أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع














المزيد.....

المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نظرية المجتمع

نظرية المجتمع مفهوم كثيرا ما تناولته الدراسات البحثية بشقيها النظري والتجريبي معتمدة في كل الحالات على مذاهب فكرية تبلورت صورتها وتكاملت خطوطها التصورية إبتدأ من منتصف القرن الثامن عشر وأخذت أشكالا وأنماطا تتراوح بين أعتماد اهمية العنصر الوظيفي وحده للمجتمع وتطوره أو على الدراسات التي تنتمي إلى علم الإنسان وما يترشح منها من مفاهيم ومواضيع .
وتبقى النظرية الأجتماعية الإنسانية المتطورة بحاجة للمزيد من التنظير الفلسفي والبحث العلمي والدراسة الميدانية ليس فقط لدراسة أسس وتكوبن المجتمعات الأولى وتطراتها بل لأستنباط قوانين وقواعد فكرية تحاول أن تستوعب المجتمع الإنساني الحدبث كله بما فيه من أزمات وإشكاليات وروى وأهداف لا تنتهي بحدود معينة, ولكنها تتضخم مع تعقد وتشابك الروابط الأجتماعية البينية الجديدة والمستجدة ,وإضمحلال ووإندثار الكثير من النتائج البحثية السابقة وعدم ملائمتها للواقع الأجتماعي الحالي.
نفهم النظرية المجردة من التوصيف على أنها عبارة عن "منظومة من مجموعة قضايا تجريدية ومنطقية مصاغة في شكل مفاهيم يمكن تطبيقها أو أتخاذها كقواعد نتعامل معها في مجموعة محددة من المواضيع التي تنتظم تحت وصف معين" , مثلا النظرية الأجتماعية هي مجموعة من الإفتراضات الممتحنة بالتقرير العقلي المستند على قراءة واقعية للمجتمع بحيث يمكن أن ندعي القابلة للتطبيق في محدد وهو المجتمع وهي تحاول شرح وتفسير العلاقات بين الظواهر الإجتماعية المختلفة ومن خلالها يمكن لنا القياس والتنبؤ بأي فعل أجتماعي أو تحول أو تطور على ضوء ما تم تجربته وتسطيره في مضان النظرية .
إذا النظرية ليست وليدة تفكير منعزل ولا أبتكار فوقي من دون وعي وتجربة وترقب وتدقيق حقيقي في كل مظاهر الإنسان الأجتماعية ,وهذا يعني مع تشابك علاقات الإنسان وتنوعها والتأثيرات التي تصوغ التجربة وتخلق له قيم ومحركات وضوابط وحدود ,فهو معرض في وجوده للكثير من العوامل المحددة للسلوك الأجتماعي وخالقة له ومن أهمها ما يسمى (بالنمط الوصفي للوجود) .
النمط الوصفي هو من أكثر العوامل الخارجة عن المجتمع والإنسان معا ولكنها فوق وعيه وأكبر من قدرته على ردها أو التصدي لها لأنه لا يتحسس تأثيرها المباشر ولكن تتسلل لوجوده من خلال البقاء تحت أثرها وتأثيرها ,ومن هذه القوى النمطية البيئة المكانية التي تضم وجود المجتمع وما تفرضه من توافقات جبرية لا بد أن يسلكها الإنسان ليصل للتوازن .
تتعدى حدود هذا النمط ليس في رسم طريقة العيش وسيرورة الوجود الأجتماعي فقط ,مثلا البيئة الجبلية تفرض على المجتمع السكن الطبيعي وفق محددات ما تتناسب مع ما يحميها ويجعل التواصل بينها سهلا وممكنا وأن يراع الإنسان حالة الجغرافية ,فترى شكل التجمع البشري هنا كثيف ومتمركز حول نواة, بينما في المجتمع الصحراوي حيث المساحة مفتوحة والتجمع متعرض دائما للتحول المكاني والتغيير ولحاجة كل عائلة لمساحة مخصصة لما تملك من قطعان حيوانية نشاهد أنها تفترش مساحات مفتوحة ومتباعدة بعض الشيء دون أن تمنح نفسها تحصين للمكان لأنها لا تهتم كثيرا بالبقاء الدائم .
كما يؤثر النمط الوصفي على العلاقات الأقتصادية والروابط التي تكشف عن شكلية مصادر الثروة والملك في داخل المجتمع وأيضا تكشف عن نوعية وأثر علاقات العمل عامة على صورة التصرف الجمعي الغالب وليبس الجمعاني الظاهر ,في المجتمع الزراعي يحرص المالك والمزارع والفلاح على البقاء قريبا جدا من مكان العمل ولا يحاول أن يتخد مكانا حياديا بعيدا عن وجود الملكية, في مجتمع المدينة تختفي هذه المبررات لتستبدل بخيارات التناسب والمناسبة والتمركز حول مجموعة مراكز وأماكن مقدمات الخدمات العامة وسهولة الوصول إليها .
النمط الأجتماعي الوصفي مهم أيضا في تحديد وشكل المنتج المعرفي الإنساني بجميع النواحي التي يتحرك بها أو من خلالها وذلك لإنعكاس الأثر البيئي على الصورة الذهنية التي يرسمها عقل المجتمع الفرد والمجتمع الإنسان, في المجتمع البدوي النمط الوصفي قائم على خصيصتين الأولى التحرر من قانون المكان وثانيا التطرف في قيمة الأنتماء ,هذا التحرر والتطرف يجتمعان معا في صورة ذهنية غالبة بالمنتج المعرفي لدى الإنسان البدوي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح6 ,الوعي التكويني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة
- الشخصية الأجتماعية ج1
- الشخصية الأجتماعية ج2
- الشرطي عريف 15 ج1
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع