أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة














المزيد.....

قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 02:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في عام -309- هجرية وفي بغداد أيام الخليفة "المقتدر" تم قتل "الحلاج" الفيلسوف والمتصوف المعروف بعد أن اتهم من قبل الفقهاء والعامة بالكفر والزندقة وخروجه عن صحيح الدين . وربما كان السبب الرئيسي لقتله هو اعتناقه مبدأ "وحدة الوجود" وهذا المبدأ الهندي الأصل يفترض أن جميع الموجودات من إنسان وحيوان ونبات وشجر وطيور وجماد وحتى الله نفسه كل هذه الموجودات متحدة في كيان وجوهر واحد ، وأن الله ليس شخصا خارجا ولا منفصل عنا بل هو "أي الله" يكمن في داخلنا ويحل فينا ، وهذا المذهب كثيرا من المتصوفة في جميع الأديان يؤمنون به ويعتنقونه . ولكن من وجهة نظر فقهاء بغداد في ذلك الوقت أن هذا الإعتقاد يقتدي القتل وحرمان شخص بريء من الإستمتاع بحياته لأنه خالف الأفكار والمعتقدات التي كانت سائدة في ذلك الوقت ، وفي عام -586- هجرية وفي ظل حكم "صلاح الدين" قتل "السهروردي" أيضا في قلعة في مدينة حلب بعد أن ترك دون شراب وطعام بعد أن وجهت له نفس التهمة "الكفر والزندقة" وهذه النعوت والأوصاف سينعت بها "كما الحال في مجتمعاتنا اليوم" كل من تسول له نفسه ويعتقد في لحظة أنه يستطيع أن يشذ عن القطيع ويتخذ له دربا مستقلا من دروب الفكر والإعتقاد .
وفي عام -488- ألف الإمام الغزالي كتاب "تهافت الفلاسفة" الذي كفر فيه الفلاسفة سواء فلاسفة اليونان القدامى وعلى رأسهم أرسطو وأفلاطون أو تلامذتهم من الفلاسفة العرب وعلى رأسهم "ابن سينا" وقد انتقد الغزالي الفلاسفة في "20" مسألة انتهى إلى تكفيرهم في "3" مسائل هم .
(1) القول بقدم العالم "أي أزلية المادة" .
(2) القول بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات .
(3) القول بأن الثواب والعقاب في الأخرة يعد نفسيا روحيا وليس جسمانيا . وهو يقصد بذلك "ابن سينا" الذي قال إن النفس إما سعيدة وإما شقية وهذا هو المعاد .
يقول الإمام الغزالي عندما كان يعطي كلا من الفلاسفة العرب واليونان نصيبهم من التكفير والزندقة يقول : ثم رد أرسطو طاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبلهم من الإلهيين ردا لم يقصر فيه حتى تبرأ من جميعهم إلا أنه استقى أيضا من رذائل كفرهم بقايا لم يوفق للنزوع منها .
فوجب تكفيره وتكفير من متفلسفة الإسلاميين كأبن سينا والفارابي وأمثالهما .
انظر ماذا قال عن الفن أيضا : وليتجنب (المسلم) صناعة النقش والصياغة وتشييد البنيان بالجص وجميع ما تزخرف به الدنيا فكل ذلك كرهه ذو الدين . ويقول : والصور التي تكون على باب الحمام أو داخل الحمام تجب إزالتها على كل من يدخله إن قدر فإن كان الموضع مرتفعا لا تصل إليه يده فلا يجوز له الدخول إلا لضرورة . فإن مشاهدة المنكر غير جائزة ، ويكفيه أن يشوه وجهها ويبطل به صورتها .
ومنذ هذه اللحظة قد تم إعلان موت "العقل العربي" في المشرق كما سيتم كتابة شهادة وفاة "العقل العربي أيضا" في المغرب عندما أصدرالخليفة "المنصور" في قرطبة منشور تحريم الفلسفة والعمل بها وأصدر قرار بحرق كتب "ابن رشد" ونفيه إلى خارج قرطبة . ومنذ هذه اللحظة التي تم فيها تكفير ونفي ابن رشد واحراق كتبه . تعيش الأمة العربية دون عفل تقريبا .
===============================================
*انظر كتاب "الفلسفة العربية والطريق إلى المستقبل" للدكتور عاطف العراقي .
*انظر كتاب "الفلسفة الإسلامية في الشرق" للدكتور فيصل بدير عون .
انظر كتاب "حرية الفكر" للأستاذ سلامة موسى .
*انظر كتاب "قصة الحضارة" لول ديورانت . المجلد الثالث "الهند وجيرانها" .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيباتيا . شهيدة التعصب الديني
- مبحث في الجانب الأبستمولوجي -نظرية المعرفة- في الفلسفة الحدي ...
- سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال
- أنكساجوراس . والحجر الأسود
- العلم والدين بين الفكر القديم والفكر الحديث
- نظرية المعرفة من منظور فلسفة ابن سينا
- الغزالي واهدار قيمة العقل
- العقل في فلسفة ابن رشد


المزيد.....




- تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية ...
- 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
- كيف يستثمر ترامب مديح الناتو لتكريس زعامته؟
- الاحتلال يعدم مسنة فلسطينية بالقدس ويصعد عدوانه في الضفة
- للمرة الثانية.. قائد فيلق القدس يتحدى شائعات اغتياله بظهور ج ...
- البيت الأبيض يرد على تقرير -نتائج ضرب إيران-
- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام المنفي - قتل الحلاج . وتحريم الفلسفة