أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي














المزيد.....

المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 10:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بناء الوعي

الانسان العاقل يبني وعيه الأبتدائي والخاص بطريقين الاول تكويني فطري مكنون في أصل النظام العقلي لديه وهو نظام متعدد ومتطور وقابل للحركة كما أنه قابل للسكون لذا لم يكن الوعي الانساني وعيا واحدا بالشكل وبالتشكيل, والطريق الاخر هو مايرسمه الوعي الناتج من هذا الطريق الاول كي يكون مقدمة لبناء وعي ثاني يسمى الوعي المصنوع أو المتصنع, الفرق بين الاول والثاني تماما هو الفرق بين العقل المطبوع والعقل المصنوع .
في كل وعي شخصي هناك أس قضية لها صلة بشكل الوجود كما لها علاقة بين الوجود من جهة والانسان من جهة اخرى ,منحنيات الوعي الانساني ومساراته لا تتحدد بناءً على إرادة الانسان ولا استجابة لقوانين الوجود فقط وانما هي سلسلة من عمليات تأثير وتأثر متبادلة ومتنوعة متشاكلة وفق منظومات عمل وترابط في الوظائف والأداء ,إنها عملية بناء وهدم مستمرة ومتواصلة تتشكل في النهاية منها القضية الرئيسية الكبرى وهي ما يمكن ان نسميها الحقيقة الجدلية الوجودية في تاريخ الانسان .
هل هذا الفهم مثلا يكفي تماما في البحث عن الوعي ليكون الإنسان واع أولا ,أم أن كل المقدمة هذه ترجع في حقيقتها لنظرة من جانب واحد هي نظرة الإنسان ذاته ولا بد من الإستماع للوجه الأخر من القضية ,حسنا يمكننا الأن بعد أن رسمنا حدود فكرة الوعي نستطيع أن نحتفظ بها حتى نقابل ونقارن فكرة الوجود عن الإنسان .
المعيار الذي أعتمدناه في بناء فكرة الوعي يعود إلى عملية عقلية وحسية ومنطقية متكاملة ومتلازمة أساسها الملاحظة الخارجية بكل سبلها (بصرية أو سمعية ذوفية أو حسية أو باللمس للوجود الحولي الخارجي وأيضا الإستشعار الذاتي لما في الذات وترابطه مع كل قضية الموضوع محل الوعي) ,وهي ما تسمى بمديات القوة النفسية وأشكالها ,أي حتى تكون قادرا على الوعي يجب أن يكون لك متحسسات عاملة قادرة على أن تتصل بقوة داخلية يمكنها أن تترجم لك كل المحسوس إلى زمزية خاصة يدركها مترجم خاص لتتحول إلى مدرك محدد ومعلوم وفق خزين الذاكرة من الوعي السابق لتتحول إلى صورة ذهنية ومنها إلى فهم محدد وواعي, السؤال هل الوجود كله كائن واحد يملك هذه المؤهلات ,قيمة الجواب وشكله تحدد الإجابة على السؤال الأول السابق .
البيئة الطبيعة المادة الما حول الكون هذه المسميات التي هي خارج وصف كينونة الإنسان معنية بالسؤال والأجابة كما هي معنية بوعينا كمكون له القدرة أن يتصدر كل المسميات السابقة ,وهو وحده من يحق له أن يخلق لها صور وأشكال لصور ذهنية يرسمها بمهارة النظام العقلي لديه ,هنا شارك الإنسان في رسم ما هو أعظم منه وأكبر وأكثر تأثيرا من وجوده بالعقل الذي يمارس الوعي, لقد أختزل الإنسان فكرة الخلق والإنشاء بفكرة الوعي الذاتي على مستوى إدراكه المحدود ,هذه هي عظمة الإنسان الكائن الأصغر من الوجود عاما .
إذا الوجود ليس بمدرك على الأقل من خلال وعينا نحن ,غير مدرك للخارج ويمكنه أن يعط صورة أو يخلق تصور ,أما ذاتيت فلا يمكن إنكار إدركه لما فيه وإلا لصار الكون مجرد عبث غير منضبط وغير منتظم وغير مستجيب لوعيه الذاتي الذي هو وعي مقونن مطلق لا يخرج عن أس التكوين ولا ينفلت بأتجاه التجديد أو الحدوث مرة أخرى ,لذا تبلور عند الإنسان قانون يتعلق بالوعي الذاتي للوجود وهو أن المادة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتحول من شكل لأخر وفق نظام مطلق غير قابل للخرق أو الأنتهاك .
القوانين التي تتحكم بالوجود هي قوانين ذاتية للكون مخلوقة بالتكوين وهي جزء من ذات الوجود ونظامه ,وهي صورة حقيقية لوعي المادة لكن بصورة تتناسب مع كونها المجرد الخاص فهي لا تتجرد منه ولا يتجرد هو منها بل هم في الأساس في وحدة حدوث واحدة ,إنها شخصية أكيدة لوجود الوجود ومعبر عن طبيعته الجامدة ظاهرا.
ولكن هل هذه القوانين لها وعي بالإنسان كعنصر أخر مقابل للوجود لو أفترضنا جدلا أنه خارجا عنه ,الحقيقة الأكيدة لا ولا يمكن أن نجد جواب غير هذا لذا فليس للوجود المادي المجرد من الحس الطبيعي وعي كوعي الإنسان إلا من خلال كونه جزء مكون من من كائن يتمتع بوعي ذاتي فقط .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة
- الشخصية الأجتماعية ج1
- الشخصية الأجتماعية ج2
- الشرطي عريف 15 ج1
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان
- تراتيل أعظمية
- الشرطي عريف 13 ج1
- الشرطي عريف 13 ج2


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي