أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - هل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟














المزيد.....

هل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجرت المترجمة ميّادة سامح عدداً من اللقاءات الصحفية مع مثقفين وكتاباً عراقيين، كان كاتب هذه السطور هو أحدهم، وقد تمحورت هذه اللقاءات حول سؤال العودة إلى الوطن، والأسباب التي كانت تحول دون عودة المثقف العراقي إلى وطنه. وقد نشرت هذه الحوارات في موقع " قناة العربية " ونظراً لأهمية الأسئلة المثارة من جهة، وأهمية ردود الفعل من جهة ثانية، فقد وجدت من المناسب، بوصفي أحد المُحاوَرين " أن نضعها بين يدي قرّاء " الحوار المتمدن " خصوصاً وأن هذا الموقع القيّم سوف يثير في الخامس عشر من هذا الشهر سؤال الديمقراطية، وما أفرزته الانتخابات العراقية من دستور أثار الكثير من ردود الفعل المتباينة، كما أنه اسهم في بلورة حكومة دينية لا تنسجم مع تطلعات العراقيين الليبراليين والعلمانيين. وفي الآتي نص الحوار:
*بعد سقوط النظام العراقي السابق توقع الكثيرون عودة المثقفين العراقيين إلى وطنهم، لماذا لم يعد المثقف العراقي إلى وطنه؟
ثمة أسباب ومسوّغات عديدة تمنع المثقفين العراقيين من العودة إلى وطنهم، ولعل أبرز هذه الأسباب هو الفلتان الأمني الذي شَهِده العراق غبَّ سقوط النظام الدكتاتوري السابق، وفشل الحكومتين المؤقتتين، سواء المُعيّنة من قبل الاحتلال أو المُنتخبة، في التعاطي مع الملف الأمني، بحيث غرق العراق، وما يزال يغرق يومياً في حمامات من الدماء لا سابقة لها في التاريخ الحديث. كما أصيب المثقف العراقي بحالة مؤسية من الإحباط العميق وهو يرى بأم عينيه أن المؤسسات الثقافية قد أصبحت " نًهباً " للأحزاب السياسية التي جاءت إلى السلطة عن طريق المحتل، وأقصتْ المثقفين العراقيين عن ميادينهم الحقيقية. وحتى هذه اللحظة لم تحظََ مفردة " ثقافة " بالمكانة المناسبة التي يجب أن ترقى إليها أسوة بالحقول المعرفية الأخرى. ولو تتبعتِ جيداً أنشطة وفعاليات وزارة الثقافة والإعلام خلال العامين المنصرمين لوجدتِ أنها لا تشكّل حتى نسبة الجزء العائم من جبل الجليد. فإلى أين يتجه المثقف العراقي، وصوب أية جهة مليئة بالمخاطر يُيمّم وجهه؟ بعض المثقفين العراقيين الذين عادوا إلى العراق، وتسنموا مناصب إدارية درّت عليهم رواتب مجزية لكنهم تعرضوا لمحاولات اغتيال متعددة، وملاحقات لم تنتهِ حتى هذه اللحظة. إن العنف، والإرهاب الأسود، وغطرسة القطعات الأمريكية، وهيمنة الأحزاب التي كانت معارضة في السابق هي من بين أبرز الأسباب التي كانت وراء عزوف المثقف العراقي عن العودة إلى الوطن.
*هل أن طروحات النظام العراقي الجديد لا تتوافق مع منهج المعارضة العراقية على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي؟
إن طروحات النظام الجديد الذي يتألف أغلبه من الأحزاب العراقية التي كانت تعمل في صفوف المعارضة العراقية في الخارج أغلبها طروحات قاصرة، ولا تنّم عن وعي سياسي حاد. حينما وصلت بعض أحزاب المعارضة إلى السلطة وأبرزها " الدعوة " و " المجلس الأعلى " و " الديمقراطي الكردستاني " و " الاتحاد الوطني " و " الوفاق " و " الحزب الشيوعي "، و " الجبهة التركمانية " إضافة إلى بعض الأحزاب الصغيرة لمكونات الشعب العراقي الأخرى، لم تستطع هذه الأحزاب برمتها أن تلبي طموحات الشعب العراقي، كما أنهم لم يستقطبوا الأحزاب العراقية الأخرى التي كانت موجودة في الداخل، وبالذات الأحزاب الموجودة فيما يسمى بالمثلث السني، الأمر الذي أدى إلى تعميق الهوة بين العرب أنفسهم سنة وشيعة من جهة، وبين العرب السنة والأكراد من جهة ثانية. هذه التقسيمات لا يستسيغها المثقف العراقي أولاً، ولا تستسيغها أطراف المعارضة العراقية التي لم تعد أصلاً إلى الداخل لأن أدوارها كانت مهمشة سلفاً، ولأن المعارضة العراقية برمتها كانت قد وعدت العراقيين بتغييرات جذرية، وتحسين للأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية وما إلى ذلك، وإذا بالعراق يفقد كل شيء، مضافاً إليه نقمة الإرهاب الأسود، والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من جهة، والعنف الذي تمارسه القوات الأمريكية المعززة بالحرس الوطني. لقد أعلنت المعارضة العراقية أنها سوف تحل ميليشياتها غير المنظّمة ما أن تصل إلى السلطة، وعندما وصلت عززت هذه الميليشيات، وبدأت تفتك بالناس الآخرين لتزرع بذور الفتنة، وهذا ما لا يقبله العراقيون في الداخل أو عراقيو الخارج الذين كانوا برمتهم معارضين للنظام الدكتاتوري.
*هل عدم العودة يكمن في مخاوف تكرار تجربة بات يخشاها المثقف العراقي؟
لا بد من الإشارة إلى أن المثقفين العراقيين الموزعين في المنافي الأوروبية والأمريكية والكندية والأسترالية وغيرها من بلدان اللجوء قد تعودوا على حياة حضارية جديدة تحترم الإنسان، وتقدس الطفولة، وتضمن للجميع حقوقهم وواجباتهم وكرامتهم. فمن الصعب أن يجازف هذا المثقف الذي كان منسياً ومهمشاً وجائعاً في كثير من الأحيان أن يفرط بهذه الامتيازات، ويعود إلى بلد ليس فيه أمان أو ماء أو كهرباء أو عناية طبية لائقة. والشيء الأكثر أهمية، من وجهة نظري، أن الأحزاب المتحالفة " الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني " غير قادرين على ضبط زمام الأمور، فمن المؤكد أن المثقف قادر على التنبؤ بما سيحصل لهذا البلد من محن وكوارث جديدة، لذلك فالخشية من احتمالات تدهور الوضع الأمني قائمة، والدليل أن مسلسل الاغتيالات جار على قدم وساق، وقد تنشب حرب أهلية، لا سمح الله، في أي وقت إذا ما فقدت الناس أعصابها، فهل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج باز شمعون ل - الحوار المتمدن -: أعشق سينما الحقيقة، و ...
- المخرج السينمائي قاسم حول لمجلة - العربي -: السينمائي يحتاج ...
- مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتل ...
- - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا م ...
- شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار ...
- مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في ...
- الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة ...
- الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر ...
- ملف الأدب المهجري العراقي
- حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل ...
- مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف ...
- الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير ...
- الروائي العراقي سنان أنطون لـ - الحوار المتمدن -: البنية في ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - ألف ليلة وليلة -: التشخيص ...
- - يوم الاثنين - شريط روائي قصير للمخرج تامر السعيد، حكاية مف ...
- خطورة البعد الرمزي حينما يرتدي حُلة الوعظ والإرشاد في - فستا ...
- الروائي العراقي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بوصلة ال ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بعد وفاة غائب قي ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: وضعت حياتي كلها ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: نحن الكتاب عائلة ...


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - هل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟