أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة.














المزيد.....

ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)...
لوحةٌ خالدة خطها نبي الله نوح "عليه السلام"خلال مسيرته الطويلة "ألف سنة إلا خمسين عاما"، تعكس لنا حقيقة الصراع بين دعاة الخير وعُبّاد الشر، بين من يريد الإنقاذ دونما أجر يبتغيه إلا مرضاة الله، ومن يريد الهلاك،،، مواصلة النصيحة، يقابلها مواصلة الأعراض عنها،،، إصرار على النصيحة، يقابله إصرار على النفور والفرار والعناد والاستهزاء، تحيُّن كل فرصة من اجل الدعوة والنصيحة وكل الأساليب: دعوة جهارا، ودعوة إسرارا، ومزيج بين الإعلان والإسرار، يقابلها تفنن في العناد والاستكبار: وضع الأصابع في الأذان حتى لا يطرق مسامعهم صوت الإنقاذ والسلام والأمان، ستر الرؤوس والوجوه بالثياب....
في نهاية المطاف صنع سفينة النجاة، ولم يركب معه إلا قليل، فغرق من أبى وفر ونفر وعاند واستكبر، ليصل إلى المقر الذي بناها بيديه.
هذه اللوحة تجلت وتجسدت في العراق مع بعض الاختلافات التي فرضتها العوامل والظروف، فداعيةُ الخير اليوم والذي يمثل الامتداد الحقيقي لخط الأنبياء، يدعوا قومه ليلا ونهارا، جهارا وإسرار، فلم يزدهم دعائه إلا نفورا وفرارا وعنادا واستكبارا واستهزاءً، وطعنا وسبا وشتما واتهاما، واعتداءً وعدوانا وقمعا وتشريدا وتطريدا، وسجنا واعتقالا وتعذيبا، وحرقا وتهديما للديار والبيوت والمساجد، وقتلا وحرقا للجثث وسحلها بالشوارع، وغيرها من الممارسات الوحشية التي لم تسمع بها إذن، ولم ترَها عين، ولم يخطر على قلب احد من قوم نوح المعاندين، ولا غيرهم، وهذا من احد الاختلافات بين قوم نوح النبي وقوم نوح العراقي...
قبل الاحتلال وما بعده والى الآن، يواصل نوح العراق مسيرته ومنهجه المعتدل في الدعوة إلى الخير والعلم والوحدة والسلام والتعايش السلمي...، ورفض الطائفية والتكفير والتطرف والعنف والقمع والتهميش والفساد والتهجير...، وينصح ويرشد ويوجه وينبه ويحذر من المخاطر الآنية والمستقبلية، ويضع الحلول ويطرح المبادرات من اجل إنقاذ العراق وشعبه، بل والشعوب العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، ، صنع لهم سفينة النجاة والخلاص، سفينة الوطن والولاء له، سفينة العلم والسلام والتعايش السلمي، وحذرهم من الغرق في طوفان الطائفية والدماء والركوب في سفينة منتلحي التشيع ومنتحلي التسنن، وما كان جواب القوم الذين نصبوا أنفسهم قادة وزعماء ومسؤولين وملحقاتهم إلا النفور والعناد والاستكبار والعدوان...
لا نستطيع هنا سرد مواقف نوح العراق المرجع الصرخي الحسني وقراءته وتشخيصه وطروحاته وحلوله ومبادراته التي اثبت الواقع والتجربة بكل وضوح صحتها وتماميتها، لكن نشير إلى واحد منها يتعلق بموقفه الواضح والصريح بضرورة تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، وحذر من خطورة رفض تسليحهم بذريعة التقسيم، لعدم وجود الملازمة بين الأمرين حيث قال :
((..ليكن كلامنا وتوجهاتنا كلها منصبّة على تسليح من يحتاج التسليح من أهلنا في الشمال او أهلنا في الرمادي او الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن أو التشيّع))، معتبرا إن رفض التسليح يعني ارتكاب جريمة حرب جماعية بحقهم، بقوله: (( المعترض ممن بيده السلطة والمؤثر فيها يكون متهما بجريمة الإبادة الجماعية لشعب اعزل مظلوم فالسلطة لا تسلحهم ولا تقبل ان يسلحهم احد فلا يبقى أمامه إلّا الموت فان بقوا في بيوتهم ماتوا بعمليات الثار والتصفية والقصف والاشتباكات ، وان نزحوا من ديارهم ماتوا على أيدي الغدر والخيانة))..
فكانت مواقف القوم الرفض والفرار والعناد والاستكبار الفارغ، والنتيجة تصاعد سريع في الجرائم والانتكاسات والهزائم، فكان سقوط الرمادي هو من احد نتائج رفض التسليح، ومن تداعيات المخطط المشؤوم الذي تحيكه إيران للسيطرة على الأنبار لتجعل منها درعا واقيا لها، ومصدر تهديد لخصومها، ولم تتوقف التداعيات المهلكة التي افرزها رفض التسليح عند حدود الرمادي بل صرنا نسمع عن تقارير إخبارية وعسكرية عن تقدم "داعش" إلى مناطق أخري وخصوصا في حزام بغداد...
ويستمر مسلسل الانتكاسات والهزائم والجرائم، مادامت الأساليب والمناهج نفسها، والقيادات ذاتها، كما قال نوح العراقي السيد الصرخي : (( فالمعارك كانت ولا تزال خاسرة وستبقى خاسرة مادامت نفس الوسائل والمخططات والأفكار والقيادات موجودة ومادام المنهج هو نفس المنهج الطائفي العنصري التكفيري)).
ويبقى الخاسر الوحيد في هذه المعادلة هو العراق وشعبه...



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازحون بين مواساة علي الكرار.. وانكفاء السيستاني.
- شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.
- مُندَّسون أخيار...ومُندَّسون أشرار.
- تسليح الشرفاء دَرأً للخطر المهلك..أم أكذوبة المصالحة.
- نزيل السجون وقتيل الوشاية...ماضي مستمر في العراق.
- الزعامات الدينية الإيرانية وحلفاؤها..والصور الأربعة.
- عندما تظهرالعبقرية... يتآمر الأغبياء ضدها.
- التسليح وسقوط الأقنعة.
- أين السيادة... يا أصحاب السيادة؟!.
- التسليح... ودموع التماسيح.
- التلازم بين التسليح والتقسيم وهم وخداع.
- المعترضون على التسليح في قفص الإتهام.
- دمٌ يُراق بين ناظم الثِرثار والقائد الثَرثار.
- القرآن الكريم والفكر المتين... مصدر إزعاج المُفلسين.
- النتائج الكارثية شاهد على سقوط الفتوى الطائفية، جرائم تكريت ...
- مقارنة موضوعية...الخليفة الثاني والمسؤولون في العراق
- يا رئيس الوزراء، لقد حذرتكم المرجعية الرسالية ولكن...
- الطفل عامر الفلوجي يفضح الطائفين.
- عندما يكون التحقيق علميا تتلاشى الأساطير.
- التاسع من نيسان...انقلاب الموازين وسحق القيم.


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - ما بين نوح النبي ونوح العراقي .. ما أشبه اليوم بالبارحة.