارتنا
- البصارة
- وطنية
- رسالة شوق
- قوة مزيفة
- الطائر المهاجر
- حنين
- نفاق
- رحلة ما بعد الموت
- لن اعود
- يوميات موظف
- بعد الغياب ..


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - المشاكس