أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميلاد سليمان - العكاز الثقافي














المزيد.....

العكاز الثقافي


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 23:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


العكاز الثقافي


التنوير هو أن تفكر بنفسك ولنفسك، ثم تنشر فكرتك للآخرين بكل حريّة، من أجل قبولها أو رفضها، نقدها أو تأييدها، مِمّا يُعطي مصداقيّة لتطويرها وتأصيلها، وبلورتها في شكل أكثر وعيًا ومُلائمة للظرف المعيش. ولكن لأن البعض لم يكتمل نموِّه الفكري، وآثر الإستستلام الإنهزامي، أو يتعب سريعًا عند إستخدام تلك الملَكات الفكريّة الموجودة داخله، أو ربما إعتاد أن يترك مهمّة إعمالها لغيره يوجهه من خلالها، فهو يحتاج غالبًا إلى ما يتكأ عليه، حتى لا يقع، من أجل تأكيد أو نفي فكرة ما، فيلجأ إلى العُكاز الثقافي* كأداة لضرب خصمه بها، بشكل مباشر أو غير مباشر.

يظهر العُكاز في يد أحدهم، حين تجده في مناقشة ما، حين يعجز عن الرد، أو يحاول إعطاء مصداقيّة وقدسيّة لفكرته، حول موضوع ما، يستشهد لك بإقتباس معين، سواء له علاقة بالموضوع، أو ليس له علاقة بالموضوع من الأساس، المهم أن يثبت لك أنه قارئ وعلى وعي واسع الإطلاع، وكأنه يريد أن يُخرسك ويثبت لك أن الموضوع تم إغلاق البحث فيه، وإعمال العقل نوع من الرفاهيّة، والإتباع النقلي هو الأصل مثلا!؟.

قد يكون الإقتباس آيّة قرآنيّة أو حديث شريف أو نص إنجيلي أو قول آبائي، فيُصبغ مُستخدمه على نفسه، وعلى كلماته معه، هالات القداسة والروحانيّة، والزهد والورع. أو قد يقتبس من الأقوال المأثورة للعظماء أو الأمثال الشعبيّة أو حكمة الشعوب الأخرى، ليُعطي بُعد شعبي إنتشاري للمخزون الثقافي للموضوع. أو يتطرق بالحديث إلى معادلات كيميائيّة وقوانين فيزيائيّة ومعادلات هندسيّة، فيتم غالبًا الإقتباس لأسماء كُتب ومراجع وفهارس وحواشي لا حاجة لموضوع النقاش بها من الأساس.

العكاز لا يستخدم مع الموضوعات فحسب، بل مع أسماء وهويّات الأشخاص أيضًا، ليس على سبيل الإعتزاز، بل غالبًا من أجل المُباهاة والمفاخرة، وكأنها شجرة أنساب العرب الجاهليّة!!؟. حاليًا، تجد قطاع عريض من شباب المثقفين الجُدد يُلحقون بأسمائهم أسماء توجهات فكريّة ومذهبيّة وعلميّة، أو أسماء علماء وفلاسفة وشخصيات تاريخيّة، فأصبحنا نرى "مصطفى داوكنز - شيماء العلمانيّة – مينا الشيوعي – صبحي الملحد". وهناك من يُلغي شخصيته نهائيًا ليحل العكاز مكانها، ليعيش غيره في حياته بدلا منه؛ مثل من يطلق على نفسه إسم "العلم نور – الإلحاد حررني – ابن الحلاج – المُعتز بإسلامه – منطق عبد العقل - أمَة الله – خادم الإنجيل". ثم يُلحقون بصورهم صور تدل على نفس التوّجُه، فترى من يضع بدلا من صورته الشخصيّة صورة حيوانه المفضّل، تجربة كيميائيّة، مطرب فرنسي، عالم فيزياء، ممثل صيني.
في النهايّة، نحن لا نحجر على ذوق وإختيار أي شخص، فمن حق كل فرد أن يختار العكُاز المناسب له، ولكن من حقنا أيضًا أن نسير على أرجلنا، ونقف منتصبين بعيدًا عن تلك السواند الزوائد، التي تنسي الناس، مع الوقت، كيفيّة السير المستقيم.

*ملحوظة: ممنوع إستخدام المقال، كعكاز لرفض ونقد فكرة العكاز.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميلاد سليمان - العكاز الثقافي