التمييز العنصري ضد المرأة الامازيغية

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 23:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

التمييز العنصري ضد المرأة الامازيغية

المرأة في الثقافة الامازيغية رمز للقيادة والشموخ والاحترام ( وتنعت ب ثمغاث وتعني القائدة والمسيرة ) , و بالفعل قادت المرأة بلادها كملكة وقديسة وفاعلة اجتماعية , لكن هذه القيادة السياسية والدينية والاجتماعية بدأت في الاندثار والاضمحلال رويدا رويدا مع هيمنة الثقافة الاستعمارية العروبية المتخلفة وسندها الشرعي المقدس و المستبد القامع وطامس للقيم الروحية والاجتماعية للمجتمع المحلي وحرمان المرأة الامازيغية من تحقيق ذاتها وحرمانها من حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية واللغوية واخضاعها لبنية سوسيوثقافية متخلفة تحتقر المرأة وتستعبدها , في نسق ثقافة الحريم والدونية الاجتماعية .
وضع المرأة داخل الوعاء السوسيو- ثقافي العروبي المتخلف سيضعها في مواجهة القهر المزدوج الاجتماعي والثقافي , مقاومة الثقافة الذكورية المستوردة والمهيمنة من جهة ومقاومة المشروع الاستعماري الهادف لازالة المقومات الهوياتية للمكون المجتمعي ولهذا ستكون المرأة الامازيغية المحافظة على نسل وثقافة الاجداد معرضة للقهر الثقافي ,( المرأة التي ترضع ابناءها حليب الامازيغية خائنة ) كما تواجه القهر الاجتماعي المفروض عليها بالدرجة الاولى في بنية المجتمع المتخلف وسلب حقوقها السياسية والقانونية وكرامتها الانسية .
نظرية خيرعرق ستتجلى في التوجهات السوسيو- سياسية والثقافية والاديولوجية للنظام الاستطاني العروبي و من خلالها الحصول على شرعية طبيعية والاهية في استعباد المرأة وحرمانها من حقوقها بسياسة التمييز الجنسي والثقافي .
نقدم لثلاث حالات وقعت في اماكن مختلفة من الوطن المسلوب تظهر سياسة التمييز في تمظهراتها المختلفة ضد المرأة الامازيغية
الضحية الاولى ابا ايجو المرأة الامازيغية التي سلبت منها ارضها بعملية التزوير التي تباشرها المؤسسة المخزنية الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية لصالح دافع الرشاوي وبتزكية الجهاز القمعي , المحكمة المخزنية بتيزنيت لتطرد ابا ايجو من ارضها ولتقمع بوحشية في الشارع العام وامام المارة لتجرئها بالتنديد بالحكم العنصري ضدها والاعتصام امام المحكمة .
الضحية الثانية للسياسة العنصرية فاطمة نفيس الناجية الوحيدة من اسرتها التي فقدتها (9 افراد من بينهم ابنها ) في انهيار عمارة بوركون بالدار البيضاء , بنقها الى المستشفى اتضح للادارة انها امازيغية ولا تفهم لا العربية ولا الدارجة ولا الفرنسية , ليطلب منها في الاخير مغادرة المستشفى ونزع منها غطاء السرير و الوسادة وحرمانها من الوجبات الغذائية , ومن جهة اخرى اقصيت من الاستفادة من تعويض الذ حصل عليه كل المتضررين من انهيار عمارة بوركون والسبب انها امازيغية.
الحالة الثالثة الطفلة فاطمة أزهويو التي تعرضت للاهمال المتعمد داخل المستشفى الجهوي بالحسيمة مما ادى الى وفاتها قبل الاوان .
تعد المناطق الجبلية حاضن الثقافة الامازيغية وخزانها البشري لاسباب تاريخية معروفة , وستعرف المرأة الامازيغية في هذه المناطق معاناة جمة بسبب سياسة التمييز العنصري الممنهجة ضد المناطق الغير المعربة التي تعاني التهميش والاقصاء التي تجبر الاسر بالدفع بالفتيات القاصرات للعمل خادمات البيوت في المدن وما ينتج عنه من انتهاكات قانونية وثقافية وكذا معاناة المرأة بسبب افرازات قيم الذكورية المقدسة المستوردة من المجتمع المكي مثل تزويج القاصرات و التمييز بين الجنسين و العنف الاسري والطاعة (لاولي الامر ).
الثقافة العرقية - اللاهوتية انتجت سياسة التمييز العنصري التي حرمت المرأة الامازيغية من حقوقها ككيان بيولوجي انثوي وحرمتها باعتبارها حاملة لثقافة مستقلة .
العرقية - اللاهوتية كما اثبتت الدلائل تستهدف المكوني المجتمعي وليس الطرف الانثوي فحسب رغم اضعاف من المعانات والقهر المسلط على هذا الطرف , الا ان الشعب كله مستهدف من طرف الكولونيالية , والتحرر منها ومن ثقافتها سينهي معاناة الشعب كله بنسائه ورجاله .

تحية للمرأة في يومها الاممي

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات