أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - رسالة بدر إلي جابر ...















المزيد.....

رسالة بدر إلي جابر ...


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


من رسائل الأدباء :
الرسالة / الكتابة ، أتكون في وجهة جديد الشعر من يومذاك* ؟
-----------------------------------------------------------
رسالة غير شخصية إلي جابر :
* نقطتين فوق رأس بعض ، جملة في تبجيل الأشياء !
... ... ...

جئت " كسلا " *، لم أراك ، لم تكن هناك ...لم أراك !
تركت ورائي لقاءتنا العابرة ...
وأمسية لم تأت أبدا ,
و... غادرت !
لم أراك ، لم تكن هناك !
هي جملة
ضد التفاصيل باعثة الموات ...
مكررة رتم الغناء البليد ،
كما الرسالة كلها ،
جملة في تبجيل أنثي الأشياء ...
... ... ...
العزيز جابر :
تعال ، لاتخون الكتابة / الكتابة الأشياء / خلق النوم العميق عشية الصحو /
الكتابة الصحو / الموت الجميل /
الكتابة المحاولة / الصعد / الهتاف : آه لو تخرج
الكلمات كما هي
جائسة في الحس ،
عليها دم الوجدان ،
وبعض نسيجه !
- أزيال الجملة لوحتها -
... ... ...
تعال إلي حيث تخاف ,
إلي الطير ال يفزعك حين يرف بجناحيه ( فجأة ) ،
تعال إليه ، لاتحاول عبثا غلق جناحيه ...
تعال إليه / إليك / إلي ما تهرب منه : إليك!
ستلاقي المآتة حيا
يداعب ضاحكا القش الهش الذي صلب علي هيئته
وضاحكا يمضي يتقمص أناس كثر ماضون يضحكون من الأشياء التي يخافون !
... ... ...
أتنزه خارجا من كراسة العشق العتيق
- ال جديد ، ال يأتي
الدائم عندي ، ال من ن ي -
( أتري هذا الزهو – ال أنا -
زهوا بك أن لا تنظر في صفحة ماء ساكن
البحر والهواء الطلق لي مرايا
حشي الأشياء
لي مرايا !
... ... ...
أخرج إليك من دولة العشق ال شيدتها وحدي ، ( دونك ) – آه يادونك - ،
حين أغمضت عينيك حبا ،
( بعمي رفاقيا ) !
وهم يدلون إلي حلقي ماء بكر
ظنوه سداة تمنعني الغناء.
وأنا باعث الغناء أصلا
مدل الماء إلي البئر :
( أرتوي
الصخر
فنبع ) .
وأنت شاهد بسالتي : أني صائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــغ !
لا يحيط خصري تجــــــــــــــــــسيد ،
تأتي النصـــــــــــــــــوص بعــــــــدي ...
وأني أعرف اللـــــــــه لأني خـــــالق
... وحسك ضدك كان ( يصرخ ) وأنت مغمضا أذنيك تقرأني سرا
( تخبي السر عنك ) !
- قاتلك الله -
... ... ...
غادرت !
وأنهضت لك اللغة :
كنت أحلق المدن وأبعثها تغني في حضرتك ( القضارف ، القاهرة
دمشق ، جدة ... ) .
وفي السرب مرة – أتذكر – كان هناك عصفور أزرق أنجبته صبية
- أسميتها أنت الدمشقية – أغنتك ، فغنيت ، كتبت : (ما أجملك
حين تكتب / حين لا تخون الكتابة / حين تخرج من ك إليك ،
حين وحدة وشمول الأشياء تضع عظيمها في لفظ / حين نكون
ولا نكون . واللحظ يكون عالما أو ثقبا في الذاكرة ، ولكنك
أضعت الكتابات ( ال سميتها مع أخريات ب العقد الفريد ) أضعت العقد ،
أتري كيف تكشف الحدود عن عدمها ، تنتفي المسافة بين الأشياء – بين الخيانة والأهمال -
مثلا ؟
... ... ...
إذ أكتب إليك ( الآن ) :
أظل صاعدا علي ( بسالتي القديمة ) التي غنيتنيها مستعيرا بكاء " لوركا " في حب صديقه ،
مصارع الثيران القتيل ، موشمني ب السماحة ، السماحة ال أصيغ منها الآن هذا الأبد ،
ال أكتب إليك منها .
أكتب إليك ،
أقتص لك منك ،
أناديك : تعال لاتخون الكتابة ، تعال خارجا إلي الداخل ،
ضد الخواء والجفوة والجدب .
تعال حيث أنت ،
كن : حضرة تثقب نعل هذا الزمن الفج !
... ... ...
إذ أكتب إليك ،
كلماتك القديمة تأخذ ذاكرتي من يدها ، فأبادلك التحية : أتذكرك
حين تعتذر برقتك ( التي هي وجهك ) :
" خجلت من فقري ،
ذبحت لك الوريد ... " ،
حين تهتف ( في وقت التوجد ) :
" هذا أنبثاق سافر للجرح
أزميل الخراب
والدم يا ................!".
حين ، حين ،
حين يحاكيان ( الآن ) ، درويش وسميح ، تراسلنا القديم ،
حين ال حين ، وهذا الأبد ال ما يكرر!
لك يطل الضحي ، يهل السؤال القديم :
كيف حالك ، وكيف تبدو...
وكيف يبدو مذاق لسانك ؟
الشمس كيف حالها ،
وذلك الظل الضئيل منتصف
النهار خلف جدار المطبخ ؟
... ... ...
أيه ياجابر،
دعك من كل هذا ، سأحكيك سرا :
أن تتفرد عندي ، أن تستطيع – كما الآن – أخذي إلي الكتابة ،
إلي ( التحية التذكر ) : تصفح بعض أوراق شجر الليل الأزرق ، فذاك
ياصديقي مرده : ( ولاداتي المتتالية / موتي الدائم ال ذيله عنق ولادة ... )
ذاك : لأن النساء – وأنا ومنذ زمن خرافي أجوس حبل سرتهن من الحد
إلي الحد – لأنهن علمنني :
كيف أن أنا ما أستطعت لثم
شفاه ، لأن سلاسل مدلاة من السماء
تربطها إلي الحلق ، كيف أنساب حيا
عند نوابض تواصل حلقات السلسلة ،
لألاقي هناك نساء مخصبات للعشق ،
وعندهن سر عظيم!
وكيف أخرج من فمي ، وأنا علي حضنهن ال يقيني الموت ... !
... ... ...

أيها العزيز ... ،
مزق الرسالة كلها أن لم تسق لتحت لسانك مذاق
لنساء ينثرن أثوابهن علي مدي الأفق
وعلي طرز الثياب ينبت حقلا
تخرج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء ينثرن
أثوابهن علي مدي الأفق وعلي طرز الثياب ينبت
حقلا تخرج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء ي
نثرن أثوابهن علي مدي الأفق وعلي طرز الثياب ينبت حقلا تخرج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء ينثرن أثوابهن علي مدي الأفق وعلي ط
رز الثياب ينبت حقلا تخرج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء ينثرن أثوابهن علي مدي الأفق وعلي طرز الثياب ينبت حقلا تخر
ج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء
ينثرن أثوابهن علي مدي الأفق وعلي طرز الثياب ينبت حقلا تخرج من براعمه قنان لخمر عتيق ونساء
ينثرن أثوابهن علي مدي الأفق
وعلي طرز الثياب ينبت حقلا تخرج من براعمه قنان لخم
ر عتيق ونساء ينثرن أثوا
بهن علي مدي الأفق و
علي طرز الثياب ين
بت حقلا تخرج من
براعمه قنان لخم
ر عتيق ونساء
ينثرن أثواب
هن علي مد
ي الأفق و
علي طر
ز الثيا
ب ين
بت
... ... ...

وأن لم تكن هناك / في حضرة اطلاقك / وإن ما عطف عطر هذا المذاق علي أنفك

أيضا مزق الرسالة ، ( وهي أيض لأيضك ) ، مزق الرسالة / وأنثر قصاصها علي الحيشان التي تتقد بدكانة العرق
- آه ، كم أحب العرق -
وأظل أخاف عليك الغبار ال يصير صدا ...
تحطمت ... ، صرخ " محمود درويش " مؤخرا ، تعليقا علي تعيينه عضوا في اللجنة التنفيذية ( م.ت.ح) .
- في مقابلة مع صحيفة اسرائيلية -
... ... ...
أما أنا
أقول : وداعا ، ألج الآن الزمن ال آتي / ال طالع من بين يداي
زمن الكتابة والرسم يتداخلان
وتفر من عقالها مدن اللغة !
... ... ...

اللهم
إنها جملة
إقتصاص لجابر منه ، تذكرا وتحية ،
إنها جملة في تبجيل أنثي الأشياء ... فأشهد !!
- بدر محمد صالح -
-----------------------------------------------------------------------------
* الرسالة / الكتابة كتبت حوالي منتصف يونيو 1986 ووصلتني من دمشق بالبريد العادي .
* بدر محمد صالح إدريس ، سوداني / أريتري ، ولد بالقضارف وعاش طفولته بها ثم تجول مابين كسلا والخرطوم ومدنا أخري ، يعيش الحياة شيوعيا عبقريا وشاعرا مرهف الوجدان ، مهذبا جدا وأنيقا جدا أيضا . كان يسكن جارا لي بالبراري علي أيام القوي الأشتراكية بالبراري وعضوا في قيادة الحزب الشيوعي بها ، كان ناشطا سياسيا وثقافيا ، ويعمل بسفارة المانيا الديمقراطية منتصف سبعينيات القرن الماضي حين سرت إشاعة حامضة – عرفنا مصدرها فيما بعد – تتهمه بالتعاون مع أمن نميري . وبعجالة غير مسئولة تم إيقافه عن الحزب والتحقيق معه ، ثم ، تزامنا مع الإيقاف الحزبي ، تم إيقافه إيضاعن عمله ، فقد كان يعمل بسفارة ألمانيا الديمقراطية وقتذاك ، مما شكل صدمة لكلينا ! فشرع لفوره ورتب أمره وغادر للخارج ، غادر ولم يخبرني بنيته السفر وشروعه فيه . السعودية أولا ثم القاهرة و لبنان ثم دمشق . ظل وفيا وجميلا كعادته ، إذ ظل يراسلني من كل مدينة يطأ ثراها حتي أنقطعت أخباره عني من دمشق كأخر محطة راسلني منها ، وأخبرني فيها عن دمشق و " الدمشقية " . وحتي يوم الناس هذا ظللت لا أعرف عنه خبرا ، أبدا لم يراسلني من بعد ، فما عرفت له مكانا ولا خبرا ، حتي هاتفني – لدهشتي – الأسبوع الأخير من فبراير الماضي من الخرطوم التي هو بها الآن ، ولا أدري إلي متي ! ، ملف الجنرال في جريدة الصحافة هو الذي عرفني بوجوده و جعلنا ، الآن في الممكن من التواصل . هما ، معا ، بدر و حسونه بدوي حجازي ، أعدهما ، من رواد القصيدة في توجهها المغاير ، في وجهة التغيير ، في اللغة والصورة وملامح الرؤية الجديدة في زهوها وجديدها . أحتفي به هنا ، في هذا البراح الظليل ، وأناديه إليه ، ليكون شمعة بضوء أنيق ولا تنطفئ . فيا بدر : تعاااااال ياحبينا و ... كن فينا ظلا ومعني !
* في مابعد ، وضح جليا للكافة خطل تلك الفرية التي ألصقها أحد " حساده " عنه ، لكنه كان قد غادر ولم يعد إلا مرة واحدة فقط ، ولبضعة أيام زار فيها والدته وأسرته و زارني في كسلا ، فلم يجدني كما ذكر في ثنايا رسالته . حين إنكشف أمر تلك " الوشاية " وصاحبها الذي كان عضوا قياديا في الحزب بالبراري، قابلته بعد سنوات وعندما سألته كيف يتعايش مع ضميره بعد كل ما فعله ؟ فقد كانت " الحادثة " قتلا بالفعل و ... بدم بارد ، فإكتفي برسم إبتسامة صفراء باهتة وقال : " كانت نزوة وطيش شباب " !! لكنني ، الآن ،أري بدرا– برغم أنني لم ألتقيه إلا عبر الهاتف ثم لبضع دقائق أعزيه في وفاة شقيقة ، قد تجاوز كل ذلك وعاد يكون في وجهه الوسيم ، في الشعر وفي النضال !
* أجريت طباعة الرسالة علي ذات النسق الذي كتبها به علي الطابعة الصغيرة التي كان حريصا أن يحملها معة ليكتب عليها كتابته و ... أشعاره ، كم أفتقده و ... أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي !أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي !أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي !أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي! أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي !أشتاق جدا إليه ، ولكنها ، هي الحياة ، هي الحياة يارفاقي !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا يعقوب زيادين !
- في مدني ، وأسيني الأعرج يتجلي فيمتدح الأمير !
- ود المكي وكت نزل مدني ...
- القدل الآن في تأمل حال البلد ...
- سكينة عالم ، شعاع الضوء في النفق ، والراية في الوطن !
- عن مرض كجراي الذي رحل فيه !
- حين دخلت الكنيسة !
- في الليل أيضا ، و ... في عشقها !
- لشعرها ، جمالا في الجسد !
- آخيرا ، آخيرا يا وردي تحققت أمنيتك !
- كلمات لأقولها لسميح القاسم !
- أصوات في غرفة سميح القاسم في المشفي !
- لا عيد إلا أغنية للنصر ...
- محجوب شريف نزل مدني بالحزب الشيوعي !
- جنون امرأة عاشقة ...
- الوليد مادبو ، حفريات في اللغة و ... تأملات في حال البلد !
- أبو ألق ، عاشق الأطفال والحياة !
- تأملات في أحدوثة تاجوج ، في المرأة و ... في الجسد !
- محجوب شريف مات مقتولا !
- مبارك أزرق ، في ريادة القصة القصيرة و ... في المسرح .


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - رسالة بدر إلي جابر ...