حياة موازية-بعد ألف سنة!

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 15:10
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ماذا لو عرفت الآن, أن أحدا يحمل اسمك الكامل, وقد توجه إليك شخصيا برسالة قبل مئة سنة؟
ماذا لو كانت بعد ألف سنة؟!
في بلادنا الاحتمال راجح بقوة. تتكرر الأسماء والكنيات, تتكرر عادات نفسية لألوف السنين_ عبر منعكس شرطي بسيط, فيما يخيل إلى مراقب حيادي أنها تعبيرات عفوية وتنتهي بلحظتها!
إذن بالنتيجة, سيشاركك بقراءة ما يلي, قارئ بعد ألف سنة( اسمه حسين عجيب) وهذا كل ما نستطيع معرفته عنه عبر الآن.
يوم في سنة 2115 يضع اسمه على محرك البحث(...غوغل!). هو يعيش في الواقع ولديه خيال, فيما أنت وأنا_ القارئ والكاتب الآن, الخيال أداتنا الوحيدة.....إلى ذلك اليوم.
* * *
يدعوها إريك فروم: حاجة الانسان إلى (إطار توجيه وموضوع إخلاص), ويدعوها علماء التفس المعاصرون (نظرية الشخصية الضمنية), تتصل بالدين, أو الاعتقاد, أو المنهج الأساسي للعيش المعرفة.
أفضل تسميتها (الفلسفة الشخصية). خطوطها الأساسية_ مع إطارها الشامل تتغذى بالوراثة الجينية والثقافية بنفس الدرجة. تنمو ايضا بالاكتساب, لكن بدرجة ثانوية لمعظمنا.
في تجربتي الخاصة هي خلاصة مزيج من عناصر كثيرة( إسلام ومسيحية ويهودية عبر خلطة هندوسية, قومية, بوذية, شيوعية, ليبرالية, علوم مختلفة...).
بفضلك ياسميي_ انظر الآن برضا(يشوبه الفخر ويستره التواضع), لأن محظات حياتي كانت بهذه الكثرة والتنوع_ الغنى الحقيقي.
* * *
العدو المباشر اللأحمق عقله.
الصديق الدائم للحكيم عقله.
العقل مفهوم دينامي, يشمل مختلف عمليات التفكير والعاطفة مع بقية وظائف الذهن, ولا ينفصل عن اللغة والثقافة والمجتمع والأخلاق والكلام والحرب.
كذلك درجة الحماقة أو الحكمة (تشبه العلاقة بينهما الشكل والمضمون) في حياة أحدنا_ ونسبتها الاعتيادية والمرجحة (المتوسط) ترتبط بالعمر وبالموقف الوضعي.
بعبارة أوضح تتعلق درجة النضج الفردي بالأداء الشخصي وليس بالدور او بالموقع الاجتماعي.
الحماقة _استمرار العيش بعقلية الطفولة والمراهقة, على الرغم من تقدم العمر, وحتى الشيخوخة عند البعض.
تخلف العقل عن المستوى التطوري _البيولوجي والاجتماعي والثقافي, وتحجره عند مستوى منخفض في سلم التطور.
الحكمة_ تطابق العمر العقلي للفرد مع عمره الطبيعي(البيولوجي), ومع مجتمعه بدرجة نسبية ومؤقتة.
تتضمن الحكمة حالة التطابق والتناغم مع الطبيعة البشرية الأصيلة, والعيش وفق المبادئ والمعايير الانسانية الشاملة. تعبيرها المعاصر حقوق الانسان (خلاصة الأديان والفلسفة وزبدتها).
* * *
ما الذي يمكن أن يصلح للقراءة بعد....ألف سنة!
سوريا الآن مزيج هائج من الدوغمائية والنرجسية, فهل تنجو؟
أم مصيرها الدمار والتفكك؟
نظريتي الشخصية أو فلسفتي الخاصة ثلاثية الأبعاد والأطوار. وأعتقد _مثلك تقارب الواقع.
في المرحلة الأولية, النرجسية, يعتقد المرء أنه وحيد عصره_ نظرته وقناعاته تطابق الواقع.
النرجسية توافق المنطق الأحادي_ وأعتقد أنها تعبير عن نفس الخبرة الاجتماعية أو التسمية للمرحلة الوثتية في الأديان.
النرجسية مصطلح حديث منشأه التحليل النفسي, والوثنية مفهوم موروث, ويتعذر تتبع أصوله بدقة.
المرحلة الثانية الدوغمائية أو المنطق الثنائي_ عمى الألوان (الأخلاقي) الاجتماعي والسياسي. هذه المرحلة أو الطور المعرفي_ المنطقي, ماهية ثقافتنا السائدة (الثورة والدولة بنفس الدرجة)_ وقد وجد تعبيره المطابق والمباشر على لسان, اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وجورج بوش الرئيس الأمريكي, مطلع هذا القرن بنفس العبارة حرفيا:
من ليس معنا عدونا.
المرحلة الثالثة الديمقراطية_ تعبيرها وماهيتها المنطق التعددي وتفهم وقبول احتمالية الحياة والواقع الاجتماعي.
ما تزال في مرحلة جنينية_ وربما لا تنضج حتى في زمانك_ في بلاد العرب والمسلمين.
وهذا السبب العاطفي والمباشر لرسالتي....
مرات أجد نفسي ا في موقف اليأس, حتى الغرق....
لكنني, دائما أذكر نفسي, كم من المرات والكوارث التي مرت على الانسانية, ونجحت في تجاوزها في الماضي_ هكذا سيكون الأمر في المستقبل أيضا, أشجع نفسي على الثقة_ والايمان بالاتسانية.
هل تنجو سوريا_ وتصير بلدا يصلح للعيش وللحب؟
ولو بعد الف سنة؟
* * *
ملاحظة ,استخدم كلمتي العدمية بمعنى تكافؤ وتصنيف ومساواة والسلطوية بمعنى مراتب واختلاف وتعدد.
للرسالة تتمة الأسبوع اقادم

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل