أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا مويلو: حينما تغدو الحركة بديلاً عن الحكاية














المزيد.....

- الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا مويلو: حينما تغدو الحركة بديلاً عن الحكاية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


لا بد من الإشارة إلى أن مسرحية " فيرميكلوس " تمثيل وإخراج الفنانة الفنلندية إيفا مويلو هو شكل فني يجمع بين رقص الباليه، والأداء المسرحي، غير أنه يستعيض عن الحكاية بالحركات التعبيرية الدالة التي تقول أشياء كثيرة مهمة قد لا تفلح اللغة المنطوقة في الإفصاح عنها أو تجسيدها على خشبة المسرح. وقبل الخوض في تفاصيل هذا العرض المسرحي الراقص لا بد من تسليط الضوء على عنوان المسرحية " فيرميكلوس " وتعني باللاتينية " الدودة الصغيرة " وخاصة حينما تكون في وضع متحرّك تذكرنا بحركة الديدان المعوّية! ولكن هل ثمة علاقة بين رقص البالية وحركة هذه الدودة الصغيرة التي تبدو شيئاً تافهاً، ضئيلاً لا معنى له؟ منْ شاهد هذا العرض سيلتقط الإجابة بشكل سريع لأن المخرجة أرادت أن تقول إن كل الأشياء لها دلالتها في الحياة، سواء أكانت هذه الأشياء عظيمة أو تافهة، ولكن منْ الذي يقرّر هذه الدلالة، ومنْ سيحسم أمر المعنى بالنسبة لنا سواء في عمقه أو سطحيته؟ وكيف نقيّم الأشياء التي تحيط بنا؟ وكيف نعرف ما هو هام، وما هو عديم الأهمية؟ وربما يكون السؤال الأشد وخزاً وإلحاحاً هو: هل يعتبر مُتلقي هذا العرض نفسه كائناً بشرياً ذا فائدة ما، أو نفع محدد طوال رحلته الحياتية التي تبدأ بصرخة احتجاج وتنتهي بصرخة يأس هامسة قد لا يسمعها أقرب الناس إليه وهم يسدلون أجفانه على عينيه المرعبتين لحظة مواجهة شبح الموت، ومغادرة الحياة إلى الأبد؟ أسئلة من هذا النوع هي التي تشكل عتبة الدخول إلى هذا العرض المسرحي الراقص الذي شدّ كل من تفرج عليه في مسرح في مسرح " ثريا السقّاط " في الدار البيضاء. يبدأ العرض المسرحي بحركات رياضية شديدة الرشاقة والإتقان، مصحوبة بصرخات قوية دالة تكشف عن فرح المؤدية بتحقيق هذه الحركات المرنة الناجمة عن استجابة أعضاء الجسد برمته، ثم سرعان ما تأخذ هذه الرقصات بُعداً تعبيرياً. ولو تتبعنا خيوط الحكاية التي ستستعين بالحركة منذ البدء، لوجدنا أن الممثلة الراقصة المُناط بها تأدية الدور في العرض المسرحي الراقص قد مرضت وأنها تعتذر عن عدم حضورها، هذا ما نسمعه من خلال جهاز تسجيل صغير وضعه أحدهم أمام المايكروفون، فتحل محلها الفنانة الراقصة آماندا التي تبدأ في الحال رقصها التعبيري الممزوج بالمرح والضحك والحيوية، وكأنها تعبّر بهذه الضحكات عن نجاحها، وإعجابها بما تقوم به من حركات دقيقة عبر إيقاع متساوق سريع، لكن هذا الإيقاع ما يلبث أن يتحول إلى حركات بطيئة وصامتة تكشف عن جوانب أخر من قدراتها التعبيرية، كما تسلط الضوء على حدّة التناقض بين جزئي العرض المسرحي، ثم تعاود نشاطها من جديد حينما تجلب معها لعبة ميكانيكية، وتتحرك معها حركة متساوقة لا نشاز فيها. وفي الندوة التي أعقبت هذا العرض " وأدارها وترجمها كاتب هذه السطور " قالت آماندا أن الجمهور الهولندي الذي شاهد العرض في أمستردام كلن يضحك، بينما الجمهور المغربي في الدار البيضاء كان يصفق في إشارة إلى اختلاف ذائقة الجمهور من بلد إلى آخر. وعلى رغم اختلاف التأثير من جمهور إلى آخر فإن الحركة كانت بديلاً ناجحاً عن سرد الحكاية التي يمكن لها أن تغيب عن هذا النص المسرحي الراقص على وجه التحديد. وجدير ذكره أن الفنانة إيفا مويلو قد قدّمت العام الماضي عرضاً مسرحياً راقصاً بعنوان " أصوات متعددة كثيرة لشخص واحد " وقد حققت نجاحاً منقطع النظير، واستطاعت أن ترسّخ اسمها في ذاكرة الجمهور الذي يصعب عليه أن ينسى عروض هذه الفنانة المبدعة، خفيفة الظل، والتي تتشبث بمخيلة المتلقي الذي لا يستطيع الفكاك منها بسهولة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار ...
- مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في ...
- الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة ...
- الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر ...
- ملف الأدب المهجري العراقي
- حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل ...
- مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف ...
- الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير ...
- الروائي العراقي سنان أنطون لـ - الحوار المتمدن -: البنية في ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - ألف ليلة وليلة -: التشخيص ...
- - يوم الاثنين - شريط روائي قصير للمخرج تامر السعيد، حكاية مف ...
- خطورة البعد الرمزي حينما يرتدي حُلة الوعظ والإرشاد في - فستا ...
- الروائي العراقي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بوصلة ال ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بعد وفاة غائب قي ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: وضعت حياتي كلها ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: نحن الكتاب عائلة ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في م ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: أشعر أن الكون كل ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: لا أميّز بين لغة ...
- المخرج رسول الصغير لـ - الحوار المتمدن -: أنا مغرم بالحكايات ...


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا مويلو: حينما تغدو الحركة بديلاً عن الحكاية