أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)














المزيد.....

أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
د.غالب المسعودي
غادرتها ,هي تغفو في قمة النشوة ,إ تصلت بي تلفونياً ,قالت لي آه لو كنت قريب مني لقطعتك إرباً, هي كذلك ,عندما تحب, تنقلب إلى عقرب سوداء ,لا تريد لذكرها أن يقترب من أنثى أخرى, تتغذى على دمائه, تدفنه في التراب, ما بالها وهي مجنونةٌ بحبي, إعتراني خوف, من شدته توسدت ألأرض وكأني ميت, كانت أحلامي مشبعة بألصور, والعجيب كان بعضها غير ملون, كأني أشاهد فلماً من بدايات السينما العالمية, رجال ذوي قبعات سود محزمة بألأبيض, لحاهم سميكة ,عيونهم جاحضة تتلصص ,بان المكر على محيّاهم ,حاملين عصي يتوكؤن عليها, ربطوا الواحد إلى ألآخر بسلسلة من الحديد الصديء, يسوقهم فرسان أرجلهم تخط ألأرض,كان من بين ألأسرى رجال يحملون تابوت, يحيطه الباقون بصرامة ,خلال مسيرتهم والطريق وعر,إنزلق التابوت على الاحجار تكسر خشبه...!, سقطت منه ورقة على شكل لفيفة ,تلقفها من هو قريب ,مزقوها الى أجزاء صغيرة ,إ بتلعوها بسرعة هائلة, لم يحس الحراس بحركتهم هذه, ساروا بطريقهم الى الشرق ,واجهتهم عقبات كثيرة ,إلا أنهم وصلوا أخيراً الى حافات ألمياه, سأل كبيرهم ,ذو اللحية الكثة, أين نحن....؟ أجابه قائد فرقة الحرس, هذه بابل مركز الكون وعاصمة ملك الجهات الاربع, سنستضيفكم بضعة سنين ,عند منبع الأنهار أو في مصباتها, لكم الخيار.....! كان ألأسرى منقسمين فيما بينهم ,بعضهم فضل المصبات وبعضهم فضل منابعها , البعض ألآخر فضل الكهوف ,ليتابع أبحاثه فيما تبقى في فمه من أجزاء اللفيفة, كان الوقت يمر ثقيلاً عليهم وعلي, رغم أني في حلمي, أعرف أن الحلم لا يستغرق إلا ثواني, ناداني ذو العيون الثعلبية واللحية الكثة , كان ينشر جدائل تحت قبعته خضبها بألحناء, بدت وردية ,على ما يبدو كان شعره أشقر, قال لي ,أتعرف بلقيس....؟ قلت بلى, إنها جارتنا بائعة الخبز,أتعرف أخرى....؟قلت بلى, أعرف هذا ألأسم من خلال قرائتي لقصص التاريخ, يقال أنها كانت ملكة في أرض يحدها بحران , كانت تعشق ملكاً يكلم الحيوان, تلتقيه كل سنة مرة واحدة في غابات ألأرز, داخل مضجع خمبابا ,يتطارحان قصص الحب والغرام, بعدها تحمل عدتها من الهدايا وعصير العنب وترحل الى مملكتها على عرش طائر, رغم أن المسافة جد بعيدة بين المملكتين الا ان رحلتها لاتستغرق الا رمشة عين, في إحدى سكراتها كانت النشوة بالغة الى حدودها القصوى ,إ نقلبت الى عقربة سوداء قطعت الملك الى قطع صغيرة جداً ,لكنها لم تشرب من دمه, تركته بين جرار عصير العنب , غادرت المكان ,الملك بحكمته وبما تركه له إرثُ اللفيفة, التأم على قطعه , عاد كما كان الى مدينته, يذرف الدموع على حبيبته ,طاف بارجاء المعبد, قبل كبير ألأصنام , دعا ربه أن يجمعه بها ثانية ,هذا ما ورد على لساني وأنا أحدثُ ذو العيون الثعلبية, سحب من كمُه مرآة فضية,كأنه ساحر, قال أنظر جيداً ,حدقت بأم عيني, أنفتح البؤبؤ على آخره وكل ما تستطيع عيناي...... و ياللهول.....! مارأيت وكأنني إنسلخت من حلمي, دخلت المرآة ,جيش ألأسرى يمزق ألأرض تحتي, يقطّع ألانهار كأنها قطع حلوى ,الحراس يأكلون بعظهم البعض, ذوي السراويل السود يأكلون ذوي السراويل الصفر ,أنهار دماء تسيل على أرض المعركة ,ألأسرى يضحكون بصوت عال, وللأمانة أقول, أن ألأنهار بقي ماؤها رقراقا لم يلوثه الدم ,إنسحبت الى حلمي, من شدة رعبي, إصطدمت بوجه بلقيس, كانت في تلك اللحظة جذلة سعيدة, تصفق بيديها الواسعتين رغيف الخبز, كي تلصقه داخل التنور, ما إن الصقته حتى إنهار ألطين, إشتعلت النار عاصفة في كل ارجاء مزرعتنا السعيدة ,أحسست بحرارتها, إنها تطوقني من كل جانب, وجدت نفسي مغلوباً على أمري ,حاولت النهوض خذلتني أطرافي, بين الصحو والحلم شاهدت رجال البوليس السري والعلني, الذين يتحكمون بأحلامنا, يلعبون النرد مع ذو اللحية الكثة والعيون الثعلبية ,صرخت ما هذا....؟إنها لعنة تاريخية...! أجابني بسطال أحدهم ,أسقطني من حلمي الى أرض الواقع ,ذقته كان شديد المرارة ,حتى لم أستطع الكلام بعد, لم أرفق مقطع من اليوتيوب بنهاية القصة, لم أغني ,أضربت عن الطعام, ليس إحتجاجاً ,لكن الواقع شديد المرارة, لذا فضلت الكاباشينو مع نفثة دخان من غليوني ثلاث مرات بعد ألأكل ,ثم نهضت.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)
- في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)
- ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)
- ألعنكبوت(قصة سُريالية)
- أنهارُ بابل (قصة سُريالية)
- كيف يموتُ طائرُ ألحب(قصة سُريالية)
- طائري الأثير(قصة سُريالية)
- أشباحٌ وأشباح(قصة سُريالية)
- حلمٌ سُريالي(قصة سُريالية)
- تحول إسطوري (قصة سٌريالية)
- سَفر (قصة سُريالية)
- ألآلهة لن تموء (قصة سوريالية)


المزيد.....




- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)