القرآن الكريم والفكر المتين... مصدر إزعاج المُفلسين.

احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الصراع بين العلم والجهل وعلى طول الخط اخذ صور متعددة ومورست فيه أساليب ووسائل مختلف، وهذا التعدد والاختلاف أحادي الجانب، لأن أهل العلم خطهم ومنهجهم واحد وثابت، هو منهج الحقيقة والصدق والدليل والبرهان والأثر العلمي والحوار والمجادلة بالحسنى، أما أهل الجهل فمناهجهم متعددة وأساليبهم متنوعة ومواقفهم متقلبة، فرضتها عقدة العجز عن مواجهة العلم بالعلم ،وتنطلق من دائرة المكر والخداع والتضليل والقمع، وتاريخ الصراع يكشف بكل وضوح هذه الحقيقة.
المفروض أن تكون الساحة الحوزوية، ساحة علم وحوار، واختلاف علمي ومناقشات ومناظرات علمية، تُنَّمي العقل والفكر، وتغذي الروح، وتثري الساحة بالنظريات والأطروحات الأكمل والأتم والأنجع، لكن ما حدث ويحدث في الوسط الحوزوي، لهو امتداد حقيقي للأساليب والوسائل القذرة التي استخدمها خط الجهل وأئمته في محاربة خط العلم وحملته، مع تجدد وتنوع في كثير منها لدرجة أنها لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع بينهما.
هنا نسلط الضوء على صورة من صور أساليب الحرب التي شنها أئمة الجهل من مشركي قريش على نبي الرحمة ورسالته، ومن ثم نحاكي الواقع ونربطه بالماضي حتى تتتضح لنا حقيقة التشابه بين الأساليب، فعندما عجز المشركون عن مواجهة القرآن الكريم، صار مصدر إزعاجهم وأربكاهم، فأقضَّ مضاجعهم، وكشف عن عورتهم، وراحوا يمارسون كل أساليب الطعن والسب والتشويش، وأخذوا يتواصون بينهم بافتعال ضجة عالية وصياح منكر وصفير وصفيق عندما يُقرأ القرآن، حتى لا يصل إلى سمع أحد وقلبه فيؤثر فيه، وفي ذلك قال الله عز وجل : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فصلت/26 ، كذلك مرجعية الفراغ العلمي أزعجتها وأربكتها البحوث الأصولية والفقهية ودعوى الإجهاد والأعلمية ( المسندة بالدليل) ،التي أصدرها السيد الصرخي وغيرها من المؤلفات والمحاضرات التي ألقاها ويلقيها سماحته، لأنها لا تمتلك بحوثا، لا في الأصول ولا بالفقه، ولا في غيرها من العلوم، وهذا بدوره سيكشف عن عورتها وفراغها العلمي باعتبار أن هذا الأمر يفرض (ضرورةً) حالة التباين والتمايز والمقارنة بينها وبين مرجعية السيد الصرخي ، ومن قبله الشهيد الصدر الثاني، وسيثبت (بداهةً) افتقارها للدليل والأثر العلمي، ومن الطبيعي إن ذلك الإرباك والإزعاج يسبب إرباكا وإزعاجا لمن يدعم المرجعية ويقف ورائها وصنعها وجعلها قطبا أوحدا تدور حوله رحى الشيعة، ولهذا قررت المرجعية أن توقف هذا الخطر بكل الوسائل والأساليب الغير شرعية والغير علمية والغير أخلاقية، ومنها هي إن تمارس أقبح الصفات التي يرفضها الشرع والأخلاق وكل الديانات والأعراف حتى غير السماوية، بل حتى الجاهلية، لأنها خلاف المروءة والرجولة والشهامة...، وهي الوشاية، بأن توشي وابنها ومن يمثلها بالسيد الصرخي وترفع الشكاوى والتقارير ضده لنظام صدام، كما فعلت مع الصدر الثاني، وهنا أيضا لابد من إلفات النظر إلى مفارقة مهمة، بين ردة الفعل، فالمشركون كانت ردة فعلهم الضجيج والصفير والتصفيق للتشويش، أما المرجعية فردة فعلها هي الوشاية من اجل القتل والتصفية!!!!!!.
لقد أشار المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني إلى هذه القضية في الحوار الذي أجرته معه جريدة الشرق الأوسط بتاريخ: 18 أبريل 2015، في سياق جوابه عن احد الأسئلة التي وجهته له الجريدة حيث قال سماحته:
((أنا اعتقلت ثلاث مرات من قبل النظام السابق نظام صدام ، والسبب وشايات وشكاوى من المرجع السيستاني وابنه ومن يمثله شخصيا باتصالات مباشرة مع قصي وعدي وضباط الحرس الخاص...والتهمة هي نفس التهمة التي سجّلت على سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر الثاني رحمه الله وتسببت في اغتياله... والتهمة هي تسبيب الازعاج للمرجع السيستاني بادّعاء الصدر وادّعائي الاجتهاد والاعلمية وإصدار البحوث الأصولية والفقهية الى الساحة العلمية والأسواق وهذا يربك ويزعج مرجعية الوشاية والفراغ العلمي التي لا تمتلك أي اثر علمي لا فقهي ولا أصولي ولا غيرها من علوم ...وهذا الإرباك والإزعاج للمرجعية يعتبر إرباكا وإزعاجا بل وتهديدا لنظام صدام وأمن العراق بل وأمن العرب وإسرائيل والغرب والاميركان من حيث انخداعهم ان وجودَ ودعمَ وبقاءَ تلك المرجعية ضروري لوجودهم وأمنهم القومي لانه يخلق التوازن مع مرجعية قم ايران ولكي لا تنتقل السلطة الدينية من العراق إلى إيران...ولكن هذا تفكير الأغبياء.!! وبعد هذا هل نتوقع ان تكون الفتوى خارج الإرادة الإيرانية ومصلحة امبراطوريتها المزعومة ؟!!!)).
نص الحوار كما ورد في موقع الصحيفة
http://cutt.us/LsPn

#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات