الثالوث الأقدس.. تقسيم مهام

ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*في مكان ما أعلى السماوات.. تحديدًا في الملكوت.. اجتمع الثالوث المقدس وسط قادة الملائكة*
الآب: أنا زهقت من سرمديتنا دي... لازم نغيَّر شوية... محتاجين نعيش حالة جديدة بدل الملل داا..
الابن: يعني إنت شايف إيه يا بويا!؟
الروح القدس: (ينظر لكلاهما في صمت)
الآب: قلت لك 100 مرة ماتقاطعنيش وأنا بتكلم.. ممكن.
يدخل أحد قادة الملائكة: قدوس قدوس قدوس.. رب الصباؤوت... تأمرنا بأي شغلانه قداستك... جيوشي مستعدة لأي مصلحة... أنبياء نبلغهم رسالة... ملك نهدده بنزع العرش منه.. نقف مع شعب مؤمن ضد شعب كافر.. مدينة نبيدها ونحرقها.. شعب نصيبه بالأمراض والطاعون؟!
الآب: إمش من قدامي دلوقتي يا ميخائيل... مش وقتك خالص... أنا عاوز إبني اللي يشتغل شوية.
ميخائيل: السماء والأرض مملوئتان من مجدك وكرامتك.. قدوس قدوس قدوس.
الإبن: ناوي على إييه يا أبي... حيرتني معاك!؟
الآب: خطايا الناس بتزيد.. ونار شرورهم بتعلى وتعلى.. بفكر في عملية فداء للبشرية... ونسميها "خطة الخلاص" بدل ما نضربهم بالطوفان تاني.. كفايا غرقناهم مرة زمان..
الإبن: فداء مين لا مؤاخذه.. ما تضربهم بطوفان تاني.. يعني هيفرق معاك.. ونبيد كل سكان المعموة ونختار مجموعة صالحة تبدأ من جديد ومات الكلام.
الآب: أما إنت صحيح إقنوم نساي... لو بتفهم كنت هتفتكر إن بعد أول طوفان انا اتسرعت واديت نوح عهد إني مش هرجع أرش مياه تاني.
الإبن: إمممم... يعني مفيش حل تاني... لازم فداء!؟.
الآب: زي ما أنت سمعت ومش هكرر كلامي... إنت هتنزل الأرض تتجسد من بنت عذراء... وإسمك هيبقى يسوع.. وهتتولد من غير سكس يعني بدون زرع بشر... وتتهان وتتذل ويطلع تلاته دين أمك من البشر اللي إنت نازل تفديهم.. وفي الآخر تتفشخ على الصليب وترجع تقوم في اليوم الثالث.. أو ممكن نقول مجازًا إنك قمت.. ونخلي التلاميذ يسرقوا جسدك بالليل.
الإبن: وليه عذراء... ما اتولد من واحدة متجوزة بشكل طبيعي.. عادي يعني!؟
الآب: ما تجادلنيش كثير... دي معجزة وهتحكي عنها كل البشرية لازم تكون مميزة.
الإبن: طيب.. آآآه... طالما معجزة بمعجزة بقى.. ما تخليني اتخلق كشاب ناضج مباشرة وفكك من حكاية الولادة ومرحلة الطفولة وقرفها.. ولسه هسنن وتجيلي الحصبة واسهال!؟.
الآب: يا بني إله إفهم... في العهد القديم فيه آيات كثير اتكلمت عن الولادة المعجزية دي.. والناس حافظينها.. فأنا عاوز أكمل السيناريو بتاع النصوص.. واشبكها واربطها ببعض.. حاجة كدا زي حبكة الأجزاء بتاعت فيلم SAW
الإبن: وليه اشيل الشغلانه لوحدي!؟.. ما تبعت حد من الملائكة ولا من الأنبياء يفدي البشرية.
الآب: شوفت إن مخك زوغير... نزولك إنت.. هتبقى علامة على مدى حبي للبشرية وسعيي لخلاص نفوسهم... هرسل الإبن الوحيد الكائن في حضن الآب... أنا يعني.
الإبن: لا يا أبانا.... ما تنزل إنت ماليش فيه... قلت لك من الأول.. آدم غلط وعصى أوامرك.. نسيحه ونعمل منه محفظة جلد طبيعي.. وتخلق آدم جديد من سكات.. رفضت وقلت لي نديله فرصة... إشرب بقى صنعة يديك.
الآب: أنزل أنا... ما أنا هنزل فعلا.. في شخصك.. هو أنا وإنت إييه... مش واحد يا يسوع؟!.
الإبن: لا مش واحد.. إحنا صحيح ثلاثة في واحد.. ونفس الجوهر.. بس لكل أقنوم اختصاصه.. ومتساويين أأه.. بس إنت أقوى مني في المهام.. وما تسألنيش إزاي بس هو لازم الناس تقبل حقيقتنا زي ما هي كدا.. ثانيًا أنا ما اتجسدتش قبل كدا؟! ولا اعرف الثدييات البشرية بتتعامل إزاي في حياتها اليومية؟!؟.
الآب: ما تقلقش هبعت معاك الروح القدس... اللي قاعد ساكت من الصبح دااا.. يحل عليك وهو يوحنا المعمدان بيحميك في نهر الأردن.. الروح دا هيكون البوصلة بتاعتك.. يرشدك ويكون خط الإتصال بيني وبينك.. عشان إنت نازل العصر الروماني ومفيش موبيلات ولا شبكات إنطرنيت... والروح القدس أنا اتفقت معاه خلاص.. تمام يا روح!؟
الروح القدس: تمام يا ربنا.. خليك إنت مفخد هنا.. وأنا هحلّ على الإبن وهو بيستحمى في نهر الأردن في صورة حمامة زي نفس الحمامة اللي راحت لنوح تفرحه وقت نهايته الطوفان.. وزي الحمامة اللي كانت بترّف على وجه المياه في يوم الخلق الأول.. على طول أخد دور حمامة مش فاهم ليه؟!.
الآب: إييه يا روح... دي حكمتي ودا رمز ودلالة كبيرة.. اكيد مش هخليك تاخد شكل تنين عشان تبلغ الناس رسالة سماوية.
الإبن: طيب ولحد هنا ماشية الخطة.. لكن من أول ما اتولد لحد الصلب.. هفضل قاعد في الصحراء ولا هتكلم مع الناس في إيه لو اتقابلت معاهم... دا بإعتبار إني بقيت بشري يعني؟!
الآب: مش شغلانه... هتروح هيكل سليمان هتلاقي فيه مكتبة ضخمة خد منها كتب ولفائف عن تاريخ اليهودية ونصوصها وتشريعاتها وأهم الفرق والمذاهب ومعتقداتها.. وعدي على أي مدرسة فلسفية وإنت راجع البيت اقرأ شوية عن الرواقية والبوذية والكلبية والتشريعات الرومانية واليونانية.. وإنت وشطارتك بقى.. اخلط كل دا على بعضه وقدمه للناس على إنها تعاليمك ومنهجك الروحي.. وقلت لهم إنك إنت البشارة المفرحة.. ومش محتاج تكتب نص مقدس بنفسك.
الإبن: يعني مش هكتب لهم نصوص... حلوو قوي دا عرض مقدرش أرفضه بصراحة... بس بعد ما اتصلب مات الكلام على كداا.. تم الفداء ودوري خلص؟!
الآب: ما أنت لو طولت بالك .. كنت سمعت كلامي لآخره.. الصلب دا هيشفي غليلي وقرفي من خطية الزفت آدم.. أنا مش همّوِت آدم.. ولكن هطلع شحنة غضبي فيك إنت وأنا عارف إنك جدع وهتستحمل.. ومكافأة ليك.. بعد موتك فيه ناس هتكتب عنك كلام حلو كثير كثير في كتب يسموها الأناجيل.. ويزودوا في حكاياتهم عن مغامراتك لدرجة إنه هيكون الكتاب الأكثر مبيعًا في العالم والمؤمنين بيك هيكونوا الأكثر والأوسع إنتشارًا... قلت إييه؟!.
الإبن: موافق... خلاص... نبدأ مهمة خلاص البشرية بقى... يا مسهل.
الآب: يا جبريل... إنت فين يا ملايك جبريل!؟
قائد الملائكة جبريل: قدوس قدوس قدوس... رب الصباؤوت.. أمر عظمتك.
الآب:إنزل يلاااا روح للعذراء مريم إديها البشارة ونسخة من محضر الإجتماع اللي عملناه دا.. وفهمها إن إبنها دا هيكون حاجة جامدة فشخ في تاريخ البشرية عشان ما تزعلش عليه أما يموت قدامها.. وخد معاك الروح القدس عشان يحل جواها وإنت بتنفخ في فرجها.
قائد الملائكة جبريل: عُلم وينفذ يا ملك الملوك ورب الأرباب... قدوس قدوس قدوس.
*يطير جبريل بإتجاه كوكب الأرض وراكب على ظهره الروح القدس، ونرى الآب يلعب في لحيته البيضاء مصطنعًا التفكير العميق، بينما الإبن يحرك يديه بشكل هيستيري بعلامة الصليب في الهواء*

#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل