أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 15 ج1














المزيد.....

الشرطي عريف 15 ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


((15))-1

يكاد يصبح الصباح والكل ينتظر أن يفهم ماذا جرى في الليلة الماضية العاصفة بأحداثها بعد الإطاحة بحكومة عبد الرحمن عارف ,الأخبار المتناقلة في بعض البيوت عبر المذياع وما يتناقله الرجال من نشرات الأخبار توحي أن تغيرا كبير في شكل السلطة وأن بغداد الأمس لن تكون هي بغداد اليوم ,وأول الملامح كانت هنا في مركز الشرطة حيث تبين أن مأمور المركز الذي قبع سنين هنا ممن له صلة بالقادمين الجدد .
غاب من ظهر أمس النظام في المدينة وبرزت بعض العناصر وحملت سلاحا لتجوب الشوارع القصيرة والمتربة وإن كانوا يعدون على الأصابع ,أحدهم وكان معلما في مدرسة أبتدائية تربع على كرسي مدير الناحية وصار هو من يصدر الأوامر فيها ,بينما المدير ما زال مختفيا لا يعرف أحد أين ذهب ,عريف بالحقيقة يجهل القصة ومعطياتها بالكامل ولكنه بقي ملازما للمعاون في كل حركاته وسكناته مقابل شراسة المأمور الذي يحاول أن يستولي على كل الصلاحيات .
القاضي أيضا خرج من المدينة متجها إلى مركز اللواء كي يتلقى أي تعليمات جديدة ,لكنه إعيد من بوابة القضاء بعد أن تلقى ما يشبه التعليمات الرسمية من مراجعه ومن محكمة القضاء ,نحن مجرد موظفين في ملاك الدولة ولسنا من ملاك الحكومة , الدولة هي الأساس والحكومة هي الراعي الذي توكل له مهمة الحفاظ على أركان الدولة .
شيوخ عشائر ووجهاء وكبار أهل البلد أصابهم الفزع مما يجري والأخبار المتناقلة توحي بمزيد من التوتر خاصة وأن من يتربع في بغداد اليوم ممن له تأريخ مرير معهم سجلت بعض أجزاءه بالدم ,الرجعيون هنا ,كان هذا صوت أحد الشباب ممن حمل السلاح هو ومجموعته ليطوف بشوارع المدينة حفاظا على المستجد من الوضع , القلق سيد الموقف والأنظار تتجه دوما للمركز والناحية ومن يمسك بمفاتيح النظام بها .
إشاعة تتناقل بين الناس أن حميد شقيق الحجية أم علي كان ممن ورد أسمه في الأخبار واحدا من رجال العهد الجديد ...ذهب عريف ليتقصى الأمر من عمته والتي تفاجأت هي الأخرى بما يدور , تعلم جيدا أن شقيقها كان يعمل بالسياسة وأنه قد فصل من وظيفته مؤخرا وهو يعان كثيرا من جراء ذلك ولا يمكن أن تؤكد أو تنفي ما يشاع ,وأخيرا قررت أن تتصل به من مكتب البريد الذي أعتذر لهما أن الإتصالات مقطوعة مع اللواء فكيف ببغداد .
إذا كان حميد هو ممن سيكون من رجال العهد الجديد سيكون ذلك أملا جديدا وغير متوقع لعريف وقد يعلن أصله ونسبه منه لتنتهي مأساة طويلة أمتدت لنحو عشرين عاما ,هذا ما كان يراود فكر حاج محمد وهو طريح فراشه ,لا بد أن تكون الحاجة أم علي على قدر إيمانها وتبادر لأخيها وتعلمه بكامل الحقيقة مرها وحلوها لأنها صادقة بما في إيمانها من حق ,هكذا طلب من عريف أن يذهب ليخبر الحاجة أم علي بما فكر به .
في أخبار الساعة الثامنة مساءً ومن إذاعة لندن تبين للجميع من هم القادمون الجدد ,إنهم البعثيون في إنقلاب أبيض قاده بعض الجنرالات والبعض من المدنيين من بينهم حميد, هكذا أصبح الأمر مؤكدا أن هذه المدينة مع موعد جديد وفصل أخر من فصول تاريخها الملون بين الإقطاعية المترسبة وأمتدادتها وبين فئة من الشباب المتعلم الذي أستهوته السياسة والصراع ولينين وجمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم وميشيل عفلق وأخرون ينتظرون كفة الميزان ليقرروا من أين تؤكل .
تم سحب الضابط والذي رقي منذ يومين فقط إلى رتبة نقيب من مهامه معاونا للمركز إلى مركز اللواء ,وتم تنسيب ضابط جديد برتبة ملازم ثان حديث التخرج ليقوم بمهام المعاون ,فيما أعطيت كل الصلاحيات الأمنية للمأمور والذي تمتع بثقة ودعم من مدير شرطة القضاء الجديد حتى فوق صلاحيات المعاون ,كما منحه سلطة أعتقال وتحقيق مع كل مشتبه به مم يظمرون العداء للنظام الجديد أو رجاله .
كان أول أهداف المأمور المخبئة ...عريف الذي يحمل له كما تبين من غيظ شديد وعداء كامن في النفس لا تظهره التصرفات اليومية, إنما كشفته الأحداث السياسية وما رافقها من تبدلات عميقة في شكل السلطة وتوزيع قواها ,لقد تم الزج به مباشرة وبدون حتى علم المعاون في التوقيف بتهمة الولاء للنظام السابق , عريف الذي لا يعرف حتى ما هو النظام السابق فكل حدود معرفته لا تتعدى ضباط المديرية في القضاء وهنا المركز هي الحكومة التي يمثلها أو يتمثل بها ويؤمن بها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1
- الشرطي عريف 14 ج2
- حروف بطعم الإنسان
- تراتيل أعظمية
- الشرطي عريف 13 ج1
- الشرطي عريف 13 ج2
- الشرطي عريف 12 ج1
- الشرطي عريف 12 ج2
- الشرطي عريف 11ج1
- الشرطي عريف 11 ج2
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 15 ج1