أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواد الكنجي - الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة















المزيد.....

الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 05:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من هنا ومن هناك .. قوى واقطاب عديده تتربص اليوم بالعراق والمنطقة العربية، بهذا الشكل وذاك، من القريب ومن البعيد ومن البعيد البعيد ، فهي تراقب .. وتعمل .. وتوجه .. وتمول لادارة اعمال جلها تخريب وتمزيق الاوطان بغية رسم خارطة جديدة في المنطقة تخدم مصالح الاستراتيجية لولايات المتحدة الامريكية واسرائيل.
وفي الغالب يذهب ضحية هذه المخططات الاجرامية، الابرياء والكادحين والقوى الدينية والقومية الصغيرة والضعيفة في المنطقه وهي تتشبث بارثها وبوجودها القومي الضارب في عمق تاريخ الشرق كالاشوريين و المسيحيين العرب، وذلك بفرض وجودهم وصوتهم من خلال ما قدموه من علوم ومعرفة وثقافة عبر تاريخ ومن خلال تضحياتهم وما يعولون عليه من انشطة ابنائهم المقيمين خارج المنطقة .
فان واقع الاحداث المتفاقمة والمتسارعة في العراق وسوريا وفي عموم بلدان الشرق الاوسط وسقوط اغلبية القرى الاشورية والمسيحية فيهما تحت سيطرة الارهابين او بما يسمى (بدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام .. ومن لف لفهم ) التي ترتكب ابشع الجرائم والفضائح العنصرية والطائفية والمذهبية والقومية والدينية ، من تفجير ومن خطف وقطع رؤوس، ومن اغتيال للأساتذة والمثقفين والخبراء والموظفين ناهيك عن العدوان المستمر على أفراد وقوات الجيش والشرطة، وهذا بدوره ادى الى عرقلة التطور الديمقراطي والاجتماعي ، وتحويل البلدان في المنطقة الى دول متخلفة يسود فيها الخراب و الفوضى ومناخ رعب وخوف ، وحينما ناخذ نموذج العراق كونه الاكثر استهداف عن بقية بلدان المنطقة ،وكونه بؤرة استقطب على اراضيه كل فصائل الارهاب بعدم وجود جيش نظامي يحمي اراضيه وابناءه، بعد ان تم تفكيكه في حرب الخليج الثالثة ، وهذا اتى نتيجة خطط امريكية لابعاد خطر الارهاب عنها، ولنكن نحن العراقيين ضحية لمخططاتهم الدنيئة، وفي ظل الحروب لا يوجد مفهوم (الضحية ) بقدر ما يتعلق الامر بستراتيجية ، ليحولوا العراق الى جحيم لا يطاق، بدا بتعطيل عمل المؤسسات الحكومية الامنية والخدمية وتخريب كل الموسسات الانتاجية . ومن المؤلم أن الإرهابيين ( الدواعش ومن لف لفهم ) القادمين من خارج الحدود يجدون الدعم والتشجيع من عناصر عراقية ارتضوا لانفسهم الذل والخذلان، رغم ان اثنان لا يختلفان الرأي القائل بان تنظيم داعش الارهابي والفصائل التي تسير وفق نهج ذاته هم من صناعة المخابرات الدولية والاقليمية الامريكية الاسرائيلية ، وقد تم تسليحهم وادخالهم الى العراق وسوريا وفق اليات لم تعد مخفية على احد ، وقد استطاعت بعض القوى داخل المنطقة ، والتي دخلت على خط امريكا واسرائيل وبدعم مالي غير محدود في تجنيد عناصر ورجال المخابرات والجيش في النظام السابق الذين- ولسوء ادارة ملف الدولة العراقية وباوامر امريكية ايضا - بتهميشهم واقصائهم من رتبهم ومناصبهم ووظائفهم في الدولة العراقية وهو الامر الذي وجدوا منه المتربصين بالعراق فرصة اضافية لتخريب وتمزيق البلاد ليتم تجنيدهم في تنظيمات من اجل تدمير وتخريب العراق وعرقلة مسيرة الديمقراطية والفيدرالية التي اصبح هاجس كبير لبعض انظمة الدول الشرقية خوفا من ان يمتد خيوطها الى بلدانهم , لذا قاموا هؤلاء وبتعاون مخابراتي دولي واستخبراتي بالتخطيط وبالتجنيد هؤلاء لاشاعة الفوضى الخلاقة التي خططوا لها للمنطقة العربية برمتها، وتم لهم ذلك، فهبت عاصفة التخريب الشامل الى المنطقة بكل صنوفها الوحشية والتخريبية و القتل والاجرام , لنجد بين ليلة وضحاها يظهر تنظيم (داعش ) ويتقوى ويبرز كقوة لايستهان بها، وكل هذا التضخيم والحشد له جاء عبر الادارة الامريكية وليس سواه ، في حين ان كانت هناك نية سليمة وصافية للقضاء على هذا التنظيم لتم بظرف 24 ساعة لا غير... كما فعلوا حين صمموا لاسقاط نظام صدام حسين خلال 24 ساعة .
وهكذا تم تجنيد المتطوعين في صفوف (داعش) ليس من بلدان العالم فحسب بل ممن اغلقت كل الدروب في وجوههم من العراقيين الذين كانوا موالين لنظام (صدام ) وبرواتب وامتيازات خاصه ، هذه الشرائح مع كل الاسف لم تستطع الحكومة العراقية ما بعد نظام (صدام حسين) في العراق احتضانهم بل زاد من حدة النقم عليهم وتهميشهم ليس حزبيا بل وطائفيا كون اغلبيتهم من اهل سنة العراق – ومعذرتا لهذا الوصف الطائفي ولكن هذه هي الحقيقة المرة في عراق اليوم - مما ادى بهؤلاء بعد ان انقطعت امامهم كل سبل العيش الكريم – رغم ان هذا السلوك الاجرامي لا يمكن تبريره تحت اي عنوان – وبحجم تهميش واقصاء ومطاردتهم وزجهم في السجون والمعتقلات وذاقوا ما ذاقوه من ويلات ومصائب هم وعائلاتهم مما زاد من حدة انتقامهم لدولة دون تفريق لهذا وذاك بعد ان اصبح الاجرام عنوان وظيفتهم في تنظيم داعش الارهابي، وما ساعدهم في الانظمام اليه هي العصبية الطائفية وسعير الكراهية والبغض , والشحن الطائفي لتأجيج النزعات والفتن والفرقة والتي اشعلها بعض من رجال الدين باصدار فتاوي نارية تحريضة ضد الاخر , لاشك ان صعود وتسلط الطائفية على المسرح السياسي بات سمة الدولة العراقية للاسف الشديد دون اي اعتبارات لقيم الديمقراطية واشاعة السلم والامن والامان الذي كانوا ينادون به قبل سقوط النظام، ولكن الايام برهنت عكس ذلك بكون اللعبة السياسية في العراق اليوم قائمة وفق مزاجية ، كل طرف يدعي بانه يسلك المسار الصحيح , والاخر على الخطأ . وهكذا ليتارجح كف المسار السياسي لمن يظفر في الفوزعلى المشهد السياسي، والمصيبة الكبرى في هذا المشهد , بان الفساد المالي والارهاب والاجرام صار وجهين لعملة واحدة , في تمزيق العراق من جهة ومن جهة اخرى تقوية نفوذ (داعش) , لتكون بهذا الوجه البشع الخطير, الذي يهدد مصير الوطن برمته والعبث بارواح المواطنين الابرياء من قتل وذبح وسبي النساء وفرض عقيدة بشرائع متخلفة وغريبة عن المجتمع وقتل وطرد من يخالفها العقيدة والدين والقومية .
ان (داعش) والعصابات الارهابية التي تعبث بمصير وهوية المنطقة , تعتمد في تنفيذ ماربهم على العناصر عابثين ومن المرتزقه ليس لديهم اي اعتبارات بعادات وتقاليد المجتمع من الشهامة والرجولة و حفظ الامانة و الشرف والاخلاق, وجل مبادئهم هي في ارتكاب جرائم وحشية شنيعة والاعتداء على الاعراض , ومثل هذه النماذج القذرة لا يمكن السيطرة عليهم إلا بسد كل النوافذ التي يتسللون منها، بدا بالقضاء على الطائفية والفساد المالي , وانتهاج سياسة وطنية واضحة الرؤية بدون تهميش واقصاء لاي مكون من مكونات الشعب العراقي واشاعة العدالة وتحقيق الامن والامان والمساواة والحرية والديمقراطية ،وبدون ادنى شك، ان الوعي والادراك والنضج والتعقل , يمهد الطريق الى عزل هؤلاء السفاحين, ذو العقول المتحجره والذين يجدون مع كل الاسف - نقولها ثانية - الملاذ والمأوى لدى شرائح من العراقيين وعائلاتهم عن خوف وتهديد أو عن تعاطف مذهبي أو سياسي ، أو إغراء مالي ... وكل ذلك يعود بسبب اخطاء الحكومة وتقصيرها في ايجاء حل جذري لسبب المشكلة التي لا تعطي اية جهد او اهمية لحلها من جذورها.
فنجد بؤر فصائل (داعش ) تتمركز في اجزاء الاكثر مناطق تهميشا في العراق من قبل الدولة من سامراء .. واللطيفية .. والحويجة .. وبعقوبة .. والفلوجة .. والانبار ..وتلعفر.. و موصل... وهنا نسال كيف مدينة الموصل ترضخ طوال هذه الفترة تحت سلطة داعش ما لم يكن هذا التنظيم قد وجد حواضن لهم فيها وتعاون – مع كل الاسف - من بعض اهالي المدينة ولاسباب انفة الذكر ...؟
هنا نقول ان انتشار النفعية المالية، والركض وراء الربح ، حلال كان ام حرام طالما هناك من يفتي ويبيح كل شئ وفق مزاج ( داعش ) و ظاهرة الثأر، والطائفية المقيتة، والتطرف الديني، وبغياب علاقات التسامح والتعايش السلمي بين السكان وعبث بعض القيادات الدينية المغرضة التي لعبت وتلعب دورا تحريضا ونشر الكراهية والتشجيع على العنف والفتنة وشق الصفوف والتاخي السلمي والحضري في المجتمع ، هي التي جعلت من هولاء الاهالي يناصرون فصائل تنظيم داعش في الموصل والانبار وتكريت وديال وبعض من قصبات مدينة كركوك .....!
وبعد هذا التشجيع والمسانده والقبول ، راحو هؤلاء (دواعش) يكفرون بغير المسلمين ويدعون لاضطهادهم وينتهكون أبسط حقوق الإنسان واخذت فتاوي الائمة المنحرفين تنشر الكراهية الدينية والسياسية و تتحدث عن غير المسلمين ككفار وخونة لا يستحقوا غير القتل و الذبح او الطرد ومصادرة ممتلكلتهم وسبي نسائهم ومصادرة ممتلكاتهم ، وكل هذا شجع التطرف الديني الذي بدون ادنى شك اولد التطرف السياسي الذي بدوره يغذي الإرهاب واعمال عنف في المجتمع ، بكون المسار السياسي اذ ما انحرف عن نهجه ومفاهيمه وعن مساره الوطني والمصالح الوطنية , وانزلق نحو المصالح الضيقة والانانية والشخصية والفئوية الضيقة , عند ذلك يلعب التطرف و الطائفية دور في اشاعة الحقد والانتقام , وزرع الفتنة والفرقة , وصب الزيت على النار في الصراع الطائفي لا يحمد عقباه , وبذلك تنعدم اية بادرة لفتح قنوات الحوار والتشاور والتقارب والالتقاء بين الطوائف , لذلك ان مسؤولية قادة البلاد السياسيين، مسؤولية كبيره يتطلب منهم بذل مزيدا من الجهد والعمل البناء الصادق والشريف والنزيه وفهم واضح وشامل في كيفية ارساء الامن والامان في المجتمع , انهم المعيار للسلوك والتعامل السياسي الناضج, ومواقفهم تجاه قضايا الوطن في غاية الاهمية , فاذا ما انحرفوا بالاتجاه المعاكس , فانهم بذلك يكونوا قد شجعوا ان لم يكونوا مشاركين، بهذا الشكل وذاك، على الانتقام الطائفي في تخريب البلاد وتمزيقه .
لذا فان الطائفية هي التي اولدة تنظيم (داعش ) واخرجته الى الحياة ليمارس ابشع جرائمه بكون عوامل وظروف هي التي ضافرت وساعدت ميليشيات (داعش ) على الطفو على سطح الاحداث , وساعدت على تقوية نفوذ (داعش) بهذا الحجم , الذي بات يهدد مصير العراق والعراقيين بهذا التوسع الخطير وباحتلاله كامل مدينة موصل بل ليمارسوا ابشع الجرائم ضد الاشوريين المسيحيين والصابئة المندائيين والأيزيديين ، وهذا يدل على حجم الهجمة الشرسة على المجتمع برمته وليس على الاشوريين او الايزيديين الحلقات الاضعف في المجتمع ، ورغم ان ملف التهجير الواسع للاشوريين في عموم مدينة موصل وسهل نينوى وانتشار الفوضى والهلع بين الاف العوائل ملف شائك وخطير لان هناك مؤشرات من خلال ما يتم الاستطلاع عليه تقصير واضح ومتعمد في هذا الملف من قبل الحكومة العراقية واجهزتها التي - والى يومنا هذا - ورغم الجرائم التي ارتكبت وترتكب يوميا بحق هذا المكون العراقي الاصيل ومنذو عام 2003 والى يومنا هذا من قتل وتهجير وغطف وابتزاز الابرياء ونزوح جماعي واسع النطاق وتفجير كنائسهم وممتلكاتهم ابتداءا من بصرة والعماره وبابل وبغداد وانبار وكركوك وانتهاءا بمدينة موصل نجد في كل هذه الملفات الواسعة والخطيرة لا تبادر ولا تحرك لمعالجة الاوضاع المزرية للاشوريين بل نلاحظ في ماساة اليوم في مدينة الموصل وسهل نينوى، بل نراها تتنصل من مهامها الوطنية والانسانية ومن مسؤوليتها تجاه مكون من مكونات الشعب العراقي، رغم رصد مبالغ هائلة لاغاثة أبناء شعبهم المنكوبين ولكن دون عمل ليبقى مجرد حبر على الورق وتصريح اعلامي لا يقدم ولا ياخر ، ناسين أو متناسين بأن هؤلاء هم (الاشوريين ) مواطنون متجذرون ومتمسكين بالوطن وترابه فما عرف العراق الا بحضارتهم الاشورية .
ان تقصير الحكومي وعبر جميع الحكومات التي تعاقبت على ادارة الدولة العراقية منذو 2003 يحمل في طياته اسئلة كثير عن سبب هذا التقصير المتعمد، هل لان الاشوريين يؤمنون بغير الديانة الاسلامية وانهم من غير القومية العربية رغم ان بعض المسيحيين العراق هم من القومية العربية..؟ ام انهم حسب اعتقادهم وبما يطلقونه عليهم (اقلية) وجودهم من عدمه لا يقدم ولا ياخر من شي ، ومثل هذا الاعتقاد ان ساد في عقلية مسؤول في الدولة العراقية يعتبر كارثة وطنية يجب ادانته لان من اخلاقيات السلطة هي المحافظة على سلامة مواطنيها افرادا او جماعات هذه هي شريعة المواطنة الصالحة والتي وقعوا كل العراقيين عليه في دستورهم ..! اليس من المستغرب ان يتم تجاهل نزوح اكثر من (170 ) الاف عائلة – والعائلة تشمل ما بين 2و 7 افراد - من القرى الاشورية في سهل نينوى ومدينة الموصل واحتلال اراضيهم ومصادرة ممتلكاتهم من قبل فصائل (داعش ) والحكومة العراقي تقف مكتوفة الايدي تتفرج على المشهد بدم بارد وكان هؤلاء ليسو بشرا وعراقيين وان تلك الارضي التي دخل فيها الارهاب ( داعش ) واحتلها ليست اراضي عراقية ، في حين ان الاشوريين اكثر اناس يقرون معتزين بعراقيتهم دون مساومة الاخريين في ذلك ، اليس من واجب الوطني التحشيد الكامل من اجل مساعدة النازحين الذين يتكدسون هنا وهناك وباوضاع مزريه ، ومن اجل تحرير الارض والحفاظ على هوية الدولة ..؟ ام ان امر تلك الاراضي وهؤلاء البشر لا يعنيها بكون من يقطنها ومن نزح منها هو ليس مسلم ... ! فان كان الامر كذلك لماذا حين يطالب (الاشوريين ) اقامة اقليم فيدرالي فيها اسوتا باقليم كردستان، تقوم القيامة في الحكومة والبرلمان ويعارضوا مثل هكذا توجه بكل وسائل الدولة ..! وحين يطالب (الاشوريين) بتسليحهم وتزويدهم بالسلاح لدفاع عن اراضيهم وحماية ممتلكاتهم ... ايضا نجد الدولة وبرلمان الدولة يعارضوا مثل هكذا توجة ... !
اذا.. لا هذا ولا ذاك ... ما هو الحل ..؟
ما هو حل لقضية اناس يضطهدون ليل نهار في الوطن ؟
اين هي حقوق المواطنه لاشوري العراق ؟
هل سيبقوا الى ما لا نهاية مستهدفين في العراق .. كعقاب سيزيف ؟
اليس هذا الامر يحمل في طياته امور مريبة ضد (اشوري العراق ) وتهميش متعمد للقضاء عليهم واجبارهم على ترك اراضيهم والهجرة الى خارج الوطن ؟
واهما من يعتقد ذلك لان من يقراء تاريخ الاشوريين في العراق سيدرك بان الاشوريين منذو سقوط دولتهم عام 620 قبل ميلاد، ورغم الهجمات المتكررة والمتعاقبة على وجودهم في العراق ورغم تقديمهم الملايين من الشهداء عبر التاريخ استبسالا عن حق وجودهم على اراضيهم ، ضلوا متماسكين بتراثهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم رغم كل انواع القمع والاضطهاد والعدوان الذي مورس ضدهم .. ولكن استمروا بالمقاومة واثبات الوجود محافظيين على وجودهم في العراق الى يومنا هذا ، وعلى هذا الطريق هم يسيرون اليوم مهما تكالبت القوى لامحاء وجودهم من العراق.
فإن اضطهاد (اشوري العراق) يمثل اليوم في العراق (ظاهرة) ظاهرة ممنهجة بالرغم من كونها جزءا من ظاهرة الإرهاب العامة في المنطقة . ولكن هنا في العراق يمتزج بدافع التطرف الديني وهو نهج تنظيم (داعش) التي تسير وفق ممارسات ابن لادن والطالبان في تكفير غير المسلمين والتمييز ضدهم وتحطيم معابدهم وكنائسهم. وفي هذه النقطة بالذات للاسف يلتقي التطرف الديني الشيعي بالتطرف السني ليتحدا في عمليات مطاردة المسيحيين الاشوريين والمسيحيات لإجبارهن على لبس الحجاب، وفي العدوان على كنائسهم وتفجيرها ، وفي تكفير المسيحي وتخوينه .
ومن هنا نجد الظاهرة منتشرة في بغداد والبصرة وانبار وديالى والعمارة وبابل وكركوك والموصل ، وهذه الافعال العنصرية مورست حتى قبل ولادة تنظيم داعش في العراق ومنذو سقوط نظام السابق في 2003 .
لذلك على المنظمات الدولية ان تأخذ كل هذه الانتهاكات الصارخة بسلة واحدة دون تمييز، وهذا يستوجب ايضا من منظماتنا المجتمع المدني والنشطاء في مجال حقوق الانسان بظرورة تشكيل لجان فاعلة تعمل على توثيق الانتهاكات التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق الاشوريين والايزيديين والمندائيين المنكوبيين، و التي ينطبق عليها وصف (الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ) والتي يترتب عليها العديد من الحقوق الهامة جدا، يقع على عاتق المجتمع الدولي والدولة العراقية ايفاء وتنفيذ هذه الحقوق.
إن صمت المسؤولين الحكوميين والأحزاب السياسية والمراجع الدينية العراقية عن الحرب التي تشن على اشوري العراق، من المرعب والباعث على الإدانة ذلك الصمت وعدم إشارة اليها، في وقت الذي لم يعد امر اضطهاد الاشوريي مخفي على احد بما تنشره و تتناقلها التقارير الصحفية والمعلومات المؤكدة كل يوم.

وما نتمناه ان لا تجعلنا المعاناة الانسانية الكبيرة للاشوريين غافلين عن هذه الامور الهامة والمصيرية لبقاء الاشوريين في ارضهم و نيل حقوقهم، بكونهم مكون مهم من مكونات الشعب العراقي و ليسوا برعايا او جاليات طارئة في العراق.
فالاشوريون اليوم يتعرضون لأبشع هجمة منظمة ومن اكبر منظمة ارهابية مسلحة بالسلاح الثقيل وفي وقت نفسه ليس لهم ضمائر ولا عقول ، ويتعرضون للقتل والتهديد وألابتزاز من قبل عصابات داعش ، إن محنة و مأساة الاشوريين منذ حزيران 2014 والى يومنا هذا ، وتهجيرهم قسراً من الموصل مدينتهم التاريخية، على ايدي دواعش، بعد تجريدهم من كل ممتلكاتهم ومقتنياتهم و وثائقهم الشخصية والقانونية تحت تهديد السلاح والقتل،اليس هذا الفعل الاجرامي الشنيع ياتي بدوافع تجريدهم من الهوية العراقية .. ليبقوا بدون وثائق تثبت هويتهم العراقية ..؟ وما اعقب ذلك من ماساة التهجير الجماعي لبلدات ومدن وقرى سهل نينوى ذات الغالبية الاشورية على ايدي فصائل داعش ، ولجوء غالبيتهم الى محافظتي اربيل و دهوك وكركوك ... وبعد طوال محنتهم، مازال المشهد الانساني لهؤلاء الضحايا في اسوأ صوره، و تسير من سييء الى اسوء.. حيث لا يوجد في الافق جهد حقيقي لتحرير مناطقهم في الموصل وسهل نينوى التي والى هذا اليوم ترزخ تحت احتلال فصائل داعش و تأمين عودتهم ، ولحد هذه اللحظة لم نلتمس اي جهدا وطني حقيقي من قبل الدولة يليق بهوية المواطنة من حيث توفير اساسيات الحياة لهم ، وهذا ما يزيد من مرارتهم و شعورهم بالاغتراب والاغتراف، عندما يعامل الاشوريين بهذا الشكل المجحف .. وكأنهم ليسوا عراقيين وليس لهم حقوق حتى في مأساتهم....!



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!
- هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
- الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
- اساطير
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية
- شعبي .. شعب العراق
- سوق السبايا في العراق
- النهر الثالث
- حب لا يسمح طبعه في العراق
- بغداد
- اليسار، ما له وما عليه
- داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة
- ليطلع داعش ومن لف لفهم على وثيقة الرسول محمد (ص) للنصارى، وع ...
- تنظيم داعش الارهابي يطارد اشوريو نينوى و يخلي المدينة من وجو ...
- اه يا عراق... الدماء فيك صار نهر ثالث...!
- الخندق الانتحاري في العراق
- يا وطن متعب انا بشرقيتي


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواد الكنجي - الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة