التجمع العالمي الامازيغي والاعتراف بجينوسيد امازيغ الريف

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التجمع العالمي الامازيغي والاعتراف بجينوسيد امازيغ الريف
في رسالة موجهة للبرلمان الاوروبي طالب التجمع العالمي الامازيغي بادانة الحرب الكيماوية ضد الريف بين 1921 -1927 والضغط على مرتكبيها فرنسا واسبانيا ( دون الاشارة الى المخزن العروبي ) لاجبارهما بالاعتراف بالابادة الجماعية لامازيغ الريف وتقديم الاعتذار لاهل الريف وجبر الضرر .
يأتي طلب التجمع بعد قرار البرلمان الاوروبي الذي دعى الدولة التركية بالاعتراف بالابادة الجماعية للارمن , بمناسبة مئوية جينوسيد الارمن , المجزرة الوحشية التي ارتكبتها السلطنة العثمانية ضد الارمن بين 1915 -1917 .
ابادة امازيغ الريف باستخدام الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا , حقيقة واقعية اكدها شهود عايشوا الجريمة واهوالها , كما اكدتها ابحاث ودراسات للمختصين , مثل ماريا روزا وكرلوس لازارو وغيرهما من اسبانيا اعتمدوا على وثائق من الارشيف الحربي الاسباني , وادق المعلومات والابحاث قاما بها الباحثان الالمانيين رودبرت كونز ورولف ديتر مولير في مؤلفهما المشترك Giftgas gegen Abd-el-Krim : Deutschland, Spanien und der Gaskrieg in Spanisch-Marokko 1922 - 1927 / Rudibert Kunz -;- Rolf-Dieter Müller.
البحث اعتمد على الارشيف الاتحادي الموجود في مدينة كوبلنز والارشيف العسكري بمدينة فرايبورغ والاهم عثورهما على مذكرة ووثائق للتعاملات المشبوهة الخاصة بأبرز شخصية في ملف السلاح الكيماوي , اشتغل مستشار للجيش الالماني في اختصاص الغازات السامة , الدكتور هيغو شتولتزينبيرغ .
تورط الاستعماري الاسباني والفرنسي في استخدام الغازات السامة المحظورحة ببروتوكولات ووثائق دولية , وارتكابهما لجريمة الابادة الجماعية معروفة لدى الجهات القانونية , بوجود ادلة تثبت استعمال المواد الكيماوية في الحرب الاستعمارية ضد الريف وما نجم عنها من ابادة بشرية وحيوانية ونباتية , وقد تكون الغازات السامة المسؤولة المباشرة على مرض السرطان المنتشر في الريف كما اعلن سيبستيان بلفور الاخصائي الاكاديمي الانجليزي .
حمل التجمع العالمي الامازيغي مسؤولية الابادة واستخدام الغازات السامة للجانب الاستعماري الاوروبي دون الاشارة من قريب او بعيد لمشاركة المخزن الاستطاني في الحرب الابادة لامازيغ الريف ومسؤوليته المباشرة او غير المباشرة في القصف الكيماوي للتجمعات المدنية في الحقول والاسواق لقتل اكبر عدد ممكن ما يعد ابادة جماعية وجريمة ضد الانسانية حسب القانون الدولي .
مشاركة المخزن في الابادة باعتباره مرتبط باتفاقية العار الموقعة سنة 1912 لحمايته من الشعب والاتفاقية حددت مهامه ووظيفته ومسؤوليته , استشارته في قرارات المقيم العام لدولة الحماية سواء رفضها او وافق عليها المخزن الزامية حسب الاتفاق المشؤوم , وهذا ما حصل مثلا بموافقة الخائن يوسف العلوي على قرار مصادرة اراضي الفلاحين ايمازيغن سنة 1914 , اوموافقة المجرم محمد الخامس بتوقيع على ما سمي ( الظهيلا البربري ) , وكيف سيمر فعل في حجم ابادة جماعية من دون استشارة الخائن العلوي ؟؟؟؟؟.
المخزن العلوي كان على علم بارادة المستعمر الاوروبي باستخدام الاسلحة الكيماوية ولم يعارض على ابادة ايمازيغن , ويوسف العلوي شخصيا من توسل للمقيم العام الفرنسي ليوطي ولمارشال بيتن لتدمير جمهورية الريف والقضاء على الريفيين ( الكفار واهل الفتن من منظوره الاستعماري المقدس ) بشتى الوسائل , وشارك الجيش المخزني بالفعل في الحرب ضد الريف من موقعه العرقي الاستطاني.
النهاية المأساوية لحرية شعب باركها وهلهل لها يوسف العلوي وسارع لزيارة اسياده في باريس وبحضور وفد اسباني للاحتفال بابادة ايمازيعن بالسلاح الكيماوي والقضاء على جمهوريتهم واضعاف حركتهم الوطنية , في هذا الاحتفال والذكرى الدموية القى الخائن كلمة شكر لاسياده برابرة النظام الرأسمالي , أتى فيها مايلي ( قدمنا الى هاته الديار عقب الانتصار العظيم الذي احرزه الجنود الفرنسيين والجنود المغاربة , الذين يرجع اليهم الفضل في قطع جرثومة العصيان من ولايتنا , وتدعيم النظام والسلام ... , ونرفع كأسنا لنشربها نخب عظمة فرنسا ) .
مشاركة جنود المخزن في الحرب ضد الريفيين وعدم رفض الخائن لاستعمال الغازات السامة المستخدمة من طرف دولة الحماية ومباركتة لابادة ايمازيغن في حفل اقيم في باريس ابتهاجا لابادة الامازيغ , يثبت بالدليل والبرهان تورط النظام العلوي في جينوسيد ايمازيغن والذي يعد حسب القانون الدولي جريمة ضد الانسانية لا تتقادم وخصوصا اذا ارتكبت بهدف القضاء على شعب او جزء منه على اساس تصفية عرقية لاحتلال ارضه , وحتى ان كانت المشاركة في جينوسيد بصفة غير مباشرة فلا تبرئ صاحبها من الادانة والمحاسبة ومتابعته امام المؤسسات الاممية , كما اشارت اليه اتفاقية جمعية الامم المتحدة الصادرة في 9 ديسمبر1948 , الملحق لقرار نفس الجمعية الرقم 96/1 الصادر في 11 ديسمبر 1946 .
الحرب الكيماوية ضد الريف ابادة جماعية اقترفها النظام الاستعماري الثلاثي الفرنسي - الاسباني - الاستطاني العروبي , والجهات الثلاثة تتحمل المسؤولية المشتركة في ارتكاب جينوسيد ايمازيغن , وعلى التجمع العالمي الامازيغي وكل القوى الامازيغية المناضلة الحقوقية والسياسية التوجه للمؤسسات الاممية وكذا القوى الحقوقية لكسب اعتراف اممي بجينوسيد ايمازيغن والضغط على الانظمة الاستعمارية السابقة والحالية لتحمل مسؤوليتها , رغم ان المهمة ليست سهلة باعتبار الدور الحالي مثلا للامبريالية الفرنسية في القرار الدولي وكذا تبعية الاستعمار الاستطاني العروبي للقوى الامبريالية ودوره كخادم مطيع وحامي لمصالح الامبريالية ومنفذ لخططها وسياستها في منطقة شمال غرب افريقيا .
ⵜ-;-ⴰ-;-ⵊ-;-ⵎ-;-ⵉ-;-ⵔ-;-ⵜ-;-

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات