أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ذكرى/ قصة قصيرة جداً














المزيد.....

ذكرى/ قصة قصيرة جداً


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


تلك المدينة الكبيرة،
بشوارعها الراسخة وهوائها البارد الذي يلسع الوجوه،
ذلك المطعم الدافئ الذي يقدم أجود أنواع السمك، بفضائه الحميم ونادلاته الجميلات.
ذلك المقهى الرصين الذي يتجمع فيه العشاق وغير العشاق، لاحتساء قهوة تُغلى في وعاء معدني كبير فوق نيران الحطب الوهاجة.
ذلك الدرب الضيق في الحي القديم،
بأبنيته ذات الطراز المعماري الفريد، وبالعازفين الهواة المنتشرين على جنباته.
تلك المرأة النحيلة،
بشعرها الطويل المنسدل على الكتفين، وبالكوفية التي تحيط بالعنق الرقيق، تأخذني إلى المطعم وإلى المقهى وإلى الدرب الذي يعزف فيه العازفون ألحانهم، ولا تنسى بين الحين والآخر أن تواصل الاعتذار، لأن زوجها لم يتمكن من مرافقتنا، بسبب ذهابه إلى اجتماع طارئ لا يحتمل التأجيل.
تلك المرأة الجميلة، واصلت التحدث معي بكل براءة ودون تكلف، كما لو أنني أعرفها منذ سنين.
عادت بي إلى الفندق ذي الطوابق العشرين، افترقنا عند الباب، ولم ألتق بها مجددا إلا بعد سنتين حينما جاءت إلى شرقنا، مع جثمان زوجها الذي اغتاله الرصاص.
قدمت لها واجب العزاء، والدموع تسح من عينيها، اللتين رأيت فيهما تلك المدينة الكبيرة، المطعم الدافئ، المقهى الرصين، الحي القديم، الدرب الضيق، العازفين الهواة، وكلامها العذب الذي ما زلت أسمعها تعيده علي كلمة كلمة كلما اقترب المساء.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النافذة/ قصة قصيرة جداً
- عيد ميلاد/ قصة قصيرة جداً
- السوق/ قصة قصيرة جداً
- السؤال/ قصة قصيرة جداً
- تمزق/ قصة قصيرة جداً
- فستان/ قصة قصيرة جداً
- فرص/ قصة قصيرة جداً
- مقهى/ قصة قصيرة جداً
- عتاب/ قصة قصيرة جداً
- جدول/ قصة قصيرة جداً
- اقتران/ قصة قصيرة جداً
- رحيل القائدين: زيادين وعواد
- أحوال/ قصة قصيرة جداً
- افتقاد/ قصة قصيرة جداً
- نزهة/ قصة قصيرة جداً
- مطر/ قصة قصيرة جداً
- الشجرات الثلاث/ قصة قصيرة جداً
- مقبرة/ قصة قصيرة جداً
- مفارقة/ قصة قصيرة جداً
- عيد/ قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- الاحتمال صفر
- أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه ...
- النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
- فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ذكرى/ قصة قصيرة جداً