أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش















المزيد.....



أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واهما من يعتقد بان مقاتلو تنظيم داعش هم من اسقطوا سلطة الدولة العراقية في مدينة الموصل، أن نظام سلطة الدولة في الموصل سقط لسوء إدارة الملفات الأمنية والاستخبارات والمخابرات دخل المدينة ، فمدينة موصل قبل الاحتلال الأمريكي للعراق- كما هو معروف عنها - كانت معقل حصين لحزب البعث، وكانت تنظيمات الحزب من اشد تنظيمات الحزب في العراق تشددا وتحكما في أدارة شؤون المحافظة ، وحينما احتل الأمريكان موصل في 2003 لم تظهر أي بؤر للمقاومة المحتل مباشرة، الا حينما اخذ الأمريكان يعتقلون قيادات الحزب ويحيلونهم الى التحقيق، فزجوا الكثير منهم في سجون والمعتقلات ومن ثم أطلقوا سراحهم دون محاكمة، ولسوء إدارة الأمريكية لشؤون الدولة العراقية ولمدينة الموصل، ظهرت فصائل لمقاومة المحتل الأمريكي في عموم العراق ومدينة الموصل والتي كان اغلبها يديرها ويمولها حزب البعث آنذاك علما بان كوادر الحزب ظلوا يحتفظون بأسلحتهم وذخائرهم- بكون لم تظهر أية جهة تطالب بذلك ،إلا ما ندر– ومن الملاحظ في هذه الفترة ونتيجة لحل الأجهزة الأمنية السابقة انتشرت في الأسواق ظاهرة بيع السلاح والمسلحين بشكل علني، ونشطت حركة تكتلات في تكوين فصائل للمقاومة بعض هؤلاء كان لهم توجهات دينية، والأخر توجهات وطنية وقومية، وبعضهم طابور خامس لقوى دولية أو إقليمية ولغاية هي تدمير وتخريب للبنى التحتية والفوقية لدولة العراقية ، وهكذا ظهرت مسميات متعددة للجماعات المسلحة، التي يجمعها في الأغلب هدف واحد هو مقاتلة القوات الأميركية وطرد هم من البلاد ،باعتبارها قوات محتلة وغازية، هذه الجماعات رفضت الحكومة العراقية والكتل التي شاركت في العملة السياسية رغم تبني الحكومة مفهوم المقاومة المحتل بشكل مباشر وصريح ،الاعتراف حتى بوجودها، فضلا عن محاورتها.
فاخذوا هؤلاء ينظمون صفوفهم تحت مسميات شتى لعدم جلب انتباه الدولة لكوادر الحزب المنحل مثل فصائل جيش المجاهدين وفصائل النقشبندية ، وتنظيم أنصار السنة و كتيبة خالد بن وليد و مجلس شورى المجاهدين في العراق و تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين و دولة العراق الإسلامية والجيش الإسلامي في العراق و كتائب ثورة العشرين و جماعة أنصار السنة و جيش الفاتحين و جيش الطائفة المنصورة و سرايا الجهاد الإسلامي و جيش أبي بكر الصديق السلفي و كتائب صلاح الدين الأيوبي و سرايا الغرباء و جيش الراشدين و جيش العزة في العراق و جيش أهل السنة والجماعة و.... الخ
وشاع في المؤسسة الإعلامية لدولة العراقية أطلاق تسمية هذه الفصائل المقاومة بـ( الجماعات المسلحة العراقية أو الجماعات المقاومة العراقية أو الجماعات الجهادية في العراق أو الجماعات الإرهابية في العراق ) وهي التسمية أو التسميات التي تطلق على "كل تنظيم مسلح فردي أو جماعي عمل أو لا يزال يعمل منذ احتلال بغداد من قبل الأميركي".
وبعد الانسحاب الأميركي الرسمي من العراق وباتفاق مع الحكومة العراقية التي طالبتهم بالانسحاب في وقت الذي لم تكن الأجهزة الأمنية لدولة من الجيش والشرطة والأمن والمخابرات على جاهزية لتحمل مسؤولياتها ، فعاش العراق على وقع أزمات مختلفة وتصاعدت أعمال العنف ذات طبيعة طائفية.


وخلال هذه الفترة لوحظ عن هذه الفصائل بأن أعمالها أخذت تنشط بعد الانسحاب الأمريكي من العراق مما حمل الدولة الى تشديد الخناق عليهم الى درجة كبيره، فقلت عدد هجماتهم التي كانوا ينفذونها على المدنين او المراكز الحيوية للدولة ولكن لم تنهيها في المطلق ، فظلت هذه الخلايا نائمة و ظلت من خلف الكواليس تتصل بأطراف معادية لنهضة العراق وتخطط لعرقلة مسيرة البناء من اجل السيطرة على مفاتيح السلطة في العراق وليس في مدينة الموصل فحسب ، فنشطت حركة اتصالاتهم الإقليمية الذي اصطبغ عليه بطابع طائفي محض فنشطت حركة السماسرة ومهربي السلاح والممولين في المنطقة وقيامهم بالتنسيق مع تنظيمات دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام (داعش)التي برزت في إحداث التي ضربت دولة سوريا وسيطرتهم عى المناطق السنية فيها بحكم ارتباطات طائفية بحته وظلت هذه الخلايا النائمة في العراق و تحديدا في الموصل والانبار وصلاح الدين وبعض القصبات في كركوك وديالى ولكن في الخفاء كانوا يرسلون تقارير لهم عن كل التحركات الأمنية على الأرض العراقية في وقت الذي اخفق الجهد ألاستخبارات والمخابرات رصد هذه الحركات والأنشطة المعادية لنظام الدولة والتي قصمت ظهر السلطة في الموصل ليتم دخول مقاتلي داعش يوم( 5 على 6 ) حزيران عبر قوافل من شاحنات صغيرة والتي تسمى عراقيا (البيك أب) تتقدم من اتجاه الغرب عبر الصحراء بين حدود العراقية السورية، و كل شاحنة كنت تحمل بين اثنين الى أربعة من مقاتلي داعش مجهزين بالرشاشات والقاذفات, حيث شقت هذه القوافل طريقها عبر كل نقاط التفتيش,التي فشلت من صد تقدمهم او الاتصال بقيادة الحدود ،في وقت الذي كانت اغلب هذه مناطق الحدودية تشهد اضطرابات واشتباكات داخلية بسبب تفاقم الأوضاع فيها , لتدخل المدينة الموصل ، وبحلول (الساعة الثالثة والنصف صباحاً من يوم المذكور), كان مقاتلو الدواعش يحاربون داخل الموصل، بعد ان هبت كل الفصائل النائمة في المدينة لمساندة مقاتلي داعش الذين كانوا لهم الدور البارز في الهجوم على معسكرات الجيش ، وبعد ثلاثة أيام ترك الجيش العراقي المدينة بالكامل للمهاجمين مندحرا , وأدى الى سقوط سلطة النظام في المدينة.
وفي هذه الإثناء كانت المحافظات العراقية الغربية- كما ذكرنا -تشهد اضطرابات واسعة حيث ثارت بعض القبائل مع فصائل المقاومة ضد سلطة الدولة، فقلبت كل الموازين في المنطقة فقد استولوا على كل من مناطق الانبار وصلاح الدين ومراكز أخرى وأخذت تزحف نحو العاصمة بغداد، وهذه التطورات المفاجئة على الأرض، تهيأ لدى بعض المراقبين والإعلاميين والمحليين السياسيين بأن القوات المهاجمة تنتمي إلى تنظيم داعش أي (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ) القريبة فكريا من القاعدة، في حين أفادت مصادر أخرى من داخل العراق ومن فصائل المقامة ذاتها ،" بأن داعش ليست سوى فصيل ثانوي في المواجهة" ، خاصة وأن أجهزة استخبارات الدولية قدرت تعداد وحدات داعش بما بين( 1500 و2000 ) مقاتل في حين أن أكثر من( 45 ) ألف مسلح يشاركون اليوم فعليا في الهجمات على المحافظات الغربية .
ومن هنا نلاحظ كيف يتزامن انطلاق شرارة الأحداث والاضطرابات في قصبات المدن الغربية مع دخول مقاتلو داعش مدينة الموصل وقيام بما سمي (بثورة العشائر) في المناطق السنة الغربية حينما أعلن ( أبو عبد ألنعيمي ) ، الناطق الرسمي باسم ثوار العشائر العراقية، في اتصال مباشر بثته قناة العربية حيث قال :
".. بدء تقدم ثوار العشائر باتجاه بغداد، وذلك عقب اجتماع عقده القادة العسكريون للثوار على مشارف بغداد..وان الأقضية ومحافظات صلاح الدين والحويجة والرشاد وديالى كلها باتت تحت سيطرة ثوار العشائر باستثناء مدينة بعقوبة التي لا يزال القتال متواصلا للسيطرة عليها..". وبعد هذا التصريح،حدثت مجزرة رهيبة في تكريت حيث تم مهاجمة قاعدة سبايكر واحتلاله من مقتلون ما سموا بالثوار ليتم قتل أكثر من 1700 جندي عراق على خلفية طائفية وما زال الكثير من خيوط هذه الجريمة مجهولة، وبعد هذه الجريمة ، وجهت هيئة علماء المسلمين في العراق يوم الجمعة 13 يونيو "جملة من النصائح إلى الثوار لضمان إنجاح ثورتهم والحفاظ عليها من كيد الكائدين الذي لم ينقطع منذ بدء الثورة وحتى هذه اللحظة...
وقالت الهيئة في بيان مطول على موقعها على الانترنت ..إن الهدف المعلن الآن من قبل الثوار هو الوصول إلى بغداد، ...
ودعت المقاتلين إلى .. كسب الحاضنة الشعبية، والتأكيد لأبناء الشعب بأن الثورة قامت من أجلهم ورفع الظلم عنهم.. كخطوة أساسية في تحقيق مكاسب الثورة كما طالبتهم ..بجعل المدن المحررة نموذجا يغري أهالي المدن الأخرى لتقليدها، والسير على منوالها، وأن يتذكروا بأن الجماهير حينما انقلبت على من كانت تحتضنهم في وقت سابق جاء بسبب أخطائهم ومكر المحتل بهم...".
وعلى ضوء هذه التطورات ،اتهم أغلبية قادة السنة المشاركين في هذه الإحداث وسائل إلاعلام الغربية بالمبالغة في تصوير حجم التهديد الذي يمثله تنظيم (داعش).
اما في دوائر المخابرات الأمريكية والغربية نجد بان هناك تباين في التقديرات حول تنظيم( داعش) ، فريق من المحللين يميل إلى القول، أن حزب البعث تمكن خلال السنوات المنصرمة من التحكم في هذه المنظمة أو في بعض أجنحتها، وقد جاء في تقرير أميركي ما يلي :
"... شكل جديد ظهر لتنظيم القاعدة في العراق، وحولها إلى حيث هي اليوم داعش، حيث عاش التنظيم في العراق ثلاث مراحل، ولكل مرحلة أربعة أعوام، كانت الأولى في عهد( أبو مصعب الزرقاوي) الذي أسسه مستفيدا من آلاف المتسللين العرب، قبل أن يقضى عليه قبل 8 سنوات.
لتبدأ المرحلة الثانية بقيادة ثنائية ضمت ( أبوعمر البغدادي واسمه حامد الراوي، وأبو أيوب المصري واسمه عبد المنعم البدوي) وكان معظم منتسبي التنظيم في تلك المرحلتين من حاملي فكر القاعدة أو المتعاطفين معه، إلى أن حلت المرحلة الثالثة قبل أربعة أعوام، تحت قيادة (أبو بكر البغدادي واسمه إبراهيم البدري).
هذه المرحلة الثالثة شهدت دخول عشرات الضباط من الجيش العراقي الذي حله الاحتلال على يد( بول بريمر)، ضباط عملوا في عهد الرئيس صدام حسين، ومع مضي الوقت تبوءوا معظم المواقع الكبرى في التنظيم، فأصبح 9 من أهم 10 أسماء قيادية عسكريين أصحاب تجربة قتالية واستخباراتية.
التقديرات العامة لدخول العسكريين إلى القاعدة، في شكلها الجديد اليوم، تعود إلى تفكك عشرات المجموعات المسلحة للمقاومة التي نشطت بعد الغزو الأميركي للعراق، فكان معظم هؤلاء قادة وأعضاء في تنظيمات اختفت على الأقل إعلاميا اليوم من المشهد العراقي، مثل كتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي، وجيش محمد.
وقادة (داعش) اليوم معروفون للأميركيين، إذ قبعوا في السجون الأميركية فترة من الزمن، قبل أن يطلق سراحهم أو يتحرروا في مواجهات الهروب من السجون، وقد اطلعنا خلال الأشهر الماضية شهدت صراعا مباشراً بين تنظيم داعش وأنصار القاعدة الذين توالوا في كشف هويات ضباط البعث السابقين واتهموهم بالسيطرة على التنظيم وتوجيهه..." .
ومن هنا نجد من خلال الأحداث الجارية في المحافظات الغربية وظهور اسم (داعش )على الواجهة، فان قادة السنة – كما ذكرنا - رفضوا ذلك وأشاروا إلى أنه لا يمكن إنكار وجود التنظيم (داعش) وكذلك وجود القاعدة في العراق، لكنه استطردوا بالقول إن "التنظيم لا يملك القرار ولا يدير الانتفاضة الدائرة في العراق في الوقت الراهن".
ولكن المراقب لتطورات الأحداث نجد بان تنظيم (داعش) بعد ان اخذ موطأ قدم في العراق ومدينة الموصل تحديدا ، ونظرا لدعم المالي وتمويله بالسلاح الثقيل وبالمقاتلين المتدربين جعله قوة مهيمنة على الأرض وبالتالي يحاول السيطرة على كل تنظيمات الأخرى واستغلالها من اجل تمرير سياساته على الأرض ليس الا .
فما جاء في بيان الذي وجهته هيئة علماء المسلمين في العراق يوم الجمعة 13 يونيو - كما ذكرناه سابقا – ((من دعوته لكسب الحاضنة الشعبية، والتأكيد لأبناء الشعب بأن الثورة قامت من أجلهم ورفع الظلم عنهم كخطوة أساسية في تحقيق مكاسب الثورة كما طالبتهم بجعل المدن المحررة نموذجا يغري أهالي المدن الأخرى لتقليدها، والسير على منوالها)) ولكن على واقع الأرض لم يجد المواطن العراقي أي شيء من هذه الدعوات بقدر ما شهدنا من حالات القتل والدمار وإبادة جنود ابرياء في معسكراتهم والتخريب وتهجير ألاف العوائل وطرد الأشوريين المسيحيين والشيعة والايزيدين من المدينة الموصل وتنكيل بهم وسبي نسائهم ، هذا الأفعال الإجرامية الشنيعة والتي يزدري منا الضمير والعقل السليم ، ما التمسه المواطن والشعب العراقي من دخول هذه الفصائل مدن العراق التي اسقطوا نظام الدولة فيها ، ويقينا ومن خلال هذا التضارب في الأقوال والتصريحات والأفعال، يعكس مدى تدهور الوضع الداخلي بين هذه الفصائل التي تسيطر على الأرض وأننا من خلال الاستنتاج والتحليل سنستشف بان الأوضاع لا محال ان سارت على هذا المنوال ستنفجر بشكل ملفت بين هذه الفصائل ذاتها وسيلعن الفصائل العراقية ذاتها يوم سماح لهم بدخول مقاتلو داعش الى مدينة الموصل ، يقينا نحن واثقون بان تنظيم داعش ما كان له ان يدنس ارض العراق لولا تعاون وتسهيل مهام دخوله ارض مدينة الموصل ليسقطوا سلطة النظام الدولة في واحدة من اكبر خيانات تسجل في تاريخ الذاكرة العراقية .
هذا الانهيار الدراماتيكي في انهيار الجيش والسلطة والأسرع في تاريخ احتلال المدن بعد غزو الأمريكان للعراق الأسرع على الإطلاق في 2003، هو اغرب ما يكون بحجم السلاح والعدة والعتاد الذي كان بيد الجيش، حيث تم بين ليلة وضحاها الاستغناء عنه دون استعماله في المعركة بهروب وانسحاب القيادات بل الى تزاحم القادة على الهروب – وهو أمر مؤسف لم تشهده المنطقة مثيل له قط - وبتالي أدى إلى فرار أفراد الجيش والشرطة من ساحة المعركة – أي ان الهزيمة حدثت قبل المعركة - ليغتنم تنظيم الداعش والمتمردون من داخل المدينة كل ذلك ليصبحوا قوة لا يستهان بها ، اذ ما أخذنا اندفاع وعزيمة مقاتلو هؤلاء ، الذي للأسف فقده الجندي العراقي بسبب أخطاء جسيمه ارتكبها القادة بحقهم وهو الأمر الذي لا يخفر له التاريخ المعاصر .
فقائد العمليات في الموصل الذي كان يشغله (مهدي الغراوي) أثناء هجوم داعش على المدينة، انسحب من المواجهة ، لماذا .. ومن امر له بالانسحاب ...؟
وكما تشير التقارير " لحد الان مازال لم يعرف هوية من أمر بالانسحاب ... وهذا هو سر ولغز الذي لم يكشف سره في القضية...!، " والتي أدت الى سقوط المدينة، ولحد الآن أيضا لم يصدر عن الحكومة أي تفاصيل بشان ما حدث في موصل من انهيار الجيش دون مقاومة تذكر الا في أيطار محدود جدا ولحماية النفس ولابتعاد عن الشبه ليس الا - والتحقيق في هذا الشأن لغاية كتابة هذا المقال ما زال يتعثر لأسباب سياسية – وما تم تداوله في التقارير الصحفية وإعلامية أتت من خلال ما رواه الجنود عن عمليات هروب جماعية من الخدمة ومزاعم من قوات المشاة بأنها اتبعت أوامر صدرت لها بالانسحاب أعقبها إحراق القوات الممسكة بالأرض مقراتها ... ! لماذا.... ؟ ومن أمر بذلك ...؟
لم توضح الحكومة بعد مرور أكثر من ستة أشهر عن هذه الجريمة أي تحقيق او توضيح لشعب العراقي و لرأي العام عما حدث في مدينة الموصل ...؟ وحتى القادة الميدانين الذين تم اللقاء بهم عبر القنوات الفضائية العراقية لم يوضحوا ذلك بشكل يقنع المواطن البسيط فكيف يقنع المحللين والمختصين في شؤون العسكرية ...؟
في وقت الذي يرتبط أي امر بانسحاب الجيش وعدم المواجهة او طلب تعزيزات – حسب العرف المتبع في الجيش - هي من مسؤولية رئيس الأركان الذي كان يرئسه (عبود قنبر) ، وقائد العام للقوات البرية (على غيدان ) و رئيس الوزراء بكون منصبه آنذاك قائد العام للقوات المسلحة والذي كان يشغله ( نوري المالكي ).
ومع ذلك فان القسط الأكبر من المسؤولية سقوط نظام السلطة في الموصل يتحمله جهاز الاستخبارات والمخابرات بكونهم هم المقصرين في أداء واجباتهم وعدم تمكنهم من الوصول الى المعلومة الدقيقة في طبيعة التحركات الجهات المناوئة للدولة في الموصل لتصطدم القيادات العسكرية في موصل وبغداد وحتى القيادات السياسية بكونها لم تتوقع السقوط ..!
ما معنى هذا الكلام ...؟
هذا يعني بان القيادات العسكرية والسياسية لم تكن لديها أية معلومة بطبيعة العدو وتحركه على الأرض في الموصل بكون المعلومات التي لديها ، وهي معلومات تزود من قبل منظومة الاستخبارات والمخابرات الدولة، وعلى ضوء ذلك اعتبرت هذه القيادات بأن قوات الجيش المرابطة في المدينة تستطيع التعامل مع أي موقف وهذا لا يأتي ما لم تتوفر لها قناعة بما لديها من معلومات تجعلها متيقنة بما تذهب إليه، ومعلوماتهم هي بكل تأكيد آتية من الاستخبارات والمخابرات كما قلنا .
في وقت الذي كان الطرف الأخر- المتمثل بالخلايا النائمة في مدينة الموصل - على ما يبدو، يرصد كل تحركات الجيش العراقي على الأرض وينسق العمل مع كل الخلايا النائمة في المدينة لتحديد (ساعة الصفر) مع مقاتلي الدواعش الذي كان مرابطين على الحدود العراقية السورية فاستغلوا فرصة نقل مشاة ومدرعات لواء السادس بالفرقة لثالثة كما تشير المصادر العسكرية في بغداد الى محافظة الانبار بسبب حدوت معارك هناك بين مليشيات المناوئة لنظام السلطة في الانبار، فشن مقاتلو داعش مع الخلايا النائمة ، بما كانت تسمى فصائل المقاومة ، في الداخل وجلهم هم من تنظيمات حزب البعث في يوم (6) حزيران2014 هجومهم على مدينة الموصل حيث استولوا هؤلاء مع التنظيم داعش بشكل سريع على خمس ضواح من الناحية الغربية للمدينة الموصل ، ومباشرة بعد هذه العملية الخاطفة ، تسود الفوضى واضطرابات أمنية واسعة النطاق داخل المدينة، فتفرض السلطات المحلية في مدينة الموصل حظر تجوال يستمر ساري المفعول لليوم الثاني(7-حزيران )على التوالي، وتقوم السلطات بقطع مستمر للطاقة الكهربائية بالإضافة لقطع الماء عن الأحياء التي باتت تشكل محور المواجهات المسلحة في الجانب الغربي من مدينة الموصل وفي اليوم (8- حزيران) يدخل بحدود( 400) مقاتل فقط من فصائل تنظيم داعشي، مدينة الموصل ،(اكرر القول ( 400 ) مقاتل فقط ).... وهنا يطرح السؤال نفسه كيف لـ( 400) مقاتل من الدواعش يستطيع السيطرة على كامل مدينة الموصل بحجم الجيش والشرطة والقوات الأمن المرابطة في المدينة والمجهزة بالمعدات والتجهيزات العسكرية الثقيلة والخفيفة وطائرات و...الخ ...؟ أليس هنالك تعاون مع الخلايا النائمة التي هبت لنجدة الدواعشى لسيطرة على المدينة ...؟
كيف أغفلت أجهزة السلطة في المحافظة ولم تستطع رصد تحركات هؤلاء في المدينة...؟ فهذه الخلايا لم تتكون ولم تنشط بين ليلة وضحاها ، وإنما يعود وجودها ونشاطها منذ أمد طويل لتغير المعدلة لصالحهم والذي غير المعادلة في المدينة بكاملها...!
فهؤلاء هم من استدعوا مقاتلو الدواعش وساندوهم ليتم لهم اقتحام السجون والمعتقلات وإفراج عنهم ، إضافة الى من كان على علاقة بالحزب البعث المنحل وتم تجريدهم من مناصبهم وبما تعرضوا من توقيف وسجن واضطهاد ولسوء معالجة الدولة لملفاتهم ، فكانوا هؤلاء بمثابة خلايا النائمة نشطت واستغلت الفرصة للانتقام من كل ما هو تابع لنظام الدولة ما بعد صدام حسين، وهكذا ليصطفوا بجانب مقاتلي داعش ليصبح أعدادهم بالآلاف ومن بين هؤلاء جيش المجاهدين السلفي وجيش رجال الطريقة النقشبندية ، وتنظيم أنصار السنة الجهادي فضلا عن ضباط سابقين في الجيش العراقي المنحل، واخذ الأهالي يصفق و يهوس للمقاتلين ضننا منهم بان الحزب البعث المنحل هو من يستلم زمام الأمور في المدينة وان الاوضاع سترجع الى ما قبل احداث 2003 ليدير حزب البعث سلطة في المدينة ، ولكن أهالي المدينة أدركوا فيما بعد أن داعش هو الجهة المسيطرة في إدارة عمليات القتالية العنيفة وهو من يمسك زمام الامور في المدينة ، وهكذا تستمر فصائل المتمردة و مقاتلو دواعش بالتقدم نحو عمق المدينة مع تقهقر الجيش والقوات الأمنية التي كلما تقدم هؤلاء تخلي الجيش والشرطة المحلية مواقعه وتنسحب ليتجهوا المتمردين ومقاتلي داعش باتجاه (فندق الموصل) وهناك تدور معركة مصيرية حسمت الموقف لصالح المتمردين ومقاتلو الدواعش حيث اظهر قادة الجيش العراقي سوء الإدارة والتصرف لتكون ( معركة فندق الموصل) معركة قصمت ظهر السلطة الدولة من المدينة برمتها ، والغريب في الأمر هو في وقت الذي كانت كل معسكرات الجيش العراقي المرابطة في الموصل تتعرض لهجمات معادية تصدر من القادة العمليات جملة خطيرة من تنقلات في صفوف الضباط وقيادات الفرق التي كانت ملتحمة مع العدو، وهذا اخطر ما في الموضوع .....!
اذ لا نعلم كيف يتم نقل القيادات وتعين بدلاء وان المعارك على أشدها دون ان حسم ...! هنا تكمن دائرة (الأخطاء القاتلة) التي قصمت ظهر الجيش العراقي وأدت الى انهزامه بكونه أحدث ارتباك وإرباك شامل على كل أصعدة الميدانية في إدارة المعاركة ، حيث تم مشهد التغير والتنقلات على النحو الاتي :
.. محافظ نينوى( أثيل النجيفي ) يجتمع ومستشاره مع (الفريق اول الركن عبود قنبر) و (الفريق اول الركن على غيدان ) في قيادة العمليات قرب المطار فتم من هنالك تعيين اللواء الركن( خالد الحمداني ) مديراً عاماً لشرطة محافظة نينوى خلفاً للواء (خالد احمد سلطان العكيدي) المعروف باسم ابو الوليد الذي كان يقود مغاوير الداخلية والذي تسلم منصب قائد عمليات الساحل الأيمن بالموصل و قرر قائد القوات المشتركة الفريق اول الركن عبود قنبر وقائد العمليات البرية الفريق اول الركن علي غيدان تعيين نائب قائد عمليات سامراء العميد الركن (فاضل جواد)، لمنصب قائد الفرقة الثانية في الجيش المتمركزة في الساحل الأيسر في محافظة نينوى بدلا من قائد الفرقة الثانية للجيش العميد الركن (عبد المحسن المحمداوي).
في هذه التغيرات وتنقلات المفاجئة وفي اشد مراحل دقة وحساسية ، اذ في يوم (9- حزيران) انهزمت قياده الجيش وتركوا جنود الجيش بدون توجيه وقيادة، نظرا لما قامت به القيادات العليا بجملة من تنقلات كما ذكرنا وبدون ان يتمكنوا اخذ مواقعهم في ظل أحداث متسرعة ومضطربة ، ليسجل التاريخ واحدة من أسوء انكسارات الجيش لسوء إدارة العمليات الحربية في العصر الحديث ،حيث كان العقيد( خالد العبيدي) ورجاله يرابطون عند الفندق، عندما اتجه صهريج عسكري لنقل بنزين يقودها انتحاري فجر نفسه بتجمع للجيش في فندق الموصل (المتروك منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ) وقتل وجرح العشرات ومن بينهم آمر الفوج الرابع في طوارئ شرطة نينوى وضابط برتبة نقيب ، بعدها لم يعد لخط الدفاع الغربي أي وجود بعد ان أصيب العبيدي ونقل لمنطقة آمنة، فترك الكل مواقعهم بدون اية توجه وقامت عناصر الشرطة بحرق معسكراتها وتخلصت من زيها العسكري وارتدت الزى المدني وذهبوا الى منازلهم تاركين السلاح والعتاد ، وروى مدير الشرطة في الموصل (عبد الباسط الجبوري): "...أنه بعد تفجير صهريج عسكري في المنطقة عند الواحدة ظهرا، أحرق الفوج التابع للواء صولة الفرسان شرطة اتحادية المنتشر في حي الزنجيلي، مقره وانسحب إلى جهة مجهولة، ثم بعد نصف ساعة أقدم عناصر الفوج الثاني- لواء الموصل، على حرق معسكرهم وتركه، وسرى السيناريو نفسه على أحد أفواج الشرطة الاتحادية في منطقة تل الرمان، وكأن هناك أوامر منسقة تتوالى لا يفصلها إلا فارق زمني قد يكون بين مكالمة هاتفية وأخرى، كل هذه المعسكرات لم تتعرض لهجوم، وهذا أمر غريب جداً. !. بعد ذلك كان هناك تعرض حقيقي للفوج الأول- شرطة نينوى، الذي لم يقاوم أكثر من نصف ساعة ثم استسلم، لعدم وجود إسناد ، كان يفترض أن يكون مهمة الشرطة الاتحادية الممسكة بالأرض في الجانب الأيمن، وعن موقف مديريته التي تدير مراكز الشرطة المحلية في الجانب الأيمن والإجراءات التي اتخذها، قال:
- "...نحن لم ننسحب حتى الساعة الثانية ليلاً، وقضينا كل هذا الوقت لا نعلم شيئاً عما جرى ويجري، عندها قررت الانسحاب بعدما علمت أن مبنى المحافظة تم إخلاؤه، أو بالأحرى وصلني خبر هروب المحافظ وإخلاء قيادة الشرطة وانقطاع الاتصال بهم، بعد انسحابي وزملائي إلى الجانب الأيسر، وجدنا حمّى الفرار تصيب ضباط الفرقة الثانية وجنودها، الذين راحوا بالطريقة ذاتها، يتركون مواقعهم ومعسكراتهم من دون التعرض لهم من أي مسلح، وكأنه سيناريو واحد فبعد يوم واحد من سيطرتهم على المحافظة، أصدروا بياناً طالبوا فيه ضباط الشرطة والجيش وعناصرهما بتسليم أسلحتهم ووثائقهم الرسمية وإعلان التوبة، إلا أن جميع الضباط والعناصر فضلوا النزوح من المدينة وتركها على تسليم أنفسهم إلى هؤلاء...".
هذا الاعتراف من ضابط في موقع الحدث يعطي لنا ملامح ما أل إليه الوضع في داخل المدينة، ومما اهبط معنويات الجنود في هذه الوقت هو إسقاط طائرتين في منطقة الرشيدية في الجانب الأيسر لمدينة الموصل خلال ساعة واحدة والقصف متواصل على الجانب الأيمن وأنباء عن وجود اشتباكات في سوق المعاش بينما هلع المواطنين وبآلاف بالنزوح مع عوائل الى خارج المدينة.
ثم جاءت التوصيات بالهجوم بالفرقة الثانية في الناحية الشرقية، رغم أن الفريق الركن (مهدي الغراوي) رفض المجازفة بما تبقى من جنود، بحسب شهادته، إلا أن الأوامر صدرت باستخدام 46 رجلا و14 شاحنة بيك أب وعربة همفي، أي معظم ما لدى وحدته الأمنية، وفي المساء،" أبلغ فريق الاول الركن قنبر و فريق الاول الركن غيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر..." من أمر بالانسحاب...؟
لا توجد رواية رسمية عن من اصدر امر الانسحاب ....!
لينتهي هذا الفصل المأساوي باحتلال كامل مدينة الموصل من قبل المتمردين على نظام الدولة وفصائل الداعش، فجلا ما قامت به الحكومة (المالكي) آنذاك هي"... اللوم على الغراوي وأربعة من ضباط الأمن" في وقت الذي ووجهت إليهم اتهامات بالتقصير، اذ انه يتلقى الغراوي مكالمة هاتفية تفيد بأنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل. والأخير أي الفريق الركن (مهدي الغراوي) أعلن في تصريح أعلامي الاتهامات للفريق الأول الركن (علي غيدان) قائد القوات البرية المقال، وحمله بالدرجة الأولى المسؤولية عن هذا الإخفاق مع وزير الدفاع السابق( سعدون الدليمي)، واتهمهما بأنهما كانا السبب في نكسة العاشر من حزيران 2014 رغم انها اتهامات بنت وفق مفهوم طائفي أكثر من كونها مهنية لان هناك أسماء تقع عليها مسؤولية الكبر لم تذكر، رغم أننا لا نبرئ ساحة احد من قادة الجيش والمسئولين المباشرين بأحداث موصل ، كما وأحال المالكي 59 ضابطاً على المحاكم تمهيداً لطردهم وفي الوقت ذاته رقى المالكي قنبر وغيدان لكنهما أجبرا على التقاعد ...!
وهنا أيضا نسأل هل هذا الأجراء عادل بحق من انهزم في الميدان المعركة وسلم مدينة الموصل الى العدو ...؟
هذا هو إجراء الدولة بحق قادة انهزموا من معركة وتركوا ثاني اكبر مدينة عراقية تحت سطوة الإرهاب، ومن هنا نقول بان معركة( فندق الموصل ) تعتبر القشة التي قسمت ظهر الجيش العراقي والشرطة في المدينة، لتتوالى على سرعة البرق تقهقر القوات العراقية في المدينة ، ففي( العاشر من حزيران) تمكنت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش )مع المتمردين في الداخل من السيطرة على مدينة الموصل وكذلك على منشئات حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار ، وقنوات تلفزيونية، وأعقب ذلك إطلاق ألف سجناء من السجن المركزي والذي انضموا مباشرة مع مقاتلو الدواعش الذي زوده بالسلاح والذخيرة ليبدءوا هؤلاء فصلهم لانتقام مع الموطنين والموظفين الموالين لسلطة الدولة ، وبذلك تمكن هذا التنظيم الإرهابي تحققت مكاسب عسكرية وسياسية لا يمكن الاستهانة به بعد ان سيطر على فروع البنك المركزي العراقي في الموصل، وعلى أعداد هائلة من قطع الآثار الأشورية التي لا تقدر بالثمن والتي اخذ يتاجر بها عبر سماسرة قدموا من تركيا خصيصا لشرائها بالإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي غنمها من مدافع ودبابات ومدرعات ومنصات قتالية بل حتى طائرات وصواريخ ، وهكذا يحكم تنظيم الداعش سيطرة تدريجا على كامل المدينة بل على كل الفصائل الأخرى التي وازرته، ليبدأ بعملية تطهير واسعة داخل المدينة بفرض تطبيق شريعة الإسلامية معلنا آنذاك عبر مآذن الجوامع المنتشرة في المدينة وتخير المسيحيين بين أسلمتهم او ترك المدينة لتبدأ حملة نزوح واسعة للمسيحيين من داخل المدينة ، بيما راح تنظيم داعش بتعاون مع المتمردين الذين كان لهم الدراية بكل تفاصيل المدينة وسكانها وهم من قام بتزويد مقاتلي الدواعش بكل المعلومات حول سكان المدينة وتفاصيلها فقاموا هؤلاء بمصادرة منازلهم وكتابة عليه حرف ( ن) رمزا لكون مالكه نصراني وحرف (ر) لمنازل مواطنين الشيعة واخذ الذعر يدب في نفوس المسيحيين الأشوريين والشيعة ليتركوا منازلها في ساعة متأخرة من صباح اليوم (الثلاثاء 11 من حزيران ) بينما يتوغل مقاتلي داعش لسيطرة على مبنى محافظة نينوى فيسقط بيد داعش وينقطع بث القنوات التلفزيونية المحلية وتنسحب قيادة عمليات نينوى من دون مقاومة الى الساحل الأيسر وبذلك يكون الساحل الأيمن قد سقط كلياً مساء الاثنين.
وقامت قوات من داعش باختراق جهة البورصة وشارع الفاروق ومقتربات منطقة الساعة وكنائسها في ظل انسحاب القوات الأمنية وتراجعها في محيط أضيق باتجاه مبنى المحافظة وقيادة عمليات نينوى والمربع الأمني، وحرقت القوات المهاجمة الدوائر الحكومية ومنها الجنسية، وأشاع الرعب بلدة بغديدا (قرقوش) الأشورية المسيحية ،بعد سماع أخبار تفيد سيطرة تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية على قرية الشمسيات القريبة من المنطقة، واستمرار زحفها باتجاه شارع الموصل- الكوير، القريب من مفرق الحمدانية الذي يبعد عن بغديدا 5 كم فقط وتم إقفال أبواب العديد من الدوائر الرسمية في المنطقة،
ومع سيطرة الجماعات المسلحة على عموم مدينة الموصل بدأ في يوم (12- حزيران) أولى محاولات الاقتحام للكنائس حيث دخلوا كنيسة الروح القدس في حي النور من قبل الجماعات المسلحة وتم سرقة و عبث بمحتوياتها ،واستمروا المتمردين مع مقاتلي الدواعش باقتحام كنائس واحدة تلوا الأخرى و اتخذ من جامع الأمام محسن في حي الشفاء بالجانب الأيمن من مدينة الموصل الذي أصبح مركزا لاستقبال ((التائبين)) ممن كان موظفا او عاملا او مدرسا في دوار الدولة العراقية ، وفي( 25/ حزيران) قام تنظيم داعش بهجوم مسلح على مناطق قريبة من مدينة بغديدا (قرقوش) مركز قضاء الحمدانية مستخدمين مدافع الهاون و الاسلحة الرشاشة، وقيل بان قوات داعش انطلقت في هجومها من معمل الاسفلت الذي يبعد كيلومترين فقط من بغديدا، وفي( 14 –تموز) يعلن تنظيم داعش بقطع مفردات البطاقة التموينية عن العوائل المسيحية والشيعية ممن يتسلمون منهم تلك المفردات ، وفي يوم (18 – تموز) تنتهي مهلة التي حددها تنظيم ما يسمى داعش لما تبقى من العوائل الأشوريين المسيحية في مدينة الموصل.. بمغادرة المدينة خلال مدة تنتهي بحلول موعد خطبة الجمعة (18 تموز ) وخلافه سيهدر دمهم ، وبعد يومين من هذا الإنذار تقوم مفرزة من تنظيم داعش بالاستيلاء على دير مار بهنام وطرد جميع الآباء الكهنة وجميع الموجودين في الدير، وفي يوم( 1 – اب) يقوم تنظيم داعش بنهب محتويات دير مار كوركيس بالكامل،في( حي العربي) ومن ثم قاموا بتفجير دير النصر للراهبات بعد ان قاموا بتمشيط كامل المنطقة ومصادرة دور الأشوريين .
وبحجم هذه الأعمال البربرية اخذ الأشوريين المسيحيين بالنزوح من سهل نينوى بعد ان تقدموا مقاتلو داعش والمتمردين اتجاه بلدة برطلة وفي يوم (6 اب) يستمر نزوح مئات العوائل الايزيدية والمسيحية تغادر بعشيقة وبحزاني ..خوفا من تكرار سيناريو ما حدث في سنجار من قتل الآلاف وسبي النساء ، حيث سيطرة مسلحي داعش على قضاء سنجار وجميع النواحي والقرى التابعة له ،والذي تسبب بقتل وخطف مئات من المدنيين وسبي النساء و نزوح عشرات آلاف منهم إلى الجبل ليصارعوا العطش والجوع من اجل البقاء ، فقد شهدت ناحية بعشيقة وبحزاني خلال أيام ( 4و 5 من شهر آب ) نزوح جماعي للعوائل إلى محافظتي اربيل، بعد ان تسقط بلدة تلكيف في قبضة مسلحي الدولة الإسلامية ويستمرون بزحفهم باتجاه مدينة بغديدا وبلدة كرملس الأشورية المسيحية كما تمكنوا من الدخول الى بلدتي باطنايا و تلسقف و سيطروا عليها بالكامل، بينما كان الاهالي ينزحون من هذه البلدات باتجاه دهوك و المناطق الأخرى الأكثر أمنا، كما توجهوا هؤلاء الدواعش باتجاه بعشيقة و بحزانى، وهكذا ليتكدس عدد النازحين الأشوريين النازحين بعد طردهم من كامل مدينة الموصل وسهل نينوى بما يربوا عن (35000 خمسة وثلاثون ألف عائلة) وبحدود 150 ألف من الايزيدين.
بينما راح هذا التنظيم الإرهابي ومن تعاون معه من فلول حزب البعث و من بعض المتطرفين من أهالي المدينة في الموصل بتحكيم قبضته على المدينة وقام بإصدار تشريعات أسلامية صارمة على المواطنين في وقت الذي يظل ملف تحرير المدينة من قبضة هؤلاء الإرهابيين مجهول بعد ان مضى على احتلال المدينة أكثر من ثمانية أشهر دون ان يلوح في الأفق أية بوادر لتحرير المدينة رغم الحشد الدولي لتنفيذ مهمة تحرير مدينة الموصل .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم ...
- ويأتي عام 2015
- لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
- بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح ...
- جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
- التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ ...
- محنة النازحون العراقيون في المخيمات
- التذوق و جماليات الفن التشكيلي
- كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
- لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
- الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!
- هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
- الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
- اساطير
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواد الكنجي - أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش