أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - ديالكتيك الفكر الإسلامي














المزيد.....

ديالكتيك الفكر الإسلامي


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 23:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الديالكتيك أو الجدل "بالمفهوم الهيجلي" : معناه أن ثمة متناقضات متصارعة ، وأن هذه المتتاقضات إفرازات ذاتية ، أن أية ظاهرة تفرز نقيضها . وينسحب هذا المعنى أيضا على عالم الفكر ، بمعنى أن أي فكرة تحمل في ذاتها عوامل نفيها ، أي أنها تتضمن في جوهرها فكرة أخرى مناقضة ومخالفة لها . والديالكتيك بهذا المعنى يسير في ثلاثة مراحل . أولا "الموضوع" أو "الفكرة" . ثانيا "نقيض الموضوع" أو "الدعوة المضادة" . ثالثا " مركب الموضوع" أو "المؤلف من الدعوة والدعوة المضادة" . ولنأخذ إذن من " فكرة الوجود" مثالا ربما تعيننا على فهم هذا المنطق . كأن نقول مثلا "إن الوجود موجود" ولكننا لا نلبث أن ننكر هذه الحقيقة فنقول "إن الوجود غير موجود" بمعنى أن العدم يكمن في ذات الوجود ، أو أن الموت يكمن في جوهر الحياة ، أو بمعنى أخر يمكن أن نقول _ أن الحياة من حيث هي كذلك تحمل في ذاتها بذور الموت_ . ثم ينتهي بنا الأمر إلى سلب تلك الحقيقة الإنكارية فنقرر أن "الوجود هو الصيرورة " ، على اعتبار أن الصيرورة مزيج من الوجود واللاوجود . يقول الدكتور زكريا إبراهيم " أن الشيء _ في نظر هيجل _ ليس كائنا في ذاته فحسب ، وإنما أيضا مغاير لذاته (أو مباين لذاته) ، ما دام يحمل في صميمه مبدأ نقضه أو سلبه" ويقول هيجل " إن التناقض هو مبدأ كل حركة وكل حياة ، وكل تأثير فعال في عالم الواقع" ( انظر الفصل الثالث _المنهج الجدلي_ من كتاب _هيجل أو المثالية المطلقة _ للدكتور زكريا إبراهيم ) .
ولكن يجدر بنا بعد هذه النظرة العابرة التي ألقيناها على مفهوم الجدل أو الديالكتيك عند هيجل ، يجدر بنا أن نتسائل . ما هي تلك العلاقة التي تربط بين مفهوم الديالكتيك والعالم الإسلامي ؟ كما هو واضح في عنوان المقال . أو بعبارة أدق يمكننا أن نتسائل ونقول : ما التناقض الكامن في العالم الإسلامي ؟
وأظن أن الجواب على هذا السؤال يكمن في صفحات كتاب "زمن الأصولية" للفيلسوف المصري الكبير د. مراد وهبة ، وبصفة خاصة في الفصل (20) وفي الفصل (37) . حيث يكشف لنا د. مراد وهبة "مستعينا بنفس المنهج الديالكتيكي الذي أشرنا إليه في مقدمة هذا المقال" عن التناقض الذي يكمن في صميم تراثنا العربي و الإسلامي . يمثل إحدى طرفي هذا التناقض فيلسوف قرطبة العظيم "ابن رشد" وعلى الطرف الأخر وعلى النقيض من ابن رشد بطبيعة الحال الفقيه "ابن تيمية" . ومن هنا يبدأ فيلسوفنا الإجابة عن السؤال الذي طرحناه أعلاه . ما التناقض الكامن في العالم الإسلامي ؟.
يقول : إنه كامن في العلاقة بين ابن رشد وابن تيمية ، أو بمعنى أدق ، يمكن القول بأن ابن رشد في القرن الثاني عشر أفرز نقيضه وهو ابن تيمية في القرن الثالث عشر .
كان الأول : يحث على إعمال العقل بحكم دعوته إلى تأويل النص الديني من أجل الكشف عن المعنى الباطن ، وكانت النتيجة الحتمية مشروعية الخرج عن الإجماع.
أما الأخر : فكان يحث على إبطال إعمال العقل بحكم دعوته إلى عدم مجاوزة المعنى الظاهر للنص الديني الأمر الذي أفضى إلى مساواة العقل بالحواس ، والذي أفضى بدوره إلى الإلتزام بالسمع والطاعة . وكانت النتيجة الحتمية عدم مشروعية الخروج عن الإجماع .
ويتسائل د. وهبه . ماذا كان دورهما في تحديد المسار الحضاري؟؟
يقول فيلسوفنا : بزوغ الرشدية اللاتينية ، بتأثير ابن رشد في العالم الغربي في القرن الثالث عشر ، والتي أدت بدورها إلى بزوغ عصر الإصلاح الديني وعصر التنوير (في أوروبا) ، وبزوغ الوهابية ، بتأثير ابن تيمية في العالم الإسلامي في القرن الثامن عشر ، والتي أدت بدورها إلى إجهاض أية محاولة لتأسيس عصري الإصلاح الديني والتنوير .
ومن هنا ينتقل د. مراد وهبه إلى مفهوم "التأويل" عند ابن رشد والذي كان يطبقه حينما يتعارض النص الديني أو بمعنى أدق "ظاهر النص الديني" مع العقل أو الحكمة أو الفلسفة . وقد دافع ابن رشد كثير عن مبدأ التأويل أمام الفقهاء المستمسكين بحرفية النص الديني ، حتى ولو تعارض مع العقل والفلسفة بل حتى ولو تعارض مع الفطرة السليمة والأخلاق والقيم الرفيعة كما هو حالنا اليوم . وهنا يطرح د. وهبه سؤالا كعادته. أين مكانة التأويل في الفكر الإسلامي والفكر الغربي ؟
يقول فيلسوفنا : للجواب عن هذا السؤال أستعين بإجراء مقارنة بين ابن تيمية وابن رشد . والدافع إلى اختيار هذين المفكرين من مفكري العالم الإسلامي مردود إلى أن ابن تيمية هو المؤسس الحقيقي للوهابية وللإخوان المسلمين ، وأنه هو الذي كفر ابن رشد وجعله هامشيا في العالم الإسلامي . حيث يرفض ابن تيمية التأويل ، أي يرفض إعمال العقل في النص الديني بدعوى أن التأويل يستلزم وجود معنيين للنص الديني أحدهما ظاهر ندركه بالحواس ، والأخر باطن نستبطنه بالعقل . وابن تيمية يكتفي بالمعنى الظاهر ، أي بالمعنى الحسي . لأنه لا خفاء في كل أيات القرءان ، وبالتالي فالعقل ليس بحاجة إلى تأويلها . ولا أدل على صحة ما نذهب إليه من أن ابن تيمية نفسه يقرر أن التأويل تحريف الكلم عن مواضعه ، ومخالف للغة ، ومتناقض في المعنى ، ومخالف لإجماع السلف .
أما ابن رشد فالتأويل عنده مسألة أساسية وهو يعرفه بأنه " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية " . ولكنه يشترط في الإستعانه به عندما يتعارض ظاهر النص مع الديني مع البرهان العقلي وعندئذ نطلب تأويله . والتأويل هنا يخرق الإجماع بالضرورة ، إذ لا يتصور فيه إجماع . ولهذا يمتنع تكفير المؤول . وكان لهذا المفهوم عند ابن رشد الفضل في بزوغ الإصلاح الديني في القرن السادس عشر في أوروبا . ففي بدايته أعلن لوثر أحقية الإنسان في "الفحص الحر للإنجيل" أي الحق في إعمال العقل في النص الديني من غير معونة من السلطة الدينية . ويقول جاليليو: إن تحت المعنى الظاهر لكلمات الإنجيل يكمن معنى مباين .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة الملطية . أول المدارس الفلسفية عند الإغريق . -مجموعة ...
- أنكسيمندروس [610 - 547] ق.م
- طاليس الملطي . أول الفلاسفة الإغريق
- مدخل الفلسفة اليونانية القديمة . عصر ما قبل سقراط .
- الإضطهاد الديني . وإغتيال الكلمة
- انتكاسة عقل
- جيوردانو برونو . والمحرقة
- محنة -ابن رشد-
- قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة
- هيباتيا . شهيدة التعصب الديني
- مبحث في الجانب الأبستمولوجي -نظرية المعرفة- في الفلسفة الحدي ...
- سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال
- أنكساجوراس . والحجر الأسود
- العلم والدين بين الفكر القديم والفكر الحديث
- نظرية المعرفة من منظور فلسفة ابن سينا
- الغزالي واهدار قيمة العقل
- العقل في فلسفة ابن رشد


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - ديالكتيك الفكر الإسلامي