أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فواد الكنجي - في الذكرى المئوية لمذابح الأرمن والأشوريين في تركيا















المزيد.....

في الذكرى المئوية لمذابح الأرمن والأشوريين في تركيا


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 19:33
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في الرابع والعشرين من نيسان الحالي ستمضي على الأمة الارمنية والأشورية مائة عام على مذابح عام 1915 التي راح ضحيتها الملايين من أبنائهم على يد الدولة التركية ( العثمانية )الغاشمة ، اثر إعلانها الجهاد بنزعة دينية عرقية عنصرية ضد المسيحيين الأرمن والأشوريين المقيمين على أراضها ، حيث تم سفك دماء الملاين من الأبرياء العزل بدون رحمة و ضمير ، مستعملين أبشع أساليب القتل والتنكيل التي لم ينجو منها حتى الأطفال الرضع، فاستباحوا أعراض النساء وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الصغير قبل الكبير في مجازر لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لها، ويكفى مشاهدة ألاف الصور الموثقة لتلك الجرائم القذرة التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن والأشوريين ان ندرك حجم الكارثة وهول المأساة التي حلت على هؤلاء الأبرياء ، حيث التهجير والتشريد مئات ألألوف في أبشع عملية التهجير والاستيلاء على أراضي وممتلكات المسيحيين و لينشروا هؤلاء العثمانيين الأوغاد الخراب والدمار في كل المناطق الأرمن والأشوريين التي اجتاحوها ومارسوا شتى أنواع التدمير والنهب والتخريب بحقهم .
لقد مر على الأرمن والأشوريين قبل مذابح عام 1915 فترة عصيبة – والتي مهدت لها - ما بين عام 1894 و 1896وهم تحت كنف الدولة العثمانية المريضة حيث فرض عليهم خوض صراعا مريرا ذاقوا الذل والهوان بمجاز التي نفذها السلطان المجرم (عبد الحميد) ضد الأرمن وآشوريين في عام 1896 والتي أودت بحياة أكثر من مائتي ألف شخص، هذه المجزرة التي اقترفها الأتراك كانت تمهيدا لتمادي في جرمهم أكثر في ظل حكومة (تركيا الفتاة) عام 1915.
فالأسلوب القذر و اضطهاد الذي مارسته الدولة العثمانية التركية لشعوب الخاضعة لسيطرتهم من الأرمن والأشوريين والمسيحيين اليونان والروم و ممارساتهم القمعية والتميز العنصرية أدى إلى نمو الوعي القومي و الفكر السياسي الوطني للشعوب المظلومة، فاخذ المثقفون والمفكرون، هذه الشعوب الخاضعين لسيطرة العثمانية، من الأرمن والأشوريين والمسيحيين العرب والعرب المسلمين في عموم الشرق الخاضع للعثمانيين بإنشاء حركات التحرر وتأسيس أحزاب وطنية التي طالبت وناضلت من أجل التخلص من وطأة حكم الأتراك العثمانيين وبدأ يتصاعد النضال التحرري والكفاح المسلح لهذه الشعوب، خاصة لدى (الأرمن والآشوريين ) الذين عانوا الأمرين من سطوة العثمانيين الأتراك عليهم، دينيا وقوميا، ونتيجة لهذا السبب دفع العثمانيون الأتراك حينما أحسوا بتفاقم الأوضاع الأمنية في (( 24 نيسان من عام 1915 )) للقيام بحملة اعتقالات وإعدامات لرواد الفكر القومي الارمني والأشوري وبحق رموز النضال التحرري و القيادات الدينية، حيث بدءوها من داخل حدود تركيا قبل بلدان الشرق الأوسط ، ولكل الذين دعوا إلى تحرير الشعوب المظلومة من حكم الأتراك، فتم نفيهم إلى داخل الأناضول وهناك تم تصفيتهم .
فبعد ان تغيبت القوة السياسية والإدارية والفكرية المسيحية الارمنية والأشورية الفاعلة، وأصبح المسيحيون بلا حماية، بدأت الخطوة التالية في تنفيذ خطة الإبادة الجماعية بالأهالي عبر عمليات ترحيل الأرمن والأشوريين في قوافل جماعية سيرا على الأقدام، قسم باتجاه روسيا والأخر بالاتجاه إيران والثالث إلى بلاد الشام ، وبهذه الممارسات القمعية برهن قادة الحزب التركي (الاتحاد والترقي)، حجم أحقادهم وتعصبهم الشوفيني ضد الأديان والقوميات الأخرى ، فبعد ان قام الاتحاد والترقي بحركة الانقلابية عام 1908 ضد السلطان( عبد الحميد ) والذي حكم تركيا بين عامين 1908 و 1918 وهو الجهة المسئولة عن عمليات الإبادة الجماعية سنة 1915، فبنزعة عنصرية أمروا الجيش التركي بتجريد كافة الجنود المسيحيين من سلاحهم ورتبهم العسكرية والذين كانوا يخدمون في الجيش التركي فكونوا منهم طوابير للخدمة العمل الشاق أي بما يسمى (فرق السخرية) التي أجبرت على تعبيد الطرق وبناء الجسور ومد الخطوط الحديدية، في وقت الذي قطع عنهم الأرزاق وتناول الغذاء او شرب ماء ، وبعد ان ينهوا أعمالهم ينفذ الجيش أوامر حكومته بقتلهم جميع ،هذه البربري نسقت بأوامر وتنفيذ ما بين( طلعت باشا ) وزير الداخلية التركية والمسئول عن المدنيين، وبين (أنور باشا ) وزير الدفاع التركي والمسئول عن طوابير السخرة، وبالطبع نالت المجاعة والأمراض قسطها من الضحايا لتزيد من عظمة المأساة، ونتيجة لهذا الأوضاع والظروف الشاذة قضي على ألاف المؤلفة من الأرمن و الآشوريين و من الأقليات المسيحية الأخرى مثلا اليونان والروم ممن كان يخدم في الجيش التركي ليقوم بعد ذلك تنفيذ المجازر بالمدنين من عوائل الأرمن والأشوريين .
لقد بدأت عمليات المجازر وإبادة بحقهم منذ 24 نيسان من العام 1915 ولعامين كاملين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ليتم تسجيل أسوأ فصل من فصول التاريخ في تاريخ لدولة التركية بارتكابها أبشع جرائم التاريخ في إبادة ألأرمن والأشوريين في تركيا ولأسباب دينية وقومية – كما اطلعنا - فقد أعطى( طلعت باشا ) وزير الداخلية حينذاك الأوامر ببدء المجزرة ، بناء على قرار من حكومة (الاتحاد والترقي) التي أصدرت إنذارا لجميع أفراد الشعب ألأرمني والأشوري المسيحي بلا استثناء من المقيمين في الأناضول الشرقية، والبالغ عددهم أكثر من مليونين نسمه، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام، فقد أدين جميع الأرمن والأشوريين المسيحيين في بيان للحكومة التركية بأنهم ( أعداء داخليين ) خالفوا القوانين وقاموا بالتسلح بقصد الثورة ومساعدة الجيوش الروسية التي تخوض حربا ضد تركيا، فالحكومة قررت معاقبتهم وسوقهم إلى ولايات الموصل ودير الزور وحلب لإسكانهم فيها حتى تضع الحرب أوزارها، وهكذا فان البيان، عمليا، شرع للإبادة الجماعية، فعند خروج العائلات المسيحية من منازلهم وهم في طريقهم إلى المنفى - ( وهذه الوقائع كلها موثقة ومصورة يمكن الاطلاع عليها بمواقع الانترنيت ) - تم قتل جميع الرجال الأصحاء وسبي النساء وترك الباقي للجوع والعطش أثناء الطريق لمئات الكيلومترات في مناطق صحراوية وجبلية وعره، كانت النساء تضطر للتخلي عن الأطفال الصغار الرضع لمساعدة أبنائهم ممن يستطيعون السير فكانوا يتركون أطفالهم تحت الجسور وعلى الطرقات ونظرات الحزن لا تفارق أوجه تلك الأطفال التي تركت لمصيرها المحتم وهو الموت ، وقد شارك في هذه الإبادة المروعة ، إلى جانب القوات النظامية التركية، بعض من عشائر الكردية بتأثير التحريض العنصري الطائفي وبطمع الاستيلاء على ممتلكاتهم ، مما أدى إلى قتل و موت (مليونين ونصف مليون من ألأرمني والأشوريين) أي ثلاثة أرباع الشعب ألأرمني والأشوري المقيمين في تركيا منذ آلاف السنين، أما الناجين من الكارثة فقد توزعوا في الشتات في الدول القريبة والبعيدة .
ونظرا لبشاعة المجرة وارتفاع عدد الضحايا اثأر سخط الدول الغربية التي أدانت هذه التصرفات وطلبت من تركيا توضيح الأمر وإيقاف جميع الإجراءات القمعية فورا وعكسه فإنها ستقوم باتخاذ ما يلزم، مما أسرعت تركيا توضيح موقفها بالادعاءات كاذبة لتبرير جرائمها بكون المسيحيين قد انضموا في الحرب إلى جانب روسيا وهذا أمر يشكل لها خطرا، وحفاظا على امن وسلامة الدولة فان تركيا اتخذت هذا الإجراء ضدهم ، ولكن الحقيقة التركية هي أن الإبادة الجماعية كانت خطة مبيتة منذ عهد السلطان (عبد الحميد)، مما اضطر الأرمن انذاك طلب الحماية الروسية التي تلت مجازر السابقة ولم تكن سببا لها، فبين عامي 1894 و1896 اندلعت مجازر ضد الأرمن بحجة سعيهم للاستقلال الذي سبقهم إليه اليونانيون والبلغار في البلقان، وكان يمكن لعدد القتلى في هذه المجازر أن يتجاوز إلى ربع مليون إنسان لولا تدخل الدول الكبرى الأوروبية لمنع استمرارها ، ومع ذلك لم يتغير شيء بعد خلع السلطان (عبد الحميد) عام 1909 ومجيء سلطة (الاتحاد والترقي) التي اتبعت سياسة الـ(تتريك) المتطرفة تجاه جميع المكونات القومية والدينية اغير اتركية والإسلامية ، والتي رأت أن الأرمن والأشوريين أكبر عقبة أمام قيام تركيا خالية من الوجود المسيحي وأن التطهير العرقي هو أفضل طريقة للوصول لهذا الهدف ، فنال الأرمن والأشوريين في أول أعوام حكم الاتحاد والترقي حصتهم في مجزرة( أضنة)، وصل عددهم إلى ثلاثين ألف قتيل، مما أدى لتدخل الدول الأوروبية لوقف الإبادة الجماعية، ألا أن جهودها تعطلت بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، لتستمر المذابح والمجازر الجماعية وإذلال المسيحيين وأمحاء وجودهم من الإمبراطورية العثمانية والتخلص من مشكلة وجودهم كقضية قومية ودينية .
وبعد تنفيذ سياسة التطهير العرقي بحق الأرمن والآشوريين ، قامت حكومة (تركيا الفتاة) بإسكان الأكراد والأتراك في مناطقهم وأماكنهم ، وفي الأجزاء الخاضعة للحكم العثماني من أرمينيا وبلاد ما بين النهرين، حيث تم تغير أسماء المدن والقرى، وقاموا بهدم الكنائس والمدارس والأديرة وحولوها إلى جوامع، وإذا قارنا الخارطة الديمغرافية للمناطق الأرمن والأشوريين قبل مذابح عام 1915م وبعدها ، سنكتشف هول الكارثة وحجم المأساة التي حلت بالشعبين ألأرمني والآشوري، بكون حكومة ( تركيا الفتاة) عبر أساليبها القمعية من القتل والإبادة استطاعوا إزالة الأرمن والآشوريين من حدود إمبراطوريتهم الغاشمة وتدمير أصالة هذين الشعبين التاريخية فيها، وتحريف خارطة المنطقة جراء المذابح الإبادة الجماعية التي نفذتها القوات التركية عام 1915 بحق الأرمن والأشوريين والتي تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي من قبلهم خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل ألقسري في مواكب النزوح الجماعية والسير مشيا على الإقدام أميال وأميال في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة اكبر عدد من المبعدين، حيث يقدر الباحثين بان أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 2،5 مليون نسمة وعدد الأشوريين بحدود 750 ألف نسمه ، والتي تعتبر من أبشع جرائم البشرية مرتبكة في تاريخ المعاصر بحجم الكارثة الإنسانية وثقل جريمتها وبأعداد القتل التي وصلت إلى حدود( ثلاثة مليون) نسمه ، نعم ثلاثة مليون نسمه ، تم إبادتهم بأبشع طرق وبوسائل التنكيل الجماعية .
ونتيجة لسوء التصرف و وحشية الدولة التركية العثمانية باتجاه الأرمن والأشوريين وما جرى لهم من ويلات ومآسي هو ما جعل الحلفاء إنكلترا وفرنسا وروسيا في 16 ايار عام 1916 وضع مسودة صيغة لاقتسام الدولة العثمانية ( الرجل المريض ) عرفت بمعاهدة ( سايكس بيكوا ) بين ممثل بريطاني( السير مارك سايكس) و مثل فرنسا (مسيو جورج بيكو) والتي ظلت سريه لغاية عام 1917حين قيام الثورة في روسيا، وقد تحدد أهداف الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا ضد العثمانيين وألمانيا من الحرب والأسباب موجبه، وهنا نقتطف من المعاهدة الفقرة التالية التي تتناول القوميات من رعايا الإمبراطورية العثمانية ما يلي: ".. نظراً لسوء إدارة الأتراك لرعياهم من الشعوب الأخرى والمجازر الرهيبة التي ارتكبوها ضد الأرمن والأشوريين خلال السنوات الأخيرة، فإن الحلفاء والقوى المرتبطة بها وافقت على وجوب اقتطاع أرمينيا وسورية وبلاد مابين النهرين وشبه الجزيرة العربية بصورة نهائية عن الإمبراطورية العثمانية التركية.." .
ومع ذلك فقد ظلت مأساة الشعبين ألأرمني و الآشوري على فظاعتها وأحداثها المروعة لعقود طويلة طي النسيان والكتمان من قبل المجتمع الدولي، و لكن مع ازدياد الاهتمام الدولي في قضايا الشعوب المظلومة والجرائم الإنسانية التي اقترفت بحقها، تم تأسيس العديد من المحاكم الدولية من أجل هذا الغرض، منها (محكمة الجزاء الدولية) في كانون الثاني من عام (2001) المختصة بجرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والتي بدأ تنظر بهذه الملفات نتيجة الفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية التي يقوم بها الأرمن والأشوريين في شتى إنحاء العام لتحريك قضية مذابح عام 1915 في تركيا على الساحة الدولية وعرض ملف هذه القضية على المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والشعوب والبرلمانات الأوربية، وعليه فقد ناقش الكونكرس الأمريكي عام2000 قضية مذابح الأرمن عام1915 في تركيا، وبعدها أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية بمسؤولية تركيا عن المذابح، وفي السويد تم مناقشة قضية مذابح الآشوريين في تركيا في أكثر من جلسة، كانت أخرها في آذار 2002 ونسبة المؤيدين هي في ازدياد مستمر في داخل البرلمان السويدي .
لقد مضى اليوم 24- نيسان 2015 قرن كامل من الزمن على ((المذبحة الكبرى- مذابح عام 1915 )) أكبر مذبحة في التاريخ البشري الحديث التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن والأشوريين، ومع بشاعة تلك الجرائم مازالت تركيا تتشبث بعنجهيتها وعقليتها الشوفينية التي خططت ونفذت المذابح الجماعية بحق المسيحيين و تسيء التصرف لكل من يحاول فتح هذا الملف.
نعم ان قرن كامل مضى على مذابح المسيحـيين الأرمن والأشوريين، التي وصفها الكثير من الباحثين والمؤرخين العالميين و بينهم أتراك أنفسهم، بأنها كانت جرائم التطــهير العرقي، وهي ما زالت حيـة محفـورة في الذاكـرة التاريخـية للأرمن والأشوريين ولعـموم مسيحيي المشرق، حيث يحيون ذكراها في 24 من نيسان من كل عام، لتذكير العالم بها وتجديد المطالبة بالضغط على الدولة التركية وريثة الإمبراطورية الرجل المريض الدولة العثمانية وإرغامها على الاعتراف بالمذابح وتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ضحايا المذابح وتعويض المتضررين وارجاع المسيحيين الى أراضيهم و قراهم ، فسكوت العالم الحر على تلك الجرائم الفظيعة، دون محاسبة رادعة شجع وسيشجع الأنظمة العنصرية والفاشية على ارتكاب مثل تلك الأعمال البربرية بحق الشعوب المستضعفة .
فبعد مائة عام من تلك الجرائم في إبادة المسيحيين من الأرمن والأشوريين، ها اليوم تأتي ذكرى تلك المذابح وسط استـمرار مشـاعر القلق والخوف من ان يعاد التاريخ نفسه لحصول مذابح جديدة شبيهة بتلك المذابح بحـق مسيــحيي الأشوريين في العراق وسـوريا ومصر ، هذه المخاوف تعود بشــكل أساس إلى الدور التــركي الخطير الذي يتجدد اليوم في دعم فصائل من المجرمين الخطرين لإقامة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والتي أصبحت تعرف بـ( داعش )، لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط ولإعادة الخلافة الإسلامية وطرد المسيحيين منها بدعم وتمويل التركي وبعض أقطار الخليج ، و يبـدو أن العثـمانيـين الجدد( الدواعش)الذين هم أذيال في حكومة (حزب العدالة والتنمـية) الإسلامية الحاكمة في تركيا ، والذين يجـدون في ظروف الحرب السورية الراهنـة الفرصة التي لطالما انتـظروها لإخـلاء الجـانــب السـوري من الحــدود من الأرمـن والآشورييــن من جهة ومن جهة أخرى توسيع نفوذ المذهب السني الوهابي المتطرف في سوريا والعراق ، وفي إطـار تنـفيذ هـذه الأجندة التركية يندرج غزو المجموعـات الإسلامية المتـشدد في الشهر شباط و آذار ونيسان الماضي2015 لمنطقة ذات الغالبية الأرمنية والأشورية في فيش خابور وقامشلي وحسكة السورية المتاخمـة للحـدود التركـية بدعــم عسكري ولوجستي واستخباراتي من الجيش التـركي ، وكان في حزيران 2014 قد دفعوا هؤلاء الدواعش المجرمين لدخول واحتلال مدينة (موصل) العراقية ، فتم قتل وتهجير الأشوريين من المدينة ومنطقة سهل نينوى الأشورية ومن قبل المجموعات الإسلامية ذاتها، وبدعم تركي والتي تعيد ذاكرة التاريخ إلى حقبة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن والأشوريين قبل مائة عام .
ومن هنا تأتي أهمية فضح هذه المؤامرات التي ترتكب ضد المسيحيين الشرق والتي تثار بين فترة وأخرى ويذهب ضحيتها مئات ألاف من المسيحيين الأبرياء، ومن هنا تأتي أهمية إدراك خطورة الأوضاع في المنطقة، ولابد للمجتمع الغربي ان يعالج مشكلة استهداف مسيحيي الشرق بتوفير مناطق تحضي بحماية دولية، لان المسيحي الشرق ليسوا دخلاء فيه، بل هم سكان الأصلين وجذورهم التاريخية تعود إلى الحضارة الأشورية التي قوامها سبعة ألاف سنة قبل الميلاد .
واليوم ان يستعيد كل من الأرمن والآشوريين في الرابع والعشرون من نيسان من كل عام ذاكرتهم التاريخية ، ليس من أجل استعادة الماضي بكل مآسيه ونكباته، وإنما لتذكير تركيا ومن يلف لفها من الإسلاميين المتطرفين، والذين ينفذون جرائمهم الإنسانية ضد المسيحيين الشرق، والتي اقترفوها في السابق ، ومطالبتهم الاعتراف بمسؤوليتهم اتجاههم والاعتذار لشعب الارمني والأشوري، وتحمل كل ما يترتب على ذلك من نتائج و لإيقاظ الضمير العالمي اتجاه ما يجري من جرائم الإنسانية بحق مسيحي الشرق بين فترة وأخرى، لإيجاد حلول جذرية لقضيتهم .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتخروا لأنكم أشوريين وحافظوا على لغتكم و ثقافتكم و تاريخكم، ...
- العراق والأزمة الإنسانية في مخيمات النازحين
- مستقبل الأرمن في العراق
- ربيع الدم ربيعهم .. و ربيع الزهر ربيعنا
- حلف ناتو والحاضنة التركية والتأمر على الشرق الأوسط
- داعش، تجر أذيال الهزيمة في العراق
- اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش
- الخريف العربي انتكاسة في حقوق المرأة وحريتها
- داعش و جريمة التاريخ في تدمير الآثار الأشورية
- داعش تصاعد في سوريا حملتها البربرية ضد القرى الأشورية في الح ...
- مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن
- مفهوم الفن وفلسفة الإبداع عند الفنان التشكيلي
- الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
- معركة كركوك وانتصار البشمركة
- كركوك لن تكون موصل ...
- عراق اليسار
- أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
- إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم ...
- ويأتي عام 2015
- لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فواد الكنجي - في الذكرى المئوية لمذابح الأرمن والأشوريين في تركيا