أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فواد الكنجي - جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!















المزيد.....

جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 22:34
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


ان ضعف أداء الحكومة العراقية وفقدان سيطرتها على ملف الأمن بصورة محكمة وانشغاله بالصراعات والتقاطعات سياسية غير مجديه كان له أبعاد إستراتيجية خطيرة على حياة الشعب برمته مهد وساعد الإرهابيين من فصائل (داعش) على دخول الأراضي العراقية وترهيب الابرياء من ابناء الشعب وهدر دماءهم وتهديد أمنهم واستقرارهم وإحباط أماليهم وطموحاتهم التي بالأساس كانت دون مستوى الطموح، لا ماء صالح للشرب ولا كهرباء ولا مشتقات النفطية من الغاز والنفط والبنزين ولا مواد غذائية اذ لم يتحقق الحد الأدنى منها في العيش الكريم واحترام آدميته... و عن هذه المنغصات وعن الفساد المستشري في البلاد ، حدث ولا حرج ، والتي دمرت وعطلت وأصيبت بالشلل التام في تقديم أي خدمة للمواطنين .
في ظل هذه البيئة المضطربة التي استمرت منذو عام 2003 والى يومنا هذا، ضربت مفاصلها في كل مؤسسات الدولة ، فاستغل تنظيم الداعش هذه الاوضاع ليدخل الأراضي العراقية على حين غره ليشن هجومه الغادر بإعداده القليلة فيحتل مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق، و يفرض سيطرته على كامل مدينة الموصل، في (العاشر من حزيران 2014)، وبعدها اخذ يزحف نحو بعض من القصبات من محافظة الانبار و صلاح الدين و كركوك وديالى، ما أدى إلى موجة نزوح تضاربت التقارير في أعدادها بسبب ضعف ايداء الدولة وتقصيرها في ايداء واجباتها الوطنية، سواء باسترداد الأرض او بمساعدة النازحين ، ليصبح جزء كبير من المجتمع العراقي يرزح اما تحت وطأة النزوح او تحت حكم تنظيم ما يسمى (دولة الاسلامية في بلاد العراق والشام ) بتنظيم اسلامي وحشي لا يمت الى الاسلام ولا الى الحضارة بصلة ، و حكم يرى في الاخر عدواً يتطلب منه تسخيره لخدمة أوامره اما بالضرب او القتل او الى الاستسلام وإعلان أسلامه بعقيدتهم فحسب ، وباستخدام قوة العنف المفرط وبقوة السلاح اعتمدوا اسلوب التصفية المباشرة و القتل والابادة الجماعية ضد من يخالفه في المذهب و الدين والسياسية، بل مضوا في غيهم الى اكثر من ذلك حينما دخلوا مدينة الموصل حيث اقتادوا هولاء المجرمين من تنظيم داعش، مئات من الجنود العراقيين الذين كانوا مترابطين في المدينة قبيل دخولهم المدينة وبخيانة من قيادات الفرق والألوية الجيش والشرطة المحلية، لمواقع تنفيذ حكم الإعدام الجماعي وهم مقيدين بعد أسرهم مجردين من السلاح ، معلنين للعالم بذلك استهتارهم بكل القيم الانسانية تحت ما يسمى (الجهاد).
وقد ذكرت مفوضية حقوق الانسان ان "الجرائم التى ارتكبتها عصابات داعش الارهابية هى جرائم ابادة وانتهاكات متعددة بحق ابناء المناطق والمحافظات، اذ قامت بقتل (1700) عسكري بعد احتجازهم مع سبق الإصرار والترصد فى قاعدة (سبايكر) فى محافظة صلاح الدين واستهدافهم على خلفيه طائفية" ،كما قامت عصابات داعش بقتل المدنيين في قصبات سهل نينوى من الأشوريين المسيحيين واليزيدين بكونهم من غير الديانة الاسلامية واهالي قرية بشير وقرية تازه على خلفية طائفية كونهم من التركمان الشيعة وجرى دفنهم فى مقابر جمــــاعية تبعد عن قرية( بشير) مسافة قصيرة.
وتطورت هذه التجاوزات يوما بعد الاخر في ارتكابهم جرائم الابادة الجماعية ليصبوا نار غضبهم ووحشيتهم على المجتمعات الاثنية والعرقية، فارتكبوا مجازر بحق الاشوريين المسيحيين واليزيدين والشيعة والكرد والتركمان، تلاها اقتياد النساء هذه الكيانات بالمئات كسبايا الى سوق الجواري في الموصل، والى سوريا ضمن اماكن التي تم سيطرتهم عليها ، ليتم توزيعهن على مقاتليهم كجواري او كأجساد لمتاع المجاهدين والاغتصابهن تحت ما يسمى بـ(الجهاد)، هذا باضافة الى اخذهن واستعمالهن كدروع بشرية لغرض حماية منشآتهم التي يتمركزون فيها من القصف الجوي، وبالإضافة الى الهجمات التي تستهدف كل الكيانات القاطنة مدينة الموصل، فيقومون هؤلاء الاوغاد بمعاقبة كل من لا يطيع أوامرهم فالرجال على الحال تقطع رؤوسهم، ام النساء فان تنظيم (داعش) الارهابي يقوم باقتيادهن مقيدات بالسلاسل كسبايا حرب ليتم فيما بعد استغلالهم جنسيا والتي ترفض الانصياع يقيمون بمعاقبتها بالضرب أو الجلد لحين ان يتم انصياعها لأوامرهم الدنيئة .
وتعتبر النساء والفتيات من المكونات العرقية والاثنية الأكثر معاناة من العنف والانتهاك من قبل هذا التنظيم بكونهن سبايا فيتم اغتصابهن، وتزوجهن قسرا من جهاديين، او بيعهن بأثمان بخسة فيما بينهم لغرض العبودية الجنسية. وإجبارهن على اعتناق الاسلام، ليصبحن زوجات متعة لمحاربي داعش، وتداور فيما بينهم بحيث ان المرأة الواحدة تغتصب باستمرار، ويفرضون على النساء حياة العبيد الجنسي واعداد الطعام لهم تحت مسمى (جهاد النكاح). ويقوم مقاتلين هذا التنظيم باصطحاب عدد من النساء والفتيات المحتجزات كل يوم، بهدف تسليمهن بما يسمى (الأمير) لمعاشرتهن جنسيا، وفق شهادات الفتيات اللواتي استطعن الهرب من جحيم هذا التنظيم فيسردن قصص مروعة تعرضن لهن من التحرش والاغتصاب من قبل مجموعة من مقاتلي الدواعش الارهابين، ويتم ذلك بعد ان قام هذا التنظيم بتخصيص عددا من منازل المهجري التى استولوا عليها لإقامة حفلات جنس جماعية مع فتيات من السبايا كما فعلوا في مدينة الرقة السورية عام (2012)، حيث كان يقوم بإغراء المجاهدين الأجانب بنكاح بنات الشام والعراق وهو ما دفع الكثير من المقاتلين الأجانب إلى السفر لسوريا ثم إلى العراق لهذه الدوافع البغيضة والدنيئة .
وبالمجمل فان الأعمال البربرية التي ارتكبها ويرتكبها تنظيم (داعش)، تجاهلت تماماً كل قيم الدينية و لحقوق الإنسان وترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، وأكيد ان هذا الوضع الشاذ لن يستمر الى ما لا نهاية فلا بد من ان ينتهي هذا الفصل من الجحيم من حياة العراقيين والسوريين عاجلا ام اجلا، وعلينا ان نفهم حجم الكارثة النفسية التي ستترك أثارها على الناجين وما ستعانيه النساء الأسيرات من اضطرابات عاطفية وجسدية ونفسية على مدى عقود مقبلة، بكون العنف الذي واجهته و تواجه الان المرأة المختطفة والأسيرة بيد هؤلاء المجرمين الدواعش هو عنف تحطيم الذات ومصادرة الأحلام وحق الحياة الكريمة .
في حجم هذه الكارثة الانسانية المدمرة، للاسف الشديد ، نقولها بمرارة وسط عدم مبالاة الدولة بحجم هذه الكارثة الانسانية وبحق اكثر من( خمسة ألاف ) امرأة مختطفة، وهذا الرقم لا نذكره نحن وانما ذكر من قبل النائبة العراقية (الاء طالباني) عن التحالف الكردستاني، في كلمة لسيادتها امام البرلمان الاوربي في الشهر الماضي حيث قالت :
"..ان وزير التعليم فيما يسمى بدولة داعش في الموصل الألماني الجنسية، امر بختان طالبات المدارس ، مشيرة لانتهاكات خطيرة تمارس ضد النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الاسلامية ،.... وتابعت قائلة : " نحن دولة لدينا ((خمسة ألاف)) امرأة مختطفة (ايزيدية ومسيحية اشورية وتركمانية وشيعية ) ونريد استرجاع هولاء النساء ، أرجوكم ساعدونا في هذا ، كيف اشرع قانون بخصوص حقوق المرأة والمساواة وانا لا استطيع إنقاذ ابنة جلدتي المخطوفة لدى داعش..!
كما نواجه مشاكل تخص المرأة التي تعيش لاجئة في المعسكرات وخيم في هذه الظروف الصعبة وزوجها مختطف او مفقود لدى داعش..." واستطردت قائله : "... بان هناك تقارير تصل من المناطق التي تحت سيطرة داعش ولا نستطيع عمل شيء لهم ، من هدم المساجد والكنائس ودور العبادة ، وما تتعرض له النساء من إساءة وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ،وفي سياق حديثها قالت بان طبيبة عراقية موصلية اضطرت للزواج من جارها وهو غير متعلم هروبا من ملاحقة رجل داعشي اراد الزواج منها بمهر كيس تمر... لا نستطيع ان نقدم لهؤلاء شيئا...".
في هذه الصرخة لنائبة عراقية نستشف حجم الكارثة الانسانية التي تتعرض عليها المرأة العراقية كما كشفت وزارة حقوق الأنسان العراقية ان " ..تنظيم داعش قام بقتل وتهجير مئات العائلات التركمانية من المذهب الشيعي فى قضاء تلعفر بعد سيطرته الكاملة على محافظة نينوى وغياب القانون فى العديد من المدن، وتقاعس المجتمع الدولى فى القيام بواجباته، مما اعطى التنظيم وقتا إضافيا ليرتكب المزيد من الجرائم بحق المكونات التركمانية والايزيدية والمسيحية الأشورية مما دعى وزارة حقوق الانسان لتوثيق كافة الجرائم التى ارتكبت بحق مواطنين عراقيين بغض النظر عن انتمائهم ومذاهبهم منذ سيطرة تنظيم داعش على شمال العراق..".
وعليه فان كل التقارير الصادرة سواء من قبل الدولة العراقية او من جهات مستقلة تؤكد بان المرأة أيزيدية والاشورية المسيحية وتركمانية الشيعية قد تعرضت الى انتهاكات جنسية من قبل مجرمي داعش بسبيهن من مناطقهن بعد ان تم تهجير قسرا كافة القاطنين في قرى الاشورية والايزيدية في سهل نينوى ولم يتم احصاء عدد الشهداء الذين تم تصفيتهم من قبل التنظيم بحق المكونات الاشورية المسيحية والايزيدية والتركمانيةالشيعية، لان هناك اعداد كبيرة من المدنيين تم قتلهم وتصفيتهم من قبل داعش لكن ليس هناك أى اثر لهم وهم مدرجين فى اعداد المفقودين.
فان ما تتركه هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها تنظيم داعش الارهابي في نفسية المجتمع العراقي غير مسبوقة تعمل على تهديد مستقبل التعايش السلمي بين افراده، وتسعى لتأجيج حملات الابادة الجماعية والحرب الأهلية الطاحنة على الهوية الطائفية تم تثبيتها وتكريسها خلال الحقبة ما بعد احتلال الامريكي للعراق عام 2003.
ان تنظيم داعش الارهابي قد وضع العراقيين امام اوضاع كارثية غير مسبوقة، وذلك من خلال سبيهم للنساء ومن خلال تهجير مكونات وقلعهم من جذورها بعد ان كانوا هم ابناء حضارة وادي الرافدين في العراق كالاشوريين المسيحيين، موجهين لهم ضربات موجعة بتهجيرهم القسري واحراق كنائسهم وتدمير اثارهم من مدينة الموصل لتلغي لهم اية امكانية لحياة آمنة في المستقبل القريب، اذ لا تتردد هذه التنظيمات الارهابية من ارتكاب اية عملية قتل حتى تجاه الاطفال من قطع رؤوسهم او بيع الاعضاء البشرية، اذ انهم يستغلون بيع النساء والمتاجرة بأعضاء الاطفال لغرض تمويل دولتهم الاسلامية في العراق والشام كما فعلوا بقطع الاثار الاشورية التي قلعوها من مواقع الاثار وتهريبها الى الخارج والتي لا تقدر بثمن وبيعها لسماسرة الاثار لاغراض تمويل جرائمهم في المنطقة .
و تروي شهادات من موقع الحدث بان "..مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي قطعوا رؤوس أطفال مسيحيين عراقيين رفضوا الدخول في الإسلام، فلقد تم قتل أعداد كبيرة من المسيحيين في قلب مدينة الموصل ، بعدما رفضوا النطق تغير ديانتهم المسيحية إلى الإسلام، وكان الموقف الأكثر تأثيرا حينما حاولوا الضغط على أحد المسيحيين، وهددوه بقتل أطفاله، إذا لم يدخل في الإسلام، فما كان منه إلا نطق بالكلمات التي تؤكد تحوله دينيا، وكشفت التقارير ايضا عن شهود عيان واقعة قتل أربعة أطفال وجميعهم دون الـ 15 عام، تعرضوا لضغوط هائلة لتغير ديانتهم، ولكنهم رفضوا فكان مصيرهم قطع رؤوسهم.." ، وبنفس الاسلوب تعاموا مع الايزيدين والشيعة التركمان ، وهكذا يمارس هذا التنظيم الارهابي جرائمه ضد المكونات الدينية والعرقية، وفرض تعاليم متشددة، وخيروا الأيزيدين والمسيحيين الاشوريين بين الدخول في الإسلام أو دفع الفدية أو القتل وقام بتشريد الآلاف منهم وتهجيرهم بعد ان قاموا بحجز النساء والفتيات من تلك العوائل ليقتادوهم فيما بعد الى أوكارهم القذرة بغية اغتصابهن وسبيهن بطرق وحشية قذرة وقد فرض تنظيم (داعش) إجراءات صارمة للباس في المناطق التي يسيطرون عليها، ففي الموصل فرض واجبروا على النساء ارتداء النقاب الذي يغطي الوجه بأكمله. وحينما "دفعت بعض الطبيبات في الموصل للإضراب احتجاجا على قواعد اللباس لأنها تعوق قيامهن بعملهن على أكمل وجه، فأتى رد فعل مسلحو (داعش) بقتل طبيبة في (13) آب الماضي حين حاولوا إخراجها من منزلها في جنوب الموصل بمزاعم مشاركتها بالتنسيق والمشاركة في الإضراب، كما هددوا الطبيبات المشاركات بالإضراب بالاستيلاء على منازلهن وممتلكاتهن إذا لم يوقفن الإضراب ويلتحقن بعملهن" كما وقاموا بتفتيش المنازل في احياء متفرقة من مدينة الموصل ليقتادوا الفتيات مقيدات بسلاسل من قبل أمراء الدواعش تحت مسمى (جهاد النكاح)، متسببين بانتحار بعض من هؤلاء الفتيات ممن لم يحتمل هذا الفعل الشنيع ، ولم يكتفوا هؤلاء الدواعش بذلك، بل قاموا بقطع الأيدي وجلد كل من يتفوه بكلمة داعش (مختصرة ) ودون تعظيم، اي ان ممارساتهم أتت مزيجا من وحشية وسادية وشذوذ وطيش وتحقير والاستعلاء الديني، فهذا التنظيم الدموي وبتصرفاته البربرية فرض علي الموصليات لبس الخمار الأسود للمتزوجات والأبيض لغير المتزوجة، وغطاء غير محدد اللون لليدين مع منعهن من الالتحاق بأعمال أو وظائف خارج المنازل، باستثناء الطبيبات المتخصصات بالأمراض النسوة في المستشفيات والعاملات في حقل التمريض.
ومنع التنظيم داعش الإرهابي النساء من الخروج المنزل إلا بمرافقة محرم من الرجال ولدواعٍ ضرورية فقط، كما ألغت داعش اختلاط الطلبة في المدارس والكليات والمعاهد وفرضت عقوبة الجلد للمخالفات وقاموا مقاتليه بمراقبة التزام الناس بالزى الداعشي في الأسواق والأماكن العامة ، كما قام هذا التنظيم الدموي باصدار مجموعة من التشريعات (لتخريب )وليس (لتنظيم ) الحياة كما يدعون في مدينة الموصل وحسب شريعتهم الدموية ، ومما صدر نذكر منها :
المادة الرابعة عشر من وثيقة المدينة التي ألزمت نساء الموصل بارتداء ثوب فضفاض يغطيهن والبقاء في المنازل وعدم الخروج منها إلا لحاجة الملحة.
كما أصدروا قرارات بختن جميع الفتيات -كما ذكرنا سابقا – من الطالبات في المدارس وعدم السماح بالاختلاط .
كما انهم الغوا تدريس مادة الرياضة والفن من مناهج الدراسة .
وجلد أي مدرس او معلم أربعين جلدة اذ غاب عن الدوام بدون تقديم عذرا عن ذلك .
وقد اقام هذا التنظيم نقاط تفتيش في أنحاء متفرّقة من المدينة، لمراقبة التزام النساء بارتداء الخمار وتفتيش المركبات لتأكد من ان ركابها من النساء ملتزمات بارتداء أغطية الرأس والوجه واحتجاز كل من يخالف ذلك لتكون عقوبتهن الجلد امام أنظار الجميع .
وفي ظل هذا التشريعات الصارمة اختفت النساء من المشهد العام في مدينة الموصل وبالكاد تشهد امرأة تجوب في شوارع المدينة ، وفي ظل هذه المأساة التي لا مثيل لها في التاريخ وما يزال مشهد العنف المسلح والارهاب الوحشي قائم يدفع ثمنه الاكبر في هذه الكارثة الاشوريين والايزيدين وبعض المكونات الاخرى واهالي المدينة على ايدي العصابات الاجرامية الداعشية حيث دفعوا هؤلاء الى التشرد والهجرة الى الخارج المدينة . ومع استمرار النزوح فان الحياة اليومية لهؤلاء النازحين في غاية الصعوبة وقد اضطر الكثير من العوائل بأكملها الى الهروب وبسرعة ، وهم لا يملكون شيئاً غير ملابسهم ،الى خارج المدينة الموصل خوفاً من بطش الارهاب الوحشي الظالم ، وبسبب تصاعد موجة العنف في مدن التي احتلتها داعش نزحوا الاف الاشخاص و تركوا منازلهم هاربين من انعدام الامن والامان وبسبب هذا العنف الدموي اليوم ، فهؤلاء النازحون يعيشون اليوم واقع مرير وصعب بحيث ليس هناك ما يفرشونه لكي يناموا عليه، وليس هناك اية مستلزمات لحياتهم اليومية، وفي هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها في هذه المخيمات وهناك الكثير من الاطفال يحتاجون الى الرعاية والعلاج وهذا ما يعرض حياتهم لخطر الموت جوعا وبردا، والاوضاع مرشحة لمزيد من التدهور مع حلول الشتاء البارد وان معاناتهم تتفاقم يوم بعد اخر وما يتم توزيعه من المساعدات البسيطة والتي تقدم لهم من قبل منظمات مدنية من هنا ومن هناك، لا ترتقي الى مستوى المطلوب وهي اكيد لا تستوعب كل طلبات هولاء النازحين ، فأين دور الحكومة في هذه المعانات ... اليست الدولة وسياساتها هي المسؤول الاول و الاخير لمثل هكذا معاناة... !...؟.

ومما سبق نستشف بان الأحداث المتسارعة التي تضرب الشعب العراق مؤلمة للغاية وهي بحاجة إلى المزيد من التدبير والتفكير، ووضع خطط استراتيجية وميدانية سريعة لانتشال البلاد من الفوضى العارمة التي تجتاح المدن العراق الغربية بعد احتلال داعش لها لانقاذ الوطن و الشعب من نزيف الدم اليومي. ووضع حلول لمشكلة التقاطعات السياسية الذي ترك سلبياته مدمرة في المجتمع ،وما آل أليه وضع البلاد يعود الى هذا السبب بالذات واذ ما استمر هذا الوضع قائم فان العراق معرض الى تفكيك وبما لا يحمد عقباه ، فلابد ان كانت هنالك ارادة لانقاذ الوطن من الانزلاق والى التقسيم والحرب الاهلية ، ان يبادروا جميع الفرقاء والمشاركين في العملية السياسية لادارة الدولة في توحيد الخطاب الرسمي لدولة ورسم رؤية مشتركة لواقع العراق ومستقبله, وتعزيز المصالحة الوطنية وبناء جيش وطني بعيدا عن اية تحزبات طائفية وحزبية وتطوير قدراته ووضع حلول وتصورات عملية ووطنية للمعالجة الاوضاع القائمة وآليات عمل ميدانية لتحرير كل مناطق العراق من أيدي تنظيم ما يسمى بدولة الاسلام ، وعلى الدولة العراقية وسلطاتها التشريعية والتنفيذية الاسراع بفتح ملفات الانسانية لمساعدة المرأة و النازحين والمهجرين ليتمكنوا الرجوع الى منازلهم مكرمين معززين وتعويضهم بما يليق بإنسانية الإنسان وأدميته بعد رحلة معاناة وماساة صعبة، ووضع برامج إعادة تأهيل للنساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف الجنسي من قبل تنظيم (داعش) الارهابي وبما يليق بدور المرأة في المجتمع، وعدا ذلك فان اية حلول جزية لن تجدي نفع بقدر ما يكون أمره كإطفاء جمرة بالرماد ما ان تهب عليه الرياح حتى تشتعل من جديد ، واذ ما اشتعل النار ثانية في العراق فانه لا محال سيحرق العراق برمته ولن يسلم منه حتى أولائك الذين خططوا لذلك .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ ...
- محنة النازحون العراقيون في المخيمات
- التذوق و جماليات الفن التشكيلي
- كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
- لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
- الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!
- هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
- الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
- اساطير
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية
- شعبي .. شعب العراق
- سوق السبايا في العراق
- النهر الثالث
- حب لا يسمح طبعه في العراق
- بغداد


المزيد.....




- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فواد الكنجي - جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!