أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - ايديولوجيا الخراب!














المزيد.....

ايديولوجيا الخراب!


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 08:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الايديولوجيا لمن لايعرفها ، عبارة عن منظومة من الافكار او المعتقدات التي تتبناها مجموعة من الناس ، ويؤمنون بصحتها بصورة مطلقة بل وتصبح عقيدتهم الشاملة والوحيدة في السياسة والاقتصاد والحياة برمتها.
من الايديولوجيات البارزة في القرنين السابقين ، هي القومية والفاشية والنازية والشيوعية والمكارثية وماتفرع عنها من ايديولوجيات ثانوية ، وقد فشلت كما هو معروف كل تلك الايديولوجيات ولكن على جثث عشرات الملايين من الضحايا حيث خسر العالم مايقارب 250 مليون من الضحايا جراء ذلك الحصاد المر. وحتى الايديولوجيات التي انطلقت من منطلقات انسانية بحتة سعيا لبناء يوتوبيا مستقبلية فاضلة كالشيوعية انتهى بها المطاف لان تصبح ديكتاتوريات بغيضة اسوأ من الراسمالية ، والنموذج الكوري الشمالي لايزال يشهد بصحة ذلك.
الايديولوجيا فكر متعصب ومنغلق، يفترض الصحة المطلقة لفروضاته وقد وصفها إنجلز (بالوعي الزائف) باعتبارها تشويهاً للفكر والحقيقة حيث انها لاتقبل تأويلا خارج رؤيتها الرسمية . ولذلك فهي تخلق الهة - كهتلر وموسيليني وستالين وفرانكو وكيم جونغ وصدام حسين - لهم اتباع ومريدين وليس بشر احرارا قادرين على التفكير والتحليل والنقد بحرية . ولم تكتفي الايدلويجيات بذلك بل ابادت جميع من لايتفق معها بصورة وحشية نتذكرعلى سبيل المثال لا الحصر مذابح الارمن ، ضحايا القمع الستاليني 1936-1938 ،مذبحة الهولوكوست ، مجزرة كاتين ، وحقول القتل في كمبوديا ، المقابر الجماعية في عهد صدام ، وجريمة سبايكر وماتنفذه داعش وماسواها من مذابح مستمرة اسوة حسنة.
كان القرن العشرين هو عصر صعود الايديولوجيات في النصف الاول وانهيارها في النصف التالي ، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي أعلن كثيرون من المفكرين عن زوال عصر الأيديولوجيا وموتها وكتب (فوكوياما) عن نهاية التاريخ 1992 مبشراً أيضاً بسقوط الأيديولوجيا..لكنه اغفل استخدام الدين كايديولوجيا للقتل والتدمير اشد فتكا من سابقاتها بكثير.
فأسوء منتج بشري على الاطلاق - كان ادلجة الدين وتحويله من اعتقاد شخصي الى ايديولوجيا شمولية تدعي لنفسها المعرفة المطلقة بالكون والحياة والبشر والسياسة والعلوم الخ...
فالايدلوجيا الدينية تعصم منطقها بالقداسة كما هو معروف ، وترفع السيف في وجه من يخالفها ، وفي منطقتنا وضع ابن تيمية اول لبنات الفكر الايديولوجي الاسلامي الارهابي وجعل منه الايديولوجيا الرسمية للخراب والقتل والكراهية وهكذا كانت الحركة الوهابية ، القاعدة ، طالبان ،بوكو حرام ومثيلاتها واخيرا داعش والنصرة المعبر الابرزعن تلك الايديولوجية.
ولايزال كل علماء الدين المسلمين يحرصون رغم الخلافات بينهم على جعل الدين ايدولوجيا ذات انياب طائفية للتمكن من رقاب الناس وحجر عقولهم في سجن الماضي.
لم يحصد المسلمون انفسهم خيرا يرتجى من وراء ايديولوجيتهم ، سوى مسلسل لاينتهي من الديكتاتوريات الفاسدة التي تحكم باسم الدين والتخلف والفقرو الموت والتشرد في بقاع الارض كلاجئين، ولاتزال رحى تلك الايديولوجية البائسة تطحن الاف الابرياء في العراق وسوريا وليبيا وباكستان وافغانستان ومصر والسودان وفي كل دول العالم التي يتواجد فيها اتباع هذه الايديولوجيا.
لم تترك داعش شرا الا وفعلته بامتياز مطلق ، من قطع الرؤوس والاغتصاب والسبي والحرق والتدمير للمسلمين قبل غيرهم ورغم ذلك، يغض غالبية المسلمين الطرف عنها ، لم يتظاهر ضدها احد بل تمتلىء الشبكات الاجتماعية بالاعجاب واالاطراء لما تفعله داعش وسواها ولايجرؤون على تكفيرها ، فهي تنفذ اجندة مريضة طالموا حلموا بها كتطبيق الشريعة واعلان الخلافة وسبي النساء وترهيب الناس.
لن يتحرر الانسان في اوطاننا مادامت هذه الايديولوجيا تعيش وتتنفس وتطاردنا حتى في احلامنا!



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام حصاد الخوف
- متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
- الاسلام ليس الا شجرة شوك!
- ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
- ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم
- هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟
- السقوط السياسي للاسلام!
- خرافة الاسلام المعتدل
- الاسلام : صناعة الاستبداد
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
- متى يعود الاسلام للمسجد؟
- تساؤلات حول مستقبل الاسلام
- الدين و صناعة عقلية القطيع


المزيد.....




- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - ايديولوجيا الخراب!