أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - ميلاد سليمان - المثلية... لمسة إنسانية














المزيد.....

المثلية... لمسة إنسانية


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 12:13
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


ربما سر شهرة مسلسل سبارتاكوس، والضجة المُثارة عليه وحوله، تكمن في نظرته الإنسانيّة للعلاقات المثليّة بين النساء وبين الرجال، وبيان أنها سلوك طبيعي، وليس "شذوذ" عن فطرة، أو تصرف يستحق إستهجان المجتمع!!، فليس من المعقول أن يُضطهد إنسان ويتم قتله لأنه إختار الطريقة التي يوّد إستكمال حياته من خلالها.

وفي الحلقة الأخيرة من المسلسل، في الجزء الثالث، تظهر المُفاجأة الغير متوقعة، إذ أنه من بين كل العبيد الراغبين في التحرر والحريّة من جيش سبارتاكوس، لم يبق منهم على قيد الحياة، سوى العاشقيّن المثلييّن "آجرون ونُصير"، وكأن مُخرج المسلسل يبعث لنا رسالة واضحة، مفادها أن العلاقات المثليّة سيكتب لها البقاء والإستمرار، وسينال المثليون حريتهم، مهما تمت محاربتهم ومطاردتهم.

طوال أحداث المسلسل، لم تنس أي حلقة، بيان وجود المثليين داخل المجتمع الروماني/اليوناني، كشريحة أساسيّة لا يمكن تجاهلها، بل ووسط الشعوب الأخرى؛ كالغال والغجر الرّحالة وغيرهما. وتتجلى عبقريّة المخرج أيضًا، في بيان أن المثليين، لم يكن لهم تجمعاتهم الخاصة، أو مناطقهم السكنيّة المقصيّة، أو زيّ موحد أو شكل خارجي يَعرفون بعضهم به، بل هم بشر أسوياء، كغيرهم، ممارساتهم الجنسيّة الخاصة لا يخفونها، وكذلك لا يُباهون بها. وتم تقديم حياتهم في صورة واضحة، أنهم رجال ونساء يتمتعون بإمتيازات المواطنة الكاملة. يُسمح لهم، كحق إنساني طبيعي، بالعمل في التجارة، والمشاركة في الخدمة الوطنيّة داخل جيوش بلادهم، والتعبير عن أنفسهم، بالكتابة والرسم وباقي الفنون، دون حرج، في أي وقت ومكان. وهناك على ذلك مثال "أكاديميّة أفلاطون" التي كانت ترحب بالمثليين، للممارسة الجنسيّة الحرّة، والتفاعل الفكري الفلسفي بين الرجال.

كذلك رأينا في المسلسل، العلاقة المثليّة النسويّة بين "لوكريشيا وإليثيا"، وكلتاهما متزوجة أيضًا، والمدهش أن زوجيهما يعرف كل واحد منهما، أن زوجته على علاقة جنسيّة بصديقتها، ولم يبدِ أي منهما إعتراض، بل إعتبرا ذلك نوعًا من رفاهيّة المرأة وسعادتها الخاصة، حيث أن المرأة هي الأقدر والأعرف بمناطق سعادة نظيرتها بنت جنسها. لكن المشكلة ظهرت بين الإمرأتيّن، حينما حبلت "إليثيا"، وإكتشفت "لوكريشيا" إنها عاقر، مما سينمع لقاءات اللذة بينهما، ويُحول الشوق إلى حقد وكراهيّة، فإعتبرت العاقر ذلك الحمل نقض لعهد الحب، وخيانة مباشرة لها، فقامت العاقر بقتل عشيقتها الحُبلة وطفلها معها!!؟.

ومن الموّثق تاريخيًا، طبعًا بحسب المراجع المُتاحة، أنه لم يوجد بيت في روما، إلا وتكوّنت الأسرة داخله، من أب وأم وعبيد، فقد كان وجود العبيد جزء من بنيّة المجتمع في ذلك الوقت، وكثرتهم دليل تميزه وتقدمه في الصناعة والخدمات!!؟. لذلك رأينا بين صفوف العبيد في الدار، أنثى تختّص بإسعاد ربّة البيت، تقوم بتحميمها، ومداعبتها جنسيًا، وتزيينها وتصفيف شعرها، وإختيار ملابسها للخروج والسهرة. وذكر يختص بإسعاد رب البيت؛ يتبارزان ويتدربان على القتال معًا، ثم يلهوان في ممارسة تبادليّة حرّة. طبعًا مع علم الطرفين "الزوج والزوجة" بوجود تلك العلاقة المِثليّة التكميليّة التي تتم بين/ مع كل طرف، والعبد الذي إختاره. المثليّة لم يتم إعتبارها خيانة لقدسيّة الحياة الزوجيّة، أو تقليل لكرامة أحد أطرافها، أو إنكار لحقه. المثليّة، كما قدمها المسلسل، هي الحياة التي لم تعرف طبقيّة، أو تمييز، أو تفرقة. ولكن هذا لم يمنع من وجود غيرة وحالات الشك في وجود خيانة، بين المثليين وبعضهم، فالعلاقة تتطلب قدر من الوفاء والإخلاص، إلا إذا تم الاتفاق - بين الطرفين- على غير ذلك من بدايتها.
هذا ليس "نموذج أمريكي" يسعى الغرب الماجن الداعر، وفق نظريّة المؤامرة الكونيّة، إلى تعليبه وإرساله لمجتمعاتنا المتخلفة التي تأن تحت وطأة الدين والجهل والمرض، كي نُحاكيه لنصير مثلهم لا سمح الله!!؟. بل هي صورة فنيّة توضح ما وصل إليه ذلك الوسط الإجتماعي الإنساني، من تفاهم في أدق العلاقات الخصوصيّة السريّة، التي دائمًا يُساء فهمها، ومحاربتها عن جهل بها.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ننتقد الإسلام!؟
- الإلحاد حق إنساني
- التهمة.. شغل عقله
- العكاز الثقافي
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - ميلاد سليمان - المثلية... لمسة إنسانية